وسقط القناع عن القناع.. مع الإعتذار للشاعر الراحل محمود درويش

  وليد حاج عبد القادر

ظننا بأننا ـ في استراحة مع الذات لربما ـ قد تجاوزت أشهرا ونحن نخوض أيامها الملأى ومحن الثورات التي رافقتها إرهاصات وخضاب دم لما تجفّ بعد ، ـ اعتقدنا للحظات ـ بأننا والعقلية التسلطية المتكلسة ، بالرغم من هشاشة ورتابة تصنعها في التزامها بالنهج الديمقراطي ولكنها على ما يبدو ، لاتتجاوز حدود ـ سجنها الذاتي ـ  ، وبمنطق لا يتفق سوى مع الرأي المخالف لكل عرف أو قانون ، ..

فباتت التصريحات النارية ، وتلك الرؤى والملامح لابل والنظريات التي تصدر من ـ بعضهم ـ كفرمانات عثمانية .

ومطلقيها وكأنهم طواويس / ضباط في فرع أمني ، فيهز ـ واحدهم ـ عصاه ، أويجرجر ـ ذيله ـ تيها فارغا ، مستخدما عبارتا ـ تأبى ـ علينا ذواتنا المتواضعة لولا ضرورات النص ، حتى مجرد ذكرها و كـ استدلال عباراتي لا أكثر ولا أقل !!
..

/ متى يفهم / ..

؟ ! ..

الأحمق ؟ !! ..

الخ ونهج الفيصل بن القاسم ـ رضوان الله عليه ـ في نزعة تبريرية ، تتماوج في لاوعيه ـ بالمطلق ـ وحقوق المواطنة المستهدفة أو المراد منها في زوايا أخرى لسنا حتما في صددها ، ولعله من المفيد هنا ، أن نذكّر بأننا كنا قد تطرقنا وساجلنا مع اصدقاء عديدين منذ فترة ليست ببعيدة في مدلولات وـ تسطيحات ـ الوعي المواطني كغطاء أريد منها حالة استعرابية / تعريبية وقد استندت ـ آنذاك ـ وتستند في هذه المرحلة أو الحلقة ـ أيضا ـ البنية الأساسية للمجتمعات ، او الحلقات التي عجزت ـ الهيمنة العروبية ـ عن تعريبها بمختلف الطرق والوسائل ، العسكرية منها والأمنية … ومن جديد وبشكل ـ غير مفاجئ أقله بالنسبة لنا ـ يطالعنا بعض من ـ هؤلاء ـ النواحين والمتباكين على عروبة لم يمسسها أحد ـ أقلّها كرديا ـ ، لابل ويتمنى  لها العودة ـ العروبة ـ الى نقاءها وصفاءها ببعدها الإنساني المتساوي / الندي لكافة الملل والنحل ، متعايشة باضطراد مع كافة الشعوب بلا استعلاء ، فتسقط من جملة ما تسقط : كل الصيغ المدموغة ، بأبعادها الجغرافية ،البشرية منها والطبيعية ، وبالتالي ، نظرية / الحقوق الإلهية المقدسة / والمدسترة في ذهنية اولئك ـ الفئة ـ الذين يدّعون بعدائهم وصراعهم التاريخي ومنهج ـ الحق التوراتي المقدس ـ وبعيدا عن الاستطراد ، وفي عودة مكثفة وسريعة الى جوهر المسألة والخلاف ـ أظنه أولا ـ أن على السيد رشاد أبو شاور أن يتطلق من عروبته ، بعد يمينه ثلاثا ، حيث توضح مدى تأثره البنيوي وبشكل عميق وثقافة الثلاث فهو قد جاوز ثلاثا ، ثلاثا ، ولعلها الكفارة هنا ، ـ ولا أدري إن كانت جائزة أم لا ، حينها ـ وأظنه ـ أن عليه الإستفادة من تقنيات عادل إمام في واحدة من أفلامه القديمة !! ، خصوصا وقد ـ أجاز السيد شاور ـ لابل وأدخل نفسه بنفسه وهذا النفق الفكري الضحل والبائس بكل ما تحويه هذه الكلمات من معنى ، فيترجم لنا تلك الرؤى / البؤس المتجلية بعفلقية محدثة ونظريات ماقبل نشوء مفاهيم الثورات ، وطروحات السلسلة المعقدة من بؤساء الفكر القومي العروبي ، الذين ما يزالون يحاولون جاهدين أن يدمغوا نزعتهم العروبية / الطوباوية لتشمل مع الإنسان حتى الطير والحجر وبدءا من إسلام بول وحتى نواحات الأندلس ، فربوع جرجي زيدان وبكائياته التي يبدو أن شاورنا لم يستطع الفكاك منها فيقفز حقيقة وينط كالحرباء ليخطط ـ ومن جديد ، وبذاتوية استنكارية لحق الآخر ـ فيعيد صياغته المبتورة إن لجغرافية كردستان وسايكس بيكو 

