شــفكر
يبدو المشهد السوري منذ بداية الثورة الشعبية , وعلى إيقاعها المتصاعد زاخرا بتحركات سياسية متعددة , متنوعة , تتسم بالحيوية والنشاط .
لم يسبق لها مثيل في تاريخ سوريا المعاصر , وبخاصة خلال النصف قرن الأخير, حيث احتكر النظام البعثي الفاشي تمثيل الوطن والمجتمع تمثيلا مطلقا, وأقام جدارا فولاذيا حوله , واقتلع جذور القوى السياسية المعارضة , فاستحقت سوريا بجدارة وصف {مملكة الصمت}.
ولا شك أن هذه التحركات التي انبجست من قلب الصمت واستمدت طاقتها من هدير الشارع السوري المتفجر عنفا وعنفوانا , تحاول تعويض ما ضاع من الزمن , والعمل بأقصى طاقة ممكنة استعدادا لعهد جديد يلي سقوط النظام المتحجر , وتوفيرا للجاهزية المطلوبة لملء فراغ البعث والسلطة الحالية التي تبدو بلا شك في حالة النزع الأخير.
لقد تمخضت هذه التحركات الوفيرة عن تشكيل العديد من اللجان الشعبية والتنسيقيات في الداخل بهدف تنظم حركة الجماهير المتدفقة في الشارع ,كما تمثلت بتشكل منظمات وأحزاب بعضها ينم عن جدية , وبعضها تأسس على عجل وينم عن أشكال فارغة المحتوى , ولذلك لم تشهر برامج محددة لأنها تفتقر لأي محتوى , كما تمثلت بظهور شخصيات وأسماء مستقلة ذات لمعان وبريق تتقدم صفوف الشعب والثورة وتتنطع للتعبير عنها وركوب أمواجها .
وأعقب ذلك أيضا سلسلة مؤتمرات متلاحقة في داخل الوطن , وفي دول أجنبية , أهمها مؤتمر اللقاء الوطني الذي دعت له شخصيات موالية للسلطة تدعي الإستقلالية , وأخيرا مؤتمر الحوار التشاوري الذي نظمته السلطة وقد فشل من قبل أن يبدأ وتكرس فشله في ختام أعماله التي قاطعتها جميع القوى المعارضة بلا استثناء , ومؤتمر الإنقاذ الذي هيأت له القوى المعارضة وكان مقررا أن ينعقد يوم 16 -7- بالتزامن مع مؤتمر رديف في اسطنبول.
وفي الخارج شهدت تركيا عددا من المؤتمرات أبرزها مؤتمر أنطاليا في الأول من حزيران تمخض عن تشكيل هيئة استشارية ولجنة متابعة , وآخرها مؤتمر الإنقاذ الذي انعقد في 16 -7 , وبينهما انعقد مؤتمر للشباب , وآخر لرجال الدين والعلماء في اسطنبول أيضا .
وانعقد مؤتمر في بروكسل يوم 4-6 أسفر عن تشكيل ما يدعى الائتلاف الوطني لدعم الثورة .
وما زالت السلسلة متواصلة, إذ ينتظر انعقاد مؤتمرات أخرى في المرحلة القادمة أهمها مؤتمر في واشنطن في الأسبوع الأخير من تموز , ومؤتمر ستستضيفه باريس في أوائل شهر آب القادم للإئتلاف الأحزاب العلمانية .
وهناك أيضا تحضيرات لمؤتمر لإئتلاف العشائر ..
وهكذا دواليكم , حيث لا يمكن التنبؤ سلفا بكل ما يخطط ويحضر من لقاءات ومؤتمرات , ويبقى لا بد من القول أن أهم هذه التحضيرات التي تجري حاليا بهدوء وروية هي تلك التي تجري لعقد مؤتمر للثورة في الداخل تعقده وتتشارك فيه كل اللجان والتنسيقيات والقوى الفاعلة على أرض الثورة في الداخل .
