الرؤية السياسية لتنسيقية شباب الكورد في سرى كانيه (رأس العين)

الرؤية السياسية:
تشهد البلاد منذ الخامس عشر من آذار2011 انتفاضة شعبية وحراكاً شبابياً لتنضم بها إلى ركب الثورات الجماهيرية الشعبية التي تجتاح المنطقة كنتيجة لرفض الشعوب القمع والاستبداد والطغيان الذي تمارسه الأنظمة الحاكمة منذ عقود و المتآكلة من داخلها بكل أشكال الفساد المستشري في كافة أجهزة الدولة حتى غدت ثقافة الفساد تحكم الدولة والمجتمع.

في بلدنا سوريا  تنتفض كل المناطق في وجه هذا الطغيان مسجلة ملاحم البطولة في مجابهة الظلم و رفض القتل والاستبداد ومطالبة بالحرية والانعتاق من الذل و الهوان.
وكان شعبنا الكردي على اختلاف توزعه الجغرافي على أرض البلاد مشاركاً في هذا الحراك المبارك منذ الأيام الأولى لانطلاقه و لم يدخر شعبنا أي جهد أو موقف أو كلمة للتعبير عن ذاته السورية الكردية من أجل مقارعة هذا الطغيان الذي يفتك بالمجتمع السوري منذ عقود عدة لاسيما أن الشعب الكردي هو المكون الذي يتعرض لظلم مضاعف أولاً كونه جزء أساسي وأصيل من المجتمع السوري يجري عليه ما يجري على بقية المكونات الأخرى  وثانياً كون الكورد من قومية مختلفة عن القومية السائدة يتعرضون للتمييز العنصري على أساس العرق لحساب القومية السائدة في اسم الدولة و دستورها و قوانينها النافذة التي تُحكم بها سوريا من قبل نظام الحزب الواحد الذي ألغى كل شيء مغاير له في البلاد رغم التنوع الثقافي والقومي و السياسي و الاجتماعي الزاخر الذي تعرفه سوريا مهد الحضارات الإنسانية و ملتقى الثقافات العالمية.
لذا لا نستطيع إلا أن نكون سوريين في حراكنا و بنفس القدر نعتز بقوميتنا الكردية التي قومية أساسية وأصيلة في البلاد و لها امتداداتها التاريخية والثقافية والاجتماعية الأصيلة في المنطقة ،قومية تعيش على أرضها التاريخية منذ الأزل وأسهمت في إغناء الحضارات الإنسانية المختلفة التي عرفتها المنطقة في شتى مراحل التاريخ الإنساني؛ لذا فحراكنا الجماهيري الشبابي الشعبي يتضح في جانبين متلازمين أحدهما شرط لازم للآخر:
في الجانب الوطني : نعمل من أجل مطالبنا التالية :
·  المشاركة الفعالة والنشطة في الحراك الشبابي الجماهيري من أجل التغيير الديمقراطي السلمي في البلاد.
·  وقف القتل و العسف البربري والاعتقالات التي تشنها أجهزة النظام القمعية بمختلف مسمياتها على أبناء بلدنا العزل.
·  سحب الجيش من المدن والبلدات السورية إلى ثكناته وإعادة بناء الجيش على أساس عقيدة وطنية همها حماية الوطن و المواطنين.
·  الإفراج عن جميع السجناء السياسيين و معتقلي الرأي و الضمير ومعتقلي ثورة الشعب السوري و كشف مصير المفقودين.
·  عدم التعرض للمظاهرات السلمية التي تعبر عن أراء وطموحات الشعب لا سيما أن المظاهرات هي أبسط أشكال التعبير عن الرأي الجماعي ديمقراطياً.
·  محاسبة ومحاكمة المسؤولين عن القتل و الجرائم التي وقعت بحق أبناء شعبنا السوري في محاكمات علنية شرط وجود قضاء نزيه.
· عقد مؤتمر وطني شامل يضم كافة مكونات الشعب السوري من قومية و دينية ويمثل فيه الفئات الشبابية إلى جانب القوى السياسية الوطنية من أجل الانتقال بالبلاد من شكل الدولة الأمنية إلى دولة مدنية ديمقراطية تعددية، و ينبثق من المؤتمر لجنة تأسيسية لصياغة دستور جديد للبلاد يراعي التنوع القومي و الديني على أساس الشراكة الحقيقية و يضمن الالتزام بمبادئ الميثاق العالمي لحقوق الإنسان ، وأن ينبثق من هذا المؤتمر مجلس سياسي انتقالي للانتقال بالبلاد إلى الدولة المدنية الديمقراطية التعددية المنشودة الملتزمة بالاتفاقيات والمواثيق الدولية التي وقعت عليها سوريا ، وكذلك يجب أن ينبثق من هذا المؤتمر لجان تخصصية أخرى من أجل بناء المجتمع السوري على أسس مدنية ديمقراطية حرة.
· العمل من أجل إحلال السلام في المنطقة والتمسك بالأراضي السورية المحتلة لما يضمن عودتها للحاضنة السورية  وفق قرارات والشرعية الدولية .


