خليل مصطفى
قرأت أمس (الخميس 19/12/2034) على صفحة فيسبوكية، كلمات /عبارات منسوبة للسيد أحمد الشرع قائد العمليات بدمشق، ولا أعلم إن كانت صادرة من السيد الشرع.؟
الكلمات / العبارات هي الآتية / حرفياً: ( الملف الخامس : الحسكة والرقة… حلان لا ثالث لهما، الانسحاب أو العمل العسكري، ننتظر الحكماء من قسد… إذا كان عمل عسكري، نحن جاهزون، لكننا نتريث حقناً للدماء ).؟!
وعليه ( أعلاه ):
فإنني أُذكِّر المُسلمين وتحديداً العرب والأتراك والإيرانيين، بالآتي:
أوَّلاً / يقول الله تعالى: ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين. النحل 125 ). والتفسير:
1 ــ قولهُ تعالى: ادع / أي: هو أمر للرسول محمد ﷺ: أن يدعو الناس (خلق الله) بالحكمة.
2 ــ قولهُ تعالى: وجادلهم بالتي هي أحسن / أي: من احتاج إلى مناظرة وجدال، فليكن بالوجه الحسن، برفق، ولين، وحسن خطاب.
ثانياً / أُذكِّرهُم (المُسلمين المعنيين أعلاه) أنهُ كان لنبي الله ورسوله ﷺ أسلوباً مُميَّزاً في دعوته للإسلام، فيختار كلمات وعبارات الود لمُراسلة الملوك، والأمراء، وقادة الأمم والشعوب، ورؤساء القبائل وزعماء الجماعات وعموم الناس في عصره (عرباً كانوا أو عجماً)، لقوله تعالى: ( وما أرسلناك إِلا رحمة للعـالمين. الأنبياء 107 ). وهنا أعرض الرسالة التي بعثها رسول الله محمد ﷺ قدوة عامَّة المُسلمين (العرب والأتراك والإيرانيين والكورد)، إلى المنذر بن ساوى حاكم البحرين / حضرموت، ونصَّها هو الآتي:
( بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى المنذر بن ساوى، سلام عليك، فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله. أما بعد فإني أذكرك الله عز وجل، فإنه من ينصح فإنما ينصح لنفسه… وإنك مهما تصلح، فلن نعزلكَ عن عملك، ومن أقام على يهودية أو مجوسية فعليه الجزية ).
ثالثاً / وأُذكِّرهُم (المُسلمين المعنيين أعلاه) بقول الله تعالى: ( ولا تقتلوا النفس التي حرَّم الله إلا بالحق. الإسراء 33 ) + ( وأوفوا بالعهد، إن العهد كان مسئولاً. الإسراء 34 ) + ( ولا تمش في الأرض مرحاً، إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا. الإسراء 37 ) + ( ومَنْ يكسب إثماً فإنما يكسبه على نفسه وكان الله عليماً حكيماً. النساء 111 ) + ( فمَنْ نكث فإنما ينكث على نفسه. الفتح 10 ).
رابعا / وأُذكِّرهم (المُسلمين المعنيين أعلاه) بقول رسول الله محمد ﷺ { اضمنوا لي 6 أضمن لكم الجنة: أصْدِقوا إذا حدَّثتُم… أدُّوا إذا ائتمنتم… أوفُوا إذا عاهدتُم…كفُّوا أيديكُم… غضُّوا أبصاركُم (عن النساء وعن أموال الناس وأحوالهم)… احفظوا فروجكُم…}.
خامساً / والمُهم (الآن) عليهم (المُسلمين المعنيين أعلاه) أن يتعرَّفُوا على قوانين محكمة الآخرة، قبل أن يُودِّعوا دنياهُم، ويقفُون أمام محكمة الله تعالى.
فمِنْ قوانين محكمة الله سبحانه وتعالى (في الآخرة / يوم القيامة):
1 ــ الحضور يومها للمحكمة سيكون تحت حراسه مُشدَّدة، لقوله تعالى: ( وجاءتْ كُلُّ نفسٍ معها سائقٌ وشهيدٌ. ق 21 ).
2 ــ الملفات يومها لن تكون سرِّية، لقوله تعالى: ( ونخرج له يوم القيامة كتاباً يلقاه منشوراً. الإسراء 13 ).
3 ــ الظلم يومها مُستحيل، لقوله تعالى: ( وما أنا بِظلام للعبيد. ق 29 ).
4 ــ يومها ليس هناك مُحامٍ يُدافع عن الذين خالفوا أوامر الله ورسوله محمد ﷺ، لقوله تعالى: ( يوم تأتي كل نفس تُجادل عن نفسها وتوفى كل نفس ما عملت وهم لا يُظلمون. النحل 111+ اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيباً. الإسراء 14 ).
5 ــ يومها هناك الرَّشوة والواسطة والمحسوبيات مُستحيلة، لقوله تعالى: ( يوم لا ينفعُ مالٌ ولا بنُون. الشعراء 88 ).
6 ــ يومها هناك لا وجدود لشهود الزور، لقوله تعالى: ( يوم تشهدُ عليهم ألسنتُهُم وأيديهِم وأرجُلهُم بِمَا كانُوا يعمَلُون. النور 24 ).
7 ــ يومها هناك ميزاناً دقيقاً للأعمال، لقوله تعالى: ( ونضعُ الموازِين القِسط ليوم القيامة فلا تُظلمُ نفسٌ شيئاً وإِن كان مثقال حبَّة مِّنْ خردلٍ أتينا بِها وكفى بِنا حاسبين. الأنبياء 47 ).
بالمُحصِّلة: المظالم بحق الناس الضُّعفاء (منهُم تحديداً الكورد) لن تموت بالتقادم… فإذا لم تُرد الحقوق لأصحابها (في الدنيا)، فسيحصلون عليها في محكمة الآخرة.
تاماً
1 ــ اللهم سخِّر الطَّيبين بإيصال مضامين منشوري للمعنيين…
2 ــ اللهم (عني وعن الطَّيبين): ربنا اغفر لنا ذنوبنا وكفِّر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار، ربنا آتنا ما وعدتنا على رُسلك ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تُخلف الميعاد.
