وليد حاج عبدالقادر
بداية لا أحد ينكر وطنية بعض من السادة الكتاب ، والذين وقفوا ـ تاريخيا ـ بالضد من بعض أو كل ممارسات نظام الإستبداد ، في مرحلة كانت فيه مجرد النطق بكلمة ـ لا ـ تعتبر جناية ، فيتوه قائلها في دهاليز أقبية الأجهزة القمعية / الأمنية المتعددة ، ولينال حصته من ـ الوليمة ـ المتخمة ـ سجنا واعتقالا … ولا ..
/ ..
مفر من أن نكون ديمقراطيين حيال الآخر وأنفسنا ، أي أصحاب وعي تنويري يقبل التداول داخل مجتمعنا ، مادامت ثورة الديمقراطية لاتتوقف ولاتنقطع ..
/ من مقالة ميشيل كيلو ـ الإنتقال الى الديمقراطية ـ الخليج عدد الأربعاء رقم 11735 تاريخ 6 – 7 -2011 صفحة 17 ..
/ ..
مفر من أن نكون ديمقراطيين حيال الآخر وأنفسنا ، أي أصحاب وعي تنويري يقبل التداول داخل مجتمعنا ، مادامت ثورة الديمقراطية لاتتوقف ولاتنقطع ..
/ من مقالة ميشيل كيلو ـ الإنتقال الى الديمقراطية ـ الخليج عدد الأربعاء رقم 11735 تاريخ 6 – 7 -2011 صفحة 17 ..
ولكن التدرج في قراءته وـ بإمعان ـ نرى ، أنها جملة قناعات أو مبادئ ـ لربما ـ يؤمن بها السيد كيلو فيحاول الهروب ، كما الإرتماء في حضن نصّ ، أو الإحتماء به ، وبكل ما لهذه الكلمة من معنى ، فيتجلى مدى تأثره بتنصيص الكواكبي من جهة ومدى مصداقيته ـ الكواكبي ـ في التحليل لجدلية المستبد والمستبد ـ بكسر الباء الأول وفتح الباء الثاني ـ … أن يتكئ أحدنا على مقولة / رسالة لآخر ، ويصوغ مبررا لخطوات ، أو لربما يؤسس لمواقف ، أو خطوط عمل فيبدأ في ترويجها ، مثلما يفعل السيد ميشيل كيلو ، ويسوقها مستندا ـ وأيضا لربما ـ على مخاضات ونتائج ، أو مفاعيل ـ مجموعة سمير أميس ـ ومنحنيات توجهات البعض من شخوصها ـ مع تقديري واحترامي لقناعات جميع من حضر سوى من برّر ويبرر الخيار الأمني ـ ، وما تمخض عن ذلك فيما بعد وتشكّل ـ هيئة التنسيق الوطني لقوى التغيير الديمقراطي / المعارضة ، والمختلفة ـ أيضا ـ هذه الهيئة فيما بينها في قضايا متعددة ليست أولها الموقف من النظام ككل ، مرورا بإشكالية وتفسير آليات الصراع وبالتالي الموقف من الحراك في الشارع والذي يتواتر ـ تصاعديا ـ يوما بعد آخر ، وحتما لن نتوقف عند نقطة ـ الإختلاف ـ في الموقف من الشعب الكردي وقضيته العادلة ـ لئلا تأتي لحظة ، ونستحق فيه السجن ، مثلما كان يرددها الأستاذ كيلو في حق أي شخص يدافع ، أو يبرر للموقف الكردي في كردستان العراق ـ سواءا بوجود هذا الشعب وإقرار هذا الوجود من عدمه ـ وأقصد تحديدا الشعب الكردي في سورية ـ ..
وبالرغم من الثوب الفضفاض الذي تم الخروج به من جهة وبالتقاطع مع تلك الحزمة ـ المتصاعدة تواترها ثانية ـ في مجمل المواقف التي كادت ـ لابل وتلمسناها ـ في الحفاظ على التصالح ، إن مع نبض الشارع ، وبالتالي حركة الشباب ، وممارسات السلطة الدموية من خلال استمراريتها وبشكل مفرط في القمع الوحشي الذي مارسته / تمارسه على الأرض ، وزج الجيش بفرقه وآلياته في مواجهة الشعب ، كممارسة، وتمترس أخير له ـ السلطة ـ في توصيف دقيق لمقولة ـ دق الأسفين ـ الذي كنا نتخوف منه ـ وصرنا في مقدماته ـ ألا وهو: إيجاد الشرخ بين الشعب / المواطن والجيش ، وبالتالي مستقبل هذا الجيش ـ الذي ما تزال سورية / الدولة بحاجة ماسة له ـ في مرحلة مابعد انتصار الثورة وانجازها لمهامها ..
