أحمد حسن
شعلة نوروز اتقدت منذ ألاف السنين وستبقى متقدة الى الأبد رمز انتصار كاوا الحداد على الطاغية أزضحاك أو ( ازدهاك ) رمز الطغيان والديكتاتورية . فشعلة نوروز رمز الانتصار على الاستبداد والظلم والطغيان وهذا ما نعتز به كشعب كوردي أننا عندما انتصرنا على الطاغية أشعلنا شعلة الحرية والسلام تنبئ بيوم جديد ننتقل من الظلام الى النور ومن العبودية الى الحرية سمي ( NEWROZ ) أي اليوم الجديد . يوم ينعم فيه الانسان بأسمى القيم الإنسانية ألا وهي الحرية ومن هنا فإننا نوقد مشاعلنا ليلة عيد النوروز ففي 20/3/2023 وبعد سنوات من الظلم والغبن والانتهاكات وبعد كارثة الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا أراد الشعب الكوردي في منطقة عفرين أن يشارك الكوردستانيين فرحتهم ويعلنوا اخراج مكنوناتهم من القهر المدفون في صدورهم فأشعلوا شعلة نوروز فوق جبال وتلال جيايي كورمينج وفي ساحات القرى والبلدات وأمام منازلهم فكانت المجزرة الوحشية في جنديرس الجريحة بحق أربعة شهداء من عائلة البيشمرك وهم :
– نظمي عثمان
– فرح الدين عثمان
– محمد فرح الدين عثمان
– محمد عثمان
وجرح طفل معاق اسمه فراس عبدالرحمن رشو ( 17 عام )
على يد مسلحين من الفصائل لايمكن وصفهم سوى أنهم مجرمين لا ذنب للشهداء سوى أنهم أشعلوا شعلة عيدهم القومي ابتهاجا وفرحا بقدوم العيد كسائر شعوب العالم التي تفرح وتبتهج بأعيادها .
فجاء خبر المجزرة كصاعقة على أسماع الشعب الكوردي وحركته السياسية في كل مكان فكان لابد من القيام بالواجب القومي والإنساني الملقاة على عاتقهم للقيام بدورهم من ادانة واستنكار المجزرة الوحشية والحشد الجماهيري واطلاق الشعارات اللائقة بالشهداء ومحاسبة المجرمين والقيام بمراسم الدفن اللائقة مزينة بالأعلام الكوردية فكانت الشعارات :
şahîd namirê *
derva derva çekdar derva *
parastinek nav dewletî *
dadgehkirina kojera*
bi can bi xwûn em tera ey şahîd*
*AzadÎ azadÎ bo gelê EfrÎnê azadÎ
Ev şehîd şehîdin kurd Û kurdistanêne *
ففي صباح 21/3/2023 بدلا من توجه الجماهير الى احتفالات نوروز توجهوا الى ساحات الاحتجاجات التي انطلقت على شكل انتفاضة جماهيرية غاضبة ومنظمة وكان للمجلس الوطني الكوردي دور فعال ومحوري ولفت الجثامين الطاهرة للشهداء بالأعلام الكوردية وبشكل منظم ولائق بالشهداء وسط الشعارات والهتافات ومن ثم قراءة كلمة المجلس الوطني ورجال الدين دفنوا الشهداء في ثرى مدينتهم جنديرس الجريحة واستمرت الانتفاضة ثلاثة أيام إلا أن الانتفاضة في يومها الأخير وباسم المجلس الوطني الكوردي في عفرين وضعت خارطة الطريق التي كانت صدى للشعب الكوردي وعائلة البيشمرك والمؤلفة من النقاط الأتية :
أولًا: إدانة واستنكار هذه الجريمة القذرة ومطالبة الائتلاف الوطني باتخاذ موقف صريح وواضح تجاه هذه الفصائل، وهذه الجريمة القذرة التي راحت ضحيتها أربعة شهداء ليلة شعلة نوروز.
ثانيًا: تقديم الجناة ومن وراءهم والفصيل الذي يمثلهم إلى محكمة دولية عادلة كي ينالوا القصاص العادل.
ثالثًا: إخراج كافة الفصائل من المدن والقرى والبلدات في منطقة عفرين، وإرجاعهم إلى ثكناتهم العسكرية وإلى جبهاتهم القتالية إن أرادوا القتال مع النظام أو غيره.
رابعًا: إخراج جميع المحتجزين من المواطنين الكرد في منطقة عفرين وسري كانية وكري سبي، فمنذ خمس سنوات وهم محتجزون دون محكمة عادلة، وأغلبهم أبرياء دون سبب.
خامسًا: إرجاع جميع الأملاك والأراضي والمعامل والدكاكين إلى آخره… إلى أصحابهم الحقيقيين الذين استولت عليها الفصائل المسلحة.
سادسًا: طالما أن الحامي لمنطقة عفرين لا يستطيع حماية هذه المنطقة، ويعاني يوميًا من انتهاكات بحق الإنسان والشجر والحجر والبشر في هذه المنطقة، نطالب بحماية دولية كي يحمي منطقة عفرين أهلها، وكذلك كري سبي وسري كانيه.
المجد والخلود للشهداء الشفاء العاجل للجرحى
والصبر والسلوان لذوي الشهداء
ولشعب كردستان في الأجزاء الأربعة…
من أمام دار شهداء عائلة بشمرك
جندريسه 23 آذار 2023″
ولازلنا وسنظل نستذكر شهداء شعلة نوروز شهداء عائلة البيشمرك وكل شهداء كوردستان و شعلة نوروز ستبقى متقدة وثورة كاوا الحداد مستمرة حتى زوال الظلم والغبن بحق الشعب الكوردي وينال كامل حقوقه في إقامة دولته كحق تقرير المصير للشعوب ومبدأ من مبادئ مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة وحق من حقوق الإنسان.
18/3/2025