د.
عبد الباسط سيدا
عبد الباسط سيدا
قل أن حظي لقاء سوري بمثل ما حظي به لقاء انطاليا من اهتمام، وهو اللقاء الذي سيفتتح بصورة رسمية غداً، جامعاً بين أطيافٍ من المعارضة السورية؛ فقد كان موضع اهتمام ومتابعة من قبل مختلف وسائل الإعلام، إلى جانب الرأي العام السوري سواء في الداخل أم في الخارج؛ كما أن الآراء حوله قد تباينت وتعارضت إلى حد تبادل الاتهامات، والتبرم والشكوى، هذا فضلاً عن التأويلات المختلفة التي جنحت بعضها عن جادة الصواب، واعتمدت التخريجات الذاتية من دون الاستناد إلى المعطيات الواقعية في بعض الأحيان.
فاللقاء حُمّل أكثر من اللازم، وربما قد دُفع به بعيداً عن هدفه المتمثّل في العمل من أجل تقديم المساندة لثورة الشعب السوري في الداخل.
ومن هنا فاللقاء أو المؤتمر أو الاجتماع – لا يهم الاسم- لم يكن أصلاً، وفق ما هو متوفر من قرائن، في وارد تشكيل هيئة قيادية مهمتها قيادة العمل السوري المعارض؛ لأن المعارضة الفعلية التي تسبغ المشروعية على أي جهد معارض في الخارج هي المعارضة البطولية التي يسطّر ملاحمها شبابنا بحناجرهم ،وأجسادهم، ودمائهم، وأرواحهم في سائر المدن السورية.
اللقاء هو لقاء تشاوري، وهو من دون شك أول لقاء سوري يضم هذا الحشد من المعارضين السوريين من مختلف الأطياف والمكونات والاتجاهات والجهات.
وهو لقاء هام شئنا أم أبينا.
وكل ما يجمع بين السوريين، ويوفر لهم إمكانية التعارف وتبادل الخبرات والآراء هو أمر هام مطلوب.
قد تكون لنا ملاحظات حول طريقة الإعداد، ونوعية اللجنة التحضيرية؛ إلى جانب التسرع في اتخاذ الخطوات من دون أخذ الرأي وتبادل وجهات النظر؛ ربما لنا ملاحظات حول حالات فردية تخص المشاركين؛ ولكنه في كل الأحوال لا يجوز لنا أن نتهم المجتمعين، أو قسماً منهم، بجرة قلم سريعة، بأنهم ينفذون أجندة خارجية، وذلك قبل أن تظهر نتائج اللقاء، وقبل أن نتعرف إلى المشاركين عن قرب.
كما لا يجوز لنا في المقابل أن نرد الصاع صاعين، ونعلن أن ما قيل يندرج في إطار ترتيب الأمور مع النظام.
إن مثل هذه الاتهامات والاتهامات المضادة تؤثر على المزاج العام، وتسيء إلى جهود شباب الثورة السورية، وتحبط معنوياتهم، وتقود الماء نحو طاحونة السلطة مهما كانت النوايا.
أما الحديث عن المقاطعة الكردية للمؤتمر، فهو أمر مبالغ فيه، لا يستند إلى واقع الأمور.
فمن الواضح أن الكرد لهم ملاحظاتهم، وتحفظاتهم وهي مشروعة إلى حدِ كبير؛ ولكن أن تصل المسألة إلى درجة إصدار التصريحات اليومية بغية التشكيك في اللقاء، والمشاركين فيه، وتسويد صفحته قبل انعقاده، فهذا أمر يستوجب التمعن والمراجعة بعض الشيء.
هناك نخب وطنية من مختلف الانتماءات والاتجاهات ستشارك في اللقاء، الذي ربما لن يكون فرصة مناسبة للوصول إلى محددات واضحة من شأنها مساندة الثورة الشبابية السورية كما ينبغي، وذلك بناء على علائم عدة أشرنا إلى بعضها – نتمنى أن نكون مخطئين في هذا- ومن أجل هذا اعتذرت شخصياً عن المشاركة؛ فقد كان توجهي إلى جانب أصدقاء آخرين هو الانطلاق من لقاء أكثر تجانساً، وأصغر حجماً، لقاء يضم جملة من الكوادر السياسية والثقافية والاجتماعية، بغية الاتفاق على الخطوط العريضة والقواسم المشتركة، ومن ثم الدعوة إلى اجتماع موسع بناء على ما تم التوصل إليه.