كما أننا لاننكر ـ جميعا ـ ذلك الشعور المقلق لمجمل ممارسات السلطة وتطبيقاتها ـ الميكيا فيللية ـ والعملية لمبدأ / ومن بعدي فليكن الطوفان / ومن مآلها سياسة القتل الممنهج والتهجير والقلع والحرق ، والتدمير التي باتت الدبابات والشبيحة فيها بارعين ، وباستهتار ، تنمّ عن بوهيمية مقرفة وهم يعزفون ـ يحللون ـ وبعبارة أدق يستميتون في تشويه الفعل النضالي المشرّف للشارع وبسلمية رائعة ومهذبة ، ومع كل هذا ـ تستمع ـ لشبيحة النظام الإعلاميين ، وطريقتهم المقززة في تبرير لاأخلاقي بالمطلق لقتل المدنيين ، وهنا بات من الضروري أن نبدي استغرابنا أيضا لمواقف ، يتحفنا بها البعض من الكتاب العرب وذلك في توصيفاتهم لمعارضات مبهمة ، مندسة ، مخرّبة ، ليس لها وجود سوى في خيالات السلطة ومهرجيها ، فيتلقطها ، أولئك السادة وبالتالي : بدلا من الوقوف ـ ولو بصمت ـ الى جانب الشعب السوري الذي يذبح يوميا خيرة أبناءه ، او يعتقلون ، فيتخذ ـ أولئك الكتاب ـ مواقف هكذا ـ معارضات إفتراضية مندسة ـ كحجة وتبرير بائس ، إن في توصيف الثورة السورية ، وقواها الشابة المناضلة ، وبطابعها السلمي الرائع ، ويستند هنا أولئك السادة الكتاب على المفهوم المشّوه ذي الطابع الدرامي لا أكثر إن في مسألة الممانعة من جهة وربط وجود ـ أنظمة قمعية هكذا !! والمتداخل ـ أصلا ـ بشكل مبهم وبرمادية مطلقة في ما يسمى بالصراع العربي ـ الصهيوني ..
الخ ..
وذلك كتعبيرات إنشائية استخدمتها السلطة السورية ، وتستخدمها ، فتنبري ـ هكذا ممانعة ـ على بعض من السادة وكمثال على ذلك ، ما كتبه السيد عبداللطيف الزبيدي في زاويته بجريدة الخليج ، العدد السابق المذكور أعلاه ..
/ ملتقى الإثنين 4 / 7 / 2011 ظاهرة أقل ما يقال فيها هو الشك في قدرة الشخصية العربية ، على إدارة أمورها بنفسها .
فتسليم أمور الملتقى الى شخص منبوذ حتى في صفوف النخب الفرنسية يسيء بشدّة الى المعارضة ، قحط رجال ..
/ ..هكذا يوصف ـ بلديات ـ البوعزيزي وـ مواطن ـ أبو القاسم الشابي ، ونحن بدورنا ، نستغرب .
!! ترى ، لماذا تفرّغ الساحات لأمثال ذاك الفرنسي ؟ أين هم ؟ أين أنتم من انتفاضة وثورة الشعب السوري ؟ ّّونردّ بأعلى صوتنا أيضا : سورية ، ما تقحطت فيها الرجال أبدا ، لعلها فعل الدبابات في قصفها ، تقتل ، وتسحل ، وتتشارك مع الشبيحة في ـ ترسيخ دعائم نظام الممانعة ، كما الصمود والتصدي ، والدليل : أنها ما أن تخرج ـ الدبابات ـ حتى يذوب القحط / الثلج فيبان المرج ويعود المحتجون الى ـ قحطهم ـ ويشيّدون بدماءهم أسسا لملحمة نصر لابد أنها آتية ..
وبالعودة من جديد الى شروحات السيد كيلو وتفسيراته لرسالة أدونيس وبالتالي تلك الإستنباطات ، والإستنتاجات ، والتوقعات ,التي يحاول أن يستنطقها ـ وبعضها لربما يحاول أن يوجدها ـ في التص ، فيؤسس لابل ويؤكد ، ومن جديد ، فيبني نصّه ، كما قناعاته ، والتي توحي الى جملة من الممارسات العملية والميدانية ، فيعتصرها ـ مستخدما من جديد نص أدونيس ـ ..
