الموت مصيبة.. في الأحوال العادية.. فكيف به إن زارك هذه الأيام؟

  إبراهيم الحسين

بالأمس كنا في عامودة..كانت السماء ذات لون طيني..
يلزمك الكثير من الصبر لتتخطى في هذه البلدة الوادعة طقوس دفن الميت..
كان البرد على أشده..والناس تبحث عن شيء يحد من الهواء الغارق في ثلجيته..
أمطرت السماء وحلاً ..فاتصل الرتق بين السماء والأرض..
وهرول الجمع بعد أنتهاء الدفن..
في الخيمة التي يكتنفها الظلام تشعر بثقل الأزمة..
الناس متكومة..تنتظر اللاشيء..
الكهرباء لا تزور عامودة إلا نادراً..
الوقود صارخ في سعره المتصاعد ومع هذا أنت مضطر لأن تؤمن ما يضيء الخيمة عبر محرك كان صوته ضائعاً فالمطر يعزف لحنه الذي كنا ننتشي به في أيام خلت.
الحديث واحد..الأقراء الوافدون من كل بلدات المحافظة ينقلون لك ذات الصورة التي تعاينها كل لحظة..ما يخفف الأسى ان الجزيرة كلها تتحد ربما للمرة الأولى..يوحدها الجوع الكافر..
الحديث عن الخبز والمازوت والكهرباء ومأساة الناس كان يقطعه بين الحين والآخر دعوات الترحم على الميت وقراءة سورة الفاتحة..

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

اكرم حسين في خطوة جديدة أثارت استياءً واسعاً في اوساط السكان ، تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي قراراً منسوباً لهيئة الاقتصاد التابعة “للإدارة الذاتية” برفع سعر ربطة الخبز من 1500 ليرة سورية إلى 2000 ليرة سورية ، وقد جاء هذا القرار، في وقت يعاني فيه اهالي المنطقة من تهديدات تركية ، وضغوط اقتصادية ، وارتفاع غير مسبوق في تكاليف المعيشة….

عبدالله ىكدو مصطلح ” الخط الأحمر” غالبا ما كان – ولا يزال – يستخدم للتعبير عن الحدود المرسومة، من لدن الحكومات القمعية لتحذير مواطنيها السياسيين والحقوقيين والإعلاميين، وغيرهم من المعارضين السلميين، مما تراها تمادياً في التقريع ضد استبدادها، الحالة السورية مثالا. وهنا نجد كثيرين، من النخب وغيرهم، يتّجهون صوب المجالات غير التصّادمية مع السلطات القمعية المتسلطة، كمجال الأدب والفن أو…

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…