قراءة في بيان الأحزاب الكوردية بعنوان (لماذا هذا التحامل على أحزابنا..)

دهام حسن

حتى أبرئ ذمتي  كشخص أو فرد من هذه التهمة الظالمة كما سيمر معنا من خلال لغة وصياغة هذا البيان، كنت حتى تاريخ صدور البيان لم أبدِ بأية ملاحظة حول المؤتمر المتعثر، وكلمتي المنشورة جاءت بعد نشر البيان، أي بمعنى آخر لم أكن كشخص محدد مقصودا بالبيان أي حتى لا أتهم بأن ردي جاء ذاتيا انفعاليا فرديا للدفاع عن نفسي هذا أولا..

الآن لنعد إلى لغة البيان وبهذا الاستهلال وهو يحمل توقيع أحد عشر حزبا يقول البيان أو كاتب البيان أو الأحد عشر حزبا يقولون :
(تظهر بوادر سلبية تجاه معظم أحزاب الحركة الوطنية الكردية أو كلها ، تحملها أقلام يائسة و نفوس غير سوية ، تسعى إلى التجييش الإعلامي والجماهيري ضد هذه الأحزاب..)
 أي من ينتقد الحركة الكوردية فهو يائس وغير سوي، الغريب أن يتواطأ أحد عشر حزبا على هذه اللغة، وعلى هذا الإسفاف، المثقف الكاتب هنا يسوق رأيا فرديا يشكر أو يلام عليه حسب قراءتي أو قراءتك له ليس أكثر، أما تهمة البيان فهي من مدرسة قديمة توزع التهمة يمينا وشمالا دون أية بوصلة، وينسى محرر البيان أن حزبه سيختفي باختفائه، أي أنه لا يعدو كونه حزبا رقميا..

ثم أسأله هل اليأس يقطر من هذا المثقف الذي يصيب ويخطئ، أم من ذاك السياسي وهو يعيش في خلايا الأحزاب لا تقل عن بضعة عشر حزبا، وهو أحد هذه الأرقام، وهو ذاته هنا يلعب لغة الإقصاء للآخرين، وينسى أنه أحد ضحايا أو رموز الانشقاقات المتتالية حتى صرنا نحبو نحو العشرين حزبا، إن من يريد وحدة الأحزاب لا يلعب لعبة الإقصاء، من اشترط في هذا المؤتمر استبعاد (الميثاق، تيار المستقبل، حركة الإصلاح وآخرين..) ويقبل بهذه الشروط شروط الاستبعاد إما راغبا أو صاغرا دون مقاومة لا يمكن نعته بأنه من دعاة الوحدة.؟
جاء في البيان أيضا:
(ومن المفارقات العجيبة في أمر هذه الأقلام والجهات ، أنها تبحث لها عن أي مبرر أو مسوغ للتحامل على هذه الأحزاب لدرجة تقع أحيانا في تناقض مع دعواتها ، فبالأمس كانت تتخذ من القضايا الخلافية بين أطراف الحركة لها ذريعة في الإساءة إلى هذا الحزب أو ذاك الشخص) ما يؤسف له أن أحد عشر حزبا يتفقون للتهجم على المثقفين دون تحديد، أرجح أنهم مدفوعون بهذا الاتجاه الهجومي وبما يشبه الإجماع بالرغم من إرادتهم ، وإلا ما معنى ظهورهم معا وبالتتالي في إحدى القنوات الفضائية، وهذه المرة ليقول بعضهم في المثقفين ما يشين ونعتهم بالأقلام الرخيصة، قلت في نفسي لو كان هؤلاء هم السلطة لاسمح الله، ماذا يكون ترى مصير هؤلاء المثقفين غير المعتقلات، إن لم يكن القبور..