/ ..
إن صلاح الرعية في صلاح الحاكم ، وفسادهم في فساده ..
/ قافزا بشكل سريع جدا ، على تلك المادية وقوانينها الديالكتيكية منها والتاريخية ، ذلك القفز ، والذي يبدو للعيان ، وبشكل مباشر وفق مفاصل تنصيص السيد كيلو ، بأنها ليست من نتاج التراكمات ، وإن كان التضاد ، وصراعاتها هي المفصل ، والمحرك ، كما تفاعلات التراكم المتصاعدة ، وبعيدا عن السجال النظري البحت فإن ربط صلاح الأمة / الرعية وبذلك التوصيف المراد تعميمها ، وتسويقها ، ستؤدي ـ شاء السيد كيلو أم أبى ـ ومقولة / وأطيعوا أولي الأمر فيكم / كتفسير تنصيصي غير قابل للشرح من جهة ، ومبستر أيضا ، بتجاوزه الصريح والواضح ، لابل وإهمال متقصد في مقولة ـ وعلى سياقه ونبض سياقاته ، مثال ـ / ومتى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرار / .
وهنا ـ أحبّ ـ أن أؤكد من جديد أن لاأحد ينكر ما يقصده ميشيل كيلو ، أو ما ـ يظنه ـ من قصد أو غاية أو ما يبتغيه أدونيس حول معادلة الوطن / المواطن ، وبالتالي فقدان البعد الإجتماعي / الدوني / القاعي / البنيوي وبالمختصر ـ من تحت ـ للديمقراطية كما فقدان مفهوم المواطنة والسلطة ايضا كسلطة دولة ، وليستخلص السيد كيلو من قراءته لرسالة أدونيس مقولة ..
/ ..
هذه الدولة التي لا مفر من تكليفها بتحقيق العملية الديمقراطية وقيادتها ، وهي نقطة ضعفنا الرئيسية … / ليعود ويبني ـ ظنّه ـ على أنه لربما أدونيس قد قصد بذلك تقديم مقترحين للأسد !! : 1 – ..
/ أن يجعل بشار الأسد من نظامه حاضنة تستنبت الوعي والعقل الديمقراطيين في الحاضنة المجتمعية نفسها ..
ضمن سياق عمل مدروس وطويل ..
/ و ..
/ 2 – ..
/ أن يضع الرئيس المصلح ـ الوطن والمجتمع والدولة على خط واحد كمكونات تفاعلية وتكاملية تنتمي الى نسق واحد وليست أضداد لا تأتلف ، أو تجتمع ، مثلما هو حالها في النظام السوري … / … وباختصار شديد ، ـ وبالرغم من تدارك كيلو لهذه المسألة ـ لكان من الأوجب وهذا السياق النظري ، لو أنها عنت واقعا غير سوري ، حيث اختزلت فيها الدولة والوطن والمجتمع كلها في حزب ، والحزب في شخص ، والشخص في بشار الذي فشل منذ لحظاته الأولى في القيام ، أو قيادة أيّ فعل إصلاحي ، والغريب في الأمر أن السيد كيلو نفسه كان الشاهد الناطق على ذلك ، لابل وقضى ردحا في المعتقل ضريبة لقناعاته .
ولعله من المفيد التذكير هنا إيضا بالبعث ونظريته الإتقلابية والتي هي ـ بحدّ ذاتها ـ تنسف كل الأمور الأخرى ولعلها ـ الرافعة ـ الأساسية في خلق فقدان الثقة وبالتالي عدم وجود أية مصداقية ، لأية توجه ، لربما تقول السلطة بأنها ستقدم عليها ، أو أية تغيير ـ لربما ـ ستجريه على عقيدتها التسلطية وبالتالي اسقاطاتها ورؤاها الجديدة في التشكلات المتحولة إن في أسس الدولة أو المجتمع ..
وفي الختام ، ما لفت نظري ـ بالرغم من عدم استغرابي ـ تجاهل السيد ميشيل كيلو ما أورده السيد أدونيس وما قاله حول الأكراد وبالتالي تركه ـ ميشيل كيلو ـ للقضايا الأخرى في أمور … / ..
رغم ما يمكن قوله من ملاحظة هنا ، وأخرى هناك ، معه أو ضده … / ..
