گودو الآبوجي لن يأتي أبداً:
انتظرت طويلاً حتى أسمع من “مثقف” آبوجي بياناً ولو مقتضباً من جملة واحدة يدين ما تعرض له الكاتب الخمسيني القاص بير رستم في مدينة جنديرس من إهانة هي موجهة لكل من يكتب بالكردية أينما كان، فكان انتظاري أكثر عبثية من انتظار غودو.
تنكة الايديولوجيا:
أيها المجرم الذي تريد بيع الزيت في يوم المؤامرة الكونية، أما كانت تنكات زيتك تستطيع الانتظار قليلاً حتى ينتهي الحمار الذي امتلأت تنكة رأسه بالزيت الايديولوجي المقدس، من صب “زيت” لعناته على أردوغان وجبهة النصرة الحليفة (التي زيَّتنا براغي علاقاتنا بها بدم الذين سقطوا في شوارع سرى كانييه التي ما زال البعض يشحذ باسمها في مدن العالم) قبل أن يجرك من ياقتك!! كان عليك أن تريق الزيت على جسدك وكتبك وتشعل النار لتصبح قرباناً في طريق مجد الميليشيلت الفاشية.
كان عليك أن تفرغ تنكاتك من الزيت لتجعلها فيما بعد طبولاً فتقرعها وتنضم إلى جوقة “روناهي” للدجل الشعبي والطرطرة.
يقيناً يا بير رستم لو كان ذلك الحمار العقائدي الذي جرك من ياقتك يفك الحرف بأي لغة، لاحترم عمرك على الأقل وأنت في عمر أبيه بلا شك بل ربما جده..لطلب منك أن تعلمه الكتابة والقراءة بالكردية بدل أن يهينك..
لو أنه كان يعرف أحمد خاني أو جكرخوين أو ملايى جزيري أو أي كاتب كردي طرطور من شاكلتنا لاحترم كتبك الكردية ومعاناتك في نشرها وأمسياتك التي كنت تقيمها لقراءة الحرف الكردي في ظل رعب الدولة البعثية البوليسية التي باضت دجاجتها وفرَّخت أمثال هؤلاء.
يؤسفني أن هؤلاء الفاشيست يأخذون كرد سورية رهينة في أيديهم..
فيحلبونهم ويسلبونهم الكرامة قبل المال، يجرون مثقفيهم، ويختطفون سياسييهم ويتحالفون مع جلاديهم ويبرمون شواربهم بعد كل ذلك انتشاء بالنصر على الشقيق العدو..
ويؤسفني أكثر أن من يساعدهم ويصفق لهم ويشرعن أعمالهم المقرفة هذه بصمتهم كانوا لنا إخوة وأصدقاء وزملااااااااء في همَّ الكتابة وسعادتها.
المهم سلامة تنكاتك يا بير رستم واللعنة على من يمنع بيع الزيت لكي يبيع ليل نهار (زيت الشعارات المسموم).
فكرة:
حتى لا تتعرض للمضايقات مرة أخرى يا صديقي، عليك بالاتجار بالحشيش والمخدرات..فأنا أعرف عن قرب تجارَ مخدرات “محترمين ووطنيين جداً” ولم أسمع بأحد جرهم من ياقاتهم أو أكمامهم!
ملاحظة:
أتقدم بالاعتذار إلى الحمير..
وأعتبر أن ما كتبته هنا من تشبيه بعض بني آدم بالحمير ليس من باب الإهانة بل من قبيل المشاكلة، فأنا أحب الحمير جداً وهذه صورتي وأنا أقبِّل جحشاً صغيراً في هولندا.
أحبكم أيها الحمير الحقيقيون، أحبكم جداً.
ملاحظة ثانية:
الرفيق “حمار” الذي يترجم مقالاتي إلى الكردية مشكوراً وبالعكس، حبذا لو يترجم قصة إهانة الكاتب بير رستم مع زميله الحمار الأيديولوجي أيضاً.
ملحق آنتي كريللا:
عام 2002 أحيا بضعة شباب من الطلبة الكرد حفل نوروز في حرم جامعة الرور في بوخوم وقد تمت دعوتي لحضور الأمسية النوروزية..
تفاجأت ببضعة يافعين يريدون تخريب الأمسية..
ثم عرفنا أنهم آبوجيون..
تدخلت وحاولت إقناعهم بأن ما يجري حفل نوروز ومن العار أن يفعلوا ما يفعلونه في بلد مثل ألمانيا..
كان أحدهم شديد الغضب ولما أراد إلحاحي في أن الحفل سيتم مهما فعلوا.ذهب إلى ملصق الحفلة وقال: انظر انظر..
لقد كتبوا هنا حرفي آ.
گ (AG)! فقلت وما الضرر في ذلك؟ فقال بيقين كبير: هذا يعني آنتي گریللا (ضد الكريللا).
وهنا سأشرح ما شرحته لذلك اليافع بالتفصيل:
هذان الحرفان اختصار لكلمة Arbeitsgeminschaft التي تعني العمل الجماعي أو مجموعة العمل، الجمعية (Arbeit تعني العمل و Gemeinschaftتعني المجتمع ، المجموعة..)..
وهي تضاف إلى أسماء كثير من المؤسسات وكان اسم الجمعية التي نظمت أمسية النوروز تلك G .Kurdistan A
آية من سورة (والفاشيات):
من يريد فرض فكرته عن طريق العنف والإكراه فاشيٌ نازيٌ من أي قومية ومذهب كان، وأياً كانت الفكرة التي يريد فرضها.
آمين
بايزيد.
26 شباط 2012