الكرد ومغتصبو كردستان

                                

   كاردوخ 

 لا يخفى عن أي متتبع ومطلع على قضية الشعب الكردي ووطنه كردستان المقسمة , بين الإمبراطورية العثمانية العنصرية المتخلفة والدولة الصفوية التي لم تكن أقل عنصرية وفظاظة عنها 0 أعمالها المعادية  للشعب الكردي نهبا وقتلا وتشريدا وطمسا للهوية الكردية الوطنية وكلاهما كانتا مسلمة دينية,  الأولى سنية المذهب والأخرى شيعية المذهب, والشعب الكردي كان يذهب ضحية بين صراعها المذهبي والعنصري ومعاركها الطاحنة وبا لمحصلة النهائية,  كان الشعب الكردي هو الخاسر دوما, وكلمااراد الشعب الكردي بقيام ثوراته  التحررية, “الاستقلال” عن أي منهما والتخلص من ويلاتها, فإن كليهما كانا يتفقان معاً وبالتعاون أحياناً مع الإمبراطورية الروسية القيصرية سابقا على إخمادها, على الرغم من العداوة التاريخية والمذهبية بين تلك الدول

وتلك أحد النماذج التي تنعّم بها الكرد على أيدي أخوتهم المسلمين سنة وشيعة0 عبر تلك الفترة السوداء من التاريخ, إلا أنه سبق عليه القدر المحتوم بعد نهاية الحرب العالمية وانتصار الدول الاستعمارية لم تعد هنا في المنطقة أية دولة دينية أو مذهبية باسم الدين وأن الشعوب قد تخلصت من شرور العثمانيين والصفو يين على السواء0 إلا أن الدول الاستعمارية المنتصرة بعد الحرب العالمية أخيرا قد صنعت بعضا من الكيانات والدول الهزيلة في المنطقة وندبتها عنها لحكم المنطقة أرضاً وشعوباً ثم نتيجة الحرب الباردة المعروفة تحولت هذه الكيانات إلى  دول وحكومات دكتاتورية تابعة لنفوذها  “شرقية أم غربية” وساهمت هذه الدول الدكتاتورية في لعبة الدراما السياسية مع الدول الاستعمارية في المنطقة وجعلت الحركة التحررية الكردية في طوق حديدي  جهنمي من جديد وكلما قامت ثورة كردية لتحرير شعبها في أي جزء من كردستان المقسمة بين هذه الدول الجديدة المصطنعة 0 كلما تعاونت هذه الدول على إخمادها والقضاء عليها ناهيك عن قتل الشعب الكردي بالجملة رجالاً وشيوخاً ونساءً وأطفالاً0 وحرق قراه ومدنه وتهجيره قسراً ونهب أمواله وممتلكاته0 وكانت تسفك دم الشعب الكردي في كل قرية ومدينة وواد وجبل في كل مرة0 إلا أنه لم يستخدم الأسلحة الكيميائية في كل مرة0 كما استخدمها نظام صدام حسين ألبعثي بحق الشعب الكردي البريء في العراق 0  لا رحمة بالشعب الكردي من قبل هذه الأنظمة الدكتاتورية العنصرية  وإنما لعدم وجودها لديهم0 لو كانت لديها مثل تلك الأسلحة0 لاستخدمتها دون شك0 والدليل هو كما أسلفنا أعلاه في كيفية حرق القرى والقتل بالجملة والتشريد وسفك الدماء البريئة0 وأنها لم تكن أقل إجراما من صدام ونظامه ألبعثي العفلقي0 بحق الإنسانية إلا أن الشعب الكردي لم يتخلى عن قضيته العادلة عبر جميع المرا حل التاريخية الصعبة0 التي مرت عليه0 بل زادته عزما وإصرارا  وإرادة قوية شامخة كشموخ جبال كردستان الأبية0 للمضي قدوما لنيل حقوقه الطبيعية وها  نشاهد اليوم بأم أعيننا قد تحرر الجزء الجنوبي الهام  من كردستاننا العزيزة وقد تخلص الشعب الكردي الباسل في هذا الجزء 0 من شرور الطغمة الدكتاتورية بفضل تضحيات شهدائه الأبرار وإصرار ثوراته الباسلة وصبر الشعب الكردي الصامد و قيادته الحكيمة  المجربة والمخلصة الأبية0 ولكننا نشاهد اليوم  أيضا0 كيف يحيك التآمر القذر0 من قبل تركيا وسوريا وإيران ” الثالوث”   العقور0 ضد الحركة التحررية الكردية عامة , وهي لازالت مستمرة في مؤامراتها الدنيئة والخسيسة القذرة0 ضد حكومة كردستان الفدرالية الفتية والشعب الكردي  وحركته التحررية بوجه عام0
 و كذلك لا زلنا نشاهد عشرات القتلى يومياً من الرجال والأطفال والنساء والشيوخ الكرد ناهيك عن تهجيرهم بالجملة وتدمير قراهم ونهب أموالهم وممتلكاتهم على أيدي الأنظمة الحاكمة والداعية للإسلام بنفس الوقت 0 تركية أو إيرانية 0 ألم يرى إخواننا في الدين الإسلامي بأم أعينهم أو يسمعوا بأذانهم تلك الجرائم الوحشية0 أولم تشهد كيف يستخدم النظام السوري أيضا إجراءاته التعسفية وتطبيق قوانينه الاستثنائية بحق الشعب الكردي؟ كسحب الهوية الشخصية الوطنية عنه والتمييز العنصري وغيرها اجتماعية واقتصادية وسياسية وعرقية بأسلوب نازي قديم جديد  ألم تجري هذه الجرائم الوحشية أمام مسمع ومرءآ  المسلمين أخوة الكرد في الدين ؟ ألم  يتغاضى عنها  دعاة  الإسلام السياسية وإعلاميوها المحترمون ؟ أولم تحجبها وتعتّم عليها إعلامياً على الدوام؟ بينما نشاهد ونسمع تأييد العالم غير الإسلامي في العالم للقضية الكردية العادلة وشجبه واستنكاره للجرائم التي يستخدمها الطغاة في المنطقة بحق الشعب الكردي0  ولا ندري, لماذا لم تغير أخوتنا في الدين مواقفهم إيجاباً نحو القضية الكردية العادلة؟ علما أن الشعب الكردي معروف تاريخيا  بتقديمه التضحيات السخية دفاعا عن الإسلام وأوطانه0وهنا أيضاً قد يسأل سائل هل هذا هو السبب الوحيد لتعنت الأخوة في الدين تجاه الشعب الكردي ووطنه المختصب من قبلهم؟ عربا وتركا وفرس؟ أم كون الشعب الكردي هو شعب مسلم؟ سؤال آخر يبادر إلى ذهن الفرد الكردي: لو كانت كردستان جغرافيا بعيدة عن بلاد المسلمين0 أ كان بإ ستطاعة الشعب الكردي الحصول على حريته واستقلاله؟ الجواب: نعم والأمثلة  كثيرة مثلاً: كماليزيا-واندونيسيا وغيرهما 0 وبالتأكيد لأصبحت كردستان دولة عظيمة بشعبها وجغرافيتها المباركة لكانت تستطيع المساهمة الإيجابية بما يفيد البشرية جمعاء0 على أوسع نطاق فهذه الأسئلة وغيرها تطرح من قبل الشعب الكردي في كل بيت من بيوته وكل مدينة من مدنه المهمشة من قبل النظام وكل قرية من قراه الميؤسة من ظلمه وجوره  وُتطَرَْح تلك الأسئلة في سهرات الكرد المسائية والمناسبات الدينية أيضا0 إلا أننا لم نسمع أي جواب عن تلك الأسئلة المطروحة   أمام المسلمين ودعاة الإسلام وإعلامييها قط0 وغيرها من بعض الذين كانوا يرفعون الشعارات حول حقوق الإنسان والحرية واستقلال الشعوب وغيرها خلال فترة غير قصيرة0إلا أن الإجابة عن تلك الأسئلة جميعهاً موجودة وجاهزة لدى الشعب الكردي الباسل بكل شرائحه الوطنية وحركته التحررية البطلة 0ألا0وهي :1- إصرار الشعب الكردي  الثابت وتصميمه المستمر  في العمل الجاد والمفيد لقضيته   2-المضي قدما جماعيا موحدا متضامنا ومتكاتفا في الخندق النضالي الوطني والقومي الموحد 3- الكلمة الحرة  الموحدة المعبرة عن مصالح الشعب الكردي العليا0 بصدق وأمان 0عندها فقط هي وحدها الكفيلة التي قد تغير من رؤى ومواقف الآخرين إيجابا نحو الشعب الكردي وقضيته العادلة كما أكد عليه تاريخ حركات تحرر الشعوب قاطبة0وعليه فإننا نوجه دعوتنا مرةً أخرى للأخوة قيادات الأحزاب الكردية وفصائلها المختلفة بكافة ميولها الفكرية والسياسية أين ما كانت وفي أي موقع من مواقع النضال الوطني التحرري والإنساني 0للتكاتف والتوحد النضالي معا خدمة في سبيل تحقيق حقوق شعبنا الكردي المظلوم ونكرر مرة أخرى لا لتمزيق الصف الكردي لا لرشق الاتهامات المتبادلة القاتلة غير المجدية كما شهدناها أخيراً على بعض من شاشات الإنترنيت وكما ندعو المسؤلين عن منتديات الانترنيت الوطنية أيضا بعدم قبول الإجابة لها أو إعلانها لأنها قد تسيء إلى قضية شعبنا العادلة وتشوهها  بغض النظر عن هذا أو ذاك  فليذهب الأنا والأنانية إدراج الرياح ونحن شعب نطالب الحرية والديمقراطية لأننا اكتوينا بنارالانانية الفردية والدكتاتوريات البغيضة منذ قرون ولا نزال نحترق بها فكيف نتغلب عليها؟ ونحن مصابون بعدواها المميت 0ونحن نعتقد بأننا لازلنا في بداية الطريق ولم نتجاوز أية خطوة منه فإذا كان البعض يتصور خلاف ذلك فإننا نعتقد بأنه موهوم 0وإذا كانت الأحزاب الكردية في سوريا خاصة0 تستمر في مهاتراتها القديمة ولم تستطع قبول الرأي والرأي الآخر0ولم تستطع الدخول معا في الحوار البناء فهذا يعني رحمهم الله0 فليتركوا قضية الشعب للشعب ويبتعدوا عن السمسرة  الرخيصة والمزايدة على حساب هذا الشعب المقهور0  ولكن أصبح الشعب الكردي بات يعي ويؤمن أيمانا جازماً بأن خلاصه وتحقيق أمانيه في وحدته النضالية وكلمته الحرة الموحدة 0كما نكررها دائما 0 وإلا فلا شيء آخر يفيده0في سوريا 0
ولنكن منصفين و صريحين مع شعبنا دون المزايدة عليه حيث لنا خصوصية فريدة  من نوعها في سوريا من حيث التوزيع السكاني والجغرافي الخ فلتحترم هذه الخصوصية من الجميع0 وأن هذه الكلمة الجريئة الصادقة وأمثالها المفيدة لشعبنا قد تزعج أعداء الشعب الكردي0  وليطمئن شعبنا بأن يوم خلاصه من الظلم والاضطهاد  آت دون ريب0 وللعلم فإننا لا نمثل أي اتجاه حزبي  ولكننا لم و لن نبخل بتقديم أي شيء يفيد قضية شعبنا عند الضرورة وذلك منذ نعومة أظفارنا وحتى هذه اللحظة وسنستمر عليها حتى آخر لحظة من حياة  كار دوخ 0