وبقدر محافظة أدونيس على طريقته الشاعرية في التهذيب وبالتالي سمة كما سعة مواقفه غير المحدودة ـ كما ـ وغير المهددة من جهة أخرى ، إلا أن الثابت وغير المتحول هو في فكر وممارسة السيد ميشيل كيلو ومواقفه في تراكبية المجتمعات ـ العروبية ـ ، وبالتالي تلك الصبغة القومية الطاغية ، التي مايزال يتشبث بها ـ محلّلا ذلك لنفسه ـ ومقولته / هم لغيرهم التماهي مع الآخر وتناسي همومه وآفاقه القومية الخاصة ، فيملي إملاءاته ، وتهديداته التي ما تزال تطنّ في آذاننا : إن للقضية الكردية ـ كما في كردستان العراق وقادتها ـ أو من جهة موقفه من القضية الكردية والشعب الكردي في سورية ، وتمويهها في مصطلح المواطنة كتعبير طنان ومستنسخ وبتصرف ذكي جدا لمقولة ـ مواطن عربي سوري ـ ..
وختاما : هل يريد السيد ميشيل كيلو أن يقول أو يصرّح في جوازية الحوار مع السلطة ، وأنه من دون ذلك ، لا آفاق أمام الشعب السوري ، كما وإنه من دون هذا النظام وسعيه نحو التحوّل الديمقراطي ، لا أرضية لها مطلقا لنا كسوريين ؟؟ ! إذا كانت هذه مقولته ؟ ألم يقلها الأسد في خطاب التصفيق الأول في ما يسمى ب ـ مجلس الشعب ـ وهنا سوف لن أدعي بدقة فهمي للسيد كيلو ، كما ولست من المجتهدين في شرح الأفكار ، والتي لربما ـ هذه الأسئلة ـ بحاجة ليشرحها لنا من جديد ـ السيد كيلو ـ كقناعاته هو ، ورؤيته الواضحة في الإجابة على السؤال الذي أرهق الأمم والفلاسفة : نعم … ما العمل ؟؟ !!
وبالرغم من الثوب الفضفاض الذي تم الخروج به من جهة وبالتقاطع مع تلك الحزمة ـ المتصاعدة تواترها ثانية ـ في مجمل المواقف التي كادت ـ لابل وتلمسناها ـ في الحفاظ على التصالح ، إن مع نبض الشارع ، وبالتالي حركة الشباب ، وممارسات السلطة الدموية من خلال استمراريتها وبشكل مفرط في القمع الوحشي الذي مارسته / تمارسه على الأرض ، وزج الجيش بفرقه وآلياته في مواجهة الشعب ، كممارسة، وتمترس أخير له ـ السلطة ـ في توصيف دقيق لمقولة ـ دق الأسفين ـ الذي كنا نتخوف منه ـ وصرنا في مقدماته ـ ألا وهو: إيجاد الشرخ بين الشعب / المواطن والجيش ، وبالتالي مستقبل هذا الجيش ـ الذي ما تزال سورية / الدولة بحاجة ماسة له ـ في مرحلة مابعد انتصار الثورة وانجازها لمهامها ..
كما أننا لاننكر ـ جميعا ـ ذلك الشعور المقلق لمجمل ممارسات السلطة وتطبيقاتها ـ الميكيا فيللية ـ والعملية لمبدأ / ومن بعدي فليكن الطوفان / ومن مآلها سياسة القتل الممنهج والتهجير والقلع والحرق ، والتدمير التي باتت الدبابات والشبيحة فيها بارعين ، وباستهتار ، تنمّ عن بوهيمية مقرفة وهم يعزفون ـ يحللون ـ وبعبارة أدق يستميتون في تشويه الفعل النضالي المشرّف للشارع وبسلمية رائعة ومهذبة ، ومع كل هذا ـ تستمع ـ لشبيحة النظام الإعلاميين ، وطريقتهم المقززة في تبرير لاأخلاقي بالمطلق لقتل المدنيين ، وهنا بات من الضروري أن نبدي استغرابنا أيضا لمواقف ، يتحفنا بها البعض من الكتاب العرب وذلك في توصيفاتهم لمعارضات مبهمة ، مندسة ، مخرّبة ، ليس لها وجود سوى في خيالات السلطة ومهرجيها ، فيتلقطها ، أولئك السادة وبالتالي : بدلا من الوقوف ـ ولو بصمت ـ الى جانب الشعب السوري الذي يذبح يوميا خيرة أبناءه ، او يعتقلون ، فيتخذ ـ أولئك الكتاب ـ مواقف هكذا ـ معارضات إفتراضية مندسة ـ كحجة وتبرير بائس ، إن في توصيف الثورة السورية ، وقواها الشابة المناضلة ، وبطابعها السلمي الرائع ، ويستند هنا أولئك السادة الكتاب على المفهوم المشّوه ذي الطابع الدرامي لا أكثر إن في مسألة الممانعة من جهة وربط وجود ـ أنظمة قمعية هكذا !! والمتداخل ـ أصلا ـ بشكل مبهم وبرمادية مطلقة في ما يسمى بالصراع العربي ـ الصهيوني ..
