سيامند إبراهيم*
كتبت الصحافية السعودية ميسون الدخيل مقالاً في إحدى الجرائد السعودية جاء فيه ما يلي:” من دمشق… أحدثكم”.
حيث بثت مكنونات حبها, ولواعج قلبها نحو دمشق الفيحاء, وعن العلاقة الروحية التي تربطها بها, “والتي لا تزال على حد قولها «تطرب الأعين بمعالمها القديمة، وتلاعب أوتار القلوب بمآذنها».
تتساءل ميسون: «لماذا دمشق، وفي هذه الفترة بالذات».؟ وتجيب: «لأن ما يشاهده المواطن العربي من خلال أغلبية القنوات التي تنطق للأسف بلغة الضاد، صورت هذه المدينة، بل سورية بأكملها، كأنها أصبحت ساحة حرب وخراب، الذاهب إليها مفقود والخارج مولود».
حيث بثت مكنونات حبها, ولواعج قلبها نحو دمشق الفيحاء, وعن العلاقة الروحية التي تربطها بها, “والتي لا تزال على حد قولها «تطرب الأعين بمعالمها القديمة، وتلاعب أوتار القلوب بمآذنها».
تتساءل ميسون: «لماذا دمشق، وفي هذه الفترة بالذات».؟ وتجيب: «لأن ما يشاهده المواطن العربي من خلال أغلبية القنوات التي تنطق للأسف بلغة الضاد، صورت هذه المدينة، بل سورية بأكملها، كأنها أصبحت ساحة حرب وخراب، الذاهب إليها مفقود والخارج مولود».
إلى هنا ونكتفي بقراءة وشوق وحميمية السيدة ميسون نحو دمشق؟، لكن لنتابع سؤالها الاستفهامي «لماذا دمشق، وفي هذه الفترة بالذات” لكننا نستشف من موقف هذه الصحافية السعودية وغيرها؟ وما يبدونه من موقف إنساني وقومي للأوضاع العامة التي تجري على ساحة الوطن؟، وفي هذا السياق كتبت هذه السيدة و «لماذا دمشق، وفي هذه الفترة بالذات” ومن حق أي كاتب أن يدلو بدلوه، ويكتب ما يمليه ضميره و يبدي موقفاً تجاه الأحوال التي يمر بها البلد؟، لكن ما يستوقفك موقف آخر يتداخل مع موقف هذه السعودية كما هو في موقف الأستاذ الصحافي السيد حسن م يوسف الذي يكتب في جريدة تشرين السورية، وله زاوية جميلة سياسية وثقافية ممتعة, وأنا أتابعها منذ مدة طويلة.
لكن بصراحة تفاجأت بهذا الكاتب الذي عنون مقالته في جريدة الوطن السورية الصادرة أمس تحت عنوان (الإعلام عندما يكون ذيلاً) وهو يتحدث عن الكاتبة السعودية ميسون الدخيل التي تكتب عموداً مقروءاً في إحدى الصحف السعودية, وهو يبدي إعجابه بمقالاتها ويقول:” أكثر ما استوقفني في كتابتها أنها لا تستسلم لما يدعى بالمسلمات، وأنها رغم هواها العروبي الواضح، لا تمالئ العرب بل تنتقدهم، دون أن تستثني نفسها، شأنها في ذلك، شأن من يريد لقومه أن يتخلصوا من ممارساتهم السالبة كي يرتقوا ويغدوا أشد منعة وأكثر قوة…..:” وما عزز متابعتي لها أنها كانت منذ بداية الأحداث في سورية، تطرح الأسئلة الصعبة، وتحاول التوصل لاستنتاجاتها الخاصة، بعيداً عن الرائج والمروَّج، وهذا من شأنه أن يسبب لها صداعاً مزمناً، لأن استنتاجاتها لم تكن لتنسجم غالباً مع الموقف غير المعلن لبلادها”.
لكن كنت أمني النفس و أن الكاتبة انتظرت حتى الجمعة، وترى بأم عينيها المظاهرات السلمية في أحياء العاصمة السورية دمشق من حي الميدان, الأكراد, قابون, برزة, وكل ريف و ضواحي دمشق؟ ثم المحافظات الأخرى؟ وترى شباب الثورة السورية دمشق المطالبين بالحرية والكرامة ؟ فحينئذً نستطيع أن نوسم رسالتها الصادقة في وصف دمشق، وعشقها لها، و استنكارها للنقل المغاير عن الحقائق؟ ويا ليتها تنظر إلى الأوضاع السياسية في سوريا، من قتل الناس العزل والسجون التي لم تتسع بعد لأحد.
