لبنانيون مع حرية وكرامة الشعب السوري

صالح دمي جر- بيروت

بعد أيام من إلغاء نشاطٍ تضامني لهم مع الشعب السوري في ثورته المطالبة بالتغيير, إثر تلقي إدارة فندق البريستول تهديداً بإلغاءه,  وإصراراً منهم على إيصال صوتهم إلى الداخل السوري, نظّم إعلاميون لبنانيون لقاءً تضامنياً مع ثورة  الشباب السوري تحت عنوان( لبنانيون مع حرية وكرامة الشعب السوري), حضره العديد من نواب البرلمان اللبناني والشخصيات السياسية والإعلامية وناشطي حقوق الإنسان والمجتمع المدني.
إستهل هذا  الإجتماع الذي إنعقد وسط إجراءات أمنية مشددة, بالوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء سوريا ,حيث  أكد المجتمعون على حق الشعب السوري بالعيش بحرية وكرامة في وطن تصان فيه حقوق الانسان بعيداً عن القتل والتعذيب والإعتقالات والقبور الجماعية, وأصدروا بياناً تضامنياً مع حرية وكرامة الشعب السوري , تلاه الكاتب السياسي صالح المشنوق, جاء فيه:
(….التقينا اليوم كلبنانيين، مؤمنين بأنّ الحرية ضرورة لبنانية كما هي ضرورة سورية، وأن الديموقراطية في سوريا هي مصلحة وضرورة لبنانية، لنعلنَ تضامننا مع ما يريدُه الشعب السوري لنفسِه, من حريّةٍ و عدالةٍ و كرامة,  والذي يؤسِّسُ حتماً لمستقبلٍ لبناني- سوري أفضلْ, ينهضُ على قيمٍ و مصالحَ مشتركة في احترِام السيادةِ الوطنيةِ و الايمان  بالحريّةِ و الديمقراطية و حقوق إلانسان .

ديموقراطية في سوريا هي مصلحة وضرورة لبنانية.


و لنطالبَ السلطات السورية بوقفٍ فوري للمجازِر ضد شعبها, كما نطالبها بوقفِ محاولاتها المتكررة لتصدير ازمتها الى لبنان و الخارج, عبَر دعايةٍ مفبركةٍ تحَتقرْ العقل, و تبرهنُ أن النظام السوري لم يتعلم شيئا من الأنظمة التي سبَقتُهْ الى التهاوي….).
وألح الحضور في هذا اللقاء على جامعة الدول العربية و الأمم المتحدة تحمل كافة مسؤولياتها تجاه سوريا و شعبها, و تفعيلْ كاملِ آلياتها بما يضمن حمايةٍ فوريةٍ للمدنيين السوريين العزّل ووقف المجازر بحقّهم.
هذا وكانت الناشطة والمحامية السورية رزان زيتونة قد بعثت برسالة شكر للمنظمين تمت قراءتها للمجتمعين وجاء فيها:
(إلى أصدقاء الحرية في لبنان الجميل , ليت للكلمات التي أكتب شفاه، إذا لرأيتم ابتسامتها.

كل ما هو سوري يبتسم اليوم.

الوجوه الحبيبة لأكثر من ألف شهيد في ألف غيمة أمطرت في بلادي حياة بعد طول موت.

آثار السياط ولسعات الكهرباء على أجساد أكثر من عشرة آلاف معتقل ومعتقلة، تبتسم، وتأوهاتهم في أقبية الظلام والكراهية، تبتسم …) .

                                        
على هامش هذا النشاط التقيت كمراسل لفضائية كردستان بالإعلامية اللبنانية مي شدياق التي نجت باعجوبة من محاولة إغتيال تعرضت لها سنة 2005 عبر زرع قنبلة في سيارتها, ورداً على سؤال حول سبب مشاركتها في هذا اللقاء قالت:
(هنالك انظمة لديها مشلكة وهيأانها  لا تفهم الا بلغة القتل والقمع ومنع شعوبها من التعبير عن آراءها ومطالبها السلمية بالعيش بكرامة, والشعب السوري هو شعب شقيق قرر أن يكسر طوق الخوف تعبيراً عن رأيه في حياةٍ حرةٍ كريمة .

لذا نشعر كلبنانيين أن أقل ما يمكن أن نقدمه لهذا الشعب هو أن نكون معه في محنته هذه ونشاركه هذه الوقفة النضالية, لنقول له أننا معك في طريق الحرية.