أما وأن هذا لم يحدث، فهذا ليس معناه أن نهاية العالم قد حلت، فلننتظر النتائج، ونتمنى للمجتمعين كل التوفيق، لأنه سيكون قطعاً توفيق لسورية أولاً وأخيراً.
هناك العديد من النشطاء الكرد المشاركين، سواء بصفتهم الاعتبارية أم الشخصية.
قد نختلف أو نتفق حول بعضهم، لكنهم في المحصلة سيساهمون بصفة عامة، وبصورة جادة في تهيئة الأجواء لحوارات مستقبلية لا بد منها، من أجل إيجاد حل عادل للمسألة الكردية في سورية بوصفها جزء من المشروع الوطني الديمقراطي السوري العام، وعلى قاعدة احترام الخصوصية ضمن إطار وحدة البلاد؛ هذا إذا كنا جادين في عملية القطع مع ذهنية الاستبداد والإقصاء.
فسوريا المستقبل تحتاج إلى كل أبنائها، وهي ستكون لكل أبنائها.
وهذا فحواه أنه ينبغي علينا أن نسمو فوق الحسابات الشخصية؛ ونتجاوز العقد القديمة التي لم يعد الشباب السوري يكن لها أي تقدير.
نتمنى للمجتمعين النجاح في مساعيهم، وندعوهم إلى تجنب الخلافات عبر الحوار الديمقراطي المسؤول، الذي أساسه الاعتراف بالآخر المختلف، واحترام رأيه.
كما ندعو المجتمعين أيضاً إلى اتخاذ الخطوات العملية السليمة التي من شأنها بناء الجسور مع من هم خارج اللقاء، ورقمهم هو الآخر كبير ونوعي، لابد من الأخذ في الحسبان أنه بعد انتهاء لقائهم مباشرة سيبدأ لقاء آخر موسع في بروكسل، وهو الآخر لسوريين يعملون من أجل وطنهم.
التخندق لن يخدم قضية شعبنا، بل هو يشتت الطاقات ويبددها في أجواء خلافات هامشية ثانوية، لا مسوغ لها، ولا جدوى منها في هذا المرحلة التاريخية المفصلية التي يمر بها شعبنا في مواجهته لسلطة الاستبداد والإفساد .
فنحن جميعاً أحوج ما نكون إلى التواصل والتفاهم والعمل الوطني المشترك، خاصة أن شعبنا قد قال كلمته، ولم يعد أي مجال للتراجع.
ومن هنا فاللقاء أو المؤتمر أو الاجتماع – لا يهم الاسم- لم يكن أصلاً، وفق ما هو متوفر من قرائن، في وارد تشكيل هيئة قيادية مهمتها قيادة العمل السوري المعارض؛ لأن المعارضة الفعلية التي تسبغ المشروعية على أي جهد معارض في الخارج هي المعارضة البطولية التي يسطّر ملاحمها شبابنا بحناجرهم ،وأجسادهم، ودمائهم، وأرواحهم في سائر المدن السورية.
اللقاء هو لقاء تشاوري، وهو من دون شك أول لقاء سوري يضم هذا الحشد من المعارضين السوريين من مختلف الأطياف والمكونات والاتجاهات والجهات.
وهو لقاء هام شئنا أم أبينا.
وكل ما يجمع بين السوريين، ويوفر لهم إمكانية التعارف وتبادل الخبرات والآراء هو أمر هام مطلوب.
قد تكون لنا ملاحظات حول طريقة الإعداد، ونوعية اللجنة التحضيرية؛ إلى جانب التسرع في اتخاذ الخطوات من دون أخذ الرأي وتبادل وجهات النظر؛ ربما لنا ملاحظات حول حالات فردية تخص المشاركين؛ ولكنه في كل الأحوال لا يجوز لنا أن نتهم المجتمعين، أو قسماً منهم، بجرة قلم سريعة، بأنهم ينفذون أجندة خارجية، وذلك قبل أن تظهر نتائج اللقاء، وقبل أن نتعرف إلى المشاركين عن قرب.
كما لا يجوز لنا في المقابل أن نرد الصاع صاعين، ونعلن أن ما قيل يندرج في إطار ترتيب الأمور مع النظام.
