خورشيد شوزي
يبدو أن الملكيات العربية نوعاً ما قادرة على التوجه أكثر باتجاه الإصلاح والتغيير أكثر من الجمهوريات العربية ، لأن الضغط عليها ليس كما على الجمهوريات التي تحولت إلى ملكيات جديدة حسب نظام التوريث المعمول به … لذلك في الملكيات ، التغيير لا يطال الملك كشخص ، وإنما يطال سلطات الملك ، وإصلاح للقوانين لتصبح أكثر ديمقراطية ، والتحول التدريجي إلى الملكية الدستورية.
لا يخفى على أحد طريقة توريث السلطة وانتقالها من الأب إلى الابن، في الجمهورية الملكية السورية بمباركة أمريكية وبعض أذنابها الذين لم يخطر ببالهم أن أمريكا ستتخلى عنهم كما تخلت عن صدام قبلهم عندما يصبحون أحذية مهترئة يجب استبدالها ، وأول الضحايا كان بن علي ومبارك و الحبل على الجرار .
أثناء ثورة تونس ومصر كان بشار الأسد يصرح بأن هؤلاء الحكام منفصلون عن شعوبهم ، وعندما امتدت الثورة إلى سورية أصبح الأمر مؤامرة خارجية تحاك ضده وضد سورية قلعة الصمود والتصدي… إن اللهجة التي كان يخاطب بها النظام منذ أربعة عقود ، وبنهج ثابت لم تتغير مع تغير الزمان والمكان ، وهي لهجة ملت منها الجماهير ، وولى زمنها ، ومع معرفة الشعب السوري، رغما عن أنفه بهذه اللهجة المخادعة ، إلا أنه كان يقبلها في زمن الخوف ، وبما أن زمن الخوف ولى ، فقد انتهى معه زمن الإنشاءات اللغوية المبطنة في مخاطبة الجماهير ، وعندما أراد قادة النظام تغيير لهجتهم فشلوا فشلا ذريعاً ، فتملكهم الغضب واليأس واظهروا ما في جعبتهم من تهذيب وأدب كان خافيا قبل الآن ، وبدأها رأس النظام بالكلمة المكتوبة له ، وهي ليست من أفكاره ، وخطاباته السابقة نوعاً ما أكثر حضورا وقوة ، ولا تشعر بأن الكلام نابع منه ، ويبدو أنه مسير لا مخير ، وتبعه وزير خارجيته المعلم الذي أظهر بأنه ليس بمعلم ، ولا بتلميذ فاشل ، إذ فقد توازنه وأدبه .
لذلك فإن كل ما يزعج النظام ويثير هلعه يجب أن يمحى من الوجود ، كما محى المعلم أوروبا من خارطة نظامه ، وكما يحاول أذناب نظامه إزالة القرى والمدن من خارطة سوريا ، وتفريغ الوطن من سكانه ، سواء بالقتل أو بالتهجير .
الغريب في الأمر أن موجة الابتسامات المسرحية كثرت هذه الأيام ، والممثلون بعضهم كان تمثيله ضعيفا مرتبكا بدا عليه الارتباك والبؤس مثل الأسد والمعلم ، وبعضهم نجح تمثيله إلى حد ما مثل حسن ذل الله الذي صرح قبل أيام في كلمة الإنقاذ لنظام صديقه – حسب اعتقاده – بأن النظام السوري هو نظام الممانعة الوحيد في المنطقة … نعم يا حسن هذه المرة الوحيدة التي صدقت فيها – دون أن تقصد – ، فنظام صديقك يعتبر نظام ممانعة بامتياز ، فهو يمنع عن الشعب قوته وحريته وكرامته ، ويبالغ في الكرم ، ولا يبخل عليهم بالاضطهاد ، وكم الأفواه ، والذل ، والخنوع ، وهتك الأعراض ، وملئ السجون ، وقتل الأطفال ، وإزهاق الأرواح و … إن تعامل الطغمة الحاكمة في سوريا بهذه الخفة مع المطالب المشروعة للشعب السوري هي الطامة الكبرى، وإذا أردت البحث عن الدليل فما عليك إلا أن تدير الريموت على القنوات التلفزيونية السورية لتجد دراما قائمة على الاستخفاف مع المواطنين يقوم بتمثيلها ممثلون فاشلون ، وهي تتابع برامجها وكأن كل شيء في سوريا بخير ، ولا يوجد أي حراك جماهيري ، وعندما