، أو حقوقه ـ الإلهية / الملكية المقدسة ـ والممتدة طولا وعرضا فينحسر على ضوءه ، لابل ويقصي ـ السادة شاور وخلانه ـ كردستان عن ذاتها المجزأة أربعا لتغدو بإرادة سلطانية ، عروبية واضحة ، عقدتين اثنتين ، التركية منها والإيرانية ، كتطبيق غير متجانس لفكر عروبي قديم / متجدد بدءا من السراج وميني مرورا ب ـ الفكر العروبي الوحدوي !! ـ وبالتالي إرهاصات البعث ـ منذر الموصللي كمثال في ـ كرده وعربه ـ ولن أقولها ـ كرد عرب ـ .

من هنا لم ولن يشعر السيد أبو شاور بأي عسر في الهضم ، وهو يقضم ، لابل وينسى أن ـ يتباكى ـ على حقوق شعب مجاور له ، كما بكائياته إن على سايكس بيكو وبعده العروبي ، أو وعد بلفور ، المرادف إن لم يكن توأم لوزان مهما بلغ ارتفاع ضغط دم السيد أبو شاور عتيا ، ومن هنا كانت النصيحة ، أن يسدوا آذانهم المسدودة حكما ، وأوجاع الجماهير السورية وهي تكتسح الساحات والشوارع فيسقط منه ما يسقط والهتاف يعلو يوما بعد آخر ، سعيا لإسقاط الإستبداد ، وإن لم تف سدادة الأذن بواجبها عليهم العمل بنصيحة بطلهم الوحدوي المقدام علي عبدالله صالح ووصيته المستعجلة ـ استبدال نظاراتهم ـ نيالهم وكالات بيع النظارات ـ لعلها تريح أبصارهم من مناظر الدبابات السورية وهي تناور ، وتراوغ ، لابل وتحارب لرص الصفوف وتقوية روح الممانعة والصلابة !! لأنهم اكتشفوا ولو متأخرين ، أن طريق الجولان لا يمر إلا من دواخل سورية !! ..

 إن التجييش الإعلامي ضد الكرد ، ليست كحالة إرهاصية وقتية ، بقدر ماهي رؤية مستقبلية كانعكاس طبيعي لتراكبية وعي ذلك النمط من مدعي ـ المنهج الديمقراطي مستثنين منهم الكرد تحديدا ـ ومن هنا لم يكن موقف رشاد أبو شاور مفاجئا ، كما غيره ، ففي تحفة الآراء التي ينثرها البعض من العروبيين الأقحاح ، حماة أنظمة الاستبداد ممن يذبحون شعوبهم كالشاة ، فيمجدون الطاغوت حتى في سعيه وهو يفتك برعيته ..

ضحالة فكرية ما بعدها ضحالة ، فلنقرأ مثلا ما كتبه د .

محمد السعيد إدريس / البعض لا يريدها عربية / في جريدة الخليج عدد 11750 تاريخ 21 / 7 / 2011 / صفحة 14 … / ..

فإسقاط عروبة الدولة من شعارات الثورات ، لايعني فقط محاصرة الثورة داخل كل دولة تمهيدا للتآمر إما بشراءها أو احتواءها ، وإما بهزيمتها ، ولكنه يعني أيضا تمهيد فرض إعادة التقسيم الداخلي على أسس عرقية ودينية وطائفية ، لأن انتزاع كل دولة من عروبتها يعني طمس الهوية الجامعة للدولة ، ومن ثم ظهور الهويات الفرعية البديلة وتمكين الخارج من التغلغل الى الداخل وفرض شروطه وهيمنته على كل دولة على حدة … / ..

وبالرغم من المرات العديدة التي تم مناقشة هكذا توجهات وآراء ، ولكنه مفيد أن أعود بالسيد إدريس الى مقالاته المتعددة ومأزق العروبة وإرهاصاتها بسبب تقسيمات سايكس بيكو وبالتالي نشأة هذه الدول ـ هكذا وبولادة قيصرية وغير حميدة ـ مجزأة ومبتّرة ، مضيفة أو مضافا إليها ، أفلم يكن الكرد الضحية الأساس في سايكس بيكو شعبا ووطنا ؟ لما التجني على التاريخ وبالتالي الوثائق / الخرائط ، التي لما تزل بمتناول الجميع ، يمكن للمعنيين بشأن آلية تشكل ـ الدولة السورية مثلا ـ وبالتالي سلسلة اتفاقات الحدود وتسوياتها المتعددة بشريا وطبيعيا ، إضافة لبعض من القضايا التي شملت الجنسية والملكية أيضا ـ يمكن مراجعة كتاب العقيد صبحي سلوم : قوانين الجنسية في الجمهورية / العربية / السورية ..الخ ـ ولم يكتف السيد إدريس بذلك فيسارع ليتمم ..

