رستم محمود
لا تُبنى الأوطان بأشياء من مثل “أبشري يا حوران”، و”لعيونك حلب”، و”صلي عالنبي إدلب”..
هذه الأشياء هي فلكلور المخادعة ومقدمات الإفلاس، لأنها تشي بإفلاس في الرؤية، وأن يكون “العرس التهريجي” أكبر الطموح”.
لكن أفعالاً مثل هذه، تدل أولاً على ميول النظام السياسي نحو خلق شراكة انتهازية مع البنى الاقتصادي المحلية، شراكة يقدم فيها النظام السياسي استثناءات وحصص من كعكة الفساد لهذه البنى والشخصيات الاقتصادية المحلية النافذة، مقابل قيام هؤلاء بمبادرات محلية رمزية، مثل بناء جامع ما والتبرع لمستوصف وخياطة أكبر علم وطني واشياء من مثل تلك، التي لا تفعل شيئاً تنموياً.. بل فقط تحاول ستر عورة النظام.
على العكس تماماً، تُبنى الأوطان عبر تشييد المجال الوطني الأوسع، خلق طمأنينة وشعور بالاستدامة المستقرة بالنسبة لكل المواطنين، مؤسسات راسخة بالقانون وسلطات حيادية في اختلافات المواطنين، وأكبر قدر من السعي للسلام الاجتماعي المستدام.
لأن هذه الأشياء ستدفع أمة المواطنين للمبادرة والعمل والاستثمار بثقة ونفس طويل في بلدانهم، التفكير والعمل والتخطيط بالبقاء المستدام في بلدانهم، وتالياً خلق مشاريع كبرى تمتد لأجيال، وتشكيل طبقات اجتماعية تؤمن بمؤسسات وأنظمة بلدانها. مدفوعين بحس التكاملين مع الآخرين، ولو المختلفين تماماً ضمن نفس الوطن، لا الصراع معهم.
هذا الفضاء الوطني يتشكل عادة في ظرف واحد فحسب، هو حق جميع المواطنين المتساوي في التمثيل السياسي الشفاف. أي الديمقراطية.
==============