الخ ..
وذلك كتعبيرات إنشائية استخدمتها السلطة السورية ، وتستخدمها ، فتنبري ـ هكذا ممانعة ـ على بعض من السادة وكمثال على ذلك ، ما كتبه السيد عبداللطيف الزبيدي في زاويته بجريدة الخليج ، العدد السابق المذكور أعلاه ..
/ ملتقى الإثنين 4 / 7 / 2011 ظاهرة أقل ما يقال فيها هو الشك في قدرة الشخصية العربية ، على إدارة أمورها بنفسها .
فتسليم أمور الملتقى الى شخص منبوذ حتى في صفوف النخب الفرنسية يسيء بشدّة الى المعارضة ، قحط رجال ..
/ ..هكذا يوصف ـ بلديات ـ البوعزيزي وـ مواطن ـ أبو القاسم الشابي ، ونحن بدورنا ، نستغرب .
!! ترى ، لماذا تفرّغ الساحات لأمثال ذاك الفرنسي ؟ أين هم ؟ أين أنتم من انتفاضة وثورة الشعب السوري ؟ ّّونردّ بأعلى صوتنا أيضا : سورية ، ما تقحطت فيها الرجال أبدا ، لعلها فعل الدبابات في قصفها ، تقتل ، وتسحل ، وتتشارك مع الشبيحة في ـ ترسيخ دعائم نظام الممانعة ، كما الصمود والتصدي ، والدليل : أنها ما أن تخرج ـ الدبابات ـ حتى يذوب القحط / الثلج فيبان المرج ويعود المحتجون الى ـ قحطهم ـ ويشيّدون بدماءهم أسسا لملحمة نصر لابد أنها آتية ..
وبالعودة من جديد الى شروحات السيد كيلو وتفسيراته لرسالة أدونيس وبالتالي تلك الإستنباطات ، والإستنتاجات ، والتوقعات ,التي يحاول أن يستنطقها ـ وبعضها لربما يحاول أن يوجدها ـ في التص ، فيؤسس لابل ويؤكد ، ومن جديد ، فيبني نصّه ، كما قناعاته ، والتي توحي الى جملة من الممارسات العملية والميدانية ، فيعتصرها ـ مستخدما من جديد نص أدونيس ـ ..
/ ..
إن صلاح الرعية في صلاح الحاكم ، وفسادهم في فساده ..
/ قافزا بشكل سريع جدا ، على تلك المادية وقوانينها الديالكتيكية منها والتاريخية ، ذلك القفز ، والذي يبدو للعيان ، وبشكل مباشر وفق مفاصل تنصيص السيد كيلو ، بأنها ليست من نتاج التراكمات ، وإن كان التضاد ، وصراعاتها هي المفصل ، والمحرك ، كما تفاعلات التراكم المتصاعدة ، وبعيدا عن السجال النظري البحت فإن ربط صلاح الأمة / الرعية وبذلك التوصيف المراد تعميمها ، وتسويقها ، ستؤدي ـ شاء السيد كيلو أم أبى ـ ومقولة / وأطيعوا أولي الأمر فيكم / كتفسير تنصيصي غير قابل للشرح من جهة ، ومبستر أيضا ، بتجاوزه الصريح والواضح ، لابل وإهمال متقصد في مقولة ـ وعلى سياقه ونبض سياقاته ، مثال ـ / ومتى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرار / .
وهنا ـ أحبّ ـ أن أؤكد من جديد أن لاأحد ينكر ما يقصده ميشيل كيلو ، أو ما ـ يظنه ـ من قصد أو غاية أو ما يبتغيه أدونيس حول معادلة الوطن / المواطن ، وبالتالي فقدان البعد الإجتماعي / الدوني / القاعي / البنيوي وبالمختصر ـ من تحت ـ للديمقراطية كما فقدان مفهوم المواطنة والسلطة ايضا كسلطة دولة ، وليستخلص السيد كيلو من قراءته لرسالة أدونيس مقولة ..
/ ..