تشيح الأبواق الإعلامية الكريهة على التلفزيون بوجوهها الخالية من أي نور إنساني ورباني – معاذ الله من دجلهم – يبدؤون بتشغيل اسطوانتهم الدرامية المشروخة ، والتي حفظوها عن ظهر قلب في مدرسة البعث ، وهي : العصابات المسلحة ، مؤامرات الخارج ، المندسون ، السلفيون … هذه التمثيليات الإعلامية للنظام باتت مفضوحة ، ولا يخطر ببالهم أنهم فقط الأغبياء ، أو أنهم يتغابون… وهم يتصورون أن تلفيقاتهم هي السبب في منع الدعم المعنوي عن الثورة ، مع العلم أن تقاطع المصالح لأمريكا و إسرائيل ، وبدرجة اقل أوروبا والأنظمة المجاورة ، هي التي تتطلب بقاء هذا النظام إلى الآن ، فالدعم الخارجي المعنوي للثورة السورية ضعيف إلى الآن ، ولم يصل إلى مستوياته الأدنى ، والدليل هي الإجراءات المتخذة بحق العصابة الحاكمة ، فهي كذر الرماد في العيون ، وكان الأجدر بدول الاتحاد الأوربي ، وكرد فعل على كلمة المعلم بان سوريا ستنسى أن أوروبا موجودة على الخارطة ، وعلى أقل تقدير ، أن يطلبوا من نظامه سحب سفرائها من دولهم ، أو أن يقولوا أن بقاء السفراء أصبح غير مقبول لديهم ، إذا كانوا يريدون التأثير على النظام الحاكم في سوريا … لكن كما أسلفت فان تقاطع المصالح أقوى من ردات الفعل الكلامية من الطرفين ، ويبدو أن النظام السوري نفسه راض عن الإجراءات الهزيلة التي اتخذت ، لأن تأثير هذه الإجراءات غير فعال ، واتخاذها لا يختلف عن عدمه .
لكن المخيف في الأمر ، أن التدخل الخارجي في ليبيا انحرف عن مساره أو ربما كان المخطط كذلك منذ البداية ، لتنتهي المسرحية الغربية بتنحي القذافي ، وبقاء بعض رموز النظام ضمن صفقة تحت رعايتهم ، وكأن الدماء التي أريقت والخراب الذي ألحق بليبيا هي غلطة صغيرة من الطرفين … واعتقد أن هذا السيناريو بانتظار سوريا ، وبصورة أبشع … ونتساءل هنا : لماذا قام الشعب بهذه الثورة ؟ وماذا حصدوا من ثورتهم ؟، كل هذا الحراك الجماهيري الذي جوبه بالقتل والسجن والتشريد والدمار ، والدماء الطاهرة التي روت تراب الوطن سيذهب سدى ؟! هل سنرجع إلى ما قبل 15 مارس ، وعفا الله عما حصل .
سوريا تنتظرها فترة حرجة جداً ، وربما دخلت فعلا المرحلة الحرجة ، وهذا ما ستثبته الأسابيع القادمة لأن النظام المتهالك يسعى من خلال بعض الشخصيات المعارضة السابقة التي عانت من القمع التعسفي لأجهزة النظام ، وغيبت في سجونه ظلما بدون محاكمات أو محاكمات صورية بتهم جاهزة مفصلة على مقاس كل منهم ، يسعى إلى إضفاء الشرعية على ممارساته ، والمحافظة على أكبر قدر من سلطاتهم .
وقبل انعقاد لقاء تشاوري يضم عدداً من الشخصيات المستقلة المعارضة في دمشق يوم الاثنين 26/6/2011 ، تحت شعار ” سوريا للجميع في ظل دولة ديمقراطية مدنية ” للتشاور حول الوضع الراهن في سوريا ، وسبل الخروج من الأزمة ، صرح بعض المعارضين بما يلي :
* المحامي أنور البني الذي أفرج عنه أخيرا بعدما أمضى نحو 5 أعوام في السجن : ” إنها المرة الأولى منذ اندلاع الانتفاضة الشعبية في سوريا التي تعقد شخصيات مستقلة اجتماعا بشكل علني ، لافتاً إلى أن الاجتماع ” لن يضم أحزاباً معارضة ” ، وأضاف البني ” إن هذا الاجتماع الذي سيجمع نحو 100 مثقف ويستمر يوماً واحداً يهدف إلى بحث الوضع للخروج من الأزمة ” .
