روسيا تلوح بإعادة النظر في موقفها الداعم للأسد: الأنظمة تأتي وتذهب … ولا صديق لنا إلا الشعب السوري

  ألمحت روسيا, أمس, إلى إمكانية تغيير موقفها حيال النظام السوري ورفع الغطاء عنه على الصعيد الدولي بشكل خاص, بعد استقبالها وفداً من المعارضة السورية, مشيرة إلى أنها باتت أكثر فهماً لما يجري, وبالتالي ستقوم موقفها وتتخذ الإجراءات اللازمة لاحقاً.
وأعرب رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الشيوخ الروسي ميخائيل مارغيلوف عن الارتياح لنتائج محادثاته مع وفد المعارضة السورية الزائر لموسكو, وقال “استمعنا الى عرض واسع للتطورات الجارية في سورية, ونحن الآن أكثر قدرة على فهم ما يحدث هناك, وسنقوم الموقف ونتخذ الخطوات اللازمة لاحقاً”.

ووصف المحادثات مع الوفد السوري برئاسة رضوان زيادة, بالمهمة جداً والمفيدة, مؤكداً أن الأهم بالنسبة لروسيا هو “المحافظة على علاقات وطيدة مع الشعب السوري الصديق”.


وشدد على أهمية المحافظة على العلاقات مع الشعب السوري في المستقبل, موضحاً انه “بالنسبة إلينا في روسيا, لا يوجد صديق إلا الشعب السوري نفسه والأنظمة تأتي وتذهب لكن الشعوب تبقى”.
واعتبر مارغيلوف, الذي يشغل أيضاً منصب مبعوث الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف إلى أفريقيا, انه من المهم تأسيس وضع يقوم على حل جميع المشكلات القائمة عبر الحوار السياسي, مع ضرورة انضمام كل القوى السياسية ومكونات الشعب السوري بأطيافه المختلفة الى هذا الحوار, من أجل الوصول لبناء سورية حديثة ومستقرة.


من جهته, أشاد عضو الوفد السوري نجيب الغضبان بالموقف الروسي, وقال إن ما أعلنه مارغيلوف خلال الاجتماع “أثار ارتياحاً واسعاً لدينا”, موضحاً أن “لدى موسكو فهماً قريباً لما يجري في الواقع, وهم (الروس) يدركون أن النظام يعيش في عالم افتراضي وبعيد عما يجري في الشارع”.


وأضاف أن مارغيلوف أبلغ الوفد الزائر بإدراك روسيا خطورة ما يجري ليس فقط على المستوى السوري, وإنما في المنطقة العربية عموماً.
وذكر أن مارغيلوف “تحدث خلال اللقاء بعبارات واضحة عن حرص روسيا على بناء علاقاتها مع الشعب السوري وليس مع النظام, وأنه وجه أسئلة محددة عن شكل العلاقة الروسية السورية المنتظرة مستقبلاً, ودور سورية وعلاقاتها الإقليمية خصوصاً فيما يتعلق بإيران وملف الجولان وإسرائيل”.


وأضاف الغضبان أن مارغيلوف وجه سؤالاً للوفد الزائر بشأن طبيعة الدور الروسي المطلوب, و”قلنا له إن المواطنين في سورية يشعرون بالقلق لأن روسيا تعرقل قرار إدانة في مجلس الأمن, ونتطلع لدور روسي إيجابي في التغيير, وأكدنا أن الشعب السوري قال كلمته, ونأمل أن يستمع إليها الأصدقاء الروس”.


من جهته, أكد رئيس الوفد رضوان زيادة أهمية “دور روسيا كدولة عظمى وعضو دائم في مجلس الأمن الدولي”, مشيراً إلى أن الشعب السوري يتطلع إلى دعم من روسيا لوقف ما وصفه ب¯”الانتهاكات التي ترتكبها السلطات السورية ضد الشعب”.


