قضية المؤتمر الوطني الكردي في سوريا في الداخل والخارج

شادي حاجي

نتيجة متابعتنا لمجمل القضايا التي اثيرت وطرحت والتي تثار وتطرح في الشارع السياسي الكردي في سوريا يتبين بأن قضية المؤتمر الوطني الكردي في سوريا هي أكثر قضية مثيرة للجدل والنقاش منذ أكثر من عقد من الزمن بين الأحزاب الكردية بعضها البعض من جهة وبين بعض الكتاب والمثقفين الكرد المعروفين من جهة ثانية واشتدت أكثر بعد الإنتفاضة الآذارية المجيدة في 12 _ 3 _ 2004 نظرآ لزيادة وتيرة الضغوط التي تعرضت لها الأحزاب الكردية بعد أن توسعت دائرة الكتاب والمثقفين مع تقدم تكنلوجيا الاتصالات والمواصلات وبلغت ذروتها بعد إندلاع الثورة السورية ثورة الحرية والكرامة في 15 _ 3 _ 2011 مع دخول التنسيقيات الشبابية الكردية على الخط ،

فباتت على كل لسان والشغل الشاغل للنخب السياسية والثقافية والشبابية والمجتمعية والحقوقية وحديث المقاهي والشوارع وكل مكان , ويكاد لايخلو مجلس من مجالس الكرد السوريين في الداخل والخارج إلا وتطرح هذه القضية وتطوراتها وهذا مايؤكد مدى أهمية مثل هذا المؤتمر بالنسبة للشعب الكردي في سوريا وبالنسبة للجاليات الكردية في الخارج وخاصة في هذه المرحلة الحساسة والعصيبة التي تمر بها سوريا الحبيبة وبالرجوع الى كل مايثار حول تلك القضية سواء عبر الندوات التي تعقدها الأحزاب أو من خلال بياناتها أو المقابلات التي تجرى مع قادة تلك الأحزاب عبر التسجيلات الصوتية التي تقوم بها بعض المواقع الكردية مشكورة والمقالات التي تنشر من قبل كتابنا ومثقفينا الذين نعتز بهم وبدورهم المميز مستنكرين ومنددين استهدافهم من قبل الأحزاب الكردية ال11 ووصفهم بأصحاب الأقلام الرخيصة كيف لا ونحن أول من وصفهم بأنهم قيمة وقامة وقلم على الصعيد الكردي على الأقل إن لم يكن على صعيد المنطقة ككل .

يستنتج مما سبق بشكل جلي وواضح بأن هناك صراع أو لنقل منافسة بين أطراف ثلاثة حول فاعلية وحجم ودور كل طرف من هذه الأطراف في المؤتمر المزمع انعقاده لمحاولة فرض أجنداتها ورؤاها القانونية والسياسية الاستراتيجية لحل القضية الكردية العادلة في سوريا وطرق حلها ( هذا إن وجد مثل هذه الرؤى حقيقة ) هذا ونعتقد بأن كل مايحصل من تجاذبات ومماحكات ومناكفات سياسية هنا وهناك وإن يخرج الأمر بعض الأحيان عن المألوف في مثل هذه المناورات إلا أننا نعتبر ذلك أمرا طبيعيا وصحياً إن كنا فعلآ ديمقراطيين وننشد دولة ديمقراطية وهذا مايؤكد مرة أخرى بأن الأطراف الثلاثة ( الأحزاب _ التنسيقيات _ المستقلين ) قوى فاعلة ومؤثرة على الأرض ولايمكن لأي طرف من هذه الأطراف أن يلغي الطرف الأخر أو يتجاوزه هذه حقيقة على الجميع أن يعترف بها ويتعامل على هذا الأساس لذلك لابد من توفير مناخ هادئ بين الجميع ولابد من الحوار والتواصل وإيجاد آلية ما وبالتوافق بين الأطراف دون إقصاء أوتهميش ونؤكد على ذلك لإنجاح المساعي لإنعقاد المؤتمر المشود لأن المؤتمر بحد ذاته وسيلة لتحقيق أهداف معينة ينشده الجميع لذا نرى بأن ننتهي من مسألة الحصص والنسب والتزكيات والإقصاء والإنتقائية ومسألة الإجراءات والشكليات بالرغم من أهميتها وكل التحضيرات التي تسبق المؤتمر بالتوافق وذلك بالحوار المباشر والمفتوح بين الأطراف الثلاثة ليخرج منها كل طرف بأقل الخسائر إذا كان يعتبر زيادة عدد المندوبين من هذا الطرف أو ذاك الطرف خسارة لنركز على الأهم وهو مايرمي إليه الشعب الكردي في سوريا من وراء هذا المؤتمر ومايتوقع منه من وحدة الخطاب والأهداف والرؤى والمشاريع والاستراتيجيات السياسية الكردية وطرق حل القضية الكردية العادلة في سوريا والذي سيتوضح من خلال تشكيل لجنة تنبثق عن المؤتمر من ذوي الخبرة والاختصاص بعد أن يتم الاتفاق على الحقوق المشروعة للشعب الكردي في سوريا لكتابة مشروع مسودة دستور سوريا يعبر عن وجهة النظر الكردية ورؤيتها التي ستنبثق عن المؤتمر وخاصة فيما يتعلق بأهم النقاط الساخنة في عملية كتابة الدساتير بشكل عام منها على سبيل المثال نظام الحكم في الدولة هل هو نظام رئاسي أم برلماني ثم طبيعة النظام هل هو فيدرالي أم مركزي وكيفية تشكيل السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية مع الأخذ بعين الاعتبار فيما إذا كان النظام فيدراليا أم مركزيا لأن الأمر يختلف فالنظام الفدرالي يحتم وجود نفس السلطات في الأقاليم وأنا أحبذ النظام الفدرالي لأن سوريا من البلدان المتعددة القوميات بالرغم من الخلافات التي قد تنشأ عند كتابة الدستور ولكن يمكن تذليلها لأن النظام الفدرالي بات معروفآ لدى العالم فهو الأصلح للبلدان المتعددة القوميات على أن يحدد الدستور صلاحيات السلطة المركزية وصلاحيات الأقاليم وأمور أخرى كثيرة لسنا بصدد بحثها الآن وأيضا القومية العربية والكردية وكيفية النص عليها في الدستور وأن تكون السورية هي الهوية لكل السوريين على أن يتم العمل على ترسيخ مفهوم المواطنة السورية وإعادة الثقة بذلك كما أن الدين الاسلامي وكيف يتم صوغه في الدستور طبعا هناك عدة أراء مختلفة ومتناقضة بين الاسلاميين والعلمانيين والليبراليين وأخرون كثر وكذلك مسألة الحريات الفردية والعامة والخاصة ونوع الدستور وأيهما أفضل أن يكون الدستور جامد أم مرن وكيف تكون شروط التعديل في الدستور والمشكلة الأهم من كل ماسبق من يكتب الدستور هل يكتب من قبل متخصصين فقط أم من قبل متخصصين وممثلين عن مكونات المجتمع السوري وكيفية حماية الدستور وآليات الحماية كل هذه الأمور يجب التوقف عندها وإعطائها الأهمية القسوى ولاضير أن يتم الاستعانة بذوي الخبرة والاختصاص من الكرد حتى وإن كانوا من خارج المؤتمرين لأن جلهم قد لايسمح أو لايتسنى لهم الوصول الى المؤتمر في خضم هذا الصراع وهذا الهجوم لحجز مقعد في المؤتمر هذا إذا كان هناك مقاعد .

