في انتظار «الدخان الأبيض» الكردي.. إلى أم الشهيد في جسر الشغور التي بلغها استشهاد ابنها فصلت ركعتي شكر لله

  إبراهيم اليوسف

 

أكثر من صديق، اتصل بي من الوطن، يعلمني أن قادة الأحزاب الكردية قد توصلوا جميعاً- -بعد الضغط الجماهيري والإعلامي الكرديين – إلى قرار عدم الإذعان للطلب الشفاهي الذي وجه إليهم للقاء ببشار الأسد-إن كان هو من سيتم اللقاء به-وإن كانوا جميعاً مدعوين، وهو  أي” اللقاء-المصطلح الدقيق،  لأن النظام – وفق تصوري – لا يمتلك لغة الحوار ، أصلا”، وهي نقطة يجب الانتباه إليها، حيث إن من سيذهبون إلى دمشق ، إنما قد يقدمون كل ما هو ممكن- إذا سمح لهم بذلك –إلا أن الأهم لدى النظام هو أنه سيسمعهم كلمته التي هي نفسها، الكلمة التي يردّدها الإعلام  السوري، في ما يتعلق بالإصلاح، وهي بضاعة كاسدة، معطوبة، لا تباع، ولا تشترى من قبل أي عاقل.

ما يهمّ هنا، أن قادة الأحزاب الكردية، وأنا لست مع توجيه مفردة عنفية، إليهم، خارج لغة النقد البناء، ليس لقدرأشخاصهم، هنا، فلنا “الكثير” على “الكثيرين” منهم، من مآخذ، كما قد يكون لهم من مآخذ على سواهم، وإنما لتمثيلهم للمجموع، مع أن بعضهم يعمل بأدوات لا ترتقي إلى مستوى اللحظة، حيث هناك من دأبه توجيه اللائمة إلى سواه، وخاصة ما بات تقليدياً، وممجوجاً، من تسفيه وتتفيه للقادة والمسؤولين، ولغيرهم، لمجرد الاختلاف معهم بالرأي، بالرغم من أن  النقد –بل المحاسبة القصوى- ضروريان، في ما يتعلق بموضوع حساس، كاللقاء بالنظام،أو رأسه هرمه، في الوقت الذي يعلن فيه وزير الداخلية بأن النظام  سيرد بحزم وقوة على  المحتجين السلميين، وكأنه لم يقترف أعلى ما في معجم “خيانة الوطن” بقتل بنيه، وقد أدخل بإعلامه في قوس الاستنفار منذ يومين، بحق، وبطريقة هسترية، ما دام أن هؤلاء القادة، لا يدعون بصفاتهم الشخصية، ليرتبط النقد بالموقف، مرتقياً إلى شكله الصحيح، لا أن يكون تهويماً، وقذفاً ليس إلا.
 لقد مضى أكثر من ثمانية وأربعين ساعة على” تطمينات” الأصدقاء-وهم أعضاء ومناصرو أحزاب- بأن بياناً سيصدر عن مجموع أحزاب الحركة الكردية، وهو الحلم-حقاً- الحلم في أن يتم الاتفاق على عدم” الحوار” مع النظام، لدرجة كادت تدفع ببعضهم للقول: ليتفقوا حتى على الخطأ، وإن كان الاتفاق في مثل هذا المقام- أي الاتفاق على الحوار/الخطأ- من النوع الخطأ التاريخي الفادح، المحسوب على تواريخهم الشخصية، إلا أن البيان تأخر، بحق، وها قد نسمع بأن السلطة-كما جاء في أحد مواقعنا- هي التي أبلغت الحركة بإلغاء ” اللقاء”، وهذا ما يجعلنا نعاتب هؤلاء الأخوة من قياداتنا على تأخرهم في الإعلان عن موقفهم النهائي.