وجميع هذه المؤتمرات والنشاطات والتحركات تزعم أو تدعي تمثيل الشعب السوري , وتعبر عن رؤاه وتطلعاته ومصالحه.
هذه التحركات التي كانت وما زالت تبدو ضرورية وهامة من حيث المبدأ لمواكبة حركة الجماهير في الوطن واستكمالها سياسيا , ودعمها دوليا وإعلاميا وحقوقيا واقتصاديا وإنسانيا , خاصة بعد ظهور مشكلة اللاجئين والنازحين وتعاظم عدد الشهداء في الداخل , وتأثر الوضع المعيشي , وكانت هذه التحركات في البداية تبشر بالخير والأمل ويؤمل أن تعبر عن النضج السياسي والوطني مع افتراض التجرد والنزاهة والإخلاص بها لقضية التغيير والانتماء الوطني ودعم الثورة وتحقيق ما يصبو له شعبنا بعد نصف قرن ثقيل من المعاناة والعذابات والقهر .
لكن الحصيلة السريعة لهذه النشاطات تبدو إما سلبية , وإما دون المستوى المطلوب عموما, وإما مثيرة للشكوك والريبة.
إن هذه التحركات التي جرت على المسرح الدولي بحاجة لعملية مراجعة ووقفة نقدية معمقة بل وقاسية , قبل أن تستفحل الأخطاء والإنحرافات وتؤدي لصراعات جانبية وانشقاقات أفقية أو عمودية في كيان الوحدة الوطنية التي تعتبر صمام أمان انتصار الثورة وبدونها قد تضيع الثورة , ويصبح مصير الوطن نفسه عرضة للضياع في مهب رياح اللعبة الدولية القديمة – الجديدة على سوريا , مفتاح الشرق الأوسط برمته .
وهو في كل الأحوال لا يخدم إلا تكتيكات النظام الغاشم الذي يحاول تعويم نفسه والنجاة من سقوطه المحتوم من خلال بعض المناورات والمؤامرات التي ما زال قادرا على القيام بها بمساعدة بعض القوى الدولية والإقليمية , وللأسف بعض القوى الداخلية أيضا كما كشف مؤتمر اسطنبول الذي انعقد في 16-7 بشكل خاص , ومؤتمر بروكسيل الذي كان مرجعية هذا الأخير , وجرى الإثنان في سياق واحد .
لم يعد خافيا الآن بعد أن انفض المؤتمر الأخير أنه كان غطاء لطبخة اقليمية ودولية أعدت لإنقاذ النظام وشق صفوف القوى المعارضة المؤيدة للثورة .
وأطراف هذه الطبخة هم :
أولا – جماعة الإخوان المسلمين الذين نظموا معظم المؤتمرات في بروكسيل واسطنبول , وكانوا يستهدفون استعراض عضلاتهم وإظهار أنهم القوة الرئيسية الفاعلة في الساحة السورية , والسعي لخطف الثورة وقطف ثمارها لصالحهم قبل أن تنتصر بلا وجه حق.
ثانيا – تركيا ممثلة بحكومة حزب التنمية والعدالة وزعامة رجب طيب أردوغان التي قدمت نفسها كقوة رئيسية راعية للمصالح السورية على خطين متوازيين , خط السلطة وخط المعارضة .
ثالثا – بعض الشخصيات المستقلة التي اكتسبت هالة إعلامية ورصيدا إيجابيا بسبب تاريخا المشرف أو مواقفها الإيجابية عموما , لكنها من ناحية أخرى تفتقر للنضج السياسي , وليس لها موقف حاسم من السلطة , ويمكن خداعها بسهولة , أو إغراؤها ببعض المكاسب أو المناصب .