أما بالنسبة لمن بادروا أو يفكرون أن يبادروا للتحضير لمثل هذا المؤتمر في الخارج وتحديدا في ألمانيا سواء كانوا أحزابا أم تنسيقيات أم جمعيات أم شخصيات مستقلة أقول وبكل صراحة ووضوح وجرأة أن خطوتكم هذه خطوة مباركة نثمنها ونقدرها ولكن نرجوا منكم أن تتريثوا قليلا ولاتستعجلوا حتى تتبلور الأمور في الداخل ويتم التوافق بين الأطراف الثلاثة وينعقد المؤتمر وعلى ضوء ما سيترشح من المؤتمر من قرارات ستعملون على تنفيذ مبادرتكم وبذلك ستنؤون بأنفسكم عن المهاترات والتجاوزات والاتهام بالإقصاء والتهميش والتخوين وما الى ذلك من أمور كما هو حاصل الآن في الداخل وستتوصلون الى إنعقاد المؤتمر بأقل الخسائر وبكل سهولة ويسر والله ولي التوفيق

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

مسلم شيخ حسن – كوباني يصادف الثامن من كانون الأول لحظة فارقة في التاريخ السوري الحديث. ففي مثل هذا اليوم قبل اثني عشر شهرًا انهار حكم عائلة الأسد بعد أربعة وخمسين عاماً من الدكتاتورية التي أثقلت كاهل البلاد ودفعت الشعب السوري إلى عقود من القمع والحرمان وانتهاك الحقوق الأساسية. كان سقوط النظام حدثاً انتظره السوريون لعقود إذ تحولت سوريا…

زينه عبدي ما يقارب عاماً كاملاً على سقوط النظام، لاتزال سوريا، في ظل مرحلتها الانتقالية الجديدة، تعيش واحدة من أشد المراحل السياسية تعقيداً. فالمشهد الحالي مضطرب بين مساع إعادة بناء سوريا الجديدة كدولة حقيقية من جهة والفراغ المرافق للسلطة الانتقالية من جهة أخرى، في حين، وبذات الوقت، تتصارع بعض القوى المحلية والإقليمية والدولية للمشاركة في تخطيط ورسم ملامح المرحلة المقبلة…

محمود عمر*   حين أزور دمشق في المرّة القادمة سأحمل معي عدّة صناديق لماسحي الأحذية. سأضع إحداها أمام تمثال صلاح الدين الأيوبي، وسأهدي أخرى لبيمارستانات أخواته الخاتون، وأضع إحداها أمام ضريح يوسف العظمة، وأخرى أمام قبر محمد سعيد رمضان البوطي، وأخرى أضعها في قبر محو إيبو شاشو، وأرسل أخرى لضريح هنانو، ولن أنسى أن أضع واحدة على قبر علي العابد،…

مصطفى جاويش بعد مضي عام على معركة ردع العدوان وعلى سقوط النظام السوري ووصول احمد الشرع الى القصر الرئاسي في دمشق بموجب اتفاقيات دولية واقليمية بات الحفاظ على سلطة الرئيس احمد الشرع ضرورة وحاجة محلية واقليمية ودولية لقيادة المرحلة الحالية رغم كل الاحداث والممارسات العنيفة التي جرت ببعض المحافظات والمدانة محليا ودوليا ويرى المجتمع الدولي في الرئيس احمد الشرع انه…