/ ..

إذا كانت بعض الصحف العربية قد خرجت على نقل بعض الشعارات السيئة التي رفعها البعض ضد الأمين العام مثل ـ لانبيل ولا عربي ـ فإن المستهدف هو النظام العربي ، واستهداف النظام العربي ، هو أستهداف للمشروع العربي ، لأنه مثل هؤلاء وغيرهم ، في تعاملهم مع الثورات العربية ، لا يريدونها عربية ..

/ ..

وحقيقة فقد صدق د .

محمد السعيد إدريس ومن دون أن يدري ، نعم نحن لانريدها عربية ، على هديه وطراز حزب البعث ، بل نريدها سورية كبلد بفضاء واسع لكل السوريين ، لاعربية ، ولاكردية ، لاإسلامية ، ولامسيحية ، بل فسيفساءا سوريا متجانسا صادقا ، ينصف فيه الكردي العربي ، كما المسيحي المسلم ، دولة مدنية بنظام تشاركي ، لاعروبية بمواطنة مستهدفة بالأساس ، كمترادفة أو شرح تبسيطي لمفهوم ـ العوربة ـ التي عجزت عنها نظم الاستبداد على مر السنين ، وهاهي بشائر ـ خير العروبة !! ـ بطقوسها وتجلياتها وـ منح ـ بركات السلطة ـ بقانونها ـ المسمى زورا ـ قانون الأحزاب ـ والتي يتجلى فيها استهداف الكرد ، صريحا وواضحا ، من خلال المسمى ـ المناطقي ـ فلو أعيدت لسورية اسمها الحقيقي والذي يعود الى مرحلة ماقبل طغيان النزعات العروبية لكان البعث صنوه ، صنو الحركة الكردية ، كأقرب تشريح وأبلغ معنى ، لمجمل آراء هكذا كتاب !! ..ومن هنا أيضا يتوضح لماذا يصرّ الجانب الكردي على أن ـ يتمادى في سقف مطالبه ـ على حد قول السيد زهير سالم الناطق الرسمي لحزب الإخوان المسلمين ، وكذلك تلكم التلاقح والتلاقي ومن ثم الاندماج الكامل وتصورات دلوعة ـ الرئاسة السورية ـ بثينة شعبان وخطوط فيصل القاسم الحمر ، كما الدم الذي يريدها هدرا فيما بين أحرف مقاله ـ الوحدة الوطنية خط أحمر ؟؟ !! ـ لدرجة يستاهل عليها ذلك السؤال البديهي !! ومن هو المتلاعب بالوحدة الوطنية ؟ فتبدو كلماته وهي تتساقط كطلقات الرشاش بيد الشبيح حينما يقول وباستعلائية لاتجوز كما لاتصرف إلا اليه وعليه ..

/ ..

متى يفهم هؤلاء أن تصرفهم الأحمق هذا لا يصب في مصلحتهم أبدا ولافي مصلحة الثورة ، فالأكثرية السورية ترفض ذلك رفضا قاطعا ../ إذن وبمنطقه فبئسا للأقلية الموصوفة اختلافا عرقيا لغويا ، عن غالبيته ، عليها قبول التعريب ، أو الرحيل الى مجهول ، فإذا قبل ، فلعلها مواطنة عربية من جديد ولكن قد يتكرمون ـ الآن ـ فيعتبرونها ثلاثة سنوات لا خمسة !! ..

لاأدري لما يتلاعب فيصل القاسم هكذا في المصطلحات ن فيخلط القارية بالأقلمة وينبتها فضاءا واسعا على أوربة ـ ونقتنع معه بها ـ ولكنها : في المعنى الجغرافي كما السلالي البشري / القومي ، ليست تلك الطابو المقدس فلو كانت العروبة اسما لقارة كما أوربا لصحّت فضاءاته ولكنها ليست كذلك ، فاختلطت عليه ـ فيصل القاسم ـ الأمور كما دور الأستذة ليبدو ـ أعظمه ـ على شاكلة ضابط أمن مستبد يحاول فرض إرادته بالعصا فيقول ..

/ ..

متى يفهم هؤلاء المعارضون أن كل الأقليات في الغرب تلتزم بهوية الأكثرية مع حفظ الهويات الأخرى في إطار المواطنة ؟ ..

هل تستطيع أية أقلية دينية أو عرقية ، في أوربا أن تطالب بنزع الهوية الأوربية عن الإنجليز أو الفرنسيين ؟!! / ..