· التأكيد على مبدأ فصل السلطات و فصل الدين عن الدولة.
·  إعطاء المرأة الحق في المشاركة الفعالة في بناء المجتمع على كافة الصعد وفق معايير ديمقراطية عصرية.


في الجانب الكردي :
· حلّ القضية الكردية حلاً ديمقراطياً عادلا ضمن إطار وحدة البلاد.
·  الاعتراف الدستوري بالشعب الكردي كقومية أساسية وشريك حقيقي في البلاد كشعب يعيش على أرضه التاريخية مع توفير كامل الاستحقاقات القانونية المترتبة على هذا الاعتراف.
·  الاعتراف باللغة الكردية كلغة رسمية إلى جانب اللغة العربية واعتمادها في المناطق الكردية .
· إلغاء كافة المشاريع الاستثنائية العنصرية المطبقة بحق الشعب الكردي و إزالة آثارها وتعويض المتضررين .
· العمل من أجل تحديد شكل الإدارة السياسية في البلاد بما يتناسب مع واقع الشعب الكردي في سوريا ضمن إطار وحدة البلاد وفق النظام اللامركزي تعتمد إحدى الأشكال التالية في المناطق الكردية  ( فدرالية – حكم ذاتي – إدارة ذاتية …).
تنسيقية شباب الكورد في سرى كانيه ( رأس العين)
Hevrêza Xortên Kurd li SerêKaniyê
تموز 2011


–  تنويه هام :
هذه الرؤية متفق عليها مبدئياً مع تنسيقية الدرباسية و رؤية قابلة للنقاش والتداول للإغناء والاعتماد لدى جميع تنسيقياتنا الكردية من أجل استثمار الجهود المبذولة لخدمة قضيتنا العادلة، و هذه الرؤية لن تأسس لأي تنظيم سياسي بديل لأحزاب الكردية بل نسعى لأن تتوحد هذه الأحزاب و تخفف من عددها المفرط في الزيادة.

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف تعود سوريا اليوم إلى واجهة الصراعات الإقليمية والدولية كأرض مستباحة وميدان لتصفية الحسابات بين القوى الكبرى والإقليمية. هذه الصراعات لم تقتصر على الخارج فقط، بل امتدت داخليًا حيث تتشابك المصالح والأجندات للفصائل العسكرية التي أسستها أطراف مختلفة، وأخرى تعمل كأذرع لدول مثل تركيا، التي أسست مجموعات كان هدفها الأساسي مواجهة وجود الشعب الكردي، خارج حدود تركيا،…

روني آل خليل   إن الواقع السوري المعقد الذي أفرزته سنوات الحرب والصراعات الداخلية أظهر بشكل جلي أن هناك إشكاليات بنيوية عميقة في التركيبة الاجتماعية والسياسية للبلاد. سوريا ليست مجرد دولة ذات حدود جغرافية مرسومة؛ بل هي نسيج متشابك من الهويات القومية والدينية والطائفية. هذا التنوع الذي كان يُفترض أن يكون مصدر قوة، تحوّل للأسف إلى وقود للصراع بسبب…

خالد حسو الواقع الجميل الذي نفتخر به جميعًا هو أن سوريا تشكّلت وتطوّرت عبر تاريخها بأيدٍ مشتركة ومساهمات متنوعة، لتصبح أشبه ببستان يزدهر بألوانه وأريجه. هذه الأرض جمعت الكرد والعرب والدروز والعلويين والإسماعيليين والمسيحيين والأيزيديين والآشوريين والسريان وغيرهم، ليبنوا معًا وطنًا غنيًا بتنوعه الثقافي والديني والإنساني. الحفاظ على هذا الإرث يتطلب من العقلاء والأوفياء تعزيز المساواة الحقيقية وصون كرامة…

إلى أبناء شعبنا الكُردي وجميع السوريين الأحرار، والقوى الوطنية والديمقراطية في الداخل والخارج، من منطلق مسؤولياتنا تجاه شعبنا الكُردي، وفي ظل التحولات التي تشهدها سوريا على كافة الأصعدة، نعلن بكل فخر عن تحولنا من إطار المجتمع المدني إلى إطار سياسي تحت اسم “التجمع الوطني لبناء عفرين”. لقد عملنا سابقاً ضمن المجتمع المدني لدعم صمود أهلنا في وجه المعاناة الإنسانية والاجتماعية…