هؤلاء من يجدون أنفسهم فوق السياسة والأحزاب والثقافة والمسؤولية والشعب أحياناً , هذا هو طبيعتهم, اخرجوا من صمتكم وسكونكم الرهيب ومن رقادكم, ألستم من صلب هذا الشعب تعيشون أفراحه وأتراحه لكم ما لكم وعليكم ما عليكم إلا من كان مغترب الوجدان والضمير والأخلاق…؟ بلى ..
رسالتنا هذه لن تكون خال من النقد واللوم تجاه سلوك تلك الشرائح الهامة المذكورة أعلاه بسبب لامبالاتها وإهمالها لواجباتها الوطنية والاجتماعية وخاصة الكردوارية منها علماً بأن المجتمعات تبنى على أكتاف الطبقة الوسطى وجهودها ونتائج معارفها, وهي الدعامة الأساسية في قيادة مجتمعاتها إلا في المجتمع الكردي فكان العكس هو الصحيح باستثناء بعض النخب منها , وقد عاش أغلب أفرادها حياة العزلة وممارسة نوع من التطفل وامتهنوا الاكتناز والانزواء والعيش في قمقمهم بعيدا عن الحياة السياسية والاجتماعية وانفصلوا روحيا عن المحيط إلا ما ندر واغتنى الكثيرون منها على حساب جيوب الفقراء وهم مدينون برغد عيشهم إلى بؤساء القوم , في الوقت الذي لا ننكر جمال هيئاتهم من بعيد كالإيقونات الجدارية وفي الشارع والمكتب وخلف واجهات المحلات مثل البضاعة المعروضة وفي المناسبات وخلف مقود السيارة والأعراس وخيم العزاء ..إلخ ولكن سيكونون أجمل لو تنازلوا قليلا عن أسلوب حياتهم وانضموا إلى حراك الشعب والشباب وشاركوا وجدانيا وعمليا في صنع المستقبل بفعالية وضمير أكثر اتقاداً حيث ينتظرهم الواجب و لكن مع الأسف الشديد غابت أفعالهم عن مسرح الحدث في خضم كثرة الأقوال والتنظير واستهلكوا من الوقت الكثير دون جدوى يذكر واعتلوا فوق الحقائق وانتابهم الخوف بلا مبرر أحياناً , لذا آن الأوان لقليل من تغيير السلوك والمنهج والبدء في تقديم قسط من العمل والفعل والوقت (لا المال الذي تخافون عليه) في اتجاه بناء هيكلية فعالة لحراك كردي متوازن وحضاري في هذه الظروف من أجل مستقبل أفضل و التأسيس لشخصية لها قوام وهيئة أكثر حيوية وقبولا من سابقاتها ونحن مقدمون على يوم غد جديد .
مطلوب اليوم وقبل الغد من جميع أفراد هذه الشرائح الذين يجدون في نفسهم الغيرة والضمير الحي والوجدان أن يكونوا في موقع المسئولية الحقيقية تجاه ما يحصل, وما سوف يحصل في الغد حيث لا تقتصر مسئولية شؤون الكرد ومستقبلهم على السياسيين والمثقفين فقط بل كل الشرائح, وأن يرفعوا صوتهم عاليا , وبسبب طبيعة أعمالهم وتأثيرهم الفعال على المحيط سيكون لهم القدرة والدبلوماسية الفعالة في ترتيب وبناء العلاقات العامة إذا ما أردوا ذلك في الوقت الذي لا يخفى على الشارع الكردي تردد الكثير من سكرتارية الأحزاب والدائرة الأولى والثانية إلى أماكن أعمالهم فما عليهم انتهاز فرصة وجودهم للمناقشة بدل شرب الشاي والقهوة والحديث التقليدي وترميم ما أفسده الدهر وحثهم للإقدام على التفاعل البيني ولأعمال أكثر فائدة من تغيير في منهج التفكير والسلوك وأن يكونوا صلة وصل بين رغبات الشارع وطموحات الناس والنخب الكردية المسئولة بالدرجة الأولى و في نفس الوقت أن يسعوا كمشاركين حقيقيين مع كافة الشرائح الأخرى في الحياة السياسية والثقافية الآن ومستقبلا, لهذا نناشد كافة الأخوة الأعزاء من هذه الشرائح الهامة في رفع أصواتهم عالية , كما ندعو كل كاتب ومقتدر على الكتابة من صلبها أن يعبر عن رأي هذه الشرائح لتكوين رأي عام جمعي كردواري والهدف من هذا الحراك الثقافي والوجداني هو أن نصبح نحن الكرد مكون فعال ومسئول وحيوي في البناء والمشاركة والحضور بشخصية متمايزة وأن نكون كتلة متجانسة وصوت واضح ونتحرك بهويتنا الثقافية جمعاً ضمن إطار وحدة البلاد والعيش بسلام مع كل الشعب السوري في سوريا الغد.