كلمة في دعوة الأحزاب الكوردية لعقد مؤتمر وطني .

محمد سيعد آلوجي

مقدمة لا بد منها
بداية أعترف بأنني قد تخلفت عن الكتابة كثيرا في ظروف الثورة السورية المباركة لأسباب سوف أذكرها لاحقاً.

فهناك من كتب ما لا يحصى من المقالات من مثقفي شعبنا الكردي المعروفين ومن سياسيينا الأكارم.

الذين أفاضوا وما يزالون يتابعون الكتابة في ما ينفع ثورتنا وثوارنا فلهم مني كل التقدير والاحترام.

وقد ظهر لنا في مرحلة الثورة هذه الكثير من أهل الهمم العالية متعاضدين مع ثوارنا وتنسيقياتنا بأشكال مختلفة سواءً بتنظيمهم لمسيرات أم تجمعات أم مؤتمرات كيفما لزم الأمر.

همهم مساندة أهلنا وثوارنا ومقاومة ما يلحق بهم من أذى والوقوف بوسائلهم المختلفة في وجه آلة القمع النازية الأسدية التي تمعنت في قتل أبناء شعبنا والسير قدوما نحو إذلالهم وهي التي لن تتوانى عن هتك الأعراض ونهب الأموال الخاصة وتخريب الممتلكات والتسبب في تهجير أهلنا داخلياً وخارجياً.


وسيبقى أهلنا وشباب ثورتنا السلمية بحاجة ماسة إلى كل من يستطيع أن يقدم لهم أية مساعدة وبأي شكل من الأشكال لكي يصمدوا بصدورهم العارية أما آلة القمع النازية الأسدية.

متحدين تلك القوة المفرطة التي تستخدمها بحقهم.

فكم أصبحوا اليوم بحاجة حتى إلى تحركات طفل بريء أو رفع لراية في وجه تلك العصابات، أو أن يظهر للعامة وهو يحمل على وجهه أية علامة رافضة لقتل أهله.

فالشبيحة والأمن والكثير من الجنود قد أباحوا وبأوامر مباشرة من آل الأسد كل مقدساتنا.

همهم الوحيد هو الاستمرار في إذلال الناس الشرفاء والتحكم بنا ونهب خيرات وطننا…

أسباب تخلفني عن الكتابة
لظهور نشاطات غير مسبوقة من قبل أحرارنا داخل الوطن وخارجه للدفاع أهلنا من خلال مقالات وغيرها.

لا سيما ممن كانوا قد تركوا التعاطي مع الشأن العام كرد فعل منهم على احتكار السياسة من قبل أناس استطاعوا امتهانها كحرفة من دون أن  يستطيعوا الخروج على العمل بسياسة الأمر الواقع التي كانت قد فرضتها عليهم سلطات البعث نفسها، وهي التي كانت تلاحقنا بشتى التهم كلما حاولنا أن ننبههم للخروج من تلك الدوائر الضيقة المضروبة حولهم بخطوط حمر من قبل النظام نفسه..

ولم يعد يخفى على أي منا كم ظهر في هذه الفترة من أولئك الذين باتوا يكتبون بغزارة ومن مختلف المشارب همهم الوحيد هو دعم ثورتهم ونصرة أهلهم.

وفضح عمليات عصابات القمع الأسدية أمام الرأي العام.

وكل ذلك كان بحاجة إلى نشرها وتوزيعها عبر وسائل إعلامية مختلفة..ووو.
لذا رأيت أن أتفرغ في هذه الفترة لدعم الثورة إعلامياً “وبشكل طوعي كعادتي في التعاطي مع الشأن العام منذ أن وعيت”، وذلك من خلال موقعي الإلكتروني “كردستانا بنختي“.

الذي أديره بشكل كامل، وأن أعمل بالتزامن في الفيسبوك لنشر كل معلومة أتلقاها عن ثورتنا في هذا الوسيلة الجبارة أيضاً، وما أراه ينفع ثورتنا، كما قمت بفتح موقع خاص في اليوتوب فنشرت فيه الكثير من الأفلام عن الثورة للمساعدة في فضح أساليب عصابات البعث وشبيحتها والعمل على إضعاف شوكتهم وهيبة القتلة المجرمين أيضاً..


ثلاثة وسائل إعلامية أخذت مني كل وقتي من الصباح حتى وقت متأخر من الليل، وما زلت منهمكاً بها جميعاً ومنذ بداية الثورة وحتى الآن وسأبقى حتى يأتينا النصر القريب بإذن الله..

فكان لا بد أن تأخذ مني هذه الوسائل كل وقتي لأضطر أن أنقطع الكتابة…

لنعود إلى موضوعنا الأساسي ألا وهو:
دعوة الأحزاب الكوردية إلى مؤتمر وطني كردي في سوريا.؟؟.

