هل دعوة أحزاب الحركة الوطنية الكردية في سوريا لعقد مؤتمر وطني دعوة جادة أم ماذا.؟

محمد سعيد آلوجي

من المعلوم أنها ليست هي المرة الأولى التي تدعو فيها الأحزاب الكردية إلى عقد مؤتمر وطني، وإن لم تكن قد أتت رغباتهم أو دعواتهم من قبل بهذه القدر من الصراحة والوضوح.

ليأتي إعلانهم عن ضرورة عقده في هذا الوقت الحساس جداً من دون أن يستجيبوا لأولويات هم بحاجة إلى تلبيتها أكثر من غيرها.
فعلى سبيل المثال.

سبق لهم أن أعلنوا عن ضرورة عقد مؤتمر وطني لشعبنا قبل حوالي أربع سنوات من الآن وبالضبط بعد فشلهم في مباحثاتهم بخصوص تشكيل مرجعية كوردية، وهي التي تكون قد استنفذت منهم أكثر من عامين من الجهد والوقت وشعبنا ينتظر ولادة تلك المرجعية التي لم يستطيعوا إنجازها..

ليعودوا في هذه المرة فيعلنوا في ختام اجتماعهم الأخير المنعقد بتاريخ 14 / 7 / 2011  عن ضرورة العمل من أجل عقد مؤتمر وطني كردي في سوريا يشمل إضافة إلى الأحزاب الكردية.

مختلف الفعاليات الشبابية، والثقافية والحقوقية والاجتماعية ، وصولا إلى إنجاز “هيئة تمثل الشعب الكردي وحركته السياسية” ، وتقود العمل السياسي وتتخذ القرارات المصيرية
.

“.؟؟.

وبرأي فإن هذه الفكرة لم تستيقظ لديهم ولم تحتل مكان أولوياتهم إلا بعد أن تنشط الكثير من مثقفينا الكورد في سوريا للكتابة عن ضرورة إيجاد ممثلية لشعبنا الكوردي، وبعد أن دعت إلى عقده تنسيقياتنا الكوردية، وتنشطت لجنة مستقلة من مخلصين من أبناء شعبنا للتحضير له وقاموا بتشكل فروع خاصة في عدد من المدن والبلدات الكوردية..
لذا فلا أرى بأنهم جادون في عقد مؤتمر كهذا على الإطلاق لغرض تحقيق تلك الأهداف المعلن عنها في دعوتهم، ولا أجد أي مبرر لنشاطات لاحقة من بعضهم بذلك الخصوص، وهو ما لا يستوجب انسحاب بعض من المستقلين من لجنتهم التي كانوا قد شكلوها لذلك الغرض بل كان عليهم متابعة عملهم وانجازه كاملاُ حتى لا تفكر تنسيقياتنا بتجميد مؤتمرهم المنشود أيضاً وأن أصبح يتضح لنا ذلك ولو بشكل غير معلن بناء على كل تلك المستجدات.

أم لأسباب أخرى.

فهم أحق به من هذه الأحزاب التي بقيت متخلفة عنهم وعن شارعنا وباعتراف واضح وصريح من الدكتور عبد الحكيم بشار في مقالته المنشورة في ولاتي مه تحت عنوان “سوريا والمخاض العسير”..


كما وأرى بأن نتائج أي مؤتمر قد تعقده هذه الأحزاب قبل أن تتخلص من مجمل معوقاتها المختلفة.

سوف لا تكون بأحسن حال من نتائج قرارات المجلس السياسي الكوردي ولا من أداه أيضاً, لكون تلك الأحزاب لم تعد مؤهلة لاستيعاب ما قد تستجد بها الساحة السورية وما يحيط بها من تطورات نظراً لبقائها على حالها فترة طويلة دون أي تجديد لتنظيماتها أو ترميم لهياكلها أو تأهل لكوادرها..
 
التهرب من استحقاقات الثورة، وضياع الوقت
هنا أود أن أكرر بأنهم غير جادين لا في رؤيتهم حول عقد هكذا مؤتمر، ولا في الدعوة إليه، ولو كانوا جادين في دعوتهم هذه التي تكون قد قفزت بشكل مفاجئ ومن دون أية تمهيدات إلى طاولة اجتماعاتهم.

ليعلوا عنها من دون أن يستطيعوا أن يوزعوا رؤيتهم الكاملة عنه على شعبنا بالتزامن مع إعلانهم له.