وكان بالأحرى من السيدة ميسون أن لا تنظر إلى دمشق وسوريا من تحت النقاب, وأن تصيخ السمع إلى كل همسة مواطن مغيب ومهمش ومقموع؟، لكن أن تقفز على الحقائق فهذا عيب وبعيد عن رسالة الإعلام الصحيحة، في النقل والتعليق على الأخبار، بدقة متناهية بعيدة عن الأجندة المختلفة، وبدافع واحد وهو الصدق وعدم المحاباة لأي طرف كان؟!، لكن ماذا بشأن موقفك يا أستاذ حسن؟ فإما أنت لا تقول الحقيقة؟ لكي تنأى بنفسك من عدة مسائل ؟ أو إنه تساؤل ساذج أمام سلوك مثقف، وقلم نحترمه ونقدره ونحترمه ونقرأ له في زاويته الجميلة في جريدة تشرين السورية.
أما من ناحية رفض الجريدة السعودية نشر مقالتها عن دمشق، فهذا إجحاف بحقها, وبعيداً كل البعد عن مهنية الصحافة الحرة الخلاقة التي تحترم رسالتها, وهيبتها, وهي التي يوسمونها بالسلطة الرابعة, وجميل منك أن تعترف ” بأنه ينطبق علي وعلى كثيرين” ؟ لكن إن وجدت هيئة التحرير أن هذه الكاتبة, أو ذاك الصحافي يبتعد عن الحقائق فمن حقها رفض مقالها, وهذا هو عين الصواب؟ ونعود إلى فقرات وعبارات من حديث السيدة ميسون على لسانك:” طمئنني سائق سيارة الأجرة «… طمأنني بأن ليس هنالك خوف من التجول بعد منتصف الليل».
وتوقَّفَتْ عند كلام ربة منزل عن فبركات بعض وسائل الإعلام العربية عن فبركات مظاهرات لم تحدث، وهي تنظر من شرفة منزلها نحو الساحة التي تقول المحطة الإخبارية العربية عن وجود مظاهرات؟، والله إن كان البعض ممن يدعون بوجود مظاهرات في مدن وبلدات لم تحدث فيها مظاهرات تذكر، فهذا عيب على المراسل؟! ، أو على شاهد العيان؟! ولا تستطيع أن تصدق في الإعلام مائة بالمائة يا سيد حسن؟ ففبركات وسائل الإعلام السورية أكثر من فبركات التلفزيونات العربية، ولكني شخصياً أخرج في مظاهرة بالآلاف فيقول عنها إعلام السيدة ميسون المفضل: خرج حوالي عشرين شخصاً…إلخ,
و لتعلم ميسون وحسن أن المهنية الاحترافية العالية عند هذه القنوات أكبر منها لدى وسائل الإعلام السورية، وشتان ما بين إعلام سوري مزور وإعلام حر صادق، والحقيقة التي نشاهدها على القنوات العربية لا تقارن من حيث المهنية وصحة الخبر, وبالمناسبة فهي تفتح صدرها حتى للكثيرين من أبواق إعلام السلطة, وتسمع وجهة نظرهم؟، وهم يتحدثون بكل حرية, وحتى يشتمون توجهات هذه القنوات؟! لكن السؤال الملح هو لماذا لم تسمح السلطات السوري لدخول مراسلي الصحافة والقنوات العربية والأجنبية إلى الأماكن الساخنة التي شهدت المجازر من كلا الطرفين، وبالأخص من طرف واحد, وماذا عن حرية الإعلام والنشر المغيبة في سوريا؟!
وأحب أن أهمس في أذنيك يا سيد حسن: أن سوريا ليست بخير؟ سوريا على شفا الهاوية لا سمح الله؟ ولن نكون بخير حتى ترفع الأحكام العرفية, ويكتب دستور جديد غير دستور سنة 1971 , و نعيش تحت سقف الوطن متساوين في الحقوق والواجبات, ويعترف بالمكونات السورية الأخرى كالأكراد, السريان وغيرهم من الأقليات وتعيش سوريا في ظل الحرية والديمقراطية.
لكن بصراحة تفاجأت بهذا الكاتب الذي عنون مقالته في جريدة الوطن السورية الصادرة أمس تحت عنوان (الإعلام عندما يكون ذيلاً) وهو يتحدث عن الكاتبة السعودية ميسون الدخيل التي تكتب عموداً مقروءاً في إحدى الصحف السعودية, وهو يبدي إعجابه بمقالاتها ويقول:” أكثر ما استوقفني في كتابتها أنها لا تستسلم لما يدعى بالمسلمات، وأنها رغم هواها العروبي الواضح، لا تمالئ العرب بل تنتقدهم، دون أن تستثني نفسها، شأنها في ذلك، شأن من يريد لقومه أن يتخلصوا من ممارساتهم السالبة كي يرتقوا ويغدوا أشد منعة وأكثر قوة…..:” وما عزز متابعتي لها أنها كانت منذ بداية الأحداث في سورية، تطرح الأسئلة الصعبة، وتحاول التوصل لاستنتاجاتها الخاصة، بعيداً عن الرائج والمروَّج، وهذا من شأنه أن يسبب لها صداعاً مزمناً، لأن استنتاجاتها لم تكن لتنسجم غالباً مع الموقف غير المعلن لبلادها”.
