الأحزاب الكردية في سوريا تتبرأ من بيان شجب القصف التركي لكردستان العراق ومواقع الـ P.K.K

عمر كوجري

   كثرت في الفترة الأخيرة وفي هذا التوقيت العصيب الذي يمر به شعبنا السوري عموماً والكردي خصوصاً المماحكات والمشاحنات والتعصيب المجاني خصوصاً من طرف بيان ” مجموع الأحزاب الكردية في سوريا” ومقالات الرد والرد عليها بين رهط من مثقفينا الكرد الذين نعتز بكتاباتهم وإسهاماتهم، وبين أحزاب الحركة الوطنية الكردية في سوريا إلى حد أن موضوع الخلاف خرج عن نطاق الاختلاف الذي ننشده وهو الأساس في تطوير فكرنا جميعاً.

    وبدأت كالعادة الاتهامات التي رأيتها رخيصة، ولا تفيد على وجه التحديد من لدن الحركة الكردية التي خونت فيما بين سطورها المثقفين الكرد، وهذا ما دعا اتحاد الكتاب والصحفيين الكرد في سوريا مشكوراً لدعوة الطرفين للتهدئة، وامتشاق الأقلام التي تثمر لا مدافع التنكيل والاتهام والتجريم.
ورأيت حينها أن الظرف الحالي ليس ملائماً المهاترات التي لن يستفيد منها، ولن يوظفها غير أعداء الحركة الوطنية الكردية في سوريا والمثقفين الكرد، ورأيت أيضاً أنه لم يئن بعد أوان هذه الحرب، ونحن نعيش جميعاً كسوريين قبلاً وضعاً استثنائياً لا يحتاج إلى تفصيح ما هيته.

 
ولكن ما يؤسف له، ويبدو أن الكتاب والمثقفين الكرد كانوا على حق حين صوبوا سهام غضبهم على دريئة أحزاب الحركة الوطنية الكردية وهي التشكيل المؤلف من أحد عشر حزباً كردياً سورياً والذي أعلن عنه في سياق انتفاضة الشعب السوري الحالية، ومنذ مدة يوقع البيانات والتوضيحات باسم” أحزاب الحركة الوطنية الكردية في سوريا”
فقد قرأنا يوم السبت الماضي 20-8 2011 بياناً يتمحور حول ” شجب واستنكار وتنديد وقلق” أحزاب الحركة الكردية السورية من القصف التركي لمواقع حزب العمال الكردستاني، وجاء في مقدمته” تتعرض كردستان العراق منذ عدة أيام إلى قصف جوي وبري شديدين من قبل الجيش التركي ، الأمر الذي يلحق أضرارا جسيمة بالمواطنين وممتلكاتهم ويشكل انتهاكاً صارخاً لسيادة العراق واستهتاراً بالقوانين الدولية وبالقيم والأعراف الإنسانية.

وهي تمارس هذا العدوان تحت ذريعة مهاجمة قواعد حزب العمال الكردستاني”
ورغم ملاحظاتي الكثيرة جداً على أداء حزب العمال الكردستاني ماضياً وآناً لكني وبكل فخر أعتز ككردي بتضحياتهم ودماء مئات وآلاف الشهداء الذين رووا بها جبال وقصبات وأقضية كردستان، ولا يسعني إلا أن أنحني لهذه الدماء الطاهرة باعتبارها دماء كردية أريقت من أجل قضية شريفة ونبيلة، أقول رغم ذلك، أسمح لنفسي أن أنتقد بشدة تنصل ثلاثة أحزاب كردية حتى الآن من ذلك البيان الذي لم يكن أصلاً دسماً، بل كان باهتاً وضعيفاً، لكنه كان موقفاً قومياً من أحزابنا الكردية الأحد عشر، باعتبار أن الطائرات التركية تضرب أهلنا المدنيين في كردستان العراق، وتلاحق فلول الثوار الكرد وليس الإرهابيين، وتريد قتلهم وهم بالنهاية أهلنا وأحبتنا وأولادنا وإخواننا وأخواتنا.
وبدأ مسلسل التنصل من البيان المذكور أولاً من سكرتير الحزب الديمقراطي الكردي في سورريا ” البارتي ” الدكتور عبدالحكيم بشار، وبعد يومين قرأنا بياناً توضيحياً من مكتب الإعلام المركزي لحزب آزادي الكردي في سوريا يقول فيه” بتاريخ 19 / 8 / 2011، صدر بيان باسم أحزاب الحركة الوطنية الكردية في سوريا ، والمقصود الأحزاب الكردية الـ 11 التي حزبنا – آزادي – من بينها ، والتي تعمل معا منذ بداية حركة التظاهر والاحتجاج وحتى الآن ، فإننا نعلن بأن البيان المذكور – وبصرف النظر عن مدى الاتفاق أو الاختلاف مع ما جاء فيه – قد صدر دون أخذ موافقة حزبنا ، وذلك خلافاً للأصول المتبعة فيما بين أحزابنا هذه .
واليوم نقرأ بياناً لحزب يكيتي الكردي في سوريا يتبرأ من البيان الذي وقع باسم هذه الأحزاب.