طالما أن الهدف منه هو الوصول إلى أهداف على درجة كبيرة من المسؤولية ترقى إلى انتخاب ممثلية لشعبنا وقيادته في هذه المرحلة الحساسة جداً والتي أشك في توصلهم إلى أية رؤية سليمة عنه يتوافق مع متطلبات المرحلة التي تمر بها سوريا.
كما أود أن أقول في ذلك إن كانوا جادين في دعوتهم لما تغافلوا عن إشراك الأحزاب الكوردية التي لا تشاركهم في هيئتهم والتي قد لا تقل عن أحزابهم حجماً أو جماهيرية.

كما وأن تغافلهم عن إشراك تلك الشخصيات الوطنية التي تكون قد تنشطت في الآونة الأخيرة قبلهم في التحضير إلى عقد المؤتمر وهم المشهود لهم بوطنيتهم وإخلاصهم.

لتأكيد آخر على عدم جديتهم في دعوتهم.

أما أن يتغافلوا عن إشراك ممثلي تنسيقياتنا الكورية فهو دليل قاطع على ذلك.


ولا يخفى على أي منا كم من الوقت أضاعته هذه الأحزاب في مباحثاتهم العقيمة من قبل.

للتوصل إلى تشكيل مرجعية كوردية في سوريا.

وليكن بعلم الجميع بأنهم لو كانوا جادين أيضاً في مساعيهم السابقة لكانوا قد توصلوا من خلال كل ذلك الوقت إلى عقد عدة مؤتمرات، وتشكيل عدد من المجالس، ومرجعية كوردية، ولاستطاعوا أيضاً أن يحددوا أساسياتنا القومية والوطنية، وأن يضعوا لنضال أحزابهم استراتيجيات مرحلية ومستقبلية.؟؟.

ولربما كانوا قد حددوا حتى جغرافية تواجدنا في سوريا.

وبناء على كل ذلك أقول بأنهم لا يبغون من دعوتهم تلك سوى الهروب إلى الأمام من استحقاقات الثورة، وضياع المزيد من الوقت، والفرصة على شبابنا كي لا يعقدوا مؤتمرهم، وأخيراً أن يحافظوا على ما يدعون تمثيلهم لشعبنا.

فما المطلوب إذاً.؟.
أستطيع أن أقول بهذا الخصوص بناءً على ما تطرقنا إليه أنفاً، وما ستؤول إليها أية دراسة واقعية لحال أحزابهم التنظيمية والسياسية والإدارية إن تناولناها بالبحث والتنقيب.

سوف يتراءى لنا بأنها جميعاً ستوجب عليهم أولويات كثيرة عليهم الاستجابة لها والبدء الفوري بانجازها قبل دخولهم في بناء أية تشكيلات جيدة.

فكيف بهم وهم يقفزون دفعة واحدة لعقد مؤتمر وطني بغية إيجاد هيئة تمثيلية جديدة على أن يكون لهم باع طويل فيها وواقع حالهم لا يحتمل حتى الدفاع عن كياناتهم الحزبية ولا عن هيئاتهم الموجودة وتحالفاتهم القائمة مثل ” التحالف ومجلسه، والجبة الديمقراطية، ولجنة التنسيق، والمجلس السياسي، والآن أصبح عندهم الحركة الوطنية الكردية في سوريا ” .

لذا عليهم أن يسارعوا إلى التمثل لتلك الأولويات والتي نذكر منها الآتي:

  1. أن يدعوا التنسيقيات وشأنها لتعمل بكل حرية كما تكون قد تبنه لنفسها وفق علاقاتها مع باقي التنسيقيات الوطنية برؤية وطنية نقية وقومية كوردية غير مشكوك فيها، وكما تكون قد أملتها عليهم واجباتهم في ذلك ضمن تلك الثوابت ميدانياً وبما تملكها من طاقات كبيرة،.
  2. أن يمنحوا قواعدهم الحزبية المتبقية معهم كامل الحرية ليعملوا مع تلك التنسيقيات الكردية للثورة السورية وفق ما تكون قد التزمت هي بها مع باقي تنسيقيات الحراك الوطني.حتى ينتهوا هم من سد ثغرات أحزابهم التنظيمية والهيكلية حتى ينتهوا من تأهيلها كي تستطيع بعدها استيعاب التطورات الحديثة ومستجدات الأوضاع المتفاعل على ساحتنا السورية.

