د.
آلان كيكاني
ذات صيف أرقني البعوض لياليه في بادية غير ذي بعيدة عن دمشق أقضي فيها خدمتي الإلزامية في مستوصف عسكري تابع للقوى الجوية في الجيش السوري , يأتي أسراباً عند المغيب وينحسر عند بزوغ الفجر بهبوب نسمات باردة من جبال القلمون القريبة جاعلاً هذه المساحة الزمنية من كل يوم جحيماً لا يطاق لا يستطيع المرء إغماض عين فيه بنية النوم لذا اعتدت انتظار الفجر لأرقد فيه .
آلان كيكاني
ذات صيف أرقني البعوض لياليه في بادية غير ذي بعيدة عن دمشق أقضي فيها خدمتي الإلزامية في مستوصف عسكري تابع للقوى الجوية في الجيش السوري , يأتي أسراباً عند المغيب وينحسر عند بزوغ الفجر بهبوب نسمات باردة من جبال القلمون القريبة جاعلاً هذه المساحة الزمنية من كل يوم جحيماً لا يطاق لا يستطيع المرء إغماض عين فيه بنية النوم لذا اعتدت انتظار الفجر لأرقد فيه .
لكن شيئاً واحداً عنّ لي في أواخر الصيف حرمني من النوم في هذه الفترة التي ينسحب فيها البعوض إلى أوكاره وهو ظهور رهط من البشر يجوبون الأرض وسط شغب وجلبة من الحديث والضحك حول مبنى المستوصف يكررون عبارات لم استطع تأويلها , من قبيل ” هات ربطة الخبز ” و ” طارت ربطة الخبز ” و ” حطت ربطة الخبز على الشجرة ” و ……..
و ” ربطة خبز في اليد خير من عشرة على الشجرة ” ويعقب هذه العبارة الأخيرة عادة قهقهات استطعت أن أميز أصحابها أخيراً , إنهم العقيد الطيار سليم والمقدم الطيار عادل والرائد الطيار يوسف .
ولكن ما الذي يأتي بهم في مثل هذا الوقت من كل يوم ؟ وماذا يفعلون ؟ وما قصة ربطة الخبز ؟ أسئلة لم أجد لها أجوبة .
جمعتني صداقة حميمة بالرائد ولهذا لم أنِ عن سؤاله , حين اختليت به في العراء , عن سر تجواله كل يوم وقت الفجر حول المستوصف مع أقرانه وحديثهم عن ربطة الخبز .
قال بطريقته الفكاهية مشيراً بسبابته إلى عصفور كان يطير من فوقنا :
” انظر , هذا هو ربطة الخبز , نصطاده , ثم نبيعه بخمس عشر ليرة ونشتري بها ربطة خبز لأولادنا , أي نقايضه عملياً بربطة خبز , راس براس , انظر إليه يا دكتور ما أجمله , آه لو كانت بارودتي معي ! ” .
قلت :
” من يشتري هذا العصفور الصغير ميتاً , سيادة الرائد؟ وماذا يفعل به من يشتريه ؟ ”
قال :
” يُقدم مشوياً للزبائن في الفنادق الفخمة ”
ثم تابع بعد أن انتهى من تعقب العصفور بعينيه :
” يقال أن الإيرانيين يحبونه مع الويسكي ” .
قلت :
” أنت نسر هذا الوطن سيدي الرائد , فهل يعقل أن تقدم عصافيره مشوية إلى الإيرانيين “
نظر إلي وابتسم ولم يجبني .
