مشروعنا ومشروعهم

 لجان تنسيق حراك ” بزاف “

 

  مشروع حراك ” بزاف ” ظهر ونما خلال تسعة أعوام ، ردا على خروج معظم الأحزاب الكردية السورية عن الخط الأساسي التاريخي للحركة الكردية السورية ، وفقدانها للشرعية التنظيمية بعد العشرات من الانشقاقات ، وافتقارها الى أي مشروع قومي ووطني ، وتبعيتها للاجندات غير الكردية السورية ، وطعنها بالشخصية الوطنية الكردية السورية المستقلة .

  وقد ظهر كحاجة موضوعية ملحة لاعادة بناء الحركة السياسية الكردية من جديد عبر الوسائل المدنية الديموقراطية من خلال عقد مؤتمر كردي سوري جامع ، ولان الأحزاب السياسية المتكاثرة من المقيمة والوافدة قد ضلت الطريق ، واخفقت في تنظيم وتوحيد الحالة الكردية السورية ، فمن تحصيل حاصل ( ان كانت حريصة على مصير الشعب والحركة ) ان تفسح المجال للوطنيين المستقلين ، وشرائح الشباب ، والنخب الفكرية والثقافية لكي ينظم ذلك المؤتمر ويشرف عليه بواسطة لجنة تحضيرية مستقلة غير تابعة للأحزاب من اجل نجاح المؤتمر المنشود .

  في سنوات نظام الاستبداد الاسدي حاول – حراك بزاف – تعبئة الحالة الكردية ، وتصليب عودها ، وإعادة بناء الحركة في مؤتمر يعقد في أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق المكان المتاح حينذاك ، وقد تم التواصل لعشرات المرات مع أصحاب القرار وجاهيا ، وكتابيا ( وكل ذلك موثق  وبعضه منشور) ولكن لم يتحقق ذلك ، وكان من اهداف ذلك المؤتمر بحسب مشروع ” بزاف ” : ١ – إعادة توحيد الحركة ، واستعادة شرعيتها وصولا الى ترسيخ  النضال الكردي السوري ، ٢ – الوقوف بل الانخراط الى وفي الثورة السورية ، والمشاركة في صياغة كل من البرنامج الوطني لمرحلة التحرير ومشروع الدستور السوري الجديد ، بحيث تكون مهمة حل القضية الكردية في المقدمة بحسب إرادة الكرد السوريين ، ٣ – العمل على عودة مسلحي ب ك ك الى أماكنهم السلبقة قبل ٢٠١٢ ، ورفض الاتفاق الجديد بينهم وبين نظام الأسد الابن  ٤ – تعزيز وتطوير العلاقات بين الحركة الكردية السورية الموحدة والاشقاء بإقليم كردستان العراق على قاعدة التنسيق والعمل المشترك  وعدم التدخل بشؤون البعض الاخر .

  وبقيت الأمور على حالها بل ازدادت الازمة بشكل مضاعف حيث تابعت – مسميات ب ك ك – التواصل ومحاولات الاتفاق مع نظام الأسد ، وانحاز – المجلس الوطني الكردي – الى الائتلاف السوري المعارض ، وعجز الطرفان عن تقديم أي جديد بشان الكرد والقضية الكردية ، بل اقتصرت العلاقات على طابعها الحزبي الفئوي الضيق ، كما تعزز التمترس كل في خندقه ، ومحوره ، وكانت فرصة للتحالف الدولي لمحاربة داعش لملئ الفراغ على الأرض من خلال المسلحين المدربين الوافدين من قنديل ، بالرغم من إشكاليات مازالت قائمة بشان تعامل الامريكان مع من يصنفونهم بقائمة الإرهاب .

  بعد سقوط نظام الاستبداد ، وتحرير البلاد الذي تم على ايدي فصائل عسكرية اقرب الى تركيا ، وبعد حرمان الكرد السوريين من خلال الطرفين الحزبيين ( ب ي د وب د ك س ) من اية مساهمة في هذا الحدث العظيم ( سيبقى ذلك موضع تساؤل واستفهام ) ، كان من المفترض ان تكون الظروف الموضوعية مؤاتية اكثر لانجاز مهمة عقد المؤتمر الكردي السوري ، والأجواء انسب لقيام أحزاب الطرفين بمراجعة نقدية بالعمق وتقديم الاعتذار للكرد خاصة والسوريين بشكل عام لاوجه التقصير ، وابداء الاستعداد للرضوخ لارادة الغالبية الشعبية في المشاركة بالمؤتمر المنشود ، وقام حراك ” بزاف ” بواجبه في التواصل مع الطرفين وشرح مشروعه حول المؤتمر وهو يتركز على إعادة بناء الحركة كهدف أساس ، وبعد نحو ثلاثة اشهر من المداولات ، والاخذ والرد ظهر بكل اسف ان الطرفين ليسا بوارد التراجع عن اجنداتهما الحزبية ، وتمسكهما بعقلية المحاصصة ، واعتبارهما ان الحركة لاتحتاج الى إعادة بناء ، مع نفي وجود اية ازمة .

  وفي السياق ذاته ظهر نوع من – الالتفاف – التكتيكي من جانب – ب ي د – حيث اعلن بصورة مفاجئة انه بصدد عقد مؤتمر ( حتى الان لم يعرف تفاصيله ) والذي عرف عنه انه مجرد قطع للطريق امام مشروع بزاف ، وافراغه من محتواه الديموقراطي وتسويقه للأحزاب المؤتلفة معه بما فيها ( أحزاب الانكسي ) .

