لا … لا .. وحاشا لله !! .. رد على رشاد أبو شاور ـ هل أنا كردي من دياربكر ـ

وليد حاج عبدالقادر

بداية أطمئنك ـ رشاد أبو شاور ـ بأنك لاتحتاج الى أية تحليل للدلالة الوراثية ، فبصمتك هي كما مورثاتك الذهنية تثبت ثلاثا في ثلاث ، كإرثك في التشكل المعتقدي ، انت عربي ، عربي ، عربي ومضاف اليها ثلاثا مثلثة أخرى : قحّ قحّ قحّ والثلاثة المربعة نلتها وبالطريقة التي تحب ، لأنه ـ رشاد أبو شاور ـ ليست هي الجينات الوراثية التي تحدد الأصل ، كما الإنتماء والفصل بقدر ماهي القناعات كما الممارسات ، ومن هنا كان الجمهور الكردي قد لفظ البوطي كخرقة قديمة ، من جهة ، وسارق شاذ بكل ما تحتويه هذه الكلمة من صفات ، وعلى شاكلته الكثيرون من الشخوص الذين سعوا ـ ومازالوا ـ في جعل قضية الكرد وكردستان ، مسلخا لولائم في نصرة قضيتك الفلسطينية ومن ثم كصوفي مترنح تحت وطأة الجهل بنوايا ـ أمثالك العروبيين ـ ويقعد متفرجا ،
 لابل ما تزال لديه بعض من الشجاعة فيوصف القضايا شرقا ، وهي غرب ، مثلما لم نتفاجأ ـ وبعنجهيتك القائلة ـ أنك لا تعلم بما لا ـ وأنا واثق ـ بأنك ـ تعلم به لأننا ـ كالكاظمين غيظا ـ ما أعلناها تلك المرة ، ورسالتكم الموقرة الى واحدة من الفصائل لا أدري أأقول الكردية أم ماذا ؟ ..

أتدري ـ رشاد أبو شاور كيف صيغت ووجهت ؟ !! ـ الى الحزب الكردي الكردستاني ـ ووقتها !! كان العتاب الهامس ، لابل البهرجة الفارغة فراغ كل عنجهياتك ليست إلا .

ومن هنا ـ تحديدا ـ سيكون ذمّنا لمن جعل منكم أبطالا سرفانتسيين ، في الذهنية الكردية ، فتصل بكم ، لابل وتتوضح فيكم هذا الكم من  الحقد ، وبالتالي التأثر بعقيدة شعب الله المختار ، فتدركك عوارض جنون العظمة ، لربما نحن الكرد سنختطفك ـ مجازيا ـ وبالتالي سنستكردك ـ لا على الطريقة المصرية ـ فتجعلني أؤكد لك وبالمطلق بأننا لسنا بحاجة لك ـ كرقم ـ لربما نستخدمه لإيجاد خلل في التركيبة الديمغرافية وبك نصبح الأكثرية ، ولا لعبقرية تخالها في نفسك ، فنسرقها من قومك ، لنتباهى بها ، فإن كنت روائيا فلدينا سليمن ، وإن كنت شاعرا فبإبراهيمنا نكتفي ،أما أن لاتعرف شيئا عن كردستان بأجزاءها الأربعة ، فهذه نقيصتك ـ وإن تعاليت في هذا المقام ـ ، ومع هذا ، لنا أن نعلم ـ نحن الكرد ـ أن سايكس بيكو ، وبكل مفرداتها وحواشيها ، وما تلتها من السلسلة النكدية التي أطاحت ، بشعوب وأوطان بدءا من بلفور الوعد ومرورا بلوزان المقصلة ، ولكنها هي مصيبتنا ـ نحن الكرد ـ فما تعودنا أن نجتزئ التاريخ ، أو أن نقرأها بمفرداتها الخاصة ، واختصارا ، فإننا قرأناها : بلفور ولوزان ، كما سايكس بيكو هي الحاضنة التي انتجتهما وبالتالي هي كاسحة سيفر في الأساس كانت .

ومن هنا السيد أبو شاور : لك أن لاتعرف أي شيء من أية شيء ، سواءا عن المجمل من الإنتفاضات والثورات الكردية التي سبقت وانهيار الإمبراطورية العثمانية ، أو التي تلت تقسيمات سايكس بيكو ومفردات لوزان ، فلما تتعب نفسك أيها المناضل أنت في ذاتية ـ ومن حقي أن أقولها ـ مبهمة وبالمقابل ، لنا أن نعرف عن العروبة ثورات وثورات ـ ونبدي خلافنا وانزعاجنا من استنباطات السيد آزاد علي وتوصيفاته عن الثورات !! مؤخرا في الدوحة ـ لابل ، ونشرّح فلسطين ـ معرفيا ـ ومتتاليات بلفور ، ومناطقيا قبل أن ينعم الله والبعث في تغريبته التعريبية للقرى والمناطق الكردية فينقل الينا اسماءها ، فترى اللد وديرياسين والجليل وحيفا ويافا في الربوع الكردية ـ ولكننا نعلم أيها السيد أبو شاور : أيضا مجريات الثورة الشعبية التي اندلعت في فلسطين عام 1936 والتي شارك فيها ـ وبالمناسبة ـ الثائر فوزي القاوقجي الحموي وكوكبة من شباب الكرد من الشام ,، ونعلم فيما نعلم أيضا عن تاريخ فلسطين .

