عمر كوجري
من الوجهة الأكاديمية، لا يبدو العنوان مغرياً على مبدأ ” عض الكلب الرجل، وعكس الصورة” ففي الاعتبار أن الصيف حارٌ بطبعه وخاصة في منطقتنا، ما نعنيه أن صيف المنطقة عموماً يشهد اشتداد حرارة شعبية بالغة اللفح والحرق في زمن الثورات العربية التي تتعلم منها حتى الأمم البعيدة من تخومنا الجغرافية، فكيف الحال بالمنغمسين في أتون نارها؟ وحتى الحكومات المتحصنة ببعض بهارات الديمقراطية تراها تنظر بعين الخوف والتخوف من حراك الشعوب العربية، وخاصة في هذا العام المبارك..
عام الثورات العربية والتغييرات الجذرية.
عام الثورات العربية والتغييرات الجذرية.
سورياً، أستطيع توصيف حالة الصيف السوري باللاهب واللاهب جداً للدلالة على ما يمكن أن يخبئ في ثناياه من مفاجآت وتطورات قد تكون مجال مراجعة الحسابات للنخب المشتغلة بالحقل السياسي، وقد لا يكون بالحسبان والمتوقع مما سيقع، والله أعلم.
أستطيع القول إنه، ورغم لقاء نائب رئيس الجمهورية مؤخراً مع بعض ” أطراف المعارضة الوطنية في الداخل” وعزمه على عقد حوار واسع الطيف سورياً ربما لن يتوج بالحوار المنشود الذي ينشده النظام ولو مع بعض ما يسمى المعارضة الدائرة في فلك النظام.
لأن النظام السوري حسم خياره من الحل الأمني” الرحيم والمفرط الرحمة حتى الآن طيلة الأشهر الأربعة” إلى الحسم الأمني ” الشرس والبالغ القسوة” !!، ويسابق الزمن من أجل إغلاق ملف الاحتجاجات الشعبية التي لم تشهد البلاد لها مثيلاً منذ أمد بعيد، وهو رغم كل العنف الأمني ” المفرط جداً ” الذي استخدمه لم يجعل المتظاهرين يرتدعون ويعودون إلى منازلهم، وهذا ما جعل البعض من” خيرة” مثقفينا السوريين إلى حد الألم والبكاء، ليطالبوا الرئيس بأن يكون أكثر صرامة مع هؤلاء ” الخونة” وجعلوا في الفترة الأخيرة يعاتبونه العتب الكبير لأنه أرخى الحبل لهؤلاء المارقين وأنهم ” زعلانون” لأن الرئيس لم يرتدِ بعد بزته العسكرية !!، وغاضبون لأنه يتوسم الحوار والتفاهم مع هؤلاء ” المجرمين”، ولم يصدر أوامره لقوى الأمن والجيش للقيام بواجب إبادتهم جميعاً عن بكرة أبيهم.
وهؤلاء “المثقفون” الضمير الحي للشعب السوري يصفون السوريين المنتفضين بالمجموعة “الصغيرة الحقيرة، والهمج والرعاع، ويجددون طلبهم من الرئيس بأن يقوم بواجب وضع حد” لهؤلاء المجرمين ومن وراءهم، ويقولون إنه حان الوقت – وبما أن الرئيس هو الطبيب – ليقوم” باستئصال هذا الورم الخبيث الذي أرّقَ السوريين”
هناك طبعاً من “المحللين السياسيين مَن اتصل مع الفضائيات” المغرضة والحقيرة” ودعا وعلى الأثير مباشرة إلى الحسم الأمني العنيف “المقبول” ورأى أن ما تقوم بها القوى الأمنية والجيش قليل جداً تجاه هؤلاء المارقين، وطالب الدولة بحزم أكبر وقبضة حديدية أمضى إيلاماً!! طالما أنه أو أنها تحقق الأمان والاطمئنان للشعب السوري، ومن هؤلاء المحللين “الاستراتيجيين” من طالب بأن يكون الجيش أكثر حزماً، ومعها أو أمامها والقوى الأمنية، والقوى المؤازرة – يقصد الشبيحة- التي ترتدي ثياباً مدنية وتملك أسلحة نارية، وأسلحة “بيضاء اسماً” من سكاكين “الكباس” إلى العصي الكهربائية التي تنيخ على الأرض مغشى عليه حصاناً فكيف الحال بالمحتجين الذين يعاني الكثير منهم من سوء تغذية وفقر في الدم جراء الفقر الذي نخر عظام عديدهم؟؟!!
والحال هذه، الخيار السياسي مستبعد جداً، وخاصة في هذه الأيام العصيبة التي تسبق رمضان حيث يظهر وضوح الحسم الأمني في كل مكان الاحتجاجات، وبقسوة أشد كثيراً مما سبق.
يقيناً أن السوريين الذين يخرجون إلى الشوارع لن يعودوا إلى منازلهم بهذه السهولة، لا بالحل الأمني ولا بالحسم الأمني، وهؤلاء “القتلة” بحسب بعض مثقفينا ضمير شعبنا السوري أيضاً حسموا خياراتهم، ويقولون إن فاتورة القعود في البيت أفظع بكثير من فاتورة الدم المراق يومياً.
