فبالضعف لا يمكن صنع الأمجاد ولا تعتق الرقاب ولا تؤمن الحقوق .
سجلنا الشخصي والجماعي هو تاريخنا ولا يمكن لأحدنا الهروب منه و هو غير مشرف في معظمه ومن يعترض على ذلك فليقدم دليله “ودليلنا هو واقعنا ” , وأثبتنا بتشتتنا وتمزقنا في ظل أحزابنا بكل صنوفها بأننا فاشلون لتحقيق أي هدف وعجزنا أمام المهام الكبيرة منفردا وتحالفات , اسمعوا وعوا أن ما يجري الآن في الوطن السوري أكبر من حجم كل حزب كردي منفردا وجمعا ومن كل شخص مهما تغرر وهيئة بمفردها وما أغلب الشخصيات الآن في الواجهة ليسوا إلا نتاج الفشل الذي رافق مسيرتنا الماضية ولا تتأملوا منهم المزيد فهم أجساد بلا روح وأصوات بلا فعل , ولن يكون للكرد من شأن وحظ أوفر فيما هو قادم إذا لم يغيروا من سلوكهم وما لم يتحدوا في إطار مؤسسة واحدة جامعة وكبيرة تضم كافة الفعاليات دون استثناء , وكل من يقول عكس ذلك لا بد أن يكون له أجندات ومصالح شخصية وقفز فوق الحقيقة , Mîza wî ne zelale ,واستخفاف بمصير الكرد وحقوقهم .
حيث نحن الآن نورد هذه الحقائق لا أن نسعى إلى انتهاج سلوك مماثل لما قامت بها العديد من العقول الخشبية والذهنيات الفجة كي نمزيق ما هو متمزق ونفريق ما هو متفرق بل النية والمسعى في الاتجاه الذي يجلب المنفعة الخير والتقدم للمجتمع الكردي وذلك من خلالكم أيضاً كونهم أنتم مصدر الشرعية وتستمد منكم القوة وبكم تكتمل المسيرة .
الآن وبلا شك أننا جميعا نعيش الواقع الراهن بكل حيثياته وتفاصيله,ونتابع الأحداث من أرض الواقع بشكل يومي وهي تتجه نحو التعقيد وتشوبها القليل من الغموض والشكوك, وكل الظن والاعتقاد أن الأيام القادمة سوف تولد آفاقا وفضاءات أكثر رحابة من سابقاتها بكثير, فنحن الكرد في هذه الظروف وأمام هذه المستجدات لا بد من أن نكون على استعداد وعلى أتم التأهب لكل طارئ ومستجد , ولا يخفى على الجميع بأننا لا نستطيع السير والحركة بهذا الثقل والإرث القديم وبهذا عدد الكبير من الأطر والهيئات السياسية و الذهنيات الخشبية والثقافة الرثة والتفكير التقليدي في التعامل مع المسائل غدا أو بعد غد ,لذا يستوجب على كافة الشرائح والفئات السياسية والثقافية والاجتماعية والفعاليات الشعبية والآخرين التحرك والتفكير والمناقشة والحوار في اتجاه واحد حتى يتم بناء هيكلية وإطار جديد يتماشى مع متطلبات المرحلة علما أن الحركة بنفس النمط والطراز والمنهج القديم لن يوصلنا إلا إلى الجهنم وبئس المصير وسوف نتأخر عن ركب الشارع السوري وستفوتنا القطار فحينها لن ينفع الندم ونكون قد أجرمنا بحق أنفسنا والتاريخ والأجيال القادمة حيث الفرصة مؤاتية للعمل معا وبصوت واحد لأجل هدف واحد و إثبات وجونا على أرض هذا الوطن كمكون بحيث لا يمكن أن يتجاوزنا الشركاء ودون أن نفقد هويتنا الثقافية وخصائصنا القومية .