وعام النكبة / التقسيم وبالتالي وهذا هو الأهم : فبالرغم من مخاضنا القومي ككرد ، وكل المواقف والممارسات ، وجملة الطروحات التي ـ أحسنها هي الإساءة ـ فنحن نعلم بدايات التأسيس للمقاومة الوطنية الفلسطينية ، وتجذّر الأفكار القومية العربية وبالتالي تشكّل الجبهة الديمقراطية الشعبية ، وفتح الشقيري ، ومن بعده أبو عمار ، وسلسلة الإنشقاقات والإنشطارات التي أوجدت جبهاتا ومنظماتا متعددة ، وبالمناسبة فلدينا إطلاع ـ معرفي ـ على معظم البرامج والطروحات السياسية التي أعلنوها ، وكذلك حتى الجزئيات الصغيرة للخلافات التي أدت كما العوامل الى تلك الإنشقاقات المتعددة .

كما واكبنا مع الشعب الفلسطيني كفاحهم المسلح وثورة الحجر وانتفاضاتهم السلمية ، ودشّنا معهم يوم الأرض ، وكنا قد جسّدناها دماءا نقية في قلعة الشقيف ، وتابعنا الكثير من ممارسات اسرائيل وعملاءها ـ روابط القرى في شفا عمرو ـ وغيرها ثمانينيات القرن الماضي .

ولن أسهب كثيرا في هذا الجانب ، ولكنه من حقي أن أستنبط هذا ـ الغلياء غير المبرر منك !! ـ أهي نزعة عروبية إذن حاولت وتحاول بها أن تستلب منّا المنطق والعمق القومي ـ كرديا ـ ؟ أم هي استدراجات ـ كانت لأناس نراهم ـ صامتين أمام تطاولك وزحفك اللامقدس رشاد أبو شاور !!وكلنا يتذكر أواخر ثمانينات القرن الماضي ، والجرح الكردي الكبير والدم الغزير الذي كان ما يزال ينزف ، والأدهى أن كل الأشلاء التي بعثرت بفعل الكيمياء كانت لاتزال عصية على التفسّخ ، نعم نتذكرها السيد أبو شاور مقولة الراحل أبو عمار ، وخطابه الشهير في مؤتمر بغداد ، وأظنك مازلت تحفظها كأي درس للمحفوظات ومع هذا فلا يمنع أن أختصرها في مخاطبته للطاغية المقبور ..

نعم قالها / ..

أيها الفارس لقد كنت بطلا في حروبك الداخلية والخارجية ..

/ إذن هي البطولة كانت ، وتريدونها أن تكون ، أن يصنع من أجسادنا ، كما قوانا السياسية أن تصبح درايا ، نقصف ـ بضم النون ـ بها ونتقصف ؟! .

ومع هذا فتستكثر علينا 11 حزبا ولك من المنظمات ـ ما قبل أوسلو ـ منها المضاعف ؟ .

وتراها مفخرة لك ، لابل وتترفع ب ـ عروبيتك القح ـ وبفوقية لاتليق بك بالمطلق ـ وأنا لاأمدحك ـ فتقول ..

/ … ولكن هذه الأحزاب التي أعرف … / … أما الباقي فلا تعيرها ، أو لاتعرف عنها أية شيء ، ومع هذا ، لاتشعر بأي ذنب ، وتسيّل عليها ما تشاء من التهم !! .

السيد أبو شاور : أقرّ ـ بشطارتك ـ في القفز على القيم والمبادئ ، وبالتالي الإيمان ـ بالمطلقيات ـ أي الحقوق التاريخية وكنوع من الملكيات المقدسة والتي ـ تدعي أيضا ذاتويا ـ بأنك واحد من ضحايا أصحاب هذه النزعات في الحقوق الملكية المقدسة زورا وتتساءل وانت تنادل بدل أن تجادل في معطيات الأقلية والأكثرية ، فتعوّمها في مسألة حسابية كأي طفل أو تلميذ مبتدأ ، مع علمك التام لكل عمليات القصّ والتشريط ، لابل والولادات القيصرية لدول سايكس بيكو فتتساءل ـ وحقيقة بسذاجة مأسوفة عليها ـ ..

/ ..

كعربي .

هل وجود أقليات في هذا البلد العربي أو ذاك ، تحول دون وحدة الأقطار العربية ، استجابة لهواجس هذه الأقلية ، أو تلك ؟ ..