ولكن مؤتمر اسطنبول أظهر بشكل جلي أن الأتراك يعملون من أجل إبرام صفقة بين عصابة بشار وجماعة الإخوان السورية للإبقاء على النظام في تشكيلة مجتمعية وسياسية جديدة يشترك فيها الإخوان السوريون الذين يشتركون أيضا مع حزب العدالة والتنمية التركي في الإديولوجيا الإسلامية الملطفة المقبولة أمريكيا , وقد كان لافتا جدا لانتباه المراقبين وصول وزيرة خارجية الولايات المتحدة إلى أنقرة في نفس اليوم الذي انعقد فيه مؤتمر اسطنبول السوري – الإخواني , وتبين أن أنقرة سعت لعقد لقاء بين جماعة المؤتمر أي الإخوان والسيدة كلينتون , بهدف التعبير عن مباركة أمريكا للإخوان وللدور التركي على هذا المستوى , ومباركة الطبخة الفاسدة التي أعدها الطباخ التركي بالتعاون بين عصابة بشار وجماعة الإخوان وخاصة الجناح المنشق بقيادة على صدر الدين البيانوني , وكانت بدايتها سيجري تسويقها من خلال ما يسمى حكومة الظل التي أريد لها أن تعلن , وقد استطاع من نظموا المؤتمر إشراك بعض الشخصيات التي اكتسبت بعض الإحترام داخليا وخارجيا كالسيد هيثم المالح , والسيد برهان غليون , ودعوة بعض القوى المعارضة الكوردية للمشاركة في المؤتمر بطريقة نمت عن احتيال ومداورة وخداع , وشخصيات أخرى مستقلة أو شخصيات ذات شهرة إعلامية دينية لإعطاء ثقل للمؤتمر ومصداقية لا تتوفران له خصوصا في ظل غياب واسع لقوى المعارضة الأخرى ذات الرصيد الوطني التاريخي , وذات الثقل الشعبي في الداخل ولا سيما لجان التنسيق ولجان الإئتلاف الثورية التي تقود حركة الشارع يوميا وتقدم الشهداء والمناضلين والمعتقلين والتضحيات الجسيمة في أتون المواجهة الملحمية مع النظام الفاشي .
لكن كل هذه المناورات والمبادرات الخادعة فشلت في تحقيق أهدافها وأغراضها غير الشريفة , وسقط مؤتمر اسطنبول كما سقط مؤتمر بروكسيل نتجة وعي القوى المعارضة الأخرى , عربا وكوردا , ومستقلين , وتبين للرأي العام الوطني والخارجي أن هناك من يناور لحسابه الخاص وليس لحساب الشعب السوري , وأن هذا البعض لديه مشروع خاص لا مشروع وطني ديمقراطي كما يتشدق في الخطابات المنبرية ووسائل الإعلام المفتوحة أمامه غربا وشرقا .
وأن هذه المؤتمرات ليست إلا غطاء لمؤامرات ومناورات اقليمية ودولية , تتنكر لدماء الشهداء وأرواحهم ونضالات الشعب السوري بكل أطيافه وأطرافه , وتسعى بطرق انتهازية لسرقة الثورة وتضحيات الشعب , وخدمة عصابة بشار وبعض الدول الأجنبية مقابل مكاسب رخيصة لا تخدم إلا بعض القوى والشخصيات , ولا تخدم المصلحة الوطنية العليا ,
لا بد من وقفة جادة مع هذا النهج الانحرافي أو التآمري , ومحاسبته ومحاصرته , قبل أن تتطور محاولات إجهاض الثورة التي أجمعت جماهير شعبنا على الإستمرار فيها حتى إسقاط النظام بكل مؤسساته وحلقاته واجتثاث جذوره المجتمعية والحزبية جذريا واستئصال ميراث البعث وعصابة آل الأسد بلا رحمة ولا مهادنة , ولا حلول وسط , ووضع سوريا على منحى استراتيجي جديد يلبي تطلعات الثوار والشهداء والمواطنين بكل فئاتهم واتجاهاتهم المجتمعية والوطنية والحزبية , ومعالجة كل الملفات المعقدة بشفافية عبر أقنية الحوار والتفاهم الوطني والمؤسسات الديمقراطية الشرعية التي ستتأسس لاحقا, وإقامة نظام ديمقراطي حديث وحقيقي , دولة مدنية تعددية توافقية ديمقراطية لامركزية يثبت حقوق كل القوميات في الدستورالسوري , ترعى مصالح الجميع بلا تمييز ولا افتئات , والاعترف بالكورد كثاني قومية في البلاد من حيث العدد, وتثبيت الحقوق القومية المشروعة في الدستور السوري وضمان حقوق المكونات الاخرى .
