صلاح بدرالدين
لا يجوز الخلط بين اجندات الأحزاب والقضية الكردية
كلما تاخرنا نحن الكرد السورييون في انجاز الخطوات صوب تحقيق الاجماع ، وتوفير شروط عقد المؤتمر الكردي السوري المنشود للخروج بمشروعنا السياسي بجانبيه القومي والوطني ، وانتخاب فريق كفوء يتصدى للتحديات الراهنة باسم الغالبية الساحقة واولها اعلان مطالب الكرد السوريين للإدارة الجديدة بدمشق ، ولسائر الأطراف الوطنية والخارجية ، لإزالة اللغط الحاصل ، ووقف الخلط بين حقوق الكرد المشروعة ، والإرادة الكردية الشعبية المستمدة من تاريخنا الوطني الذي تمتد جذوره الى ماقبل الاستقلال ، ومرحلة الكفاح ضد الانتداب من جهة وبين أمور جانبية تتعلق بمشاكل خاصة بأحزاب طرفي ( الاستعصاء ) تراكمت منذ اندلاع الثورة السورية قبل نحو أربعة عشر عاما ، مثل سلطات الامر الواقع القائمة ، والميليشيات المسلحة ، وعائدات النفط والغاز ، والمعابر الحدودية ، والمسائل القضائية ، وحمل اجندات خارجية ، واستغلال وصرف أموال ، من الجهة الأخرى ، وهي كما هو معلوم لاعلاقة مباشرة لها مع الكرد السوريين وقضاياهم المصيرية .
فشل النهج الحزبي
لم يعد سرا ان إصرار الأحزاب على فرض نفسها على الساحة من دون تخويل شعبي عام ، ومحاولة التوجه نحو دمشق ، او التفاوض مع الإدارة الجديدة ، قد واجه الفشل الذريع حتى الان فاما لم تحظى باية لقاءات رسمية كممثلين عن المكون الكردي ، او جسدت الحالة العسكرية – الأمنية المتعلقة بها فقط كاحزاب ، وهي وفي كل الحالات الأخرى قيد التسوية ، باتجاه سيطرة الدولة على الأرض وماعليها من منشآت ، ومؤسسات ، وكيانات مؤقتة انتفت الحاجة اليها برحيل النظام ، حتى ان هرولة بعض الكيانات بمفردها نحو دمشق دليل آخر على خروجها من فلك اطاري ( الاستعصاء ) ، ورفع عصا الطاعة امامها ، لذلك فان الحالة الكردية السورية مازالت تعاني الشغور ، وتنتظر من يملأ الفراغ ، والمؤتمر المنشسود هو الحل ، ومازلنا بأول الطريق .
محاولة تفادي الغرق
وبسبب اصطدام – الأحزاب – بالحقيقة المرة ، وشعورها بالعزلة بعد رفضها الإذعان للإرادة الشعبية الغالبة بخصوص التعاون بالاعداد للمؤتمر الجامع ، وبعد ان خذلتها – قوى كانت فاعلة – في ماضي الأيام ، بدات تستنجد باطراف خارجية لم تكن يوما صديقة للكرد ، ولا للسوريين ، بل الحقت الضرر مرارا بقضايا الشعب السوري وثورته ، والخشية ان يجلب ذلك مآسي جديدة لشعبنا قادم الأيام ، فالخيارات السياسية متاحة ، ومشروعة ولكن عندما تكون نابعة من الحركة السياسية الكردية الموحدة ، وتقاليدها الوطنية الاصيلة ، ومؤسساتها الشرعية المنتخبة ، وليست مقررة من أحزاب شمولية ، ومنظمات عسكريتارية ميليشياوية لاديموقراطية ، لاتمثل الا نفسها .
مشروع المؤتمر بخير
كل الدلائل تشير وبعد مضي اكثر من شهر على سقوط نظام الاستبداد ، والمحاولات المتتالية الفاشلة لاحزاب طرفي ( الاستعصاء ) على نضوج اكثر لفكرة المؤتمر الجامع الذي طرحه حراك ” بزاف ” وإمكانية عقده بطرق أخرى حتى لو لم تشارك الأحزاب التي تصر على عدم المشاركة ، او قيامها بعقد مؤتمرات موازية تناسب حجمها بمن حضر ، وتحت رعايتها ، وحسب مصالحها الخاصة باعتبارها هي من تمثل الكرد كما تزعم ، أي وبصريح العبارة مضيها في عملية سلب الإرادة الكردية ، والوصاية على الكرد قسرا .
مسالة نشر أسماء العملاء
تابعت في مواقع التواصل الاجتماعي مطالبة احد مسؤولي الأحزاب بنشر أسماء عملاء النظام من الكرد السوريين وذلك في معرض رده على خصومه وعلى شكل نوع من التحدي كمافهمت من سياق البوست المنشور ، وحسب ماارى من المفيد نشر مثل هذه الأسماء وخاصة التي لم تعرف بعد ، ولكن اعتقد هناك جانب آخر اهم من نشر أسماء الافراد الذين تعاونوا مع الأجهزة وهو ان( المتعاونين ) في الحالة الكردية الخاصة لم يقتصروا على الافراد فحسب ، بل وقفت أحزاب ، ومنظمات بقياداتها ومسؤوليها الأوائل الى جانب مشروع نظام الاستبداد في عدة مراحل من تاريخ حركتنا ، بسياساتها ، وممارساتها العملية ، وبايجاز شديد خلال مواجهة مخطط الحزام العربي ، وعند رفض او التخريب على الاجماع الكردي ، وخلال التواطؤ مع الضابط الأمني – محمد منصورة – في بداية التسعينات بشق حزب الاتحاد الشعبي ، الى درجة ان هناك أحزاب تشكلت باشراف – منصورة – والأحزاب التي أرسلت باصات من المعزين الى القرداحة للتعزية ( بالقائد المفدى حافظ الأسد ) وكذلك عندما تواطات – أحزاب – مع لجنة – الجنرالات – الأمنية التي حضرت الى القامشلي ابان – انتفاضة – آذار عام ٢٠٠٤ ، وعندما هبت أحزاب لنجدة النظام ومواجهة الثورة السورية عام ٢٠١١ ، او من وقفت ضد تنسيقيات الشباب ونشاطاتها ، والتخريب على تظاهراتها الاحتجاجية السلمية في القامشلي والمدن الأخرى ، انها حقا تستحق المساءلة ليس لأننا نسعى للانتقام ، او اننا لانريد المصالحة ، والتسامح بل فقط من اجل الكشف عن الحقيقة الغائبة .
بعض الكرد الذين قضوا معظم سنوات حياتهم في خدمة اجندات مضرة قد تكون سببا في مساءلتهم شعبيا الى جانب ادوارهم الإشكالية كرديا سياسيا ، وثقافيا ، لايهمهم كثيرا مصير الكرد ، ومآلات قضيتهم ، فيسعون بكل مناسبة الى بث الشائعات المغرضة ، ويخرجون عن الموضوع عبر الكتابات الانشائية الخالية من أي مضمون ، امعانا في مزيد من التعتيم على المهام القومية والوطنية ، التي لها الأولوية في المرحلة الراهنة ، أقول لهذا البعض : انظر من حولك كيف تقع الزلازل ، وتتبدل الأنظمة ، وتهدم العروش ، وتتغيير المسالك والممالك ، وانت مازلت متنكرا بالشكل والمضمون ؟! .