ـ وأقول له ـ نعم أنه لايجوز كما هو الحال أن ننزع الهوية الآسيوية عن هذه الجمهوريات التي تشكلت في جنوب غرب آسيا ، وعلى ضفاف المتوسط ، على أنقاض اتفاقية سايكس بيكو ، وإفرازاتها من سيفر التي أجهضت بفعل زلزال لوزان وتوابعها من سلسلة الإتفاقات الأمنية / العسكرية بين فرنسة الإستعمارية ، كممثلة عن سورية الداخلية التي وجدت بداية كمملكة ، ما لبثت أن أصبحت دولة تعرف باسم الجمهورية السورية ن ويأبى السيد فيصل القاسم ، ألا ينهي لاميته ـ فيبدو وكمن يشك بنفسه وانتماءه قبل الآخرين ـ ، فيناشد الثوار العرب ومعه السيل العرمرم ـ لا أدري إن شملته بركات العرعور أم لا ـ المجيش من المثقفين والسياسيين !! ..

/ ..

أن يتعلموا من الدول الاستعمارية التي تدافع عن وحدة بلادها بالحديد والنار ، وهي على حق ، فلا قيمة لأوطان تسكنها طوائف وملل ونحل وقبائل … / ..

رحمك الله توفيق الحكيم ـ نأخذ مافي عقولهم وندع مافي قلوبهم ـ إلا أن السيد القاسم مصمم ألا يترك لهم شيئا ، ولعله من هذا المنطلق ، كانت موافقات بعض من ـ العروبيين ـ لابل وتأكيدهم على صوابية التغيير الديمغرافي ، وسياسة التعريب القاسية التي مورست ـ عربيا ـ بحق الشعب الكردي من قبل نظامي العراق وسورية ،  .

وما رافقتها ـ عراقيا ـ من قتل ممنهج وصلت في بعض من مراحلها الى درجة ـ الجونيسايد ـ ..وحقيقة لاأرى سوى عبارة ياللمفارقة !! يكاد القاسم وبثينة يتطابقان في الرؤى والتوجهات ، ولو ملكت يدي فيصل القاسم من إمكانات لربما كان … خير الكلام ما قل ودلّ

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest


0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

خالد جميل محمد جسّدت مؤسسة البارزاني الخيرية تلك القاعدة التي تنصّ على أن العمل هو ما يَمنحُ الأقوالَ قيمتَها لا العكس؛ فقد أثبتت للكُرد وغير الكُرد أنها خيرُ حضن للمحتاجين إلى المساعدات والمعونات والرعاية المادية والمعنوية، ومن ذلك أنها كانت في مقدمة الجهات التي استقبلَت كُرْدَ رۆژاڤایێ کُردستان (كُردستان سوريا)، فعلاً وقولاً، وقدّمت لهم الكثير مما كانوا يحتاجونه في أحلك…

ريزان شيخموس بعد سقوط نظام بشار الأسد، تدخل سوريا فصلًا جديدًا من تاريخها المعاصر، عنوانه الانتقال نحو دولة عادلة تتّسع لكلّ مكوّناتها، وتؤسّس لعقد اجتماعي جديد يعكس تطلعات السوريين وآلامهم وتضحياتهم. ومع تشكيل إدارة انتقالية، يُفتح الباب أمام كتابة دستور يُعبّر عن التعدد القومي والديني والثقافي في سوريا، ويضمن مشاركة الجميع في صياغة مستقبل البلاد، لا كضيوف على مائدة الوطن،…

كلستان بشير الرسول شهدت مدينة قامشلو، في السادس والعشرين من نيسان 2025، حدثا تاريخيا هاما، وهو انعقاد الكونفرانس الوطني الكوردي الذي انتظره الشعب الكوردي بفارغ الصبر، والذي كان يرى فيه “سفينة النجاة” التي سترسو به إلى برّ الأمان. إن هذا الشعب شعبٌ مضحٍّ ومتفانٍ من أجل قضيته الكردية، وقد عانى من أجلها، ولعقود من الزمن، الكثير الكثير من أصناف الظلم…

إبراهيم اليوسف ما إن بدأ وهج الثورة السورية يخفت، بل ما إن بدأت هذه الثورة تُحرَف، وتُسرق، وتُستخدم أداة لسرقة وطن، حتى تكشّف الخيط الرفيع بين الحلم والانكسار، بين نشيد الكرامة ورصاص التناحر. إذ لم يُجهَض مشروع الدولة فحسب، بل تم وأده تحت ركام الفصائل والرايات المتعددة، التي استبدلت مفردة “الوطن” بـ”الحيّ”، و”الهوية الوطنية” بـ”الطائفة”، و”الشعب” بـ”المكوّن”. لقد تحولت الطائفة…