الإمام الشقشقاني في المؤتمر الأردوغاني
ووصولي..
فالذي لا يعجبه لون بدلة السكرتير ينشق عنه ويفتح لنفسه دكانة بجانب دكانة معلمه أو قد يشتري عربانة (قد تشبه عربانة محمد البوعزيزي ولكن دون أن تكون لديه نخوة البوعزيزي فهو لا يحرق نفسه ليحقق أهداف الناس بل يحرق الناس ليحقق أهدافه) ويفتح بسطة..
وطبعاً يكتب على البسطة اسما كبيراً (كردستانياً مثلاً) فقط لكي يغيظ المعلم ويثبت لأولاده أنه رجل (وقدها وقدود) ولكي يجذب الزبائن إلى بسطته التي ليس عليها سوى مشط وقالب صابون وإبرة بابور وربما بكرة خيطان لخياطة علم غرائبي يشبه علم جماعة صالح مسلم في جمعتهم الغرائبية الشقشقانية جمعة آلا رنكين.
تعرفون بقية القصة..نجحت الخطة..وحصل الانشقاق..تنفس الإمام الشقشقاني الصعداء..فقد أشير إليه مرة أخرى بالبنان وهذا وظهرت صورته مبتسمة في زاوية من زوايا الفضائيات..(هل عرفتم الآن لماذا يحمل على الدوام في جيبه مقصاً؟).
جماعة صالح مسلم ,والعلم الأفريقي
في جمعة أحفاد خالد للوحدة الوطنية..استمتعت بكوميديا مسرح الشباب المسير في قامشلو أكثر من استمتاعي بمشهد الحمير والجمال والبغال في ساحة التحرير بالقاهرة..هذه الكوميديا الكرنفالية تمثلت في علم يشبه إلى حد ما أعلام الدول الأفريقية العتيدة..
ولافتة مكتوب عليها جمعة آلا رنكين..شككت لأول وهلة في معلوماتي..هل هذا العلم العجيب هو آلا رنكين فعلاً.
ولو كان بعض شباب حارة طي في قامشلو يرفعون العلم لما شككت أن الكرنفال أفريقي..ثم بعد التمعن والتمحيص تيقنت أن ما يحمله الشباب ليس علماً كردياً ولا علاقة له إلا بالنفوس المريضة التي تخطط شيئاً ما في الخفاء وينفذه آخرون ربما بحسن نية في العلن..طبعاً لا ألوم أبداً اولئك الشباب الذين حملوا هذا العلم..فأغلبهم شباب طيبون ونياتهم صافية وأعرف الكثيرين منهم بحكم علاقاتي..إلا أن من أراد تخريب المشهد وتمزيق الصف الوطني الكردي والوطني السوري هو المتربع على رأس جماعة صالح مسلم أو المحرك والملقن الخفي ولا أدري حقاً من هو.
أقول جماعة صالح مسلم جرياً على عادتنا في تسمية الأحزاب العجوز لكي لا أسميها حزباً فقد سقطت ورقة الحزبية عنه وأصبح بسبب حيرته وعدم قدرته على التعامل مع الثورة عبارة عن جماعة لا أكثر ولا أقل..أنا أعرف الأخ صالح مسلم (وهو ابن بلدي وأشهد له بالثقافة الواسعة والحنكة وهو ابن أحد وجهاء كوباني المرحوم محمد مسلم محو المشهور بذكائه ودهائه وحسن سيرته) رجلاً وطنياً غيوراً..ولا أعرف إن كانت قناعاته قد تغيرت بعد غيابه عن الساحة الكردية السورية وبقائه في قلل الجبال حيناً من الدهر..إلا أن الذي أصبحت أدركه أن جماعته تنفذ أجندة مشبوهة لا علاقة لها بالمطالب الكردية المشروعة في سوريا وإن كانت ترفع شعارات قومية وتتغطى بعلم كبير لا يمكنه ستر عورات المراهقة اليسارية..إن الإجماع الشبابي على تسمية يوم الجمعة لا يجوز تجاوزه مهما كنا مختلفين على الاسم يا أبو ولات .وإن من سمى اليوم بجمعة آلا رنكين يا أبو ولات دس السم في العسل….إذاً جماعتك يا ابو ولات لا يعجبها الحراك الشعبي السوري فتختار لنفسها اسماً خاصاً بعد أن فشلت في مظاهراتها المستقلة في أيام غير يوم الجمعة..