 للأسف يتفاجأ الجميع  بوجود اسم حزبه على ذلك البيان، و على صفحات الإنترنيت قبل أن” نبدي رأينا فيه, ولذلك نعتبر طريقة نشر البيان دون أخذ رأي جميع أحزاب الحركة الوطنية الكردية فيه سابقة سلبية نتمنى أن لا تتكرر”
أخشى ما أخشاه أن تكر سبحة التوضيحات والتنصلات من أحزابنا حتى لا يبقى في الميدان غير حزب الب ي د ”  حزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا”
وأختم: طالما أن البيان لا يحمل في ثناياه مسؤوليه تاريخية كبرى تمسّ كيان وبنيان ومستقبل ومصير الكرد في سوريا، وليس حدثاً جللاً يحاسبنا عليه التاريخ، ويعرّي هذه الخطوة” الجبانة” كان الأجدر بهذه الأحزاب التي استوضحت، وفنّدت البيان أن تغض الطرف حتى لو لم يكن ثمة تنسيق بين هذه الأحزاب” الكردية” الأحد عشر، وأنتقد في هذا المقام أيضاً حزب ب.

ي .

د لظني أنه هو من بادر إلى استصدار البيان، وكان عليه التأني قليلاً ليأخذ ” الاوكيه ” من جميع الأحزاب، أو يصدر بياناً خاصاً به مع بعض الأحزاب الكردية التي وافقت للتوقيع عليه.
كل هذا حتى لا تفتحوا- يا أحزابنا الكردية الغزيرة- عيون الشارع الكردي عليكم أكثر، وحتى لا تعطوا الفرصة على طبق من ذهب للمثقفين والكتاب الكرد، أولئك الذين يحملون” أقلاماً بائسة، ونفوساً يائسة غير سوية،و الساعية للتجييش الإعلامي والجماهيري”
على أحزابنا أن تنتبه، وتزين خطواتها جيداً، لأن المثقفين والشارع وبكل ” وقاحة” بدؤوا بالتشكيك ” بالقدرات النضالية ” لهذه الأحزاب.
ألا هل بلغت!!!
ويبقى السؤال الخبيث:
إذا لم تتوافق أحزابنا الكردية “حقاً” على صيغة إصدار بيان باهت ومسلوق، هل لها القدرة على قراءة واقع سوريا الحالي، سياسياً أولاً ومعرفياً ثانياً؟؟ هل يمكن التعويل على” هكذا” أحزاب في هذه اللحظة التاريخية؟؟!!

إذا كانت هذه الأحزاب “طباخاً”…..

شبعنا “مرق” على قول المثل!!

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

شادي حاجي القضية الكردية في سوريا ليست قضية إدارية تتعلق بتدني مستوى الخدمات وبالفساد الإداري وإعادة توزيع الوظائف الادارية بين المركز وإدارات المناطق المحلية فإذا كان الأمر كذلك لقلنا مع من قال أن المشكلة إدارية والحل يجب أن يكون إدارياً وبالتالي حلها اللامركزية الادارية فالقضية الكردية أعقد من ذلك بكثير فهي قضية شعب يزيد تعداده على ثلاثة ملايين ونصف تقريباً…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية ومع مناصري ثقافة التسامح واحترام حقوق الانسان ومع أنصار السلم والحرية، نقف مع السوريين ضد الانتهاكات الجسيمة والاعتداءات الصريحة والمستترة على حقوق الانسان الفردية والجماعية، وسياسات التمييز ضد المرأة والطفل، وضد الأقليات، وضد الحرب وضد العنف والتعصب وثقافة الغاء الاخر وتهميشه، وتدمير المختلف، والقيام بكل ما…

نحن، المنظمات الحقوقية الكردية في سوريا، نهنئ الشعب السوري، بجميع مكوناته وأطيافه، على إسقاط نظام الاستبداد، إذ تمثل هذه الخطوة التاريخية ثمرة نضال طويل وتكاتف الشعب السوري ضد آلة القمع، وهي بلا شك نقطة انطلاق نحو بناء سوريا المنشودة. إن سوريا الجديدة، بعد إسقاط النظام البائد، تدخل مرحلة حاسمة، وهي مرحلة البناء والسلام والصفح. لذا، ينبغي أن تسود فيها العدالة…

خليل مصطفى بتاريخ 22/2/1958 (شهر شباط) تم التوقيع على اتفاقية الوحدة (بين مصر وسوريا)، حينها تنازل رئيس الجمهورية السُّورية شكري القوتلي عن الرئاسة (حكم سوريا) للرئيس المصري جمال عبد الناصر (طوعاً)، وقال لـ (جمال عبدالناصر): (مبروك عليك السُّوريون، يعتقد كل واحد منهُم نفسهُ سياسياً، وواحد من اثنين يعتبر نفسهُ قائداً وطنياً، وواحد من أربعة يعتقد بأنهُ نبي، وواحد من عشرة…