وأعقب ذلك أيضا سلسلة مؤتمرات متلاحقة في داخل الوطن , وفي دول أجنبية , أهمها مؤتمر اللقاء الوطني الذي دعت له شخصيات موالية للسلطة تدعي الإستقلالية , وأخيرا مؤتمر الحوار التشاوري الذي نظمته السلطة وقد فشل من قبل أن يبدأ وتكرس فشله في ختام أعماله التي قاطعتها جميع القوى المعارضة بلا استثناء , ومؤتمر الإنقاذ الذي هيأت له القوى المعارضة وكان مقررا أن ينعقد يوم 16 -7- بالتزامن مع مؤتمر رديف في اسطنبول.
وفي الخارج شهدت تركيا عددا من المؤتمرات أبرزها مؤتمر أنطاليا في الأول من حزيران تمخض عن تشكيل هيئة استشارية ولجنة متابعة , وآخرها مؤتمر الإنقاذ الذي انعقد في 16 -7 , وبينهما انعقد مؤتمر للشباب , وآخر لرجال الدين والعلماء في اسطنبول أيضا .
وانعقد مؤتمر في بروكسل يوم 4-6 أسفر عن تشكيل ما يدعى الائتلاف الوطني لدعم الثورة .
وما زالت السلسلة متواصلة, إذ ينتظر انعقاد مؤتمرات أخرى في المرحلة القادمة أهمها مؤتمر في واشنطن في الأسبوع الأخير من تموز , ومؤتمر ستستضيفه باريس في أوائل شهر آب القادم للإئتلاف الأحزاب العلمانية .
وهناك أيضا تحضيرات لمؤتمر لإئتلاف العشائر ..
وهكذا دواليكم , حيث لا يمكن التنبؤ سلفا بكل ما يخطط ويحضر من لقاءات ومؤتمرات , ويبقى لا بد من القول أن أهم هذه التحضيرات التي تجري حاليا بهدوء وروية هي تلك التي تجري لعقد مؤتمر للثورة في الداخل تعقده وتتشارك فيه كل اللجان والتنسيقيات والقوى الفاعلة على أرض الثورة في الداخل .
وجميع هذه المؤتمرات والنشاطات والتحركات تزعم أو تدعي تمثيل الشعب السوري , وتعبر عن رؤاه وتطلعاته ومصالحه.
هذه التحركات التي كانت وما زالت تبدو ضرورية وهامة من حيث المبدأ لمواكبة حركة الجماهير في الوطن واستكمالها سياسيا , ودعمها دوليا وإعلاميا وحقوقيا واقتصاديا وإنسانيا , خاصة بعد ظهور مشكلة اللاجئين والنازحين وتعاظم عدد الشهداء في الداخل , وتأثر الوضع المعيشي , وكانت هذه التحركات في البداية تبشر بالخير والأمل ويؤمل أن تعبر عن النضج السياسي والوطني مع افتراض التجرد والنزاهة والإخلاص بها لقضية التغيير والانتماء الوطني ودعم الثورة وتحقيق ما يصبو له شعبنا بعد نصف قرن ثقيل من المعاناة والعذابات والقهر .
لكن الحصيلة السريعة لهذه النشاطات تبدو إما سلبية , وإما دون المستوى المطلوب عموما, وإما مثيرة للشكوك والريبة.
إن هذه التحركات التي جرت على المسرح الدولي بحاجة لعملية مراجعة ووقفة نقدية معمقة بل وقاسية , قبل أن تستفحل الأخطاء والإنحرافات وتؤدي لصراعات جانبية وانشقاقات أفقية أو عمودية في كيان الوحدة الوطنية التي تعتبر صمام أمان انتصار الثورة وبدونها قد تضيع الثورة , ويصبح مصير الوطن نفسه عرضة للضياع في مهب رياح اللعبة الدولية القديمة – الجديدة على سوريا , مفتاح الشرق الأوسط برمته .