وأضاف زيادة, مؤسس مركز دمشق لدراسات حقوق الانسان والمقيم في واشنطن, ان “روسيا يمكنها اللجوء الى سبل ضغط على النظام السوري لكي توصل إليه الرسالة بوضوح بأن هذا النوع من السلوك (القمع) غير مقبول”.
وفي تصريحات إلى صحيفة “كومرسانت” الروسية اليومية, قال زيادة “يجب أن تكون روسيا على الجانب الصحيح من التاريخ وإلا سيكون من الصعب عليها كثيراً إقامة علاقات (مع سورية) في المستقبل”, مضيفاً انه “من خلال معارضة قرار مجلس الامن التابع للامم المتحدة بشأن سورية, فإن روسيا تدعم بذلك نظاماً إجرامياً”.
وفي مقابلة مع وكالة “نوفوستي”, أكد وفد المعارضة السورية رفضه لأي تدخل خارجي في بلاده, معرباً عن ثقته بقدرة المعارضة على إسقاط النظام بالطرق السلمية.
ورداً على سؤال بشأن التطلعات القومية الكردية, قال الناشط الكردي رضوان العدينية “لا يريد الأكراد الانفصال عن سورية ولا يجوز الشك في نوايا الأكراد في هذا الموضوع.

وكل ما يشاع عن رغبة الأكراد بانفصالهم عن سورية هي من صنع النظام السوري لبث الفرقة بين شرائح المجتمع”.
وبشأن دور جماعة “الإخوان المسلمين” ومدى قبولها في الشارع السوري, قال القيادي في الجماعة ملهم الدروبي إن الجماعة “من مكونات الشارع السوري, وهي قامت منذ العام 1996 بمراجعة داخلية لستراتيجية وفكر الجماعة خلال فترة زادت عن عشر سنوات توصلت خلالها للمشروع السياسي الذي نص على أهمية الحرية في جميع المجالات السياسية والدينية”.


وعن تخوف الغرب من وصول الإسلاميين إلى الحكم, قال الدروبي “نحن نقوم بجولات ولقاءات لنشرح للعالم وجهة نظرنا وبأن الجماعة في سورية لا تشكل كل المجتمع السوري بل هي عبارة عن شريحة منه”.
واعتبر انه من غير المجدي أن يقيم المجتمع الدولي بما في ذلك روسيا علاقات مع نظام الأسد, معتبراً انه من الأفضل إقامة علاقات مع دولة يسود فيها القانون والاستقرار.

السياسة

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest


0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

د. محمود عباس كوردستان ليست خريطة معلقة على الجدار، ولا نشيدًا قوميًّا يُتلى في المناسبات، ولا لهجة تُنطق في وادٍ دون وادٍ آخر، كوردستان هي وحدة الوجع، وحدة الدم، وحدة الجبل الذي احتضن الثائر، ووحدة الأم التي ودّعت أبناءها في جميع جهاتها الأربع دون أن تسأل، من أي جزء أنتم؟ لكنّ المأساة الكبرى لم تكن فقط في احتلال…

جليل إبراهيم المندلاوي   في خبر عاجل، لا يختلف كثيرا عن حلقة جديدة من مسلسل تركي طويل وممل، ظهرت علينا نشرات الأخبار من طهران بنغمة هادئة ونبرة مطمئنة، تخبرنا بأن مفاوضات جديدة ستعقد بين إيران وواشنطن، هذه المرة في “أجواء بناءة وهادئة”… نعم، هادئة، وكأنها نُزهة دبلوماسية على ضفاف الخليج، يتبادل فيها الطرفان القهوة المرة والنظرات الحادة والابتسامات المشدودة. الاجتماع…

إبراهيم اليوسف بعد أن قرأت خبر الدعوة إلى حفل توقيع الكتاب الثاني للباحث محمد جزاع، فرحت كثيراً، لأن أبا بوشكين يواصل العمل في مشروعه الذي أعرفه، وهو في مجال التوثيق للحركة السياسية الكردية في سوريا. بعد ساعات من نشر الخبر، وردتني رسالة من نجله بوشكين قال لي فيها: “نسختك من الكتاب في الطريق إليك”. لا أخفي أني سررت…

مع الإعلان عن موعد انعقاد مؤتمر وطني كردي في الثامن عشر من نيسان/أبريل 2025، في أعقاب التفاهمات الجارية بين حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) وأحزابه المتحالفة ضمن إطار منظومة “أحزاب الاتحاد الوطني الكردي”، والمجلس الوطني الكردي (ENKS)، فإننا في فعاليات المجتمع المدني والحركات القومية الكردية – من منظمات وشخصيات مستقلة – نتابع هذه التطورات باهتمام بالغ، لما لهذا الحدث من أثر…