* الكاتب والمعارض السوري ميشال كيلو الذي سجن ثلاثة أعوام لتوقيعه إعلانا يؤكد سيادة لبنان ، صرح ” المعارضين لن يحاوروا النظام إذا لم يتوافر مناخ ملائم لذلك ” ، وأضاف ” من حق الناس أن يتظاهروا سلميا ، وينبغي الإفراج عن المعتقلين ، وعلى السلطات أن تعترف بوجود المعارضة في موازاة وقف استخدام القوة ، وإلا لن ينجح الحوار ” .
وقبل عقد اللقاء المزمع في كنف النظام ، وفي إحدى الفنادق الكبرى ، فإني أضع بين أيديهم ما قاله
– جورج مالبرونو- في جريدة ” لوفيغارو ” الفرنسية :
قبل أسابيع ، قام الجنرال ” أفيف كوشافي ” رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلي ، بزيارة قصيرة إلى مقر الأمم المتحدة في نيويورك ، وكان هدف الزيارة تحذير الدول الغربية من خطر سقوط النظام السوري !، ويقول أحد من تحدّث معهم مدير الاستخبارات الإسرائيلي أن ” الإسرائيليين يشعرون بالقلق حول مستقبل مخازن أسلحة الدمار الشامل السورية ، وهم يخشون أن تقع كل تلك الأسلحة في أيدي حزب الله أو في أيدي القيادة السياسية لحركة “حماس” التي تستضيفها دمشق ، وقد طالبونا بكل وضوح بأن نوقف حملتنا الدبلوماسية ضد نظام الأسد ، لأنه بعد سقوط الأسد ، فإن الصواريخ ستقع على رؤوسنا نحن ، حسب تعبير الجنرال الإسرائيلي”!
لكن خبير استخبارات فرنسي يفسّر تفضيل الإسرائيلي لعدم تغيير الوضع السوري كردّ فعل طبيعي :
” الإسرائيليون يعرفون كل ما يحدث في سوريا ، وأجهزتهم الاستخبارية هي التي تمد الأجهزة الغربية بالمعلومات ، فلديهم “مصادر بشرية ” ممتازة ، كما أن الصور التي تمدّهم بها أقمارهم هي التي سمحت لهم بكشف مفاعل “الكُبَر” النووي ، واليوم ، فإنهم يفضّلون أن يستمروا في مراقبة عدو يعرفونه جيداً بفضل تجسّسهم عليه ، بدلاً من أن يضطروا إلى إعادة بناء شبكة مصادر جديدة ، وبدلاً من الوقوع في المجهول ، فذلك أسوأ ما تخشاه أجهزة الاستخبارات ” ! .
أثناء ثورة تونس ومصر كان بشار الأسد يصرح بأن هؤلاء الحكام منفصلون عن شعوبهم ، وعندما امتدت الثورة إلى سورية أصبح الأمر مؤامرة خارجية تحاك ضده وضد سورية قلعة الصمود والتصدي… إن اللهجة التي كان يخاطب بها النظام منذ أربعة عقود ، وبنهج ثابت لم تتغير مع تغير الزمان والمكان ، وهي لهجة ملت منها الجماهير ، وولى زمنها ، ومع معرفة الشعب السوري، رغما عن أنفه بهذه اللهجة المخادعة ، إلا أنه كان يقبلها في زمن الخوف ، وبما أن زمن الخوف ولى ، فقد انتهى معه زمن الإنشاءات اللغوية المبطنة في مخاطبة الجماهير ، وعندما أراد قادة النظام تغيير لهجتهم فشلوا فشلا ذريعاً ، فتملكهم الغضب واليأس واظهروا ما في جعبتهم من تهذيب وأدب كان خافيا قبل الآن ، وبدأها رأس النظام بالكلمة المكتوبة له ، وهي ليست من أفكاره ، وخطاباته السابقة نوعاً ما أكثر حضورا وقوة ، ولا تشعر بأن الكلام نابع منه ، ويبدو أنه مسير لا مخير ، وتبعه وزير خارجيته المعلم الذي أظهر بأنه ليس بمعلم ، ولا بتلميذ فاشل ، إذ فقد توازنه وأدبه .
لذلك فإن كل ما يزعج النظام ويثير هلعه يجب أن يمحى من الوجود ، كما محى المعلم أوروبا من خارطة نظامه ، وكما يحاول أذناب نظامه إزالة القرى والمدن من خارطة سوريا ، وتفريغ الوطن من سكانه ، سواء بالقتل أو بالتهجير .