هذه هي سوريا البعث , يصيد ضباطها , ممن ليس لديهم مجال للنهب والسلب وبيع الإجازات للمجندين , العصافير ويبيعونها لتأمين خبز أولادهم ! ترى , كيف سيقاتل هؤلاء إذا ما تعرض الوطن لخطر ؟ جاء الجواب سريعا بعد حديثي مع الرائد بأشهر قليلة عندما حامت طائرة تجسس صغيرة من غير طيار فوق رؤوسنا , كانت صغيرة بحجم إنسان أو أكبر قليلاً اقتربت حتى كادت تمس رؤوسنا , هربنا أنا وعناصر المستوصف إلى الداخل , ثم بعدت وطارت على علو منخفض فوق بيوت الضباط ثم فوق مدرج المطار ثم فوق طائراتنا واحدة واحدة ثم عادت إلينا , وإذ اقتربت مد زكريا الممرض يده إلى الحجارة كي يقذفها بها ولكنها غيرت اتجاهها قليلاً وبعدت حتى غابت عن أنظارنا , في اليوم التالي جاءت لجنة من قيادة القوى والدفاع الجوي من دمشق لتقصي الحقائق ولكنها عادت بعد وجبة دسمة من خراف أبي مجحم جارنا البدوي .
لم يُسجن أحد , ولم تُنزل رتبة أحد , ولم يوبخ أحد .
أين كان نسور الوطن ؟ ورماة ال م.ط ؟ العلم عند الله .
كانت البيعة الخامسة للرئيس حافظ الأسد حين كلفني قائد السرب ومسؤول التوجيه السياسي في الوحدة بوخز أباهيم الضباط وصفهم والجنود ليبصموا بالدم للقائد العظيم تعبيراً عن الإخلاص له ووفاء لإنجازاته الكبيرة.
أُعطيت من الأدوات دبوساً واحداً فقط أجرح به أربعمائة وستين إنساناً دون تعقيم , أُخرجهُ من أصبع هذا وأغرزه في أصبع ذاك , وأنا أعرف ما يترتب على ذلك من مخاطر وخيمة أقلها نقل التهاب الكبد الإنتاني إلى عدد كبير منهم إن كان في صفوف العساكر من هو مصاب مسبقاً , تداركت الأمر بقليل من الكحول رغم عدم قناعتي بقدرته في الوقاية في مثل هذه الحالة وتوكلت على الله وجلست في غرفة مخصصة لعملياتي وشرعت أغرز الدبوس في أجساد حماة الديار ليبصموا في الغرفة التالية بالدم وسط دائرة ( نعم ) الخضراء في أوراق وزعت لنا ولونت دائرة ( لا ) فيها بالأسود .
إلا أن ما شغل بالي أكثر وأنا أقوم بعملي هذا هو جهل بعض العساكر بالقراءة ناهيك عن انحدار بعضهم من بيئات قروية بسيطة وإمكانية مد يدهم على خانة ( لا ) بدلاً من خانة ( نعم ) وما يمكن أن ينجم عن هذا ما نجم عن فعل سائق الحمار في دمشق قبل يومين من الانتخابات وهو يقوم ببيع بضائع بسيطة على ظهر حماره في أحد أسواق دمشق الشعبية , إذ رأى الرجل أن دوائر الدولة ومؤسساتها وسيارات المواطنين وواجهة محلاتهم قد زينت بصور الرئيس في إطار الدعاية الانتحابية له , فخاف أن يؤخذ عليه لعدم تزيين واجهة مشروعه التجاري بما يتناسب مع العرس الوطني الكبير فعلق صورة كبيرة للرئيس في عنق حماره بعد أن أطّرها ببرواظ كلفه تعب أيام من عمله , لكنه خرج من بيته مع حماره المزين ولم يعد .
والحمار بالحمار يُذكر في دولة البعث , والحميرٌ حظوظ ٌ, ففي الوقت الذي اقتيد فيه صاحب حمار الشام إلى جهات مجهولة وجُرد حماره من الصورة وأطلق سراحه , فإن حمار الرقة عشية كامب ديفيد لم يحالفه الحظ في البقاء على قيد الحياة بعد أن علق البعثيون في عنقه صورة لأنور السادات وكتبوا على حاشيتها ” يا سادات يا واطي تعال امسح سباطي ” وانهالوا على الصورة بالحجارة والعصي حتى لفظ الحمار أنفاسه الأخيرة .
