حقوقكم في جرابكم.. يا كردو …..؟

خليل كالو

هل عميتم في النهار وكاد  الليل أن يصبح  نهارا ….اعلموا أن حقوقكم ليست  لدى الأستاذ عبد العظيم وغيره بل هو رجل لا حول له ولا قوة أنهكته الأيام والسنين وضعيف مثلكم وغيره أيضاً (الضعيف + الضعيف لا يساوي القوي) وقوتكم من قوة ذاتكم وحقوقكم في جرابكم وبين أقدامكم ووحدتكم وانظروا تحت أقدامكم ستجدونها.

فالحقوق لا تهب ولا تمنح بل تؤخذ وتنتزع حينما يكون الطالب قويا ومثابرا ومصرا ومضحياً ومن صنع الأحرار .

ألا تلاحظون أنه كلما أخطأ احدهم وعمل في الماء العكر وحلكة الليل ولم يوفق يسارع في اليوم التالي إلى إصدار بيان ويبادر إلى نشر توضيح في الوقت الذي لو بقي حقيقته سر الكتمان لديه لكان أفضل للمزاج العام  احتراما لشعور الناس وله حيث لا يشعر الشارع الكردي بما يفعل ويفتعل بمصيره ولا يتابع ما يفعله هذا وذاك ولا ضير أن يبادر بنفسه على فضح سره وذاته  بذاته من خلال بيان يكشف فيه إخفاقات فضائحه بأنه قد أرتكب موبقة وأثم بحق الكرد وهو لا يدري .
 لقد شبع الكرد من البيانات والتوضيحات التي كلما أخطأ أحدهم أصدر بيانا وتوضيحا لتبرير أخطاءه حفاظا على سمعته الشخصية وليس الجماعية فهل بقي من السمعة ما بقي ويمكن الحفاظ عليها هكذا والشعب الكردي يناديكم في هذه المحنة والظروف ولا من مستجيب  ..؟

    بئس الشعب الذي يكون السيد عبد العظيم ومن هم في دائرته وأمثاله مقررا لحقوقه وملجأ للحماية به ومعينا له بعد خمسين عاما من الحراك باسم الشعب الكردي وحقوقه.

هؤلاء وأنتم معهم ضائعون فابحثوا عن ذاتكم قبل حقوق الكرد حيث الأحداث الجارية أكبر منكم وحتى من النظام القائم نفسه في الوقت الذي لا يستطيع هو ومن معه من الموقعين على الوثيقة السحرية من فعل شيء مثمر وقد تكون مثل هكذا وثائق ذل وعار واحتضار في الأيام القادمة ناهيك عن قيمتها على الأرض التي لا تساوي الحبر الذي كتب بها أو الكفن الذي سوف يلف به صاحبه حين الرحيل.

فهؤلاء جميعاً ومن دون استثناء قد ولى زمانهم وراح بريقهم وترهلوا وشاخوا وليس لديهم شارع يحتموا به.

فلا مستقبل لأمة يقودها نخب لا تعرف قيمة وجودها ولا تشعر بضعفها وتصر على أخطائها وتعمل بفرديتها وتبعد عن مشورة شعبها وتركض وراء السراب ولا ترتب أولويات مسئولياتها في كل مرحلة وتعبث بالوقت والجهود وتهدرها في الوقت الذي مطلوب منها مهام كبيرة تتعلق بمصير شعب سواء كانت هذه النخب سياسية أو ثقافية وفكرية أو اجتماعية .

    الآن يا سادة في الأحزاب الكردية ونخبها وقواعدها فيما إذا بقي البعض من هذه القواعد سليمة البنيان والوجدان ومثلهم من يدعي نفسه كاتبا أو مثقفاً سواء كان مستقلا أو مواليا ألا تلاحظون بأنكم تتخبطون في منهجكم هذا ولا تؤسسون لشيء سوى الكلام والكلام ولم تغيروا نغمة تفكيركم وحراككم وأصواتكم البعيدة عن الحكمة والعقلانية ومشورة الشعب الكردي وشرعيته فهل أخذتم برأيه يوما وفي هذه الظروف المصيرية والمفصلية من تاريخه المعاصر والكل يتحدث باسمه وفيما أنتم تقدمون عليه وتتلاعبون بمستقبله .فهل تدركون هذه الحقيقة وما سوف تؤول إليه الأيام القامة وكيف يكون مصيره وكيف سيتعامل مع شركائه وهم ينظرون إلى البعض منكم نظرة الشك والريبة واللعب بالنار والتملص بالسير في المسالك الفرعية التائهة , أليس من الأجدر بكم أن ترصوا الصفوف ويشارك هذا الشعب في صنع  قرار مصيره من خلال نخبه المتنوعة وممثليه وعليكم الإدراك تماما أن مصير الشعب الكردي هو مع مصير الشعب العربي وليس مع النخب السياسية  والثقافية .

