أما بالنسبة للشعب الكردي في سوريا فهو جزء لا يتجزأ من الشعب السوري له ما له من حقوق و عليه ما عليه من واجبات و لكن له خصوصيته القومية فهو القومية الثانية في سوريا بعد القومية العربية و هو محروم من جميع حقوقه القومية المشروعة كشعب يعيش على أرضه التاريخية و نضاله من اجل تامين حقوقه خلال الخمسين السنة الماضية من تشكيل أحزاب سياسية و منظمات فكرية و فعاليات ثقافية و فنية الخ ,و المشاريع و الممارسات العنصرية المطبقة بحقه جعله في موقع أكثر تعقيدا من غيره في سوريا.
فلم يعد يثق بالنظام الحالي و وعوده والذي لم يعترف بحقوقه خلال فترة حكمه ناهيك عن المعانات التي عاناه على يده إذا فهو ليس معه بالتأكيد. و هو لم ينضم الى المعارضة حتى الآن عمليا مع انه متفق معها الى حد ما من الناحية النظرية . و الاسباب عديدة أهمها: فشل الاحزاب الكردية في سوريا خلال المرحلة السابقة الى الآن في توحيد صفوفها, بل بالعكس ازدادت انقساما و تشرذما يوما بعد يوم الامر الذي أدى الى فقدان شرعيتهم بين الجماهير الكردية و ازدياد الهوة بينهما , و بالتالي غير قادرة على تحمل مسؤوليتها التاريخية في قيادة و تحريك الشارع الكردي و لذلك نلاحظ و بشكل واضح و صريح هروبها من ساحتها الحقيقية الى ساحات اخرى وهمية هنا و هناك و بدل من ان تحاور شعبها و جماهيرها الكردية و تشكيل قوة تستطيع ان تؤثر و تنافس القوة العربية و غيرها في سوريا و تقوم بدورها في الدفاع عن شعبها و تامين حقوقه القومية في سوريا,تذهب بعض هذه الاحزاب و تحاورمجموعات و أشخاص لا تمثل إلا نفسها و لا تستطيع أن تؤمن حقوقها الشخصية حتى تعترف بحقوق الاكراد. و تكتفي بعض هذه الاحزاب باصدار بعض البيانات النظرية التقليدية على المواقع الالكترونية , دون حتى تكليف أنفسها بتوزيعها و توصيلها الى الجماهير . ان هذا السبب بالذات جعل غالبية الشعب الكردي في سورية يقف موقف المتفرج من الأحداث التي تجري في سوريا الآن و لا يعرف كيف يقترب منها و هو محق في ذلك الى حد ما لأنه لم يذ ق طعم الحرية في حياته أولا,و لأنه شعب بدون قيادة ثانيا و هو مخطأ من ناحية ثانية لانه بسكوته هذا سيكون الخاسر الاكبر من التغييرات التي ستحصل و عليه أن ينتظر ربما مئة سنة أخرى .