انتهت الانتخابات بخير ولم يحدث ما أقلقني لأن قائد السرب كان حكيما , له نفس الهاجس , يمسك سبابة العسكري ويوجهها إلى الدائرة الخضراء ويمرغها على الورقة حتى تمتلأ الدائرة بالدم .
وانتهت الانتخابات وخرج ضابط التوجيه يقرأ على الحشد النتائج وحصول الرئيس على أربعمائة وستين نعماً مقابل صفر من اللا .
وانطلق الاحتفال , غنينا , ودبكنا , وشربنا العرق , وأكلنا الثريد من أغنام أبي مجحم , الراغب هو الآخر في الحصول على مرعى لأغنامه ضمن حرم المطار في الربيع القادم , حتى شبعنا وأخذت الخمر منا عدنا إلى أسرتنا ونمنا .
وهكذا بصمت , زوراً , بالدم للرئيس وهو الذي غشني في صغري , إذ لم يكن في بيتنا تلفزيون وأنا أمارس طفولتي في قريتنا الصغيرة الهادئة التي لم يصلها الكهرباء بعد , آنئذٍ أسمع بالرئيس في هتافات المواطنين دون أن أعرف من هو وما هو , أذهب إلى المدرسة وتبدأ المسيرات في ذكرى التحرير والتصحيح والثورة والشهداء وميلاد الحزب وتعلو أصوات الطلبة بالشعارات وتلهج بمناقب الرئيس وخصاله وبطولاته فهو قائد الأمة العربية الممتدة من المحيط إلى الخليج وهو قائد الثورة العربية التي تقود العرب إلى شواطيء المجد والكرامة وبطل تشرين التحرير وذو الهمة العالية والهامة العليا , وتتشكّل في مخيلة الطفل صورة الرئيس : إنه مثل آدم الذي يوصفه ملا القرية , طوله ستون ذراعاً , وعرضه عرض تلة القرية , أو أنه بقد جبل شامخ إذا هاجم أمة محاها عن الوجود وإذا غزا مدينة معسها تحت أقدامه وإذا نفخ على قوم ذرتهم الريح .
أو أنه بضخامة نوح الذي يحدثني عمي عنه أنه عندما مات جعلوا من سيقانه جسراً على الفرات !
وحين كبرت رأيت طائرات العدو تلعب في سمائنا وتعود إلى قواعدها بعد أن ينفد وقودها أو يمل قائدها في السماء أو تفرغ قنابلها على ما تشاء .
سأشكيك أيها الرئيس غداً أمام الله .
لماذا كنت تكذب على ذلك الطفل وهو عجينة طرية .
وسأربي ابني على أن الرئيس إنسان مثله , وأنه مشروع رئيس في المستقبل , ولو على نفسه وليس هو مشروع عبد ذليل .
أجل
لا بد وأن تندثر ثقافة البعث إلى الأبد .
و ” ربطة خبز في اليد خير من عشرة على الشجرة ” ويعقب هذه العبارة الأخيرة عادة قهقهات استطعت أن أميز أصحابها أخيراً , إنهم العقيد الطيار سليم والمقدم الطيار عادل والرائد الطيار يوسف .
ولكن ما الذي يأتي بهم في مثل هذا الوقت من كل يوم ؟ وماذا يفعلون ؟ وما قصة ربطة الخبز ؟ أسئلة لم أجد لها أجوبة .
جمعتني صداقة حميمة بالرائد ولهذا لم أنِ عن سؤاله , حين اختليت به في العراء , عن سر تجواله كل يوم وقت الفجر حول المستوصف مع أقرانه وحديثهم عن ربطة الخبز .
قال بطريقته الفكاهية مشيراً بسبابته إلى عصفور كان يطير من فوقنا :
” انظر , هذا هو ربطة الخبز , نصطاده , ثم نبيعه بخمس عشر ليرة ونشتري بها ربطة خبز لأولادنا , أي نقايضه عملياً بربطة خبز , راس براس , انظر إليه يا دكتور ما أجمله , آه لو كانت بارودتي معي ! ” .