لكن كنت أمني النفس و أن الكاتبة انتظرت حتى الجمعة، وترى بأم عينيها المظاهرات السلمية في أحياء العاصمة السورية دمشق من حي الميدان, الأكراد, قابون, برزة, وكل ريف و ضواحي دمشق؟ ثم المحافظات الأخرى؟ وترى شباب الثورة السورية دمشق المطالبين بالحرية والكرامة ؟ فحينئذً نستطيع أن نوسم رسالتها الصادقة في وصف دمشق، وعشقها لها، و استنكارها للنقل المغاير عن الحقائق؟ ويا ليتها تنظر إلى الأوضاع السياسية في سوريا، من قتل الناس العزل والسجون التي لم تتسع بعد لأحد.
وكان بالأحرى من السيدة ميسون أن لا تنظر إلى دمشق وسوريا من تحت النقاب, وأن تصيخ السمع إلى كل همسة مواطن مغيب ومهمش ومقموع؟، لكن أن تقفز على الحقائق فهذا عيب وبعيد عن رسالة الإعلام الصحيحة، في النقل والتعليق على الأخبار، بدقة متناهية بعيدة عن الأجندة المختلفة، وبدافع واحد وهو الصدق وعدم المحاباة لأي طرف كان؟!، لكن ماذا بشأن موقفك يا أستاذ حسن؟ فإما أنت لا تقول الحقيقة؟ لكي تنأى بنفسك من عدة مسائل ؟ أو إنه تساؤل ساذج أمام سلوك مثقف، وقلم نحترمه ونقدره ونحترمه ونقرأ له في زاويته الجميلة في جريدة تشرين السورية.
أما من ناحية رفض الجريدة السعودية نشر مقالتها عن دمشق، فهذا إجحاف بحقها, وبعيداً كل البعد عن مهنية الصحافة الحرة الخلاقة التي تحترم رسالتها, وهيبتها, وهي التي يوسمونها بالسلطة الرابعة, وجميل منك أن تعترف ” بأنه ينطبق علي وعلى كثيرين” ؟ لكن إن وجدت هيئة التحرير أن هذه الكاتبة, أو ذاك الصحافي يبتعد عن الحقائق فمن حقها رفض مقالها, وهذا هو عين الصواب؟ ونعود إلى فقرات وعبارات من حديث السيدة ميسون على لسانك:” طمئنني سائق سيارة الأجرة «… طمأنني بأن ليس هنالك خوف من التجول بعد منتصف الليل».
وتوقَّفَتْ عند كلام ربة منزل عن فبركات بعض وسائل الإعلام العربية عن فبركات مظاهرات لم تحدث، وهي تنظر من شرفة منزلها نحو الساحة التي تقول المحطة الإخبارية العربية عن وجود مظاهرات؟، والله إن كان البعض ممن يدعون بوجود مظاهرات في مدن وبلدات لم تحدث فيها مظاهرات تذكر، فهذا عيب على المراسل؟! ، أو على شاهد العيان؟! ولا تستطيع أن تصدق في الإعلام مائة بالمائة يا سيد حسن؟ ففبركات وسائل الإعلام السورية أكثر من فبركات التلفزيونات العربية، ولكني شخصياً أخرج في مظاهرة بالآلاف فيقول عنها إعلام السيدة ميسون المفضل: خرج حوالي عشرين شخصاً…إلخ,
و لتعلم ميسون وحسن أن المهنية الاحترافية العالية عند هذه القنوات أكبر منها لدى وسائل الإعلام السورية، وشتان ما بين إعلام سوري مزور وإعلام حر صادق، والحقيقة التي نشاهدها على القنوات العربية لا تقارن من حيث المهنية وصحة الخبر, وبالمناسبة فهي تفتح صدرها حتى للكثيرين من أبواق إعلام السلطة, وتسمع وجهة نظرهم؟، وهم يتحدثون بكل حرية, وحتى يشتمون توجهات هذه القنوات؟! لكن السؤال الملح هو لماذا لم تسمح السلطات السوري لدخول مراسلي الصحافة والقنوات العربية والأجنبية إلى الأماكن الساخنة التي شهدت المجازر من كلا الطرفين، وبالأخص من طرف واحد, وماذا عن حرية الإعلام والنشر المغيبة في سوريا؟!
وأحب أن أهمس في أذنيك يا سيد حسن: أن سوريا ليست بخير؟ سوريا على شفا الهاوية لا سمح الله؟ ولن نكون بخير حتى ترفع الأحكام العرفية, ويكتب دستور جديد غير دستور سنة 1971 , و نعيش تحت سقف الوطن متساوين في الحقوق والواجبات, ويعترف بالمكونات السورية الأخرى كالأكراد, السريان وغيرهم من الأقليات وتعيش سوريا في ظل الحرية والديمقراطية.
القامشلي 27-6-2011