هذه الدولة التي لا مفر من تكليفها بتحقيق العملية الديمقراطية وقيادتها ، وهي نقطة ضعفنا الرئيسية … / ليعود ويبني ـ ظنّه ـ على أنه لربما أدونيس قد قصد بذلك تقديم مقترحين للأسد !! : 1 – ..
/ أن يجعل بشار الأسد من نظامه حاضنة تستنبت الوعي والعقل الديمقراطيين في الحاضنة المجتمعية نفسها ..
ضمن سياق عمل مدروس وطويل ..
/ و ..
/ 2 – ..
/ أن يضع الرئيس المصلح ـ الوطن والمجتمع والدولة على خط واحد كمكونات تفاعلية وتكاملية تنتمي الى نسق واحد وليست أضداد لا تأتلف ، أو تجتمع ، مثلما هو حالها في النظام السوري … / … وباختصار شديد ، ـ وبالرغم من تدارك كيلو لهذه المسألة ـ لكان من الأوجب وهذا السياق النظري ، لو أنها عنت واقعا غير سوري ، حيث اختزلت فيها الدولة والوطن والمجتمع كلها في حزب ، والحزب في شخص ، والشخص في بشار الذي فشل منذ لحظاته الأولى في القيام ، أو قيادة أيّ فعل إصلاحي ، والغريب في الأمر أن السيد كيلو نفسه كان الشاهد الناطق على ذلك ، لابل وقضى ردحا في المعتقل ضريبة لقناعاته .
ولعله من المفيد التذكير هنا إيضا بالبعث ونظريته الإتقلابية والتي هي ـ بحدّ ذاتها ـ تنسف كل الأمور الأخرى ولعلها ـ الرافعة ـ الأساسية في خلق فقدان الثقة وبالتالي عدم وجود أية مصداقية ، لأية توجه ، لربما تقول السلطة بأنها ستقدم عليها ، أو أية تغيير ـ لربما ـ ستجريه على عقيدتها التسلطية وبالتالي اسقاطاتها ورؤاها الجديدة في التشكلات المتحولة إن في أسس الدولة أو المجتمع ..
وفي الختام ، ما لفت نظري ـ بالرغم من عدم استغرابي ـ تجاهل السيد ميشيل كيلو ما أورده السيد أدونيس وما قاله حول الأكراد وبالتالي تركه ـ ميشيل كيلو ـ للقضايا الأخرى في أمور … / ..
رغم ما يمكن قوله من ملاحظة هنا ، وأخرى هناك ، معه أو ضده … / ..
وبقدر محافظة أدونيس على طريقته الشاعرية في التهذيب وبالتالي سمة كما سعة مواقفه غير المحدودة ـ كما ـ وغير المهددة من جهة أخرى ، إلا أن الثابت وغير المتحول هو في فكر وممارسة السيد ميشيل كيلو ومواقفه في تراكبية المجتمعات ـ العروبية ـ ، وبالتالي تلك الصبغة القومية الطاغية ، التي مايزال يتشبث بها ـ محلّلا ذلك لنفسه ـ ومقولته / هم لغيرهم التماهي مع الآخر وتناسي همومه وآفاقه القومية الخاصة ، فيملي إملاءاته ، وتهديداته التي ما تزال تطنّ في آذاننا : إن للقضية الكردية ـ كما في كردستان العراق وقادتها ـ أو من جهة موقفه من القضية الكردية والشعب الكردي في سورية ، وتمويهها في مصطلح المواطنة كتعبير طنان ومستنسخ وبتصرف ذكي جدا لمقولة ـ مواطن عربي سوري ـ ..
وختاما : هل يريد السيد ميشيل كيلو أن يقول أو يصرّح في جوازية الحوار مع السلطة ، وأنه من دون ذلك ، لا آفاق أمام الشعب السوري ، كما وإنه من دون هذا النظام وسعيه نحو التحوّل الديمقراطي ، لا أرضية لها مطلقا لنا كسوريين ؟؟ ! إذا كانت هذه مقولته ؟ ألم يقلها الأسد في خطاب التصفيق الأول في ما يسمى ب ـ مجلس الشعب ـ وهنا سوف لن أدعي بدقة فهمي للسيد كيلو ، كما ولست من المجتهدين في شرح الأفكار ، والتي لربما ـ هذه الأسئلة ـ بحاجة ليشرحها لنا من جديد ـ السيد كيلو ـ كقناعاته هو ، ورؤيته الواضحة في الإجابة على السؤال الذي أرهق الأمم والفلاسفة : نعم … ما العمل ؟؟ !!