/ والجواب قطعا لا ، ولكن لما هذا التشنج و ـ الصرعنة ـ لمجرد أن يطالب الآخرون ، أو حتى مجرد أن يبوحوا بمطالباتهم ، كما استحقاقاتهم القومية ؟ فهل يجوز لكم ما لا يجوز لغيركم ؟ أم هي نزعة التأثير والإستئثار عندكم ، خصوصا بعدما اكتشفتم بأنكم وشعب الله المختار أولاد عمومة ؟ فتمارس علينا ومن جديد عنجهية لست منها بالمطلق ، فتكيل الإتهامات الرخيصة فتقفز من مأزق أحبابك ـ السلطة السورية ـ وتتجاهل مجازرهم ، كما هداياهم !! الرائعة للشعب السوري ، في رمضان ، وتتذكر ..

فقط الآن تتذكر أن هناك شمالا عراقيا ، وتتلكأ في نطقك الحروف ولا تستطيع ان تلفظها باسمها كردستان ، وقد تحوّل الى وكر للموساد ، كما الغالبية المطلقة من السوريين وقد أصبحوا مندسين، ومن يدري فقد نستكشف مع السيد شاور ومن على شاكلته وإن كان بعد حين ، أن كل الفدائيين لم يكونوا يومها سوى مخرّبين .

بالله عليك رشاد أبو شاور : أنكم تدفعوننا كي نتحسّر على تاريخ كان يشرّفنا ذات يوم ، في فلسطين ، وأن نلعنها في اليوم من المرات المئة ، لولا تلك القهوة الرائعة والممزوجة مع رائحة خبز التنور من رائع كمحمود درويش ، وتعتق بيارات البرتقال والليمون وانت تشرد فيما تشرد وذكريات كنفاني ، وتلك الأسماء البلدات التي أضحت متلازمة لحالة تعريبية مقرفة وممارسات النظم السورية المتعاقبة ، إلا أن الذاكرة ستبقى تحييّ معين بسيسو وسميح القاسم ، وسنظل نغرد وننشد كما ل مهاباد وديرسم ، دياربكر وهولير ، بوطان وقامشلو ، كذلك لنابلس والجليل ، رام الله واللد كما بير زيت .

السيد رشاد أبو شاور : أنصحك أن تعود لتتمسك ببيارتك ، إن كانت قد بقيت لك ، أو ما تصرفتم أنتم بها ، واتركوا حالة الإتكال على الآخرين ، ومن ثم الكيل بمقياس أمر كنتم ومازلتم أول المتاجرين بها ، أما بالنسبة لنا ، فأنت لاتفيدنا البتة ولو كنت صادقا في مقولتك هذه ..

/ ..

يا أخي : تجمعنا الألم ومواجهة الظلم فنحن أبناء هذه المنطقة فيها وجدنا وعلى ثراها سنبقى ـ وأؤكد لو أنك فعلا تعي ما كتبت ، لما استدعى منك كل ما ذكرت …

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

خالد بهلوي تحت شعار “وقف العنف والتهجير – العيش المشترك بسلام”، وبمبادرة من مجموعة نشطاء من الشابات والشباب الغيورين، شهدت مدينة إيسين الألمانية يوم 21 ديسمبر 2024 وقفة احتجاجية بارزة للتعبير عن رفض الاحتلال التركي والتهديدات والانتهاكات التي يتعرض لها الشعب الكردي المسالم. الحضور والمشاركة: حضر الفعالية أكثر من مائه شخصً من الأخوات والإخوة الكرد والألمان، إلى…

د. محمود عباس ستكثّف الولايات المتحدة وجودها العسكري في سوريا وستواصل دعمها لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) والإدارة الذاتية. تدرك تركيا هذه المعادلة جيدًا، وتعلم أن أي إدارة أمريكية قادمة، حتى وإن كانت بقيادة دونالد ترامب، لن تتخلى عن الكورد، لذلك، جاء تصريح أردوغان بعد عودته من مصر، ووزير خارجيته من دمشق اليوم كجزء من مناورة سياسية تهدف إلى تضليل الرأي…

شادي حاجي المرء لا يذهب إلى طاولة المفاوضات وهو خالي الوفاض وإنما يذهب وهو متمكن وقادر والمفاوض يكشف أوراقه تدريجياً تبعاً لسير العملية التفاوضية فعند كل منعطف صعب وشاق يقدم المفاوض بطريقة أو بأخرى معلومة ولو صغيرة حول قدراته على إيقاع الأذى بالطرف الآخر من أجل أن يكون مقنعاً فعليه أن يسأل عن مقومات الندية والتي تتركز على مسألة القوة…

إبراهيم اليوسف منذ سقوط النظام المجرم في 8 كانون الأول 2024 وتحول السلطة إلى السيد أحمد الشرع، بات السوريون، سواء أكان ذلك في العاصمة دمشق أو المدن الكبرى والصغرى، يتطلعون إلى مرحلة جديدة يتخلصون فيها من الظلم والاستبداد. حيث سنوات طويلة من مكابدات المعذبين في سجون الطاغية الأسد وأبيه”1970-2024″ كانت كفيلة بتدمير أرواح مئات الآلاف. إذ إن بعض…