 أنتم الآن فاقدون للوكالة وشرعية التكلم باسم الشعب الكردي بحكم الأحداث الجارية وحساسية المرحلة وما أنتم تتحركون عليه على المنزلقات الخطرة “شاء من شاء وأبى من أبى ” ومن خولكم وأوصاكم على تقرير مصيره سوى أنكم أحزاب صغيرة قوتكم على الأرض مجتمعة لا تساوي حركة شارع بلدة صغيرة أم تراودكم الشعور والإحساس بأنكم أحزاب قائدة للشعب والمجتمع ..؟ ألا يشبه حالكم في السلوك والتصرف مثل سلوك حزب البعث الحاكم  ومنهجه أو كاد فلم ينصبكم الشعب الكردي يوما ما وصيا عليه من خلال مؤتمر كردي شامل وعبر حوار وطني جامع وأنتم مدعوون إليه الآن بلا تردد وتأخير ولم يكلفكم أحد بهذه المهمة الخطيرة والصعبة في هذا الوقت العصيب والمفصلي الذي يحتاج أولا وبالضرورة إلى تفويض منه لأن هذه الأيام ليست كالأيام السابقة يسعى فيه هذا أو ذاك لمكسب خاص وامتياز حزبي وشخصي على أشلاء القضية الكردية حينما كنتم تتسابقون وتتنازعون لاعتبارات شخصية وعائلية وقد اتخذ شخصية الحزب الاعتبارية حينها وسيلة وغطاء في النزاع على أتفه الأشياء والأسباب إلى أن ضعفتم وتبعثرتم والآن تتحركون وكأنكم سكارى وفاقدي العقل والبصر والبصيرة في التعامل مع الأحداث والحراك السوري العام فأية معارضة تتحدثون عنها ..؟ معارضة الفنادق أم معارضة الخنادق بين الجماهير ..؟ فإذا كنتم لا تجيدون فن السياسة والتعامل مع الظروف ألا تتعلمون من تجاربكم والتاريخ ومن الآخرين..؟ الآن مطلوب منكم التصالح مع الذات والشعب الكردي وأن تؤسسوا لمركز قرار كردي جامع وشامل إلى أن تبنى الثقة و المصداقية من جديد وإلا..

فلا….

 
x.kalo59@hotmail.de

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إياد أبو شقرا عودة إلى الموضوع السوري، لا بد من القول، إن قلة منا كانت تتوقّع قبل شهر ما نحن فيه اليوم. إذ إن طيّ صفحة 54 سنة خلال أقل من أسبوعين إنجازٌ ضخم بكل ما في الكلمة من معنى. سهولة إسقاط نظام الأسد، وسرعة تداعيه، أدهشتا حتماً حتى أكثر المتفائلين بالتغيير المرجوّ. إلا أنني أزعم، بعدما تولّت قيادة العمليات…

طارق الحميد منذ فرار بشار الأسد، في 8 ديسمبر (كانون الأول)، إلى روسيا، وهناك سيل من النقد والمطالبات للحكام الجدد، وتحديداً أحمد الشرع. والقصة ليست بجدوى ذلك من عدمه، بل إن جل تلك الانتقادات لا تستند إلى حقائق. وسأناقش بعضاً منها هنا، وهي «غيض من فيض». مثلاً، كان يقال إن لا حل عسكرياً بسوريا، بينما سقط الأسد في 12 يوماً…

خليل مصطفى مِنْ أقوال الشيخ الدكتور أحمد عبده عوض (أُستاذ جامعي وداعية إسلامي): ( الطَّلَبُ يحتاجُ إلى طَالِب ، والطَّالِبُ يحتاجُ إلى إرادة قادرة على تحقيق حاجات كثيرة ). مقدمة: 1 ــ لا يختلف عاقلان على أن شعوب الأُمَّة السُّورية قد لاقت من حكام دولتهم (طيلة 70 عاماً الماضية) من مرارات الظلم والجور والتَّعسف والحرمان، ما لم تتلقاه شعوب أية…

أحمد خليف الشباب السوري اليوم يحمل على عاتقه مسؤولية بناء المستقبل، بعد أن أصبح الوطن على أعتاب مرحلة جديدة من التغيير والإصلاح. جيل الثورة، الذي واجه تحديات الحرب وتحمل أعباءها، ليس مجرد شاهد على الأحداث، بل هو شريك أساسي في صنع هذا المستقبل، سواء في السياسة أو في الاقتصاد. الحكومة الجديدة، التي تسعى جاهدة لفتح أبواب التغيير وإعادة بناء الوطن…