سيامند ابراهيم
عندما يذكر اسم الشام فتتذكر فوراً أن المعنى والمراد بالذكر هي مدينة دمشق الفيحاء, ومنذ خروجي من السجن وإلى اندلاع الثورة السورية السلمية لم تتح لي زيارة مدينتي الحبيبة دمشق التي أحبها حتى الثمالة وأكثر بعد قامشلو.
وكان كل شيء من القامشلي إلى دير الزور عادياً لا يدل على أن الوطن غارق حتى قدميه بالدماء التي تسيل في الشوارع وأن القتل هو العنوان الأكبر المخيم على رؤوس الكل؟! لكن ومنذ لحظة اقترابك من تخوم دير الزور فتحس أنك في جبهة حربية؟!
وكان كل شيء من القامشلي إلى دير الزور عادياً لا يدل على أن الوطن غارق حتى قدميه بالدماء التي تسيل في الشوارع وأن القتل هو العنوان الأكبر المخيم على رؤوس الكل؟! لكن ومنذ لحظة اقترابك من تخوم دير الزور فتحس أنك في جبهة حربية؟!
الدبابات وناقلات الجند تتموضع مسترخية على جانبي الطريق إلى دير الوزر, مئات الخيم العسكرية والأمنية منتصبة إلى جانب الدبابات الحربية, وتفتيش دقيق وكأنك آت من المريخ ولست في سورياً؟! وتسافر في حافلة شركة أهلية لها اسمها ومكانتها الكبيرة؟! وتعبر جسر الدير وهنا ترى المزيد من الدبابات والعسكر ودير الزور وكأنها مدينة أشباح؟ شوارعها خاوية ومحلاتها مغلقة إلا باستثناء القلة منها؟! وتخرج من المدينة ومرة ثانية تفاجأ بحاجز آخر يسألونك عن الهويات؟! ووجوههم كالحة لا دماء فيها؟! ينظر إليك بفوقية وكأنه مالك الأرض والعباد ؟!
ومضينا إلى تدمر وكانت آثارها شامخة تتحدى كل جبروت وأهالي تدمر يرحبون فيك وعلى الرغم من ماجرى من تظاهرات في مدينتهم العظيمة وفي أبو الشامات والضمير وحرستا ودوما والمنظر يشي بأنك في الجولان وليس في سوريا الآمنة ؟!
لكن مع تباشير الصباح وأنا أدخل محراب دمشق فقد كنت خائفاً أن أوقظها من نومها الجميل , فمسدت شعرها بأناملي الجزراوية, وفي غفلة من حراس الليل السود ولجت أسورها من باب الجابية لأرى الأنفاق تئن وتصاب بدوار من مناظر السلاح الذي ملأ المدينة رائحة من رأسها حتى أخمصيها؟!
تسوح في دمشق وفي جولة سريعة تستعيد الذكريات التي عشت فيها, والأماكن التي عانقت ثراها, حي الأكراد التاريخي العريق حي أبناء وأحفاد صلاح الدين الأيوبي, حيث تسمع عن عدد المعتقلين الذين فاق المائتان من شباب الحي؟! والأسوأ أن أبناء الحي فرقهم هذا النظام بتجنيد ضعاف النفوس ليصبحوا شبيحة ضد أقاربهم وأبناء حييهم؟! و من المفارقات أن بعض الشبيحة الكردية ساعدوا القوى الأمنية في إطلاق النار على أخوتهم وأبناء عمومهم؟! أسأل عن أصدقائي فأسمع أن غالبيتهم في السجون أو متوارين عن الأنظار؟! لكن الباقون يخرجون إلى مظاهرة طيارة ويتوارون بلحظات في الزواريب والبيوت.
وهذا مفخرة الأكراد الذين لم يقنعوا بكلام النظام المعسول بتحييدهم, بل ساهموا مع أخوتهم العرب في الخروج إلى هذه التظاهرات السلمية, لكن يبقى اسم عامودا هي الأكثر انتشاراُ بين الأصدقاء العرب الذين يتابعون الحراك الكردي العربي في الجزيرة السورية.
تدخل دمشق وتدور في جولة سريعة في المدينة فترى أن دمشق لم تعد دمشق الفيحاء؟ ولا تجد روح سعيد عقل ترفرف عليها وأنامله التي كتبت “ألحقوا الدنيا ببستان هشام” وبساتين هشام مقفرة يباب لا تسمع فيها سوى الأنين والآلام فثمة خوف لدى الشعب في التنقل والتحرك في المدينة فلدى مرورك من أمام جامع الرفاعي المغلق في دوار كفرسوسة فأغلب الناس لا يستطيعون السؤال عن سبب إغلاقه؟! ولا يستطيع الكثيرين النظر إليه ملياً؟ وأنت في التاكسي أو السرفيس في وضع حذر؟ لا تستطيع أن تتكلم مع السائق فربما كان من الشبيحة أو من المخبرين وكلاهما سيئان.
