إن الظروف والأحداث الجارية على الساحة الوطنية حتى الآن تبدو في ظاهرها وجوهرها أكبر من حجم الكرد ونخبهم السياسية والثقافية منفردا كون المسالة تجري على الساحة الوطنية وشاملة لأراضي الوطن وذات تعقيدات وأبعاد دولية وإقليمية لذا فإن هذا الوضع يهم جميع المكونات العرقية والثقافية على طول البلاد وعرضها وشغلها الشاغل علماً أن الأزمة في البلاد قد دخلت في منعطف خطير وجدي لا يمكن التكهن بتبعاتها و التعامل مع نتائجها مستقبلا بالذهنية التقليدية والعقلية السائدة والثقافة الحزبوية الأنانية لا كما يتصوره البعض بأن المسالة برمتها سحابة صيف أو زوبعة في فنجان فلهذا لا يمكن للكرد التعامل مع الواقع بهذا الضعف والتشتت الاجتماعي والشعبي والتنظيمي وسوف يترتب على ضعفهم هذا الكثير من النتائج السلبية ومع هذا العدد الكبير من الرؤى المتباينة والبيانات الرتيبة والحراك اللا منضبط من قبل هذا وذاك حيث لا يزال يتم التعامل مع المسألة برمتها بذهنية قديمة حزبوية ومصلحية التي لا تؤسس لشيء مثمر سوى أنه يصب في خانة الدعاية الأنانية ولا يمكن إدارة الأزمة بالوسائل القديمة في الوقت الذي لا يبدو للعيان وللمتتبع للمشهد العام حتى هذه اللحظة ما يبشر بخير من عمل مشترك مسئول لمجابهة التحديات والتعامل مع التطورات والمفاجئات التي من المحتمل أن يحصل غدا أو بعد غد سوى بعض من البيانات المشتركة التي لا تساوي قيمتها شيء يذكر ولهذا لا بد من عمل شيء مفيد وعاجل على المستوى المجتمع الكردي السوري وما يتطلبه الظروف والمرحلة الجديدة .
نرى من الضرورة بمكان دون تأخير وانطلاقا من المسؤولية التاريخية والأخلاقية والوجدانية أن تقوم السياسات الرسمية والحراك الشعبي بترتيب البيت الكردي والخروج من أنانيتها وجمودها وتكوين موقف ومركز قرار كردواري أو هيئة يتفق عليها وغرفة عمليات طارئة للتعامل مع الأحداث والتطورات بشكل يضمن للكرد حقيقة شخصيته الثقافية واحترام وجودهم كمتحد في خضم الواقع السياسي السوري الحالي والمستقبلي دون الخروج من الشعور بالمسؤولية الوطنية تجاه ما يجري وبعيد عن املاءات وتوصيات الجهات الكردستانية الأخرى والعمل باستقلالية تامة لذا نناشد الكتاب والمثقفين الكرد وكل من له القدرة على الكتابة من كل المشارب السياسية والثقافية دون استثناء للعمل لتكوين رأي عام وضاغط من خلال المواقع الكردية وعلى رأسها كميا كوردا Gemyakurdaوولاتي مه welatê me من خلال توجيه أسئلة لهم من قبل إدارتها حول هذه القضية وأن تقوم هذه المواقع بحث الأخوة الأفاضل من المثقفين والكتاب للاستعداد والبدء بحملة كتابات مكثفة تنويرية وفكرية ودعاية في هذا الاتجاه وبشدة دون مجاملة وغزل للضغط على موقف الأحزاب و الشخصيات الاجتماعية والاقتصادية والشارع الشعبي على غرار ما حصل حول مسألة الحوار مع النظام إلى أن تتحقق مسعاهم “علماُ بأنه كان لموقع ولاتي مه السبق وله الشكر الجزيل ” حيث كان وقع تلك الكتابات إيجابيا ومؤثرا إلى حد بعيد على قرار الأحزاب الكردية وأسس لرأي عام كردي في هذا الاتجاه والآن مطلوب من هؤلاء الأخوة الأفاضل الكتابة من جديد كي تؤسس لعمل مثمر ومجدي للتقارب الكردي الحقيقي على المستوى السياسي والعملي ألا يكفي لكل واحد منا الصياح على مزيلته منفردا …ألم تتعبوا بعد يا بؤساء…؟