إن مثل هذه الاتهامات والاتهامات المضادة تؤثر على المزاج العام، وتسيء إلى جهود شباب الثورة السورية، وتحبط معنوياتهم، وتقود الماء نحو طاحونة السلطة مهما كانت النوايا.
أما الحديث عن المقاطعة الكردية للمؤتمر، فهو أمر مبالغ فيه، لا يستند إلى واقع الأمور.
فمن الواضح أن الكرد لهم ملاحظاتهم، وتحفظاتهم وهي مشروعة إلى حدِ كبير؛ ولكن أن تصل المسألة إلى درجة إصدار التصريحات اليومية بغية التشكيك في اللقاء، والمشاركين فيه، وتسويد صفحته قبل انعقاده، فهذا أمر يستوجب التمعن والمراجعة بعض الشيء.
هناك نخب وطنية من مختلف الانتماءات والاتجاهات ستشارك في اللقاء، الذي ربما لن يكون فرصة مناسبة للوصول إلى محددات واضحة من شأنها مساندة الثورة الشبابية السورية كما ينبغي، وذلك بناء على علائم عدة أشرنا إلى بعضها – نتمنى أن نكون مخطئين في هذا- ومن أجل هذا اعتذرت شخصياً عن المشاركة؛ فقد كان توجهي إلى جانب أصدقاء آخرين هو الانطلاق من لقاء أكثر تجانساً، وأصغر حجماً، لقاء يضم جملة من الكوادر السياسية والثقافية والاجتماعية، بغية الاتفاق على الخطوط العريضة والقواسم المشتركة، ومن ثم الدعوة إلى اجتماع موسع بناء على ما تم التوصل إليه.
أما وأن هذا لم يحدث، فهذا ليس معناه أن نهاية العالم قد حلت، فلننتظر النتائج، ونتمنى للمجتمعين كل التوفيق، لأنه سيكون قطعاً توفيق لسورية أولاً وأخيراً.
هناك العديد من النشطاء الكرد المشاركين، سواء بصفتهم الاعتبارية أم الشخصية.
قد نختلف أو نتفق حول بعضهم، لكنهم في المحصلة سيساهمون بصفة عامة، وبصورة جادة في تهيئة الأجواء لحوارات مستقبلية لا بد منها، من أجل إيجاد حل عادل للمسألة الكردية في سورية بوصفها جزء من المشروع الوطني الديمقراطي السوري العام، وعلى قاعدة احترام الخصوصية ضمن إطار وحدة البلاد؛ هذا إذا كنا جادين في عملية القطع مع ذهنية الاستبداد والإقصاء.
فسوريا المستقبل تحتاج إلى كل أبنائها، وهي ستكون لكل أبنائها.
وهذا فحواه أنه ينبغي علينا أن نسمو فوق الحسابات الشخصية؛ ونتجاوز العقد القديمة التي لم يعد الشباب السوري يكن لها أي تقدير.
نتمنى للمجتمعين النجاح في مساعيهم، وندعوهم إلى تجنب الخلافات عبر الحوار الديمقراطي المسؤول، الذي أساسه الاعتراف بالآخر المختلف، واحترام رأيه.
كما ندعو المجتمعين أيضاً إلى اتخاذ الخطوات العملية السليمة التي من شأنها بناء الجسور مع من هم خارج اللقاء، ورقمهم هو الآخر كبير ونوعي، لابد من الأخذ في الحسبان أنه بعد انتهاء لقائهم مباشرة سيبدأ لقاء آخر موسع في بروكسل، وهو الآخر لسوريين يعملون من أجل وطنهم.
التخندق لن يخدم قضية شعبنا، بل هو يشتت الطاقات ويبددها في أجواء خلافات هامشية ثانوية، لا مسوغ لها، ولا جدوى منها في هذا المرحلة التاريخية المفصلية التي يمر بها شعبنا في مواجهته لسلطة الاستبداد والإفساد .
فنحن جميعاً أحوج ما نكون إلى التواصل والتفاهم والعمل الوطني المشترك، خاصة أن شعبنا قد قال كلمته، ولم يعد أي مجال للتراجع.
التوفيق كل التوفيق لكل من يعمل بنبل من أجل سورية حرة ديمقراطية كريمة عزيزة بشعبها بكل مكوناته.
وتوجهاته.
وتوجهاته.