إبراهيم اليوسف
elyousef@gmail.com
elyousef@gmail.com
عادت بي الذاكرة، إلى سنوات بعيدة، عندما كنت طالباً في جامعة دمشق، وأنا أستطلع الأخبار الأكثر ألما ً، والتي تترى منذ أيام، من هذه الجامعة، وبعض شقيقاتها، بعيد احتجاج الطلبة السلمي، على الخطاب المتكلس، لبشار الأسد، والذي ينمّ عن عجز نظامه عن مواجهة الواقع الأليم، الذي آلت إليه سوريا، بسبب تراكمات هذا النظام الدموي، خلال عقود، وعدم ارتقائه إلى مستوى فهم ألفباء الواقع، ويعالج الجريمة بالجريمة، ليؤكّد أنه غير قادر على إدارة بقالية، وليس قرية، أو مزرعة، بعيداً عن آلة البطش، التي تنمّ عن الجهل، والضعف، لا الوعي، والقوة.
لن أتحدث عن خطاب الرئيس الذي قلت فيه بعض ما كان لدي، معفياً نفسي من خوض التفاصيل، وهدر الوقت، في تتبع شريطً لغوي، جد رتيب، وجاف، يقارب ثمانية الآلاف كلمة، أو مطرقة، انهالت فوق رؤوس المتابعين، و ليس فيها ما ينمّ ولو بمثقال ذرّة، عن حالة وعي، أو مسؤولية، أو فهم، بعد أن شرعت الفروع الأمنية بترجمته، رصاصاً، وقنابل، وهراوات، ومخططات فتنة، وتسليط زبانية العملاء، والأحزاب الكرتونية،” مسحوبة الدسم”، وميليشيات الشبيحة-وأقصد الشبيبة، للخروج في مظاهرات تأييد مكشوفة، مفضوحة، بغرض سكب الزيت على النار، وإيصال الأمور إلى ذلك الحدّ الذي انحدرت إليه مدينة حمص-التي أراني مديناً لسنتين من عمري فيها- بعد اللعب على آخر في ما في جعبتها من أوراق الفتنة، والتفتيت، ليكون للدبابة مسوّغ وجودها، وإضرام نار حرب أهلية، رخيصة، لا يقدم عليها من يمتلك أدنى حسّ بانتمائه لبلدنا العظيم سوريا، وأوهى شعور بروح الحرص على مواطننا، بعد أن قام النظام، بسحب الذخيرة، من ثمانين بالمئة من الجيش، ليترك عشرين منها، في إطار ما يسمى بالفرقة14، وأخواتها، بالرضاعة، والولاء الأعمى، بما في ذلك “مفاتيح” الطائرات، والمعدّات العالية، ووضع رقيب ذي مواصفات معينة، على كل ضابط، من المحتمل أن يخرج عن سرب القمع، ووضع رقيب على كل رقيب، ضمن متوالية التجسس، ماركته المسجلة، المشهور بها، من دون أن يعرف بأنه حتى هذه القطعة الموحدة، المعتمد عليها، والتي أعدت منذ سنوات بعيدة-كما تم مع إحدى الفرق التي كان يقودها رفعت الأسد-وها تسند مهمة إدارتها لماهر الأسد، إنما كانت “استراتيجية” الحكم لدى النظام تنصرف لمواجهة الداخل، الخارج عن الطاعة، والذلّ، لا الخارج ،الذي يدين الداخل، ويذله، بما في ذلك رموز النظام، ليكون قوة عملاقة، في وجه من يسحب الكرسي من تحت مؤخرته.
لقد واجهت قوى الشبيحة والأمن، بشراسة، أول احتجاج طلابي باسل، في كلية العلوم بدمشق-كما سيتمّ في جامعة حلب وغيرها- بالرّصاص، والنار، و تم جرح الكثيرين من الطلاب، واعتقل الكثيرون منهم، آنئذ، ولا تزال حملة اعتقالات الطلاب التي بدأت، أصلاً، منذ انتفاضة الثاني عشر من آذار- وتم التركيز على اعتقالات الطلبة من قبل منظمة ماف التي بادرت بفتح ملف الجنود الكرد الذين تمت تصفيتهم في الجيش ولاتزال-وهي أولى انتفاضة تمّت في سوريا، وهزّت أركان النظام، الذي لم يتوان منذئذ، عن التنكيل بالكرد، وحتى الآن، وها توضع مسوّدة مشروع قانون الأحزاب، بعد التخطيط للتركيز على شروط عدم السماح بمنح أي ترخيص، لأي حزب كردي، ومن دون أن يعرف هؤلاء بأن ما يضعونه من بعض الشروط، لإبعاد الكرد، إنّما يؤدي إلى إلغاء حزب البعث، نفسه، من الآن.