  3. أن يسارعوا إلى لسد تلك الثغرات المتعمقة في هياكل أحزابهم التي تكون قد بنيت على أسس قديمة وبأساليب لا يمكنها أن تستوعب التطورات الحديثة على الإطلاق، وأن يسارعوا إلى تصحيح العلاقات التنظيمية داخل أحزابهم على أن يمنحوا قواعدهم وتنظيماتهم وفق منظور متطور صلاحيات تنظيمية وإدارية بعد أن يتم تأهيلهم جميعاً لما قد يوكل إليهم من وظائف تتوافق مع ميولهم وإمكاناتهم حتى يصبحوا أعضاء فاعلين في مجتمعهم، وأن يتخلصوا من كل القيود الإدارية والتنظيمية التي تحد من حرية حركتهم واتخاذهم لقرارات تتوافق مع استراتيجيات أحزبهم بشكل منظم.
  4. أن يسارعوا إلى تحديد أساسياتنا القومية والوطنية، ليجعلوها ركائز أساسية لأي تحرك حزبي.

    ومن أجل أن يبنوا عليها استراتيجيات قصيرة وبعيدة المدى.

    ويسيروا عليها كامل حراكهم وعلاقاتهم واتفاقاتهم، البينية ومع شركائنا في الثورة السورية المباركة، وهي التي كان عليهم أن يولوها جل اهتمامهم في مجلسهم السياسي منذ بداية تشكيله..
  5. أن يكفوا عن التهجم على بعض من تنسيقياتنا الكوردية وإعاقة نشاطاتهم المقاومة، كذلك أن يبتعدوا عن تلطيخ سمعة المناضلين الشرفاء كأمثال الأستاذ القدير مشعل تمو بل عليهم أن يتخذوا منه والأستاذ حسن صالح والأستاذ مصطفى جمعة قدوة لهم وبعض من المناضلين الذين مازالوا يعملون بعيداً عن أية تغطية إعلامية، وهم الذين يكونوا قد حسموا أمرهم إلى جانب شباب تنسيقياتنا.
بعد ذلك يمكنهم أن يدخلوا في مباحثات جادة مع مسؤولي التنسيقيات الشبابية ليتولوا معم وظائف تليق امكاناتهم ومؤهلاتهم قبل أن تضيع عليهم هذه الفرصة أيضاً.؟.

محمد سعيد آلوجي
20.08.2011

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

شادي حاجي القضية الكردية في سوريا ليست قضية إدارية تتعلق بتدني مستوى الخدمات وبالفساد الإداري وإعادة توزيع الوظائف الادارية بين المركز وإدارات المناطق المحلية فإذا كان الأمر كذلك لقلنا مع من قال أن المشكلة إدارية والحل يجب أن يكون إدارياً وبالتالي حلها اللامركزية الادارية فالقضية الكردية أعقد من ذلك بكثير فهي قضية شعب يزيد تعداده على ثلاثة ملايين ونصف تقريباً…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية ومع مناصري ثقافة التسامح واحترام حقوق الانسان ومع أنصار السلم والحرية، نقف مع السوريين ضد الانتهاكات الجسيمة والاعتداءات الصريحة والمستترة على حقوق الانسان الفردية والجماعية، وسياسات التمييز ضد المرأة والطفل، وضد الأقليات، وضد الحرب وضد العنف والتعصب وثقافة الغاء الاخر وتهميشه، وتدمير المختلف، والقيام بكل ما…

نحن، المنظمات الحقوقية الكردية في سوريا، نهنئ الشعب السوري، بجميع مكوناته وأطيافه، على إسقاط نظام الاستبداد، إذ تمثل هذه الخطوة التاريخية ثمرة نضال طويل وتكاتف الشعب السوري ضد آلة القمع، وهي بلا شك نقطة انطلاق نحو بناء سوريا المنشودة. إن سوريا الجديدة، بعد إسقاط النظام البائد، تدخل مرحلة حاسمة، وهي مرحلة البناء والسلام والصفح. لذا، ينبغي أن تسود فيها العدالة…

خليل مصطفى بتاريخ 22/2/1958 (شهر شباط) تم التوقيع على اتفاقية الوحدة (بين مصر وسوريا)، حينها تنازل رئيس الجمهورية السُّورية شكري القوتلي عن الرئاسة (حكم سوريا) للرئيس المصري جمال عبد الناصر (طوعاً)، وقال لـ (جمال عبدالناصر): (مبروك عليك السُّوريون، يعتقد كل واحد منهُم نفسهُ سياسياً، وواحد من اثنين يعتبر نفسهُ قائداً وطنياً، وواحد من أربعة يعتقد بأنهُ نبي، وواحد من عشرة…