الثورة ليست لحظة انفجار، بل مسار تغيير

خالد حسو
على مجتمعاتنا أن تدرك أن الثورة ليست مجرد إطاحة بحاكم مستبد أو قتله أو محاكمته، بل هي عملية تغيير شاملة تعيد بناء أسس النظام بأكمله. الثورة في جوهرها انقلاب جذري على كل ما هو قديم ومتحجر في النظام السياسي، لكنها تمتد أعمق من ذلك لتشمل الفكر، الوعي، والمفاهيم التي تحكم الممارسة الإنسانية.
إن الثورة الحقيقية تعني إعادة صياغة المنهج التعليمي ليواكب تطلعات المستقبل، وتعزيز وعي الناس بحقوقهم المدنية والسياسية والاجتماعية. تعني وضع أسس جديدة لنظام يضمن استقلال السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية، ويحمي حقوق الإنسان دون تمييز، ويصون حقوق الأقليات والشعوب والأديان كافة، بعيدًا عن أي شكل من أشكال الإكراه أو الإقصاء.
الثورة ليست لحظة انفجار، بل مسار تغيير يتطلب رؤية واضحة، وشجاعة في مواجهة القديم، وإيمانًا ببناء مستقبل عادل يحترم الكرامة الإنسانية ويؤسس لدولة القانون …..

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

شادي حاجي في السنوات الأخيرة، بات من الصعب تجاهل التحوّل المتسارع في نبرة الخطاب العام حول العالم . فالعنصرية والكراهية والتحريض عليهما لم تعودا مجرّد ظواهر هامشية تتسلل من أطراف المجتمع، بل بدأت تتحول، في أكثر الدول ديمقراطية ولم يعد ينحصر في دول الشرق الأوسط ( سوريا . لبنان – العراق – تركيا – ايران وو .. نموذجاً ) وحدها…

ياسر بادلي ليس اختيارُ الرئيس العراقيّ السابق، برهم صالح، مفوّضاً سامياً لشؤون اللاجئين حدثاً عابراً يمرّ على أطراف الأخبار؛ بل هو لحظةٌ ينهضُ فيها تاريخُ شعبٍ كامل ليشهد أن الأمم التي صُنعت من الألم تستطيع أن تكتب للإنسانيّة فصلاً جديداً من الرجاء. فالمسألة ليست منصباً جديداً فحسب… إنه اعترافٌ عالميّ بأنّ الكورد، الذين حملوا قروناً من الاضطهاد والتهجير، ما زالوا…

المحامي عبدالرحمن محمد   تتواصل فصول المسرحية التركية وسياساتها القذرة في الانكار والنفي للوجود التاريخي للشعب الكوردي على ارضه كوردستان، ومحاولاتها المستمرة لالغاء ومحو كلمتي كورد وكوردستان بوصفهما عنوانا للهوية القومية الكوردية والوطنية الكوردستانية من القاموس السياسي والحقوقي والجغرافي الدولي، سواء على جغرافيا كوردستان او على مستوى العالم. تارة يتم ذلك بحجة وذريعة الدين (الاسلام)، وتارة اخرى باسم الاندماج والاخوة،…

  إبراهيم اليوسف وصلتني صباح اليوم رسالة من شاعرة سورية قالت فيها إنها طالما رأتني وطنياً لكنها تجدني أخرج عن ذلك، أحياناً. رددت عليها: صديقتي، وما الذي بدر مني بما يجعلك ترين وطنيتي منقوصة؟ قالت: أنت من أوائل الناس الذين وقفوا ضد ظلم نظام البعث والأسد. قلت لها: ألا ترينني الآن أقف أيضاً ضد ظلم السلطة المفروضة- إقليمياً ودولياً لا…