النقد …….!!!

خليل كالو

هذا المتخلفــــقراطي  شأنه غريب ومحير.

فهو يزعم أنه ديمقراطي وسلوكه سلوك المستبد  وانتهازي من الدرجة الممتازة في …؟؟؟..

ومساوم على..

؟؟؟؟…..

وكردواري في المناسبات  والمحصلة النهائية هي النماذج المألوفة من الشخصية التي تشكل اللوحة الماثلة أمامنا وهو نفسه القائل: إن تحدثت مثلي فأهلا بالديمقراطية وإن خالفتني فاللعنة لك وعلى من أنجبك وطظ في أفكارك وديمقراطية أفلاطون وسقراط وإن لبست مثلي وكان مقاس رجلك مثل مقاسي فأنت جميل وإن خالفتني فأنت قبيح ومكروه وإن كتبت ما يرضيني فـأنت كاتب وإن خالفتني فأنت كويتب وإن كنت من حزبي فأنت وطني وإن كنت من الآخر فأنت مشكوك به.

وإن كنت من عشيرتي فأنت ابن عمي وإن كنت من غيرها فبئس منبتك و جذورك التاريخية….
 تلك هي ديمقراطيتا وطبيعة أخلاقنا وثقافتنا فكثيرة هي النخب والشخصيات الكردية التي تشغل مقامات على خوازيق ليست بمنأى عن هذا التوصيف والسلوك ولهذا ترانا نتطور بشكل مذهل ومستطرد ما شاء الله ـ عين الحسود فيه عود ـ  فنحن نحتل الدرجة السفلى من سلم التطور بتخلفنا عن جدارة من حيث حقوق الإنسان والقومية وبناء البنيان.

     هنا نذكر بقاعدة أخلاقية بسيطة مفادها “حتى لا تلام يستوجب عليك أن تترك السلوك الذي تلام عليه” فحينها لن يكون هناك تهمة ملامة وستخرس الألسن عن الكلام المباح من تلقاء ذاتها.

وإلا لا تغضب يا سيدي من النقد والتعليق المباشر والحاد لأن الكثيرين ممن يزعمون بأنهم يعملون للصالح العام لا تؤثر فيهم الكلمة الهادئة والنقد الموضوعي بسبب سماكة جلودهم ولا تخترقها إلا طلقة بندقية ولهذا السبب إذ هم  يشمئزون ويغضبون من النقد المباشر والصريح فهذا هو علاجهم الوحيد ولا شيء آخر سواه وهناك آخرون من النموذج السالف هم مساكين  أقرب إلى الجنس اللطيف منه إلى رجال المواقف والأزمات ربما كان بسبب طبيعة شخصيتهم الرقيقة والحساسة (الشخصية  البلورية فأي نقر عليها تتهشم) فإذا كانوا هم  يدركون طبيعتهم الشخصية والبنيوية فمن الأولى بهم أن يتجاوزوا سلبياتهم ويستروا عوراتهم ويسدوا نواقصهم ويغلقوا أبوابهم وشبابيكهم من دخول غبار النقد إليها  بدل الشكوى والتذمر من هذا المثقف وذاك الكاتب وللعلم أن النقد والتعليق لا يوجهان اعتباطا ومن دون مناسبة وهكذا من خلال منظار ومنهج شخصي لأن الناقد والمعلق غير منفصل عن أي موضوع يثار في المجتمع حيث يشترك مع المنقود  في قضايا مشتركة جماعية فلا بد أن يكون هناك من يرى ورقيب في جوار هذا الشريك يقيم نتائج الأعمال التي تخص عمل الشركة بينهما وهذه الشراكة هي المسالة التي تخص حقوق الكرد فهل نقد أحدهم تاجرا في قامشلو بسبب خسارته لتجارة له …؟ الجواب ..كلا ..لأن الأمر هنا لا يهم سوى أصحاب العلاقة .