وباعتبار أن سوريا – شاء من شاء وأبى من أبى – هي أمُّ جميع السوريين، يفترض بالنظام – باعتباره الحاكم- أن يغلب الحسم الحواري وعلى أعلى مستوى، على حساب الحسم الأمني الذي لن يجلب غير الآلام الجديدة كل يوم، وينمّي شجرة الأحقاد والضغائن وفقد الثقة بين السوريين، وسيضرب هذا الحسم الأمني أمن السوريين، وسلمهم الأهلي المنشود إلى أمد بعيد، وبالتالي كلما هطلت قطرة دم واحدة جديدة من جسد سوري، تتعاظم الصعاب، وتبتعد الحلول، ويبقى أيُّ حوار وتفاهم، ونسيان لجراحات الماضي في المستقبل صعباً، وبالغ الصعوبة، فالشرخ المجتمعي سيزداد اتساعاً، وستتفلق براكين الانتقام والثأر والكيدية، ولن يخرج من هذه المعركة أي رابح، والخاسر الأكبر ستكون سوريا.
أستطيع القول إنه، ورغم لقاء نائب رئيس الجمهورية مؤخراً مع بعض ” أطراف المعارضة الوطنية في الداخل” وعزمه على عقد حوار واسع الطيف سورياً ربما لن يتوج بالحوار المنشود الذي ينشده النظام ولو مع بعض ما يسمى المعارضة الدائرة في فلك النظام.
لأن النظام السوري حسم خياره من الحل الأمني” الرحيم والمفرط الرحمة حتى الآن طيلة الأشهر الأربعة” إلى الحسم الأمني ” الشرس والبالغ القسوة” !!، ويسابق الزمن من أجل إغلاق ملف الاحتجاجات الشعبية التي لم تشهد البلاد لها مثيلاً منذ أمد بعيد، وهو رغم كل العنف الأمني ” المفرط جداً ” الذي استخدمه لم يجعل المتظاهرين يرتدعون ويعودون إلى منازلهم، وهذا ما جعل البعض من” خيرة” مثقفينا السوريين إلى حد الألم والبكاء، ليطالبوا الرئيس بأن يكون أكثر صرامة مع هؤلاء ” الخونة” وجعلوا في الفترة الأخيرة يعاتبونه العتب الكبير لأنه أرخى الحبل لهؤلاء المارقين وأنهم ” زعلانون” لأن الرئيس لم يرتدِ بعد بزته العسكرية !!، وغاضبون لأنه يتوسم الحوار والتفاهم مع هؤلاء ” المجرمين”، ولم يصدر أوامره لقوى الأمن والجيش للقيام بواجب إبادتهم جميعاً عن بكرة أبيهم.
وهؤلاء “المثقفون” الضمير الحي للشعب السوري يصفون السوريين المنتفضين بالمجموعة “الصغيرة الحقيرة، والهمج والرعاع، ويجددون طلبهم من الرئيس بأن يقوم بواجب وضع حد” لهؤلاء المجرمين ومن وراءهم، ويقولون إنه حان الوقت – وبما أن الرئيس هو الطبيب – ليقوم” باستئصال هذا الورم الخبيث الذي أرّقَ السوريين”
هناك طبعاً من “المحللين السياسيين مَن اتصل مع الفضائيات” المغرضة والحقيرة” ودعا وعلى الأثير مباشرة إلى الحسم الأمني العنيف “المقبول” ورأى أن ما تقوم بها القوى الأمنية والجيش قليل جداً تجاه هؤلاء المارقين، وطالب الدولة بحزم أكبر وقبضة حديدية أمضى إيلاماً!! طالما أنه أو أنها تحقق الأمان والاطمئنان للشعب السوري، ومن هؤلاء المحللين “الاستراتيجيين” من طالب بأن يكون الجيش أكثر حزماً، ومعها أو أمامها والقوى الأمنية، والقوى المؤازرة – يقصد الشبيحة- التي ترتدي ثياباً مدنية وتملك أسلحة نارية، وأسلحة “بيضاء اسماً” من سكاكين “الكباس” إلى العصي الكهربائية التي تنيخ على الأرض مغشى عليه حصاناً فكيف الحال بالمحتجين الذين يعاني الكثير منهم من سوء تغذية وفقر في الدم جراء الفقر الذي نخر عظام عديدهم؟؟!!
والحال هذه، الخيار السياسي مستبعد جداً، وخاصة في هذه الأيام العصيبة التي تسبق رمضان حيث يظهر وضوح الحسم الأمني في كل مكان الاحتجاجات، وبقسوة أشد كثيراً مما سبق.
يقيناً أن السوريين الذين يخرجون إلى الشوارع لن يعودوا إلى منازلهم بهذه السهولة، لا بالحل الأمني ولا بالحسم الأمني، وهؤلاء “القتلة” بحسب بعض مثقفينا ضمير شعبنا السوري أيضاً حسموا خياراتهم، ويقولون إن فاتورة القعود في البيت أفظع بكثير من فاتورة الدم المراق يومياً.
وباعتبار أن سوريا – شاء من شاء وأبى من أبى – هي أمُّ جميع السوريين، يفترض بالنظام – باعتباره الحاكم- أن يغلب الحسم الحواري وعلى أعلى مستوى، على حساب الحسم الأمني الذي لن يجلب غير الآلام الجديدة كل يوم، وينمّي شجرة الأحقاد والضغائن وفقد الثقة بين السوريين، وسيضرب هذا الحسم الأمني أمن السوريين، وسلمهم الأهلي المنشود إلى أمد بعيد، وبالتالي كلما هطلت قطرة دم واحدة جديدة من جسد سوري، تتعاظم الصعاب، وتبتعد الحلول، ويبقى أيُّ حوار وتفاهم، ونسيان لجراحات الماضي في المستقبل صعباً، وبالغ الصعوبة، فالشرخ المجتمعي سيزداد اتساعاً، وستتفلق براكين الانتقام والثأر والكيدية، ولن يخرج من هذه المعركة أي رابح، والخاسر الأكبر ستكون سوريا.