الغريب في الأمر أن موجة الابتسامات المسرحية كثرت هذه الأيام ، والممثلون بعضهم كان تمثيله ضعيفا مرتبكا بدا عليه الارتباك والبؤس مثل الأسد والمعلم ، وبعضهم نجح تمثيله إلى حد ما مثل حسن ذل الله الذي صرح قبل أيام في كلمة الإنقاذ لنظام صديقه – حسب اعتقاده – بأن النظام السوري هو نظام الممانعة الوحيد في المنطقة … نعم يا حسن هذه المرة الوحيدة التي صدقت فيها – دون أن تقصد – ، فنظام صديقك يعتبر نظام ممانعة بامتياز ، فهو يمنع عن الشعب قوته وحريته وكرامته ، ويبالغ في الكرم ، ولا يبخل عليهم بالاضطهاد ، وكم الأفواه ، والذل ، والخنوع ، وهتك الأعراض ، وملئ السجون ، وقتل الأطفال ، وإزهاق الأرواح و … إن تعامل الطغمة الحاكمة في سوريا بهذه الخفة مع المطالب المشروعة للشعب السوري هي الطامة الكبرى، وإذا أردت البحث عن الدليل فما عليك إلا أن تدير الريموت على القنوات التلفزيونية السورية لتجد دراما قائمة على الاستخفاف مع المواطنين يقوم بتمثيلها ممثلون فاشلون ، وهي تتابع برامجها وكأن كل شيء في سوريا بخير ، ولا يوجد أي حراك جماهيري ، وعندما تشيح الأبواق الإعلامية الكريهة على التلفزيون بوجوهها الخالية من أي نور إنساني ورباني – معاذ الله من دجلهم – يبدؤون بتشغيل اسطوانتهم الدرامية المشروخة ، والتي حفظوها عن ظهر قلب في مدرسة البعث ، وهي : العصابات المسلحة ، مؤامرات الخارج ، المندسون ، السلفيون … هذه التمثيليات الإعلامية للنظام باتت مفضوحة ، ولا يخطر ببالهم أنهم فقط الأغبياء ، أو أنهم يتغابون… وهم يتصورون أن تلفيقاتهم هي السبب في منع الدعم المعنوي عن الثورة ، مع العلم أن تقاطع المصالح لأمريكا و إسرائيل ، وبدرجة اقل أوروبا والأنظمة المجاورة ، هي التي تتطلب بقاء هذا النظام إلى الآن ، فالدعم الخارجي المعنوي للثورة السورية ضعيف إلى الآن ، ولم يصل إلى مستوياته الأدنى ، والدليل هي الإجراءات المتخذة بحق العصابة الحاكمة ، فهي كذر الرماد في العيون ، وكان الأجدر بدول الاتحاد الأوربي ، وكرد فعل على كلمة المعلم بان سوريا ستنسى أن أوروبا موجودة على الخارطة ، وعلى أقل تقدير ، أن يطلبوا من نظامه سحب سفرائها من دولهم ، أو أن يقولوا أن بقاء السفراء أصبح غير مقبول لديهم ، إذا كانوا يريدون التأثير على النظام الحاكم في سوريا … لكن كما أسلفت فان تقاطع المصالح أقوى من ردات الفعل الكلامية من الطرفين ، ويبدو أن النظام السوري نفسه راض عن الإجراءات الهزيلة التي اتخذت ، لأن تأثير هذه الإجراءات غير فعال ، واتخاذها لا يختلف عن عدمه .
لكن المخيف في الأمر ، أن التدخل الخارجي في ليبيا انحرف عن مساره أو ربما كان المخطط كذلك منذ البداية ، لتنتهي المسرحية الغربية بتنحي القذافي ، وبقاء بعض رموز النظام ضمن صفقة تحت رعايتهم ، وكأن الدماء التي أريقت والخراب الذي ألحق بليبيا هي غلطة صغيرة من الطرفين … واعتقد أن هذا السيناريو بانتظار سوريا ، وبصورة أبشع … ونتساءل هنا : لماذا قام الشعب بهذه الثورة ؟ وماذا حصدوا من ثورتهم ؟، كل هذا الحراك الجماهيري الذي جوبه بالقتل والسجن والتشريد والدمار ، والدماء الطاهرة التي روت تراب الوطن سيذهب سدى ؟! هل سنرجع إلى ما قبل 15 مارس ، وعفا الله عما حصل .