 أية كانت التفاصيل والحيثيات، فلا أحد يمنع أن يقوم هؤلاء الأخوة القياديون، في الإعلان عن -خريطتهم السورية- للخروج من “الأزمة” المأزق، الهاوية…و..و..و..إلخ… على أن يتمّ التفاوض معهم على أساسها، ولكن من موقع وجود طرف، مقابل آخر، وذلك بعد إعادة الدبابة إلى القطعة العسكرية، والجيش للثكنة، فوراً، بعد أن عاث النظام قتلاً وتدميراً وتنكيلاً في مدينة أخرى هي” جسر الشغور“، وبعد أن بدأت جموع من المواطنين تهاجر إلى تركيا، وهذا وحده كفيل بأن يجعل النظام يحاور ضميره- ووجود الضمير- قد يغني عن أي متحاور آخر، لدى أي إنسان سوي، لكي تتم الاستجابة للنداء الصارخ الذي تطلقه الثورة، وإن كان النظام على معرفة  بكنه مضمره أيضاً.
أية كانت العثرات التي ستواجه بها وحدة القرار، إلا أن الوصول إلى قرار موحد،أمر محمود، وله وزنه، وهو سيشعر أطراف المعادلة الوطنية-أهمية الورقة الكردية- كما سيشعر النظام نفسه أنه حقاً أمام كتلة واحدة، تعمل ضمن سقف الوطن، وهو ما يرتب على المعارضة والكرد من بينها أن يكونوا واضحين في رؤيتهم تجاه الاستحقاق الكردي، كاملاً، غير منقوص، وخلافاً لتوجهات بعض من المعارضة الذين يريدون جعل الكرد عبارة عن حصان طروادة، لتحقيق مآربهم، واستنساخ سياسة النظام التمييزية الإلغائية بحقهم، كما يريد النظام، استغلال ذلك، اللعب على الورقة، بالموقف نفسه، من دون أن يقدم له أي شيء، لأن ليس لديه ما يعطيه، ضمن فهمه لأدوات السلطة، ونظرته للكرد بخاصة، ولمفهوم المواطنة بعامة.
-2-
وردني النص التالي من أحد الأخوة، من دون أن أعلم من هو، إلا أنه طلب مني أن أعيد صياغته، وأنشره، فوجدت أن النص لا يحتاج إلى أي تدخل، وذلك لأن  صاحبه أحد السادة الكتاب  المتمكنين، كما يبدو، فعذراً منه، فها أنا أنشره كاملاً كما ورد، من دون تدخل مني.
-3-**
يجب أن يكون هناك ثمة مسافة من الثقة والاطمئنان
بين الرصاصة والحوار
وشيئاً من التكافؤ والاحترام بين المتحاورين
وأن يملك أطراف الحوار ثمة قضايا تمس الناس والوطن
ليتحاوروا من أجلها
وشيئاً من الصدق…الصدق الذي فقدناه منذ أمد
سيول الأكاذيب لا تنتج حواراً وطنيا
ولا تبني دولاً وحضارات
المؤامرة والمتآمرون والمندسون
تلك صفات المرتزقة المأجورين
القادمين من داخل
و من خارج السياج
لا
ولن يرمموا اقتصاداً منهوباً
ولن يكبحوا جماح القتلة المارقين الحاقدين …والمقتولين رعباً وخوفاً من
صيحات الحرية في حناجر الأطفال والشباب
هكذا حوار كيف سينجو من الشمولية مسبقة الصنع
لآلة الكذب الإعلامي المقصود والمنظم
والخجل لا يعرف إليه درباً أو سبيلاً
وكائنات ممسوحة الضمائر تنفث فحيح التبرير
لما حصل وما قد يحصل
وما يحصل
واضح
جلي
بسيط
أناس يحاولون أن يدافعوا عن ذاتهم البشرية
بحنجرة وحبال صوتية وليبرة من هواء
لاتعدو تنطلق حتى تتلاشى مع اختراق رصاصة من قناص
وما أكثرهم
متوفرون من جنسيات متعددة
ولون واحد
لون الغدر والكذب والنهب
لون القتل خوفاً من كلمة
يتحركون تحت مظلة الممانعة الخادعة
والوطنية الإجرامية القومجية المفلسة
وإخافة العدو من ” الآذاديي ” القادم
وشراء الذمم المعروضة بسوق النخاسة
في الغرب والشرق
داخل وخارج منظمة الأمم
هل يمكن للطريدة أن تحاور الصياد؟
هل يمكن للفريسة أن تحاور المفترس
والوحش الضاري هل يمتلك لغةً
لغته الوحيدة
غريزة البقاء ورائحة الدم
والاستماتة في السيطرة على ضحيتها
أليس هذا ما فعله بن علي ومبارك والقذافي وسموم إسلامه والمحترق
بنار الثورة اليمنية
ورامي مخلوف ومن خلفه
لاحوار مع من يحرمك حق الحياة أو المذلة
لاحوار مع من فلسفته “إما نحكم إلى الأبد” وإما نقتلكم بلا سبب
وللمشككين أقول: من قال لكم أن الأخوان سيحصلون
على أكثر من 15%
وأن من يأتي هو  كالذي بالمواصفات أعلاه
وإلا كيف صار ركب الأمم إلى الأمام
وهل يمكن لشعب يخاف من التغيير أن يتقدم؟
وأمة تخاف الحرية أن تتطور؟؟
نناشد قيادات الكرد ” أن لا تحاوروا الجلاد”
ونهيب بتجار العرب ” أن لا تسكتوا طويلاً على قتل الشعب” فغدا لن تجدوا
أسواقا تتجارون فيها وبها
وكونوا عوناً للمظلومين من بني جلدتكم
يسلمون وتسلمون “والى الأبد”
مما أنتم فيه
مما أنتم عليه
*يبدو أن الدخان الأبيض فات أوانه للأسف
-**النص وردني على بريدي الإلكتروني من أحد الأصدقاء، من دون ذكر اسمه.

بعد الانتهاء من كتابة المقال، جاءت الأخبار-وليتها تكون كاذبة بأن مجموعة الأحزاب قد وافقت على” الحوار” وذلك عبر خبرصحفي نشر اليوم الأربعاء8-6-2011

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية، وبالمشاركة مع أطفال العالم وجميع المدافعين عن حقوق الطفل وحقوق المرأة وحقوق الانسان، نحيي احتفال العالم بالذكرى السنوية الثلاثين لاتفاقية حقوق الطفل، التي تؤكد على الحقوق الأساسية للطفل في كل مكان وزمان. وقد نالت هذه الاتفاقية التصديق عليها في معظم أنحاء العالم، بعد أن أقرتها الجمعية…