وهو في كل الأحوال لا يخدم إلا تكتيكات النظام الغاشم الذي يحاول تعويم نفسه والنجاة من سقوطه المحتوم من خلال بعض المناورات والمؤامرات التي ما زال قادرا على القيام بها بمساعدة بعض القوى الدولية والإقليمية , وللأسف بعض القوى الداخلية أيضا كما كشف مؤتمر اسطنبول الذي انعقد في 16-7 بشكل خاص , ومؤتمر بروكسيل الذي كان مرجعية هذا الأخير , وجرى الإثنان في سياق واحد .
لم يعد خافيا الآن بعد أن انفض المؤتمر الأخير أنه كان غطاء لطبخة اقليمية ودولية أعدت لإنقاذ النظام وشق صفوف القوى المعارضة المؤيدة للثورة .
وأطراف هذه الطبخة هم :
أولا – جماعة الإخوان المسلمين الذين نظموا معظم المؤتمرات في بروكسيل واسطنبول , وكانوا يستهدفون استعراض عضلاتهم وإظهار أنهم القوة الرئيسية الفاعلة في الساحة السورية , والسعي لخطف الثورة وقطف ثمارها لصالحهم قبل أن تنتصر بلا وجه حق.
ثانيا – تركيا ممثلة بحكومة حزب التنمية والعدالة وزعامة رجب طيب أردوغان التي قدمت نفسها كقوة رئيسية راعية للمصالح السورية على خطين متوازيين , خط السلطة وخط المعارضة .
ثالثا – بعض الشخصيات المستقلة التي اكتسبت هالة إعلامية ورصيدا إيجابيا بسبب تاريخا المشرف أو مواقفها الإيجابية عموما , لكنها من ناحية أخرى تفتقر للنضج السياسي , وليس لها موقف حاسم من السلطة , ويمكن خداعها بسهولة , أو إغراؤها ببعض المكاسب أو المناصب .
ولكن مؤتمر اسطنبول أظهر بشكل جلي أن الأتراك يعملون من أجل إبرام صفقة بين عصابة بشار وجماعة الإخوان السورية للإبقاء على النظام في تشكيلة مجتمعية وسياسية جديدة يشترك فيها الإخوان السوريون الذين يشتركون أيضا مع حزب العدالة والتنمية التركي في الإديولوجيا الإسلامية الملطفة المقبولة أمريكيا , وقد كان لافتا جدا لانتباه المراقبين وصول وزيرة خارجية الولايات المتحدة إلى أنقرة في نفس اليوم الذي انعقد فيه مؤتمر اسطنبول السوري – الإخواني , وتبين أن أنقرة سعت لعقد لقاء بين جماعة المؤتمر أي الإخوان والسيدة كلينتون , بهدف التعبير عن مباركة أمريكا للإخوان وللدور التركي على هذا المستوى , ومباركة الطبخة الفاسدة التي أعدها الطباخ التركي بالتعاون بين عصابة بشار وجماعة الإخوان وخاصة الجناح المنشق بقيادة على صدر الدين البيانوني , وكانت بدايتها سيجري تسويقها من خلال ما يسمى حكومة الظل التي أريد لها أن تعلن , وقد استطاع من نظموا المؤتمر إشراك بعض الشخصيات التي اكتسبت بعض الإحترام داخليا وخارجيا كالسيد هيثم المالح , والسيد برهان غليون , ودعوة بعض القوى المعارضة الكوردية للمشاركة في المؤتمر بطريقة نمت عن احتيال ومداورة وخداع , وشخصيات أخرى مستقلة أو شخصيات ذات شهرة إعلامية دينية لإعطاء ثقل للمؤتمر ومصداقية لا تتوفران له خصوصا في ظل غياب واسع لقوى المعارضة الأخرى ذات الرصيد الوطني التاريخي , وذات الثقل الشعبي في الداخل ولا سيما لجان التنسيق ولجان الإئتلاف الثورية التي تقود حركة الشارع يوميا وتقدم الشهداء والمناضلين والمعتقلين والتضحيات الجسيمة في أتون المواجهة الملحمية مع النظام الفاشي .