وهذا لا يعني بأي شكل من الأشكال أننا مع الفوضى كما يدعي البعض,  بل نحن مع حقوق الإنسان.

 الذي يجري في سوريا من قتل وتعذيب للأطفال والنساء والابرياء,  سببه فقط لأنهم تجرأوا ونزلوا إلى الشارع وقالو نحن نريد الإصلاح.

هذا غير مقبول أبداً وأنا شخصياً أعرف من وضع لي المتفجرة ومنعني من أن أعبر عن نفسي وأن أكمل مسيرتي الإعلامية).
وفي حين صرح النائب السابق في البرلمان اللبناني السيد فارس سعيد أنه يشارك الناشطين هذا اللقاء بصفته مواطن لبناني يتألم لمعاناة اشقاءه السوريين , أعرب النائب الحالي عن كتلة تيار المستقبل السيد خالد الضاهر عن وقوفه مع ثورة الشباب السوري التي تستمد قوتها من أحقية المطالب التي ينادي بها الثوار.
من جانبه عبرالناشط الكردي كادار بيري الذي حضر ضمن وفد كردي سوري شارك في هذا اللقاء , عن سروره بعقد هكذا لقاء تضامني مع شعب يتعرض يومياً لأبشع صنوف القتل والترهيب بعيداً عن أعين الإعلام , شاكراً  بإسم الوفد الكردي القائمين على هذا الجهد كونه يأتي في مرحلة دقيقة وحساسة من العلاقات اللبنانية السورية على المستوى الرسمي.
يذكر بأن هذا النشاط هو الأول من نوعه على هذا المستوى  بعد أكثر من ثلاثة أشهر من بدء التظاهرات الشعبية في سوريا, وحسب المنظمين فإن جهودهم بتنظيمه في صالة دون مستودع مهجور باءت بالفشل مع أكثر من ثلاثين فندق في بيروت  خشية  تعرضها لمضايقات من قبل الموالين للنظام السوري.


24-5-2011

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

شادي حاجي في السنوات الأخيرة، بات من الصعب تجاهل التحوّل المتسارع في نبرة الخطاب العام حول العالم . فالعنصرية والكراهية والتحريض عليهما لم تعودا مجرّد ظواهر هامشية تتسلل من أطراف المجتمع، بل بدأت تتحول، في أكثر الدول ديمقراطية ولم يعد ينحصر في دول الشرق الأوسط ( سوريا . لبنان – العراق – تركيا – ايران وو .. نموذجاً ) وحدها…

ياسر بادلي ليس اختيارُ الرئيس العراقيّ السابق، برهم صالح، مفوّضاً سامياً لشؤون اللاجئين حدثاً عابراً يمرّ على أطراف الأخبار؛ بل هو لحظةٌ ينهضُ فيها تاريخُ شعبٍ كامل ليشهد أن الأمم التي صُنعت من الألم تستطيع أن تكتب للإنسانيّة فصلاً جديداً من الرجاء. فالمسألة ليست منصباً جديداً فحسب… إنه اعترافٌ عالميّ بأنّ الكورد، الذين حملوا قروناً من الاضطهاد والتهجير، ما زالوا…

المحامي عبدالرحمن محمد   تتواصل فصول المسرحية التركية وسياساتها القذرة في الانكار والنفي للوجود التاريخي للشعب الكوردي على ارضه كوردستان، ومحاولاتها المستمرة لالغاء ومحو كلمتي كورد وكوردستان بوصفهما عنوانا للهوية القومية الكوردية والوطنية الكوردستانية من القاموس السياسي والحقوقي والجغرافي الدولي، سواء على جغرافيا كوردستان او على مستوى العالم. تارة يتم ذلك بحجة وذريعة الدين (الاسلام)، وتارة اخرى باسم الاندماج والاخوة،…

  إبراهيم اليوسف وصلتني صباح اليوم رسالة من شاعرة سورية قالت فيها إنها طالما رأتني وطنياً لكنها تجدني أخرج عن ذلك، أحياناً. رددت عليها: صديقتي، وما الذي بدر مني بما يجعلك ترين وطنيتي منقوصة؟ قالت: أنت من أوائل الناس الذين وقفوا ضد ظلم نظام البعث والأسد. قلت لها: ألا ترينني الآن أقف أيضاً ضد ظلم السلطة المفروضة- إقليمياً ودولياً لا…