عبدالله كدو
بعد ” طوفان الأقصى ” ، بدأت الأحزاب الحليفة للحكومة الإيرانية بالانهيار والاستسلام بشكل أو بآخر، فحزب الله اللبناني خسر معظم نفوذه، وهو الآن مطالب بإلقاء سلاحه، وكذلك حركة حماس. أما الحركة الحوثية فتتلقى الضربات الموجعة، في حين سقط نظام الأسد وفرّ رئيسه هاربا، وأما النظام الإيراني – الراعي لجميع أولئك – فقد تعرّض لخسائر كبيرة جراء الهجمات الإسرائيلية على قواعد أسلحته داخل الأراضي الإيرانية، التي أدت إلى مقتل العشرات من كبار قادته، وأصبح سقف حلمه الحفاظ على بقائه، وسط شبه انهيار للأسوار التي كان قد أقامها عبر وكلائه لمنع وصول الهجمات إلى عقر داره.
وبناء على ما ورد، يُتوقع انتهاء حزب العمال الكردستاني (PKK) بشكله ومضمونه السابقين، إذ إن بداياته كانت بالتعامل والتواصل السياسي والميداني مع النظام السوري، الحليف الأساسي للنظام الإيراني، وذلك علنا وعلى الأراضي السورية واللبنانية منذ مطلع ثمانينيات القرن الماضي.
من نافل القول أن الأغلبية الساحقة من الكرد والأتراك متفقون على أهمية تنفيذ حزب pkk مشروع إلقاء سلاحه وحل نفسه ..لكن الاختلاف هو حول التوقيت والأسباب الحقيقية لذلك، وليس الأسباب المروّجة في رواية الحزب. فالحقيقة هي أن المشروع مطروح من الحزب بدون شروط سوى، ربما، شرط إصدار عفو عن كوادره للعودة الى بيوتهم.
وعليه، فإن مقولة “مشروع السلام في تركيا”، التي يستخدمها الحزب تجاوبا مع دعوة رئيس الحركة القومية التركي (MHP) “دولت بهشلي” – المدعوم من الحزب الحاكم – قبل نحو عام، تُسمّيها الحكومة التركية “مشروع تركيا خالية من الإرهاب”. وفي كلتا الحالتين، تأتي المقولة متوافقة مع سياسات الحكومة التركية ميدانيا وسياسيا وإعلاميا، إذ لا تزال الأوساط الحكومية تصر على توصيف الحزب كمنظمة إرهابية، حتى لا تخدش مشاعر الأتراك الذين يرون فيه عدوا لهم. وما إصرار الحكومة على إخراج جميع مسلحي الحزب من الأراضي التركية إلا تأكيد على تجاوبها مع رغبة أولئك الذين ما زالوا يعتبرون الحزب عدوا لهم، رغم تصريحات زعيم الحزب “عبدالله أوجلان” وقرارات مؤتمره التي تؤكد على إلقاء السلاح.
هنا لا بد من القول إن كثيرين يرون أن الحزب إنما يدعو إلى سلام غير مشروط ” مكرها لا بطلا “، في سياق التجاوب مع تداعيات “طوفان الأقصى”. وإذا كان الحزب يفسر توقيت وأسباب إلقاء سلاحه وحلّ نفسه بأنه جاء بعد تحقيق “الاعتراف بالوجود القومي الكردي في تركيا”، فعليه أن يتذكر أولاً أن هذا الاعتراف جاء تجاوبا لمعايير كوبنهاغن اللازمة للقبول بالانضمام الى الاتحاد الاوربي، حيث بدأت المفاوضات بين الحكومة التركية مع الاتحاد الاوربي بشكل رسمي في عام 2005، وكذلك سعيا من الحكومة التركية لسحب البساط من تحت أقدام pkk ولصرف أنظار الكرد عن إعلامه ، فقد بدأ ذلك الاعتراف – عمليا – منذ عام 2009 مع إطلاق الحكومة التركية القناة التلفزيونية الناطقة بالكردية TRT 6 التي سُمّيت لاحقا TRT Kurdî، ثم مع إدراج اللغة الكردية وآدابها ضمن مناهج عدة جامعات حكومية منذ عام 2012. وربما يرى آخرون أن الاعتراف بدأ مع دخول نواب من الكرد إلى البرلمان التركي منذ عام 1991 بأسماء أحزاب مختلفة، ومنها حزب الشعوب الديمقراطي (HDP) الذي تجاوز العتبة الانتخابية ودخل البرلمان رسميا بنسبة %13.1 في عام 2015. فلماذا لم يعلن pkk آنذاك عن إلقاء سلاحه والتحول إلى حزب سياسي؟
ثانيا، عندما كان شعار الحزب ” تحرير وتوحيد كردستان “، وبناء عليه أعلن الكفاح المسلح في 15 آب/أغسطس 1984، لماذا لم يعلن حينذاك بأن استخدام السلاح مرهون بالاعتراف بالقومية الكردية ، طالما يقول اليوم إنه لم يعد هناك من داعٍ لحمل السلاح بعد هذا الاعتراف؟
من الجدير بالذكر أن قيادة حزب العمال الكردستاني، لدى إعلانها الكفاح المسلح، حيث كانت تقيم في سوريا حينذاك، كانت تخاطب الشباب الكردي في سوريا والعراق وإيران قائلة:
“عليكم ألا تلقوا بالاً لتلك الأحزاب الكردية الإصلاحية الهزيلة التي لا تطالب باستقلال كردستان ، وعليكم التفرغ أولا لتحرير الجزء الشمالي من كردستان، فضعف الحكومة التركية والظروف الدولية سيسرّعان من تحقيق هدفنا، وبعدها سنعمل على تحرير بقية الأجزاء الكردستانية التي تنتمون إليها.”
علما ان زعيم الحزب قد أكد أن الكرد السوريين ما هم إلا مهاجرون قدموا من تركيا، وطالبهم بالعودة إلى تركيا “وطنهم المزعوم”، وذلك في عام 1996 في كتاب “سبعة أيام مع القائد آبو” للكاتب نبيل ملحم، حين كان يقيم في دمشق.
الطورانية التركيةكانت ولاتزال العدو رقم واحد لتطلعات الكورد،..والان اكثر من اي وقت مضى متمثلة بشخصية أردوغان وحاشيته الفاشية..
..اوجلان والدمى الاخرى ،وجدت لخدمة مخططاتهم …اقول وساعيد القول ..ابحثوا عن قنوات اتصال مع امريكا اسرائيل والسعودية…