لكن كل هذه المناورات والمبادرات الخادعة فشلت في تحقيق أهدافها وأغراضها غير الشريفة , وسقط مؤتمر اسطنبول كما سقط مؤتمر بروكسيل نتجة وعي القوى المعارضة الأخرى , عربا وكوردا , ومستقلين , وتبين للرأي العام الوطني والخارجي أن هناك من يناور لحسابه الخاص وليس لحساب الشعب السوري , وأن هذا البعض لديه مشروع خاص لا مشروع وطني ديمقراطي كما يتشدق في الخطابات المنبرية ووسائل الإعلام المفتوحة أمامه غربا وشرقا .
وأن هذه المؤتمرات ليست إلا غطاء لمؤامرات ومناورات اقليمية ودولية , تتنكر لدماء الشهداء وأرواحهم ونضالات الشعب السوري بكل أطيافه وأطرافه , وتسعى بطرق انتهازية لسرقة الثورة وتضحيات الشعب , وخدمة عصابة بشار وبعض الدول الأجنبية مقابل مكاسب رخيصة لا تخدم إلا بعض القوى والشخصيات , ولا تخدم المصلحة الوطنية العليا ,
لا بد من وقفة جادة مع هذا النهج الانحرافي أو التآمري , ومحاسبته ومحاصرته , قبل أن تتطور محاولات إجهاض الثورة التي أجمعت جماهير شعبنا على الإستمرار فيها حتى إسقاط النظام بكل مؤسساته وحلقاته واجتثاث جذوره المجتمعية والحزبية جذريا واستئصال ميراث البعث وعصابة آل الأسد بلا رحمة ولا مهادنة , ولا حلول وسط , ووضع سوريا على منحى استراتيجي جديد يلبي تطلعات الثوار والشهداء والمواطنين بكل فئاتهم واتجاهاتهم المجتمعية والوطنية والحزبية , ومعالجة كل الملفات المعقدة بشفافية عبر أقنية الحوار والتفاهم الوطني والمؤسسات الديمقراطية الشرعية التي ستتأسس لاحقا, وإقامة نظام ديمقراطي حديث وحقيقي , دولة مدنية تعددية توافقية ديمقراطية لامركزية يثبت حقوق كل القوميات في الدستورالسوري , ترعى مصالح الجميع بلا تمييز ولا افتئات , والاعترف بالكورد كثاني قومية في البلاد من حيث العدد, وتثبيت الحقوق القومية المشروعة في الدستور السوري وضمان حقوق المكونات الاخرى .
إن المناورات والمؤامرات التي بدأت تتكشف في هذا المؤتمر أو ذاك إنما تشكل خيانة للثورة التي تنخرط بها جماهيرنا في الداخل وتقدم في سبيل انتصارها كل ما تملك بما في ذلك الحياة والروح .
ولكن الأمل ما زال عظيما في محاصرة هذه المحاولات ووأدها في مهدها كما حدث في مؤتمر اسطنبول وكشفها للرأي العام لكي يحاسب المتورطين فيها اليوم أو غدا عندما يسقط النظام , وهو ساقط لا محالة بإذن الله وبفضل بطولات شعبنا ورجاله ووعي المخلصين من أبنائه .
ولكن الأمل ما زال عظيما في محاصرة هذه المحاولات ووأدها في مهدها كما حدث في مؤتمر اسطنبول وكشفها للرأي العام لكي يحاسب المتورطين فيها اليوم أو غدا عندما يسقط النظام , وهو ساقط لا محالة بإذن الله وبفضل بطولات شعبنا ورجاله ووعي المخلصين من أبنائه .