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إياد أبو شقرا عودة إلى الموضوع السوري، لا بد من القول، إن قلة منا كانت تتوقّع قبل شهر ما نحن فيه اليوم. إذ إن طيّ صفحة 54 سنة خلال أقل من أسبوعين إنجازٌ ضخم بكل ما في الكلمة من معنى. سهولة إسقاط نظام الأسد، وسرعة تداعيه، أدهشتا حتماً حتى أكثر المتفائلين بالتغيير المرجوّ. إلا أنني أزعم، بعدما تولّت قيادة العمليات…

طارق الحميد منذ فرار بشار الأسد، في 8 ديسمبر (كانون الأول)، إلى روسيا، وهناك سيل من النقد والمطالبات للحكام الجدد، وتحديداً أحمد الشرع. والقصة ليست بجدوى ذلك من عدمه، بل إن جل تلك الانتقادات لا تستند إلى حقائق. وسأناقش بعضاً منها هنا، وهي «غيض من فيض». مثلاً، كان يقال إن لا حل عسكرياً بسوريا، بينما سقط الأسد في 12 يوماً…

خليل مصطفى مِنْ أقوال الشيخ الدكتور أحمد عبده عوض (أُستاذ جامعي وداعية إسلامي): ( الطَّلَبُ يحتاجُ إلى طَالِب ، والطَّالِبُ يحتاجُ إلى إرادة قادرة على تحقيق حاجات كثيرة ). مقدمة: 1 ــ لا يختلف عاقلان على أن شعوب الأُمَّة السُّورية قد لاقت من حكام دولتهم (طيلة 70 عاماً الماضية) من مرارات الظلم والجور والتَّعسف والحرمان، ما لم تتلقاه شعوب أية…

أحمد خليف الشباب السوري اليوم يحمل على عاتقه مسؤولية بناء المستقبل، بعد أن أصبح الوطن على أعتاب مرحلة جديدة من التغيير والإصلاح. جيل الثورة، الذي واجه تحديات الحرب وتحمل أعباءها، ليس مجرد شاهد على الأحداث، بل هو شريك أساسي في صنع هذا المستقبل، سواء في السياسة أو في الاقتصاد. الحكومة الجديدة، التي تسعى جاهدة لفتح أبواب التغيير وإعادة بناء الوطن…