سوريا تنتظرها فترة حرجة جداً ، وربما دخلت فعلا المرحلة الحرجة ، وهذا ما ستثبته الأسابيع القادمة لأن النظام المتهالك يسعى من خلال بعض الشخصيات المعارضة السابقة التي عانت من القمع التعسفي لأجهزة النظام ، وغيبت في سجونه ظلما بدون محاكمات أو محاكمات صورية بتهم جاهزة مفصلة على مقاس كل منهم ، يسعى إلى إضفاء الشرعية على ممارساته ، والمحافظة على أكبر قدر من سلطاتهم .
وقبل انعقاد لقاء تشاوري يضم عدداً من الشخصيات المستقلة المعارضة في دمشق يوم الاثنين 26/6/2011 ، تحت شعار ” سوريا للجميع في ظل دولة ديمقراطية مدنية ” للتشاور حول الوضع الراهن في سوريا ، وسبل الخروج من الأزمة ، صرح بعض المعارضين بما يلي :
* المحامي أنور البني الذي أفرج عنه أخيرا بعدما أمضى نحو 5 أعوام في السجن : ” إنها المرة الأولى منذ اندلاع الانتفاضة الشعبية في سوريا التي تعقد شخصيات مستقلة اجتماعا بشكل علني ، لافتاً إلى أن الاجتماع ” لن يضم أحزاباً معارضة ” ، وأضاف البني ” إن هذا الاجتماع الذي سيجمع نحو 100 مثقف ويستمر يوماً واحداً يهدف إلى بحث الوضع للخروج من الأزمة ” .
* الكاتب والمعارض السوري ميشال كيلو الذي سجن ثلاثة أعوام لتوقيعه إعلانا يؤكد سيادة لبنان ، صرح ” المعارضين لن يحاوروا النظام إذا لم يتوافر مناخ ملائم لذلك ” ، وأضاف ” من حق الناس أن يتظاهروا سلميا ، وينبغي الإفراج عن المعتقلين ، وعلى السلطات أن تعترف بوجود المعارضة في موازاة وقف استخدام القوة ، وإلا لن ينجح الحوار ” .
وقبل عقد اللقاء المزمع في كنف النظام ، وفي إحدى الفنادق الكبرى ، فإني أضع بين أيديهم ما قاله
– جورج مالبرونو- في جريدة ” لوفيغارو ” الفرنسية :
قبل أسابيع ، قام الجنرال ” أفيف كوشافي ” رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلي ، بزيارة قصيرة إلى مقر الأمم المتحدة في نيويورك ، وكان هدف الزيارة تحذير الدول الغربية من خطر سقوط النظام السوري !، ويقول أحد من تحدّث معهم مدير الاستخبارات الإسرائيلي أن ” الإسرائيليين يشعرون بالقلق حول مستقبل مخازن أسلحة الدمار الشامل السورية ، وهم يخشون أن تقع كل تلك الأسلحة في أيدي حزب الله أو في أيدي القيادة السياسية لحركة “حماس” التي تستضيفها دمشق ، وقد طالبونا بكل وضوح بأن نوقف حملتنا الدبلوماسية ضد نظام الأسد ، لأنه بعد سقوط الأسد ، فإن الصواريخ ستقع على رؤوسنا نحن ، حسب تعبير الجنرال الإسرائيلي”!
لكن خبير استخبارات فرنسي يفسّر تفضيل الإسرائيلي لعدم تغيير الوضع السوري كردّ فعل طبيعي :
” الإسرائيليون يعرفون كل ما يحدث في سوريا ، وأجهزتهم الاستخبارية هي التي تمد الأجهزة الغربية بالمعلومات ، فلديهم “مصادر بشرية ” ممتازة ، كما أن الصور التي تمدّهم بها أقمارهم هي التي سمحت لهم بكشف مفاعل “الكُبَر” النووي ، واليوم ، فإنهم يفضّلون أن يستمروا في مراقبة عدو يعرفونه جيداً بفضل تجسّسهم عليه ، بدلاً من أن يضطروا إلى إعادة بناء شبكة مصادر جديدة ، وبدلاً من الوقوع في المجهول ، فذلك أسوأ ما تخشاه أجهزة الاستخبارات ” ! .
26 / 6 / 2011