الغريب والموجع عندي هذا الإجماع والتسرع والتواطؤ على التهجم على المثقفين، وهنا أندار إلى الصديقين المناضلين طاهر سفوك وعزيز داوي هل حالة التشرذم والانقسام التي تعيشه الحركة الكوردية هل سببها بعض الكتاب والمستقلين، أم العقلية القديمة، المدرسة القديمة.؟ من قسّم جسم الحركة.؟ أليس هذا التشتت وليدة المدرسة القديمة.؟ ثم أنتما كنتما من الضحايا فكيف تشاركون لإقصاء الآخرين اليوم ما الجديد في الأفق ترى.؟ ثم كيف ينطلي عليكم كثير من الحيل، وأنتما ابنا مدرسة مجربة في الحبكة والحكمة.؟ كيف توافقان على تهجم المثقفين دون تفريق أو تمييز، من هنا أقول أرجو أن لا يكون كاتب البيان أحدكما.؟ وأعلم أيضا أن الأخ زرادشت غير قادر أو هو ليس بكفء هذا العبء أو الحمل الكبير بخلاف ما توقع منه الآخرون، ليدفع عنا هذا الهجوم الظالم ، كما لا يعاتب كثيرا الأستاذ اسماعيل حمي على الأمر نفسه ومما جاء في البيان أيضا في الختام (ندعو في ذات الوقت إلى النقد البناء الذي يسهم في تصحيح الخطأ وتحسين الأداء ، كننا ندين الأقلام الرخيصة المعروفة بعدائها للحركة الكردية وكل قضايانا القومية والوطنية والتي باتت مكشوفة وعارية أمام الجميع ،) ماهذه اللغة يا أخوان ، إنكم تلصقون تهمة الخيانة بالناس..، من هؤلاء يعادي الحركة الكوردية.؟  متى كنتم متفقين على صيغة واحدة في الحراك السياسي.؟ أم أن وراء الأكمة ما وراءها..أي أنكم تفتشون عن المثقف المذعن الممتثل لإرادتكم دون أي موقف أو مقاومة..

كم يحز في قلبي أن أرى احد عشر حزبا كوكبا في سماء القامشلي وحدها يتفقون على نعت أقلام  مثقفينا بأنها رخيصة أسفا على هذه اللغة، والله لو صدر مثل هذه الكتابة من كاتب سياسي لقلت ربما اشتط به القلم والعاطفة، ولتجاوزت ذلك، لكن أحد عشر حزبا يتفقون على البطلان فهذا ما يحز في النفس..
 
إننا معشر المثقفين نعتذر من أي كان إذا أخطأنا بحقه أو تمادى بنا القلم قليلا، وسنعمل مخلصين في سياق النضال الوطني السوري، والقومي التقدمي وسنكون العون للحراك السياسي وسوف نحترم كل المناضلين الذين يعملون بإخلاص، وبالتالي كلكم يعلم أن ليس لنا أي مطمح سياسي كموقع فلسنا منافسين فمباركة عليكم ما تحلمون به، المهم أن يكون الإخلاص رائد الجميع، وما يبرر منكم هذا معرفتنا من أن التخلف السياسي هو جزء لا يتجزأ من التخلف الاجتماعي، وللأسف أنتم تثيرون الغبار ثم تشكون من عدم قدرتكم  على الرؤية الواضحة..

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

نارين عمر تعتبر المعارضة في أية دولة ولدى الشّعوب الطريق المستقيم الذي يهديهم إلى الإصلاح أو السّلام والطّمأنينة، لذلك يتماشى هذا الطّريق مع الطّريق الآخر المعاكس له وهو الموالاة. في فترات الحروب والأزمات تكون المعارضة لسان حال المستضعفين والمغلوبين على أمرهم والمظلومين، لذلك نجدها وفي معظم الأحيان تحقق الأهداف المرجوة، وتكون طرفاً لا يستهان به في إنهاء الحروب…

محمد زيتو مدينة كوباني، أو عين العرب، لم تعد مجرد نقطة على الخريطة السورية، بل تحولت إلى رمز عالمي للصمود والنضال. المدينة التي صمدت في وجه تنظيم داعش ودفعت ثمنًا غاليًا لاستعادة أمنها، تجد نفسها اليوم أمام تحدٍ جديد وأكثر تعقيدًا. فالتهديدات التركية المتزايدة بشن عملية عسكرية جديدة تهدد بإعادة إشعال الحرب في منطقة بالكاد تعافت من آثار النزاع، ما…

بوتان زيباري كوباني، تلك البقعة الصغيرة التي تحوّلت إلى أسطورة محفورة في الذاكرة الكردية والسورية على حد سواء، ليست مجرد مدينة عابرة في صفحات التاريخ، بل هي مرآة تعكس صمود الإنسان حين يشتد الظلام، وتجسيد حي لإرادة شعب اختار المواجهة بدلًا من الاستسلام. لم تكن معركة كوباني مجرد مواجهة عسكرية مع تنظيم إرهابي عابر، بل كانت ملحمة كونية أعادت…

إبراهيم اليوسف لقد شهدت البشرية تحوُّلاً جذرياً في طرق توثيقها للحياة والأحداث، حيث أصبحت الصورة والفيديو- ولأول وهلة- الوسيلتين الرئيسيتين لنقل الواقع وتخليده، على حساب الكلمة المكتوبة. يبدو أن هذا التحول يحمل في طياته نذر موت تدريجي للتوثيق الكتابي، الذي ظل لقرون طويلة الحاضن الأمين للمعرفة والأحداث والوجدان الإنساني. لكن، هل يمكننا التخلي عن الكتابة تماماً؟ هل يمكننا أن ننعيها،…