لقد حان وقت العمل والجد للتأسيس لوعي جمعي لأن مرحلة جديدة قد بدأت والوطن السوري مقبل على جديد لا محالة وكل المكونات تستعد و تتجه إلى تجديد نفسها وها قد مضى على ذلك الحراك أكثر من ثلاثة أشهر وأنتم تنتظرون ولا أحد يعلم ماذا أنتم فاعلون فلم يعد البيانات المشتركة كافية ومنتجة وقد ولى زمنها ولن تأتي بالمطلوب أبداً.
لا أحد يستطيع أن ينكر الحالة المتشظية والتشتت الذي يعيشه المجتمع الكردي والأحزاب الكردية من ضعف وتنافر منذ عقدين من الزمن أو أكثر وأنتم سادة العارفين , بسبب الأخطاء القاتلة التي ارتكبت على المستوى التنظيمي والسياسي ومن فوضى الأفكار والمفاهيم , حيث لا نتهم أحد بعينه ولا نبرأ أحدا أيضاً فيما قد وقع وحصل.
فالجميع يتحمل مسئولية ما جرى , ووزر ما حصل خلال تلك العقود حينما خضعت مسألة و إدارة شؤون الكرد إلى اعتبارات شخصية وحزبوية ضيقة, وتم الرهان أحياناً على السياسات الكردستانية وحصل ما حصل .
فكل ما قدمه الكرد في هذا الجزء لإخوانهم من دعم ومساندة أمر يرفع به الرأس ومحل تقدير واحترام , وقد كان ذلك واجب في حينه ولا زالوا أخوة أعزاء , الآن ونحن أمام ظروف ومستجدات وحالة راهنة جديدة يتطلب التفكير والعمل مغايرا لما كان , ويتطلب في ذات الوقت تغيير السلوك ونمط الثقافة والتنظيم بشكل أفضل ومغاير للسابق, وأنتم مسئولون أمام التاريخ والشعب الكردي وضمائركم وليس غيركم , وأن مصداقية الجميع في الظروف الراهنة على المحك .
فلن يرحم الجيل والمستقبل كل متقدم للصفوف كما كان في السابق , ولم يعد للحزب الكلاسيكي والمنهج السابق والتحالفات التكتيكية الموسمية من فائدة وقد أثبتت الأيام فشل ذلك و اعلموا أن كل قديم إن لم يقم بتحديث ويغير من نفسه سوف يرحل مع رياح التغيير والتحديث , كما لا يمكن أن يبرر تقاعس وهروب أي شخص مهما كانت صفته وموقعه وسجله النضالي من أداء الواجب عليه تحت أية ذريعة كانت إلا إذا أعلن على الملأ عجزه وتنكر لواجباته , وقد حان وقت الكفارة عن الذنوب الماضية وإصلاح ما أفسده الدهر والبشر.
لذا أنتم أمام مرحلة تختلف عن سابقاتها شكلا وجوهرا ومهاما وآن الأوان أن يعمل النخب الكردية معاً في إطار هيئة ومؤسسة ديمقراطية جامعة لها هوية ثقافية وطراز كردي تعمل في ظل الإطار الوطني السوري تلبية لنداء الشارع الكردي وطموحاته , وكما يؤمل من كل الكتاب والمثقفين المساهمة الجادة وبحيوية في هذا الاتجاه من خلال موقعي كميا كوردا وولاتى مه لإنشاء أرضية ومناخ مقبولين لتكوين مثل هكذا رأي وسلوك.