 

بداية أرى بأن أقول بأنه سبق لي أن تلقيت طلبات من جهات مختلف تطالبني بأن أوضح رأي في موضوع تشكيل هيئة تمثيلية لشعبنا الكوردي “وليكن تحت أي مسمى لا فرق”.

فتجنبت الكتابة فيه لأمور عديدة منها:

1.

  
لقناعتي التامة بأن أحزابنا الكوردية لن تسمح لأية هيئة تمثيلية أن تأخذ شرعيتها الشعبية إلا إذا انطلقت من بين أيدي المتحكمين بقياداتها مجتمعة.

حتى لا تسحب منهم الشرعية التي يدعون تمثيلها عن الشعب الكوردي، وهم الذين لا يستطيعون أن يتفقوا فيما بينهم إلا على أدنى المعاير في أية اتفاقات عامة لا سيما تلك التي تكون نتيجتها انطلاق لتحالف جديد فيما بينهم، ولن يأتي ذلك إلا إذا خامرهم الشك بأن هناك خطر كبير يحدق بهم.

أو بكياناتهم في الغالب.

عندها سوف نجد بأن اتفاقاً من ذلك القبيل لن يستطيع أن يلبي طموحات شعبنا فيه، ولن يستطع أن يجسد في عقده لا أساسياتنا القومية كما هي، ولا الوطنية بشكلها الصحيح.

كما حدث في اتفاقاتهم السابقة وتشكيلاتهم ك ” التحالف الديمقراطي الكوردي في سوريا، والجبهة، والتنسيق، ومجموع الأحزاب الكردية أثناء انتفاضة شعبنا في 2004 والتي لم يستطيعوا فيه أن يتفقوا فيما بينهم حتى على أسم محدد لها “لتسمى بأسماء مختلفة” ، وكما جرى في دخول بعضهم في إعلان دمشق، وفي تشكيلهم للمجلس السياسي، ومجموع الأحزاب الكوردية الوطنية التي بقيت حتى الآن فقط قيد التعامل أم التظاهر بها “.

لذلك كله لم يطاوعني نفسي أن أكتب في ذلك أبداً.

مع كامل إحترامي وتقدير لكل الشرفاء الذي كتبوا فيه حتى ولو بقصد أن يُشهدوا التاريخ على ما تكون قد أملتهم عليهم ضمائرهم الحية..


2.

    ولقناعتي بأن غالبية تلك الأحزاب غير مستعدة على الأقل في الوقت الراهن للدخول معاً من أجل الوصول إلى اتفاق لتشكيل هكذا هيئة لا سيما وأن مثل تلك الهيئة لا بد أن ترتقي إلى مستوى تمثيل شعبنا رسمياً، ولن يكون لها ذلك إلا إذا تم انتخابها في مؤتمر قومي وطني كوردي جامع ومستقل يضم كافة فئات شعبنا في تمثيل حقيقي ومتوازن.

حتى تستطيع أن تنال ثقة ورضا غالبية أبناء شعبنا أولاً وأخيراً وعندها لا بد أن يفقد غالبية قيادات تلك الأحزاب مقاعدهم أو أهميتهم لدى عموم أبناء شعبنا، وهو ما لا يرضيهم أبداً.
يبقى هنا أن يغامر قياديي الأحزاب فيدعوا إلى عقد مؤتمر وطني “كما اتفقوا على الدعوة له في اجتماعهم الأخير لمجموع أحزابهم ” بعد أن اتفاق مسبق فيما بينهم على كل شيء فيه.

وكما يجري قبيل عقدهم لمؤتمراتهم الحزبية.

ومنها اتفاقهم على من يسمح له بدخوله والجلوس على مقعد فيه حتى يأتي بكل شيء على مقاسهم تماماً كما أوريد له.
عندها سوف لن يكون حال أية هيئة تنبثق عن مثل هكذا مؤتمر أحس حالاً من تلك الأطر السابقة التي نكون قد مررنا بأسمائها أنفاً، أو أحسن حالاً من مجلس التحالف الديمقراطي الذي يضم بين جناحيه الكثير من الموالين المستقلين…

محمد سعيد آلوجي
18.08.2011

ملاحظة:
ما كنت لأكتب في هذا الموضوع لولاً أن طُرح علي سؤال من هذا القبيل من الهيئة المشرفة على نشرة “آزادي لتنسيقيات شبابنا الكورد” الذين يعزون علي كثيراً.

فأجبتهم.

ورأيت أن أردف بجوابي على سؤالهم بهذا المقال أيضاً.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…