 نحن منتمون لمجتمع واحد ولنا قضية واحدة لا يمكن أن يتصرف الواحد منا على حساب الآخر ويعبث بحقوقه في الرأي ويمس مشاعره من دون إذنه ورضاه, و مناسبة هذا القول هنا  هو ما لوحظ في الآونة الأخيرة “نتمنى أن نكون على خطأ” بأن هناك حملة خفية تدار بعقليات وذهنيات غير ديمقراطية من قبل البعض وهم  كثر ومعروفون  ينتهجون سياسة مصادرة حرية الرأي والتعبير حيال من يكتب في الشأن الكردي فإن هذا الأمر غير مقبول وهذا التصرف مردود عليهم  فهو يشبه نهج السلف حتى لو جاءت البعض من هذه الكتابات قاسية بعض الشيء ومن أي كان وتجاوزت حدود النقد الهادئ أحياناً الذي له أسبابه النفسية والبنيوية ونابع من الطبيعة الصلبة ونفسية الإنسان الكردي المقهور والمعروف بقليل “ولا نقول الكثير” من القسوة والشدة حتى تجاه نفسه  والآن يأتي أحدهم كوصي في الزمن الذي نطق  فيه الأخرس المرعوب ليوجهنا للعمل في هذا الاتجاه وذاك المنحى فهذا أمر مرفوض وسطو على الرأي ..؟

    قد تكون ثقافة النقد والنقد الذاتي بشكله المستتر والمعلن والصريح ربما هو ظاهرة جديدة على ذهنية ونفسية القارئ الكردي ولا يتقبله بسهولة كما عند غيرنا لأسباب ثقافية ومعرفية وشخصية ونفسية خاصة به أو هي ظاهرة لم نعشها باعتبارنا لم نعش الثقافة الديمقراطية وأجوائها إلا أجواء الاستبداد والغطرسة وتعودنا على ثقافة Bijî فقط وليست Dijî أو Tijî حتى تولدت لدينا نفسية دكتاتورية ولو بشكلها الضامر (دكتاتور صغير) ولا ننكر أن الكثير منا لا يزال ينتهل من الموروث الثقافي السلفي والأنا فقط .

وحتى هذه اللحظة يعتقد المنقود والقارئ  أن أي  كتابة غير مدحية هو حرب معلن ضد هذا أو ذاك  والغريب أن أغلب الأخوة يناقشون المسائل من الجوانب الشخصية حتى لو جاء النقد  في سياق موضوع عام  وكانت للشخصية بصمات في هذا الموضوع وله دور في بنائه .

كما أن قول الذي هو دارج في ثقافتنا السياسية بأن فلانا يكتب ضد هذا الحزب وذاك   Şerê partiya dikê  (محاربة الأحزاب ) هو قول غير جائز وغير منطقي  لا لغة ولا مضموناً إذا ما جاءت معالجة المقال في أمر سياسي عام ولا عجب ولا هو بالأمر الغريب أن تكون السياسة الكردية جزء من موضوع الكتابة فهذا الاعتقاد والتفسير ليس بالأمر الصحيح تماما و نتمنى ألا نكون كمن ينطبق عليه المثل الكردي  Eyşika li xwe bişikeعلماً أن من طبيعة وسمات النقد الكردي هو طابعه العنيف قليلا والخشن وإلا لماذا نحن منعوتون بأصحاب الرؤوس الصماء والحديدية Emin em kurdin ,ser hişk û hesin.

وأخيرا نتمنى أن يأتي يوما يكون فيه الناقد والمنقود على درجة عالية من المسئولية والوعي الجماعي وقد تجاوزوا نواقصهم و وسلوكهم الفردي ويقبل أن يكون الناقد سلطة ورقيبا على أداء الطرف الذي يتحمل مسئولية شؤون الجماعة …

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية، وبالمشاركة مع أطفال العالم وجميع المدافعين عن حقوق الطفل وحقوق المرأة وحقوق الانسان، نحيي احتفال العالم بالذكرى السنوية الثلاثين لاتفاقية حقوق الطفل، التي تؤكد على الحقوق الأساسية للطفل في كل مكان وزمان. وقد نالت هذه الاتفاقية التصديق عليها في معظم أنحاء العالم، بعد أن أقرتها الجمعية…

نظام مير محمدي* عادةً ما تواجه الأنظمة الديكتاتورية في مراحلها الأخيرة سلسلةً من الأزمات المعقدة والمتنوعة. هذه الأزمات، الناجمة عن عقود من القمع والفساد المنهجي وسوء الإدارة الاقتصادية والعزلة الدولية، تؤدي إلى تفاقم المشكلات بدلاً من حلها. وكل قرارٍ يتخذ لحل مشكلة ما يؤدي إلى نشوء أزمات جديدة أو يزيد من حدة الأزمات القائمة. وهكذا يغرق النظام في دائرة…