ومنذ بدء الثورة السورية في 15 / 3 وإلى الآن ، يرتكب جلاوزة النظام ، من الأمن والفرق الخاصة والشبيحة جرائم غير إنسانية ومذابح ممنهجة ، من خلال دك المدن بقذائف الدبابات والقناصة والشبيحة الذين يهاجمون التظاهرات السلمية ، ويقومون بأعمال التعذيب والقتل في الساحات العامة ، والمنازل والمعتقلات، مستخدمين الكهرباء وقلع الأظافر ، وبتر الأعضاء التناسلية والتبول على المعتقلين ، ومنع نقل المصابين إلى المشافي ، والذين يصلون منهم ينتظرهم الموت … ولا داع للإطالة ، لأن الشعب كله يعلم بما يجري على الرغم من اللجوء إلى قطع الانترنت عن غالبية المدن ، والتنصت على كافة وسائل الاتصالات ، والقرصنة على المواقع الإلكترونية ، واستدعاء الناشطين لمراكز الأمن ، والتحفظ على الكثير من سجناء الرأي والسياسيين في السجون بعد إصدار قانون العفو ، ومما لا يدع مجالا للشك في أن هذا القانون بحاجة إلى العفو من قبل الجهات الأمنية لكي ينفذ كاملا” ؟..
إن ادعاءات النظام للإصلاحات الجزئية عن طريق الحوار لا يتعدى أن يكون خدمة لمصالحها ، و صوناً لبقائه في الحكم أطول مدة ممكنة ، فلا استراتيجيات واضحة ، ولا خطط ، ولا مشاريع وطنية حقيقية ، وإذا كان ما يدعونه صحيحاً فليبدؤوا بالخطوات التالية قبل الدخول في أي حوار للارتقاء بسوريا من النظام الشمولي إلى نظام ديمقراطي تعددي عصري :
1 – الاعتذار من الشعب السوري عامة ، ومن الشعب الكردي خاصة ، عما اقترفوه من فظائع بحقهم .
2 – إلغاء المادة الثامنة من الدستور ، والعمل على وضع دستور للبلاد يعترف بالشعب الكردي كثاني قومية في سوريا ، والإقرار بمكونات النسيج السوري كافة .
3 – إلغاء مجلس الدمى الحالي ، والدعوة إلى انتخابات عامة .
4 – الإقرار بأن الرئاسة ليست وراثية ، والرئيس لا يحق له الترشح سوى مرتين .
5 – إلغاء جميع القرارات العنصرية بحق الشعب الكردي ، وإعادة ما سلب منه .
الحوار الآن تحديداً ، وبعد كل هذا الدم ، وفي لحظة ضعف النظام داخلياً ودولياً ، والثورة السورية السلمية في أوجها ، من أقصى الجنوب – درعا – إلى أقصى الشمال الشرقي – قامشلو – قد زلزلت عروشهم ، وكلما ازدادت لغة قتل المواطنين بوحشية لا توصف ، كلما ازداد الشعب إصراراً على إسقاط النظام ، والغريب ، أنه في أوج الثورة تتم الدعوة إلى الحوار ، وإنه على الأقل ، ومن أبسط أبواب الحوار ، أن يكون الطرفان المتحاوران يعترفان ببعضهما بعضا ، وأنتم تعلمون – يا قادة أحزابنا الكردية – بأن النظام وبلسان بثينة شعبان لم يستطيع حتى لفظ كلمة كردي ، وكذلك تعلمون بأنه على مدى خمسين عاماً بأن أقصى سلطة في النظام جلست مع البعض منكم ، ممثلة ببعض من ضباط المخابرات؟!!.
.
الآن على أي أرضية ستتوجهون؟، إلى طاولة عليها دماء شيخ الشهداء معشوق الخزنوي ، وشهداء مجزرة قامشلو في 2004 ، ودماء 2-11-2007 أو دماء شهداء نوروز في 2008 و 2010 ، وشهداء الجوع والفقر والذل والحرمان نتيجة القوانين العنصرية الظالمة …على أي أساس ، ستلتقون بالجلادين وتصافحونهم كالنعاج ؟؟