تظاهر اليوم اكثر من مئة شخص من ابناء الجالية الكردية امام السفارة السورية في لندن بمناسبة الذكرى الرابعة والاربعين للإحصاء الإستثنائي الذي اجري عام 1962 والذي حرم بموجبه ما يقارب الربع مليون من الكورد من الجنسية السورية حيث تم ايصال بيان الى السفارة يطالب باعادة الجنسية لهم وتعويضهم عما لحقهم من اضرار واليكم نص البيان وبعض اللقطات من التظاهرة!:
البيان
ونحن على أعتاب ذكرى إحصاء السكان الإستثنائي ، الذي كان قد أجري حصرياً لمحافظة الحسكة، من قبل دولة الإنفصال السورية في 5 / 10 / 1962 .
وهو الإحصاء المقيت ، الذي طبقت نتائجه من قبل حزب البعث بعد أستيلائه على السلطة في 8 آذار عام 1963.
لابد لنا الآن ودائماً ، أن نذكر مدى وعمق حالة المعاناة والضنك المستمرة ، التي سببها ذلك الإحصاء ، العنصريّ في حينه لعشرات الألوف من البشر ، الذين يتجاوز تعدادهم اليوم الربع مليون .
هؤلاء الكرد تم تجريدهم من الجنسية السورية التي كانوا يحملونها قبل ذلك بعشرات السنين ، وإعتبروا منذ ذلك الوقت أجانبَ في وطنهم.
لنا أن نتذكر ونحس بمرارة وقسوة وحدة ، معنى أن يُحرم الإنسان من أبسط حقوقه ؛ أي حق المواطنة ..
وهو الموجود على أرضه التاريخية أباً عن جد ، وحق أن يملك الإنسان بيته أو أن يسجل واقعة زواجه أو أن يحصل على عمل ..
و أن ينام في فنــدق..!!
أن حالة الحرمان هذه ، السوريالية ، التي لامنطق يقبلها أو يبررها ، وبعد أن تجاوزت كل الحدود المعقولة ..
عمقت حسّ الغبن لدى الضحايا وحولته إلى حالة من الإحتقان الذي لايطاق .
فبات هذا حالة تهدد بالإنفجار في أية لحظة ..
كما شاهدناه في إنتقاضة 12 آذار المجيدة عام 2004 .
وخاصة بعد تكشف زيف الوعود المتكررة ، من قبل أعلى سلطة في النظام ، لحل هذه المشكلة الإنسانية المزمنة .
خصوصاً أن أساس المشكلة هذه ، غير قانوني بل سياسي وشوفيني بحت ؛ كونه شمل الكرد دون غيرهم من سكان المحافظة المذكورة .
وكان القصد منه إنكار وجودهم على أرضهم وتصويرهم كمهاجرين (!) ، بغية عدم منحهم حقوقهم القومية المشروعة، بل وحتى محاولة تعريبهم .
الكرد السوريون ، الذين شاركو في تحرير البلد من الإستعمار ، ومن ثم بنائه وتطويره .
لقد سبق لرئيس السلطة ، بشار الأسد ، أن وعد بحل المشكلة قريباً وذلك أثناء زيارته لمحافظة الحسكة قبل سنوات .
وتكرر الوعد على لسان وزير الدفاع السابق ، مصطفى طلاس .
وأخيراً تم تكرار الوعد نفسه ، على لسان نائب رئيس السلطة ، السيدة نجاح العطار ، قبل أشهر قليلة .
ولكن يبدو أن تلك الوعود ليست أكثر من أمصال المورفين ، القصد منها تخدير ضحايا الإحصاء والكرد عموماً ، وذلك لغايات سياسية خبيثة ، لم تعد خافية على أحد !
لقد تحول الإحصاء بسب حجم المعاناة وأستمراريتها ولكونه يغلق سبل الحياة أمام أكثر من ربع مليون إنسان ، إلى قضية وطنية لم تعد تحتمل التأجيلات والتسويفات ، وبات على كل مواطن ومثقف سوري المطالبة بإيجاد حل سريع وعادل وشامل لها.
وها نحن نتظاهر هنا اليوم ، من أجل كل تلك الأمور المذكورة أعلاه .
ولنطالب أيضاً بتعويض الضحايا عن كل ما لحق بهم من أضرار جراء هذا الإحصاء الجائر ، الذي لا نجد له مثيلاً في التاريخ !
ولنذكر بوجوب إيجاد حل دستوري للقضية الكردية برمتها في ســــــوريا !
كما نطالب النظام بالرضوخ لمنطق العصر بفسح المجال للديمقراطية والتداول السلمي للسلطة !
لندن في 7 / 10 /2006
منظمات الأحزاب والجمعيات الكردية في بريطانيا