قلت :
” من يشتري هذا العصفور الصغير ميتاً , سيادة الرائد؟ وماذا يفعل به من يشتريه ؟ ”
قال :
” يُقدم مشوياً للزبائن في الفنادق الفخمة ”
ثم تابع بعد أن انتهى من تعقب العصفور بعينيه :
” يقال أن الإيرانيين يحبونه مع الويسكي ” .
قلت :
” أنت نسر هذا الوطن سيدي الرائد , فهل يعقل أن تقدم عصافيره مشوية إلى الإيرانيين “
نظر إلي وابتسم ولم يجبني .
هذه هي سوريا البعث , يصيد ضباطها , ممن ليس لديهم مجال للنهب والسلب وبيع الإجازات للمجندين , العصافير ويبيعونها لتأمين خبز أولادهم ! ترى , كيف سيقاتل هؤلاء إذا ما تعرض الوطن لخطر ؟ جاء الجواب سريعا بعد حديثي مع الرائد بأشهر قليلة عندما حامت طائرة تجسس صغيرة من غير طيار فوق رؤوسنا , كانت صغيرة بحجم إنسان أو أكبر قليلاً اقتربت حتى كادت تمس رؤوسنا , هربنا أنا وعناصر المستوصف إلى الداخل , ثم بعدت وطارت على علو منخفض فوق بيوت الضباط ثم فوق مدرج المطار ثم فوق طائراتنا واحدة واحدة ثم عادت إلينا , وإذ اقتربت مد زكريا الممرض يده إلى الحجارة كي يقذفها بها ولكنها غيرت اتجاهها قليلاً وبعدت حتى غابت عن أنظارنا , في اليوم التالي جاءت لجنة من قيادة القوى والدفاع الجوي من دمشق لتقصي الحقائق ولكنها عادت بعد وجبة دسمة من خراف أبي مجحم جارنا البدوي .
لم يُسجن أحد , ولم تُنزل رتبة أحد , ولم يوبخ أحد .
أين كان نسور الوطن ؟ ورماة ال م.ط ؟ العلم عند الله .
كانت البيعة الخامسة للرئيس حافظ الأسد حين كلفني قائد السرب ومسؤول التوجيه السياسي في الوحدة بوخز أباهيم الضباط وصفهم والجنود ليبصموا بالدم للقائد العظيم تعبيراً عن الإخلاص له ووفاء لإنجازاته الكبيرة.
أُعطيت من الأدوات دبوساً واحداً فقط أجرح به أربعمائة وستين إنساناً دون تعقيم , أُخرجهُ من أصبع هذا وأغرزه في أصبع ذاك , وأنا أعرف ما يترتب على ذلك من مخاطر وخيمة أقلها نقل التهاب الكبد الإنتاني إلى عدد كبير منهم إن كان في صفوف العساكر من هو مصاب مسبقاً , تداركت الأمر بقليل من الكحول رغم عدم قناعتي بقدرته في الوقاية في مثل هذه الحالة وتوكلت على الله وجلست في غرفة مخصصة لعملياتي وشرعت أغرز الدبوس في أجساد حماة الديار ليبصموا في الغرفة التالية بالدم وسط دائرة ( نعم ) الخضراء في أوراق وزعت لنا ولونت دائرة ( لا ) فيها بالأسود .
إلا أن ما شغل بالي أكثر وأنا أقوم بعملي هذا هو جهل بعض العساكر بالقراءة ناهيك عن انحدار بعضهم من بيئات قروية بسيطة وإمكانية مد يدهم على خانة ( لا ) بدلاً من خانة ( نعم ) وما يمكن أن ينجم عن هذا ما نجم عن فعل سائق الحمار في دمشق قبل يومين من الانتخابات وهو يقوم ببيع بضائع بسيطة على ظهر حماره في أحد أسواق دمشق الشعبية , إذ رأى الرجل أن دوائر الدولة ومؤسساتها وسيارات المواطنين وواجهة محلاتهم قد زينت بصور الرئيس في إطار الدعاية الانتحابية له , فخاف أن يؤخذ عليه لعدم تزيين واجهة مشروعه التجاري بما يتناسب مع العرس الوطني الكبير فعلق صورة كبيرة للرئيس في عنق حماره بعد أن أطّرها ببرواظ كلفه تعب أيام من عمله , لكنه خرج من بيته مع حماره المزين ولم يعد .