لقد أكد النظام ولا يزال بأنه لا يتورع عن التنكيل بكل سوريا-عند الضرورة، وهذا ما يتم الآن على نحو واضح-مادام أنه يتمّ الخروج من قبل المواطن، عما رسم له، وكان لوذ الرئيس بالجامعة، وصعود مدرجها، لإلقاء كلمته المكتوبة على منبرها، كرسالة للخارج، لأن الداخل لا يستأهل منه أي حرف، أجل،لقد كان لوذه بالجامعة، ليس حباً بالطلاب، ولا استذكاراً لأيام دراسته الجامعية، ولا لتقديسه العلم- مادام أن مخابراته يقتلون طلاب العلم بدم بارد- و مادام أنه تم منع أكثرية الطلاب، من الاقتراب من المدرج، خشية أن يتم الهتاف ضد النظام، وضده، ما أدى بالسماح بدخول المدرجات، بعد دراسة معمقة، سابقة، لنموذج الحضور الطلابي، الشحيح، وإن أدى ذلك للاستعانة بالعجز والكهول ، من المصفقين ، ليملأوا مقاعد المدرج، وهذا ما يدعو للسؤال: لم تم اختيار الجامعة لإلقاء كلمة لا يسمح للطالب الجامعي بدخول المدرج الذي تلقي فيه على منبره…!
لقد بدأت الاحتجاجات الطلابية، بعد أن قام الأمن بزرع كاميرات المراقبة، لرصد تحركات الطلبة، ووصل بهم الأمر لزرع هذه الكاميرات في قلب الوحدات الجامعية، وربما في غرف نوم الطالبات والطلاب، وهو ما يتم لأول مرة في تاريخ هذه الجامعة، بعد أن كان هناك حديث عن أجهزة تنصت وكاميرات في مناطق حساسة، فقط، مادفع بطالبات إحدى الوحدات الجامعية -بحسب منظمة روانكه -للاحتجاج ، وهو ما أدى إلى اعتقال حوالي ثلاثين طالبة، كوجبة أولى ، وليتم الرضوخ من قبل الجهات الأمنية، بإطلاق سراحهن، بعد أن احتجّ زملاؤهن الطلاب من أجل إطلاق سراحهن ، لتقوم قوى الشبيحة والأمن، بمواجهة الطلاب بإطلاق الرصاص ، ورمي القنابل ، لتفريقهم، معتدين بذلك على حرمة الجامعة ، ما أدى إلى استشهاد عدد من الطلاب ” يتمّ الحديث عن استشهاد خمسة طلاب -وأرجو أن يكون الخبر غير صحيح- بعد اقتحام وحدات سكن الطالبات والطلاب، على حد سواء، والاعتداء عليهم، وليتم، في ما بعد، اعتقال أعداد هائلة من الطلاب، بلغت حوالي الخمسمئة طالب ، وتمّ إطلاق سراح مئة منهم، ولا يزال حوالي ثلاثمئة وستين طالباً منهم معتقلاً، باعتراف رئيس الجامعة، ويتم الحديث عن شهداء وذوي إصابات خطيرة في مشفى المواساة، ولم تسلم جثامينهم لذويهم ، بعد ، ولم يسمح لذوي الجرحى بزيارة أبنائهم، هؤلاء، وهناك مفقودون كثيرون من الطلاب والطالبات، ومشردون من المدينة الجامعية، وتاركون لمقاعد الامتحانات، وهو عمل لا أخلاقي، حتى بمعيار شريعة الغاب ، ما أدى إلى أن يتم نشر الفزع والرهبة في أجواء الجامعة ، في الوقت الذي يقدم الطالب السوري امتحاناته الجامعية، وهؤلاء الشهداء الميامين من الطلبة، يقيناً، هم من ستسمى قاعات الجامعة، وأقسامها، بأسمائهم، ومن توضع لهم نصب التخليد، في قلب هذه الجامعة، وغيرها، قريباً.
أعتقد أن النظام ليس لديه الآن، ما يمكن أن يخترعه من أكاذيب عبر إعلامه ، وإعلام حلفائه الجبهويين، الذين حان لهم أن يردوا جميل النظام عليهم – وأعني القيادات المباعة، لا قواعد هذه الأحزاب التي يجب أن تكون لها كلمتها -وأن ما فعلته هذه الأحزاب الذيلية، الملحقة بالبعث، يعدّ رقماً قياسياً في سجل السقوط، وهو ما سيكون وصمة عار في تاريخها، لن تتخلص منها البتة، حتى وإن كان تاريخ بعضها مجيداً-بحق- إلى حين.
يتبع…..
لقد واجهت قوى الشبيحة والأمن، بشراسة، أول احتجاج طلابي باسل، في كلية العلوم بدمشق-كما سيتمّ في جامعة حلب وغيرها- بالرّصاص، والنار، و تم جرح الكثيرين من الطلاب، واعتقل الكثيرون منهم، آنئذ، ولا تزال حملة اعتقالات الطلاب التي بدأت، أصلاً، منذ انتفاضة الثاني عشر من آذار- وتم التركيز على اعتقالات الطلبة من قبل منظمة ماف التي بادرت بفتح ملف الجنود الكرد الذين تمت تصفيتهم في الجيش ولاتزال-وهي أولى انتفاضة تمّت في سوريا، وهزّت أركان النظام، الذي لم يتوان منذئذ، عن التنكيل بالكرد، وحتى الآن، وها توضع مسوّدة مشروع قانون الأحزاب، بعد التخطيط للتركيز على شروط عدم السماح بمنح أي ترخيص، لأي حزب كردي، ومن دون أن يعرف هؤلاء بأن ما يضعونه من بعض الشروط، لإبعاد الكرد، إنّما يؤدي إلى إلغاء حزب البعث، نفسه، من الآن.