 

مشروع بزاف

  مشروع حراك ” بزاف ” يهدف كما ذكرنا أعلاه تصحيح مسار ، وتوحيد ، واستعادة للشرعية ، وصياغة المشروع الكردي للسلام كل ذلك من خلال مؤتمر جامع بغالبية مستقلة ومشاركة الأحزاب ، أي بناء حركة سياسية جديدة ، وذلك من منطلق ان الحالة الكردية  الانقسامية الراهنة ومرجعياتها ، ومحاورها المختلفة المتضادة ،  لن تساعد ابدا في توحيد الصف والرؤا ، ولن تحقق اهداف الكرد ، ولن توفر الأرضية المناسبة السليمة للتمثيل الكردي ، كما ان طبيعة معظم  أحزاب الطرفين ، وماضيها ، وممارساتها في عهد الاستبداد لن تساعد ابدا  في طمأنة الراي العام الوطني ومن ضمن ذلك إدارة العهد الجديد في دمشق ، اما عن الذين اعتبروا صعوبة بل استحالة عقد مثل ذلك المؤتمر في مدة زمنية قصيرة نقول : تسعة أعوام كانت مدة طويلة جدا لعقد مؤتمرات ولكن وجود نظام الاستبداد واشكاليات أخرى حال دون ذلك ، اما مابعد سقوط النظام الم تكن مدة أربعة اشهر اكثر من كافية لعقد المؤتمر المنشود في القامشلي اذا صدقت النوايا ؟

 

مشروعهم

   غالبية أحزاب الطرفين كما ذكرنا أعلاه لاترى وجود اية ازمة بالحركة السياسية ، وتعتبر نفسها الممثل الشرعي ( واحيانا الوحيد ) ، وتتنافس على النفوذ والمصالح الحزبية ، وان الموجود على الأرض يكفي ، ومسؤولوها خاصة المتنفذون سيحاربون من اجل الحفاظ على مكاسبهم الشخصية واستمرارية بقائهم ، لذلك لاداعي لاي مؤتمر لاعادة البناء ، كل همهم هو الذهاب الى دمشق للحصول على مواقع مسؤولة في المناطق الكردية ، وان تم ذلك سيحصل التستر على كل الماضي كما يعتقد مسؤولو أحزاب الطرفين .

  ننتهج الحوار ، والنقاش ، والشفافية والتحليل التاريخي ، وربط الحاضر بالماضي من اجل تحقيق مشروعنا ، ولانخفي مانسعى اليه عن شعبنا ، وننبذ الإرهاب الفكري .

  وبالمناسبة فان حراك ” بزاف ” لكونه حراك فكري ثقافي سياسي ليس منخرطا في عضوية تحالفات أي من الطرفين ، وليس له مصالح خاصة مع أي منهما ، ولاينتظر اية محاصصة لا الان ولا بالمستقبل ، ولن يكون شريكا في مشروع الأحزاب ، وسيثابر في طرح ، ومناقشة مشروعه – المؤتمر الكردي السوري – حتى تحقيقه في اية بقعة من ارض الوطن بمافي ذلك  عاصمة بلادنا  دمشق .

 

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

محمود عمر*   حين أزور دمشق في المرّة القادمة سأحمل معي عدّة صناديق لماسحي الأحذية. سأضع إحداها أمام تمثال صلاح الدين الأيوبي، وسأهدي أخرى لبيمارستانات أخواته الخاتون، وأضع إحداها أمام ضريح يوسف العظمة، وأخرى أمام قبر محمد سعيد رمضان البوطي، وأخرى أضعها في قبر محو إيبو شاشو، وأرسل أخرى لضريح هنانو، ولن أنسى أن أضع واحدة على قبر علي العابد،…

مصطفى جاويش بعد مضي عام على معركة ردع العدوان وعلى سقوط النظام السوري ووصول احمد الشرع الى القصر الرئاسي في دمشق بموجب اتفاقيات دولية واقليمية بات الحفاظ على سلطة الرئيس احمد الشرع ضرورة وحاجة محلية واقليمية ودولية لقيادة المرحلة الحالية رغم كل الاحداث والممارسات العنيفة التي جرت ببعض المحافظات والمدانة محليا ودوليا ويرى المجتمع الدولي في الرئيس احمد الشرع انه…

ماهين شيخاني مقدمة يواجه الشعب الكوردي في سوريا منذ عام 2011 تحولات سياسية وأمنية عميقة، أفرزت بيئة معقدة تتداخل فيها عوامل داخلية وخارجية. وفي ظل غياب تسوية سياسية شاملة، برزت ثلاثة أطراف رئيسية تركت أثراً مباشراً على مسار القضية الكوردية وعلى الاستقرار الاجتماعي والسياسي في مناطق توزع الكورد. هذا “الثالوث” يشمل الجماعات المتطرفة، والإدارة الذاتية، والمجلس الكوردي، وكلٌّ منها يمتلك…

حسن مجيد في الوضع الكوردي العام وبشكل خاص في إقليم كوردستان العراق كل أصناف المعارضة مرفوضة وخاصة المسلحة منها فالقيام بأعمال الشغب حتى لو لم تكن مرتبطة بأجندات إقليمية أو خارجية فقط يحق لك أن تعارض ضمن مجالات حرية الرأي والتعبير . إن النيل من المنجز بطرق غير شرعية وتخريبية تخدم المتربصين والذين لايريدون الخير للكورد . الواجب الوطني…