وفي لجة هذه الآلام تذكرت أمير الشعراء احمد شوقي وهو يقول عن دمشق:
قم ناجِ جلق وانشد رسم من بانوا مشت على الركب أحداثٌ وأزمانُ
مررت بالمسجد المحزون اسأله هل في المصلى أو المحراب مروانُ
تغير المسجد المحزون واختلفت على المنابر أحرار وعبدانُ
أستطيع أن أجزم أن لزائر دمشق يمشي ويتحرك بحذر وخاصة أمام المساجد حيث يمكن أن تتحرك مظاهرة في أية لحظة بعد الصلوات الخمس, لكن أغلبها تقمع من قبل الأمن والشبيحة؟!
ومضينا إلى تدمر وكانت آثارها شامخة تتحدى كل جبروت وأهالي تدمر يرحبون فيك وعلى الرغم من ماجرى من تظاهرات في مدينتهم العظيمة وفي أبو الشامات والضمير وحرستا ودوما والمنظر يشي بأنك في الجولان وليس في سوريا الآمنة ؟!
لكن مع تباشير الصباح وأنا أدخل محراب دمشق فقد كنت خائفاً أن أوقظها من نومها الجميل , فمسدت شعرها بأناملي الجزراوية, وفي غفلة من حراس الليل السود ولجت أسورها من باب الجابية لأرى الأنفاق تئن وتصاب بدوار من مناظر السلاح الذي ملأ المدينة رائحة من رأسها حتى أخمصيها؟!
تسوح في دمشق وفي جولة سريعة تستعيد الذكريات التي عشت فيها, والأماكن التي عانقت ثراها, حي الأكراد التاريخي العريق حي أبناء وأحفاد صلاح الدين الأيوبي, حيث تسمع عن عدد المعتقلين الذين فاق المائتان من شباب الحي؟! والأسوأ أن أبناء الحي فرقهم هذا النظام بتجنيد ضعاف النفوس ليصبحوا شبيحة ضد أقاربهم وأبناء حييهم؟! و من المفارقات أن بعض الشبيحة الكردية ساعدوا القوى الأمنية في إطلاق النار على أخوتهم وأبناء عمومهم؟! أسأل عن أصدقائي فأسمع أن غالبيتهم في السجون أو متوارين عن الأنظار؟! لكن الباقون يخرجون إلى مظاهرة طيارة ويتوارون بلحظات في الزواريب والبيوت.
وهذا مفخرة الأكراد الذين لم يقنعوا بكلام النظام المعسول بتحييدهم, بل ساهموا مع أخوتهم العرب في الخروج إلى هذه التظاهرات السلمية, لكن يبقى اسم عامودا هي الأكثر انتشاراُ بين الأصدقاء العرب الذين يتابعون الحراك الكردي العربي في الجزيرة السورية.
تدخل دمشق وتدور في جولة سريعة في المدينة فترى أن دمشق لم تعد دمشق الفيحاء؟ ولا تجد روح سعيد عقل ترفرف عليها وأنامله التي كتبت “ألحقوا الدنيا ببستان هشام” وبساتين هشام مقفرة يباب لا تسمع فيها سوى الأنين والآلام فثمة خوف لدى الشعب في التنقل والتحرك في المدينة فلدى مرورك من أمام جامع الرفاعي المغلق في دوار كفرسوسة فأغلب الناس لا يستطيعون السؤال عن سبب إغلاقه؟! ولا يستطيع الكثيرين النظر إليه ملياً؟ وأنت في التاكسي أو السرفيس في وضع حذر؟ لا تستطيع أن تتكلم مع السائق فربما كان من الشبيحة أو من المخبرين وكلاهما سيئان.
وفي لجة هذه الآلام تذكرت أمير الشعراء احمد شوقي وهو يقول عن دمشق:
قم ناجِ جلق وانشد رسم من بانوا مشت على الركب أحداثٌ وأزمانُ
مررت بالمسجد المحزون اسأله هل في المصلى أو المحراب مروانُ
تغير المسجد المحزون واختلفت على المنابر أحرار وعبدانُ
أستطيع أن أجزم أن لزائر دمشق يمشي ويتحرك بحذر وخاصة أمام المساجد حيث يمكن أن تتحرك مظاهرة في أية لحظة بعد الصلوات الخمس, لكن أغلبها تقمع من قبل الأمن والشبيحة؟!