لقد أكد النظام ولا يزال بأنه لا يتورع عن التنكيل بكل سوريا-عند الضرورة، وهذا ما يتم الآن على نحو واضح-مادام أنه يتمّ الخروج من قبل المواطن، عما رسم له، وكان لوذ الرئيس بالجامعة، وصعود مدرجها، لإلقاء كلمته المكتوبة على منبرها، كرسالة للخارج، لأن الداخل لا يستأهل منه أي حرف، أجل،لقد كان لوذه بالجامعة، ليس حباً بالطلاب، ولا استذكاراً لأيام دراسته الجامعية، ولا لتقديسه العلم- مادام أن مخابراته يقتلون طلاب العلم بدم بارد- و مادام أنه تم منع أكثرية الطلاب، من الاقتراب من المدرج، خشية أن يتم الهتاف ضد النظام، وضده، ما أدى بالسماح بدخول المدرجات، بعد دراسة معمقة، سابقة، لنموذج الحضور الطلابي، الشحيح، وإن أدى ذلك للاستعانة بالعجز والكهول ، من المصفقين ، ليملأوا مقاعد المدرج، وهذا ما يدعو للسؤال: لم تم اختيار الجامعة لإلقاء كلمة لا يسمح للطالب الجامعي بدخول المدرج الذي تلقي فيه على منبره…!
لقد بدأت الاحتجاجات الطلابية، بعد أن قام الأمن بزرع كاميرات المراقبة، لرصد تحركات الطلبة، ووصل بهم الأمر لزرع هذه الكاميرات في قلب الوحدات الجامعية، وربما في غرف نوم الطالبات والطلاب، وهو ما يتم لأول مرة في تاريخ هذه الجامعة، بعد أن كان هناك حديث عن أجهزة تنصت وكاميرات في مناطق حساسة، فقط، مادفع بطالبات إحدى الوحدات الجامعية -بحسب منظمة روانكه -للاحتجاج ، وهو ما أدى إلى اعتقال حوالي ثلاثين طالبة، كوجبة أولى ، وليتم الرضوخ من قبل الجهات الأمنية، بإطلاق سراحهن، بعد أن احتجّ زملاؤهن الطلاب من أجل إطلاق سراحهن ، لتقوم قوى الشبيحة والأمن، بمواجهة الطلاب بإطلاق الرصاص ، ورمي القنابل ، لتفريقهم، معتدين بذلك على حرمة الجامعة ، ما أدى إلى استشهاد عدد من الطلاب ” يتمّ الحديث عن استشهاد خمسة طلاب -وأرجو أن يكون الخبر غير صحيح- بعد اقتحام وحدات سكن الطالبات والطلاب، على حد سواء، والاعتداء عليهم، وليتم، في ما بعد، اعتقال أعداد هائلة من الطلاب، بلغت حوالي الخمسمئة طالب ، وتمّ إطلاق سراح مئة منهم، ولا يزال حوالي ثلاثمئة وستين طالباً منهم معتقلاً، باعتراف رئيس الجامعة، ويتم الحديث عن شهداء وذوي إصابات خطيرة في مشفى المواساة، ولم تسلم جثامينهم لذويهم ، بعد ، ولم يسمح لذوي الجرحى بزيارة أبنائهم، هؤلاء، وهناك مفقودون كثيرون من الطلاب والطالبات، ومشردون من المدينة الجامعية، وتاركون لمقاعد الامتحانات، وهو عمل لا أخلاقي، حتى بمعيار شريعة الغاب ، ما أدى إلى أن يتم نشر الفزع والرهبة في أجواء الجامعة ، في الوقت الذي يقدم الطالب السوري امتحاناته الجامعية، وهؤلاء الشهداء الميامين من الطلبة، يقيناً، هم من ستسمى قاعات الجامعة، وأقسامها، بأسمائهم، ومن توضع لهم نصب التخليد، في قلب هذه الجامعة، وغيرها، قريباً.
أعتقد أن النظام ليس لديه الآن، ما يمكن أن يخترعه من أكاذيب عبر إعلامه ، وإعلام حلفائه الجبهويين، الذين حان لهم أن يردوا جميل النظام عليهم – وأعني القيادات المباعة، لا قواعد هذه الأحزاب التي يجب أن تكون لها كلمتها -وأن ما فعلته هذه الأحزاب الذيلية، الملحقة بالبعث، يعدّ رقماً قياسياً في سجل السقوط، وهو ما سيكون وصمة عار في تاريخها، لن تتخلص منها البتة، حتى وإن كان تاريخ بعضها مجيداً-بحق- إلى حين.
يتبع…..