سواء أكان في قامشلي أو الرقة أو عفرين أو الحسكة وغيرها .
وهنا أستغرب لم ظهر الأسد، لتوجيه هذه الكلمة إلى الشعب السوري الذي يعرف ميدانياً، بأن كل رواية من وجود مخربين ومندسين هي رواية غير صحيحة، وهو ما كان على الأسد أن يربأ بنفسه عن إيرادها ، بل إنه راح يقسم الشعب السوري إلى ثلاث فئات مجرثمة، وليكون بهذا خونة ومرتبطين بالخارج، وليتم تخوين هذه الثورة الطاهرة وتلك الدماء الذكية .
كان على الرئيس أن يعيد الجيش قبل خطابه إلى ثكناته، وهكذا بالنسبة إلى الدبابات لا أن يلجأ إلى معجم التسويفات، الذي مله السوريون
كان على الرئيس أن يعتذر لأمهات وشقيقات وبنات الشهداء الأبرار في كل مدننا، والذين سقطوا، سواء كانوا في الشوارع أو في بيوتهم، أو في الفروع الأمنية والسجون والمعتقلات، لكنه لم يفعل .
كان على الرئيس أن يعتذر من كل من تم اعتقاله واختطافه وتعذيبه واستدعائه، أو منعه من السفر، حيث بلغ في محافظة الحسكة وحدها عدد الممنوعين من السفر 25 ألف شخص .
لقد غاب عن بال الأسد بأن مرونة الخطاب، والتقدم الجدي صوب الجماهير، لا التفكير بوصم الشعب بالخيانة، هي التي تحصن كرسيه .
لقد غاب عن باله أن كل ذلك، إنما يسئ إليه هو ويسئ إلى مصداقيته وهنا أسأله:
أية غواية للكرسي حتى يكون ثمنها كل هذا الدم السوري، وكل هذه الآلام والأنات التي تصدر عن معتقلينا ومهجرينا وأطفالنا .
لم لا يتم فهم رسالة الشارع السوري :
الشعب يريد إسقاط النظام، لم لا يتم فهم رسالة الشعب السوري وهو يسقط التماثيل ويحرق الصور، عبر ثورة سلمية، لن نصفق لها إن اعتمد أحد من أبنائها، ولو على عود قصب في مواجهة شرطي.
لأن مأثرة هذه الثورة هي أن الثائر السوري، وهو في ثورته التي تعد أكبر وأوسع ثورة، في العالم العربي-كما قال أحد كتابنا- وفي المنطقة، لأنها اندلعت في سوريا كاملة، إنها ثورة غصن الزيتون في مواجهة فوهة المدفع والقنابل التي تزفها المروحيات .
مأثرة هذه الثورة أنها ترفض من أقصاها إلى أقصاها، ومن كل فسيفسائها الاستقواء بالأجنبي الذي كان رهان السلطة، وإنها ترفض التدخل الأجنبي
هذه هي الوطنية الحقة، أعني وطنية الثائر السوري
لقد أشار الرئيس السوري إلى أن من يرسل مقاطع فيديو، أو من يقوم بتغطية إخبارية أنه من عداد الخونة
إنها رسالة الصحفي
إنها رسالة حقوق الإنسان
إنها رسالة كل مواطن سوري
إن قولته هذه تبين أنه مع إحراق سوريا عن بكرة أبيها .
أن تبقى بلداً بلا شعب دون أن يئن معذبوها دون أن يرفعوا صوتهم للعالم الحر ليقولوا :لا
دون أن يتدخل فهم ضد أي تدخل هذا التدخل الذي يسعى خطاب
الرئيس لتسعيره، وسنكون له بالمرصاد، كما أن شعبنا الأبي لن يقبل الظلم بعد اليوم .
بشار الأسد عبر خطابه الكلاسيكي، الذي يعمد إلى الاعتماد على الظواهر الصوتية لعودة استمرارية القبضة الأمنية التي تم بها مواجهة الثورة، ولكن ذلك فات أوانه بالرغم أنه في كلمته التي احتوت على المتناقضات، فكيف يتحدث عن اقتصاد منهار، ويعول على الخطاب الذي يعيد سورية، إلى خانة عصور الظلام التي ولت ولن تعود .
أجل لقد كان خطاب المتناقضات يتحدث بعقل مدني، عن إلغاء الطوارئ، ويتحدث عن اعتقالات طوارئية، مموهاً ذلك بالقضاء يوقع على مذكرة قضائية، وهل لديك يا سيادة الرئيس قضاء نزيه أم أنه قضاء يسير وفق Remote Control ويضع الأحكام بموجب رسائل ال SMS
باختصار
بشار الأسد كانت كلمته إعلان حرب، من قبل النظام على الشعب كله، إلا أن الحياة علمتنا أن الأنظمة هي التي تزول والشعوب هي التي تبقى
إن آخر ما أطلبه هو :
بشار الأسد لا نريد منك كلمة رابعة.