أرادوا أن يميزوا أنفسهم فرأوا قلة العدد مما يمس كبرياءهم ويفند ادعاءاتهم..فأصبحوا يستغلون الألوف التي تخرج يوم الجمعة فتندس بينها وترفع رموزها وأعلامها.وترفع خرقة من ثلاثة الوان لتلتف على العلم الكردي الذي لا أتمنى أن أراه هو أيضاً مرفوعاً في هذه الظروف بأيدي شبابنا، كل ذلك لكي توحي جماعة صالح مسلم للمشاهد بسيطرتها على الشارع وأن كل تلك الألوف هي جماهيرها….وهذه حركة صبيانية ومشبوهة في نفس الوقت ودليل إفلاس وفراغ الخزانة الشعبية لدى الجماعة من رصيد حقيقي بسبب حجم الحراك وثقل الصدمة وخطورة حركة الشباب المستقلين الذين يريدون اللحاق بحركة الشارع السوري والانسجام مع إيقاعه المتصاعد يوماً بعد يوم وبالتالي سحب البساط من تحت مجموع الأحزاب….كنت أتمنى أن أرى حزب الاتحاد الديمقراطي متميزاً فعلاً عن أحزابنا التقليدية ويقود الحراك الجماهيري ليصل به إلى مستوى الحراك الشعبي السوري عامة..وكنت أراهن فعلاً على ذلك ليأسي من باقي الأحزاب.لكنه انضم إلى القافلة واصبح مجرد رقم ومع الأسف لا يسعني إلا تسميتها بجماعة فلان…
الجمهورية السورية..الجمهورية العربية السورية..تجاذب قومي حاد
بداية أبدأ من كلمة ختم بها الكاتب القدير حازم صاغية مقالة له نشرتها الحياة اللندنية :” وهذا جميعاً ما يوجب شكر الممثّلين الأكراد، في مؤتمر اسطنبول، لأنهم نبّهونا إلى المشكلة هذه.
وسيكون الشكر أكبر في ما لو عرف الأكراد كيف يطرحون المسألة بلباقة، فلا يفضي الحزم المطلوب فيها إلى إضعاف الجهد المعارض في عمومه.
أما إذا تمكنوا من ضبط موقفهم حيال تركيا بالمصلحة الإجمالية السوريّة وحدها، فعندها يؤكدون أنهم طليعة مستحقّي «الجمهوريّة السورية» واستعادتها، بل تخليصها من «الجمهورية العربية السورية”.
هكذا إذا..المسألة أن وفدنا الغيور طرح المسألة بعدم لباقة..أي بلا دبلوماسية وهذا ما نحتاجه اليوم أكثر من الهستيريا الشعاراتية التي ترافق بعض شبابنا إلى المؤتمرات التي تعقدها المعارضة.
المطلب لا غبار عليه.ولكن زمن الطرح غلط..حتى أن رجلاً مثل العرعور بات يشنع على الوفد ما قام به من إثارة لقضية في غير أوانها..الدم يسيل والاعتقالات بالآلاف ومصير شعب كامل على المحك..ووفدنا يفجر قنبلة الاسم!!! أي عقول تسكن تلك الرؤوس؟ لقد ذهبتم إلى مؤتمر اسمه مؤتمر الإنقاذ..اي ذهبتم لإحضار سيارة إطفاء كي تخمدوا بمائها حريق الاستبداد فهل يجوز طرح ماركة تلك السيارة أو لونها؟؟ كل هذه التخبيصات والتخبط في تحديد المطالب لرفعها إلى مؤتمرات المعارضة دعانا في مقال سابق إلى إطلاق نداء أخير..لعل بعض القيادت الكردية التي ما زالت تتمتع بحاسة السمع تصغي إليه..طبعاً فئات من المعارضة السورية وفي مقدمتها الإخوان المسلمون لها وجه بعثي فاضح..كما أن لبعضنا نحن الأكراد وجه بعثي عنصري بملامح كردية..فنحن دائماً نشبه من يستعبدوننا..ولعل القمع البعثي والإقصاء والتهميش لعشرات السنين خلق لدينا ردود أفعال تناسب شدة الفعل فصرنا نواجه الشوفينية بالشوفينية والتحقير بالتحقير..التطرف هو التطرف أينما كان..والكردي الذي يقدس قوميته ويريد للآخرين أن يدوسوا قوميتهم ويسبوها كردي شوفيني عديم البصيرة محدود التفكير مسدود الأفق وما أكثرأصحاب هذا التفكير بيننا.