شيرزاد هواري
البارزانية والبشمركة ليسا مجرد رمزين في تاريخ الشعب الكردي؛ بل هما تجسيد حقيقي للأصالة، والشجاعة، والإباء التاريخي، والوفاء الوطني. يمثلان تجسيداً لعقيدة النضال الكردي المستمر من أجل الحرية، والكرامة، والمساواة، والدفاع عن الأرض. إن كل من البارزانية والبشمركة يجسدان معاً صورة الشعب الكردي وقيمه الأصيلة التي تحمل معها الإرث التاريخي والحضاري للشعب الكردي في مختلف الأزمنة. فإذا كنت “بارزانياً”، فإنك تكون حاملاً لمسوؤلياتك الأخلاقية والوطنية والقومية، وتضع قضية شعبك في المقدمة.
البارزانية: الإرث والقيادة
البارزانية تمثل القيادة الكردية التي جسدت بصبرها وصلابتها مواجهة التحديات القاسية التي مر بها الشعب الكردي. يعتبر الرئيس مسعود البارزاني، ومن قبله والده مصطفى البارزاني، أحد أبرز الشخصيات التي كان لها الدور الكبير في قيادة الحركات الكردية في مختلف مراحل تاريخ الشعب الكردي. من خلال هذه القيادة، تم الحفاظ على القيم الكردية والتاريخية، كما تم العمل على توحيد القوى الكردية لتحقيق أهداف الشعب الكردي في كوردستان والعراق.
لقد كان مسعود البارزاني رمزاً للكرامة الكردية ومثالاً في الإصرار على تحقيق الحرية والحقوق المشروعة للشعب الكردي، سواء في مواجهة الحكومة العراقية أو في التصدي للمشاريع الإقليمية والدولية التي كانت تهدف إلى تقليص أو حتى إنهاء الهوية الكردية. هذا الالتزام بالقضية الكردية يتجسد في العديد من المواقف والمبادرات التي قادها الرئيس البارزاني، التي كان آخرها محاولة فرض الاستقلال على الأرض الكردية رغم التحديات العديدة.
البشمركة: درع الشعب الكردي
البشمركة هي تلك القوات العسكرية التي قدمت ولا تزال تقدم تضحيات كبيرة في الدفاع عن شعب كوردستان. البشمركة ليست مجرد مؤسسة عسكرية تقليدية، بل هي مؤسسة فخر وشرف تمثل روح المقاومة الكردية على مر العصور. وكلمة “بشمركة” تعني “الذين يواجهون الموت”، وهذه التسمية لم تأتِ من فراغ، بل تعكس شجاعة وقوة هؤلاء الأبطال الذين قدموا أنفسهم لحماية الأمة الكردية من كافة التهديدات.
تاريخياً، كان للبشمركة دور بارز في معركة الدفاع عن كوردستان ضد الأنظمة القمعية، وخصوصاً ضد النظام البعثي في العراق. لكن أهم أدوارها التاريخية تجسدت في معركة مواجهة تنظيم داعش الإرهابي، حيث كانت البشمركة أول من تصدى لهذا التنظيم المتطرف الذي هدد أمن العراق والمنطقة بأسرها. لقد كانت البشمركة، بفضل تكتيكاتها العسكرية وتضحياتها الكبيرة، الدرع الواقي لشعب كوردستان من بطش تنظيم داعش، كما لعبت دوراً حاسماً في استعادة الأراضي التي احتلها هذا التنظيم.
لقد بذل رجال البشمركة دماءهم وأرواحهم فداء لوطنهم، وفي هذا الإطار يمكن القول إن البشمركة ليسوا فقط قوات عسكرية بل هم حماة الإنسانية جمعاء. من خلال تضحية أفرادها، لم يقتصر دورهم على حماية الشعب الكردي فقط، بل وقفوا في وجه الإرهاب الذي كان يهدد الإنسانية في أرجاء العالم.
تقدير عالمي للبشمركة: الوسام في باريس
من بين الاعترافات العالمية التي نالتها البشمركة تكريمها في قلب العاصمة الفرنسية باريس، حيث أُطلق اسم “البشمركة” على أحد ممرات الحديقة الباريسية في حفل رسمي حضره الرئيس مسعود البارزاني. هذا التكريم لم يكن مجرد تكريم رمزي، بل هو تكريم يعكس احترام العالم لتضحيات البشمركة في مكافحة الإرهاب وحماية الإنسانية.
إن هذا الاعتراف الدولي كان بمثابة شهادة على الجهود الهائلة التي بذلها أفراد البشمركة في محاربة داعش وفي الدفاع عن أرضهم ضد كافة محاولات التوسع التي كانت تهدف إلى تهديد استقرار المنطقة. هو تكريم يعكس أيضاً الدور الإنساني الذي قام به البشمركة في الحفاظ على قيم الحرية والكرامة التي كان العالم بأسره في حاجة إلى تبنيها في تلك اللحظات التاريخية.
البشمركة في المستقبل: الأمل المعلق على القوات الكردية
مع تحولات الوضع في العراق والمنطقة، تحظى البشمركة بتقدير كبير من قبل التحالف الدولي، الذي يعترف بدورها الحيوي في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية. إن أبطال البشمركة الذين قدموا الكثير من التضحيات في معركة مكافحة الإرهاب، هم اليوم في صلب الاستراتيجيات الدولية لتحقيق الأمن والاستقرار في العراق وفي منطقة الشرق الأوسط بشكل عام.
لقد أثبتت البشمركة أنها قوة عسكرية مستعدة دائمًا لملاقاة التحديات الكبرى، والآن أصبحت هناك آمال معقودة على هذه القوات في المستقبل العراقي والشرق الأوسطي. في ظل الأزمات المستمرة والتحديات السياسية والاجتماعية في المنطقة، لا يزال البشمركة يمثلون الأمل لمستقبل مشرق للشعب الكردي وللأمة العراقية ككل. فالبشمركة لا تدافع عن كردستان فقط، بل عن حرية الشعب الكردي وحقه في تقرير مصيره، وعن استقرار العراق بأسره.
البارزانية والبشمركة هما روح كوردستان
إن البارزانية والبشمركة ليسا مجرد جزء من التاريخ، بل هما روح الأمة الكردية ومصدر إلهام للأجيال القادمة. من خلال التضحية والشجاعة، حافظت البشمركة على كرامة الشعب الكردي، وساهمت في نشر رسالة السلام والتسامح. ومع أن التحديات ما تزال قائمة، إلا أن البارزانية والبشمركة سيظلان في طليعة من يناضلون من أجل تحقيق آمال الشعب الكردي في الحرية والكرامة.