والحمار بالحمار يُذكر في دولة البعث , والحميرٌ حظوظ ٌ, ففي الوقت الذي اقتيد فيه صاحب حمار الشام إلى جهات مجهولة وجُرد حماره من الصورة وأطلق سراحه , فإن حمار الرقة عشية كامب ديفيد لم يحالفه الحظ في البقاء على قيد الحياة بعد أن علق البعثيون في عنقه صورة لأنور السادات وكتبوا على حاشيتها ” يا سادات يا واطي تعال امسح سباطي ” وانهالوا على الصورة بالحجارة والعصي حتى لفظ الحمار أنفاسه الأخيرة .
انتهت الانتخابات بخير ولم يحدث ما أقلقني لأن قائد السرب كان حكيما , له نفس الهاجس , يمسك سبابة العسكري ويوجهها إلى الدائرة الخضراء ويمرغها على الورقة حتى تمتلأ الدائرة بالدم .
وانتهت الانتخابات وخرج ضابط التوجيه يقرأ على الحشد النتائج وحصول الرئيس على أربعمائة وستين نعماً مقابل صفر من اللا .
وانطلق الاحتفال , غنينا , ودبكنا , وشربنا العرق , وأكلنا الثريد من أغنام أبي مجحم , الراغب هو الآخر في الحصول على مرعى لأغنامه ضمن حرم المطار في الربيع القادم , حتى شبعنا وأخذت الخمر منا عدنا إلى أسرتنا ونمنا .
وهكذا بصمت , زوراً , بالدم للرئيس وهو الذي غشني في صغري , إذ لم يكن في بيتنا تلفزيون وأنا أمارس طفولتي في قريتنا الصغيرة الهادئة التي لم يصلها الكهرباء بعد , آنئذٍ أسمع بالرئيس في هتافات المواطنين دون أن أعرف من هو وما هو , أذهب إلى المدرسة وتبدأ المسيرات في ذكرى التحرير والتصحيح والثورة والشهداء وميلاد الحزب وتعلو أصوات الطلبة بالشعارات وتلهج بمناقب الرئيس وخصاله وبطولاته فهو قائد الأمة العربية الممتدة من المحيط إلى الخليج وهو قائد الثورة العربية التي تقود العرب إلى شواطيء المجد والكرامة وبطل تشرين التحرير وذو الهمة العالية والهامة العليا , وتتشكّل في مخيلة الطفل صورة الرئيس : إنه مثل آدم الذي يوصفه ملا القرية , طوله ستون ذراعاً , وعرضه عرض تلة القرية , أو أنه بقد جبل شامخ إذا هاجم أمة محاها عن الوجود وإذا غزا مدينة معسها تحت أقدامه وإذا نفخ على قوم ذرتهم الريح .
أو أنه بضخامة نوح الذي يحدثني عمي عنه أنه عندما مات جعلوا من سيقانه جسراً على الفرات !
وحين كبرت رأيت طائرات العدو تلعب في سمائنا وتعود إلى قواعدها بعد أن ينفد وقودها أو يمل قائدها في السماء أو تفرغ قنابلها على ما تشاء .
سأشكيك أيها الرئيس غداً أمام الله .
لماذا كنت تكذب على ذلك الطفل وهو عجينة طرية .
وسأربي ابني على أن الرئيس إنسان مثله , وأنه مشروع رئيس في المستقبل , ولو على نفسه وليس هو مشروع عبد ذليل .
أجل
لا بد وأن تندثر ثقافة البعث إلى الأبد .
يتبع ………….