الأحزاب الكردية في سوريا تطرح مبادرة لحل الأزمة السورية

(قامشلو – ولاتي مه – شفيق جانكير) السبت 14- 5 – 2011 في اجتماع جماهيري تم عقده في مدينة القامشلي عصر اليوم طرحت فيه أحزاب الحركة الوطنية الكردية في سوريا مبادرة لحل الأزمة التي تمر فيها سوريا.

المبادرة التي تلاها السيد محمد موسى محمد سكرتير الحزب اليساري الكردي في سوريا, تدعو إلى إنهاء حالة الاستبداد وحكم الحزب الواحد وإنهاء احتكار السلطة وبناء الدولة المدنية الحديثة التي تكفل العدل والمساواة في الحقوق والواجبات ، وتحقيق الشراكة الحقيقية لكل المواطنين في إدارة شؤون البلاد, وترى أن القضية الكردية في سوريا قضية وطنية أساسية ويساهم حلها في حل القضايا الأخرى وتعزيز الوحدة الوطنية في البلاد، وان الصيغة المثلى للخروج من الأزمة الراهنة تمر عبر الحوار الوطني الشامل والجاد بين مجمل المكونات الوطنية، ورأت المبادرة ان نجاح الحوار يتطلب تحقيق عدة نقاط أساسية: وهي تجنب اللجوء إلى استخدام العنف والقتل واعتماد مبدأ ولغة الحوار الوطني الشامل, ورفع حالة الطوارئ والأحكام العرفية، وإلغاء المحاكم والقوانين الاستثنائية كافة، والإفراج عن جميع  معتقلي الرأي والسجناء السياسيين, وإلغاء كافة السياسات التمييزية، والمراسيم والتعاميم السرية المطبقة بحق الشعب الكردي, والدعوة لعقد مؤتمر وطني شامل, وفصل السلطات الثلاث، التشريعية والتنفيذية والقضائية, وحماية وتأمين الحقوق الثقافية للأقليات القومية والدينية في البلاد.

 

وقد قرر منظمو الاجتماع – الذي ساده الفوضى وعدم التنظيم – انهاء الاجتماع فور انتهاء السيد محمد موسى محمد من تلاوة نص المبادرة, الا ان إصرار بعض الحضور وخاصة ممثلي شباب الثورة لطرح بعض الاسئلة, اضطر بعض القادة العودة والجلوس خلف الطاولة التي غطت بالعلم الكردي للاستماع الى آرائهم, وكانت فرصة لبعض هذه القيادات لالقاء مداخلات جانبية.

 وقد اتسمت آراء الشباب بعدم الرضى لمواقف الأحزاب وخاصة غيابها عن قيادة الجماهير التي تخرج اسبوعيا الى الشارع للتظاهر.
المداخلات:

إسماعيل حمي (سكرتير حزب يكيتي): كنا نتمنى أن يكون الاجتماع مفتوحا لتبادل الآراء الا ان الاتفاق تم على تلاوة المبادرة فقط, وأضاف حمي اذا لم يستجب النظام للمبادرة ولم يطلق سراح المعتقلين ولم يغلق السجون فان هذه المبادرة ستبقى حبيس الأبواب المغلقة , وسيكون لنا موقف آخر .


نصرالدين ابراهيم
(سكرتير الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا (البارتي): اكد ان مبادرتنا هي مبادرة وطنية بامتياز, وقد طرحناها لاننا لا نرغب ان يتحول بلادنا الى مسرح للتدخلات الخارجية , وان يسيل فيه الدماء , ونعمل لينعم الشعب السوري بحياة ديمقراطية… ان مبادرتنا موجهة لكافة القوى على الساحة السورية من اجل حل هذه الأزمة ونحمي هذا الوطن من الاطراف التي ترغب تحويله الى مسرح لمصالحهم الخاصة, وعلى كافة القوى الوطنية ان تجتمع وتتناقش للوصول الى اتفاق باتجاه الحوار, وباتجاه عقد مؤتمر وطني لبناء وطن حر وديمقراطي, ولا يمكن ان تتحقق وحدة سوريا ان لم تتأمن فيها حقوق كافة القوميات والاديان واللغات تحت راية علم واحد.

بشار أمين
(عضو اللجنة السياسية لحزب آزادي): اكد ان هذه المبادرة ليس مجرد بيان, بل لها معان عميقة , اولاً اكدت المبادرة ان الأحزاب الكردية تستطيع ان تتوحد في الأيام العصيبة , ثانياً نؤكد دائما ان حل قضيتنا ترتبط بمسألة الديمقراطية في سوريا لذلك نحن جزء من الأزمة التي يمر بها البلاد , ولهذا طرحنا هذه المبادرة كرأي للحركة الكردية بكيفية حلها, وافهام المسألة الكردية للقوى الأخرى, بانها قضية شعب شريك في هذا الوطن , لان سوريا دولة متعددة القوميات, واضاف بشار أمين ان شعبنا مشارك في الحراك الجاري وان حركتنا تؤيد المظاهرات التي يقوم بها الشباب على الرغم من عدم دعوة الأحزاب لها, لاننا مع حق التظاهر, والتظاهر حق أجازه الدستور السوري , ونحن مع التظاهر السلمي وليس التخريبي , نحن نطالب بالحرية والديمقراطية والمساواة ونطالب بحل القضية الكردية في سوريا .

أسئلة الحضور:



– تسائل احدهم عن السقف الزمني للمبادرة , وماذا سيكون موقف الأحزاب ان لم يستجب النظام ؟
* اجاب على السؤال السيد اسماعيل حمي سكرتير يكيتي, أكد ان احزاب الحركة في حالة انعقاد دوري اسبوعيا, وفي كل اجتماع يتم بحث مواقف النظام, وسيكون لنا قرارات في الاجتماعات المقبلة على ضوء موقف النظام من المبادرة.
– عبدالسلام عثمان (ناشط سياسي): تسائل هو الآخر عن عدم وجود مهلة زمنية في المبادرة وهي فرصة للنظام لعدم الاستجابة او الرد بشكل سريع, وعقب السيد عبدالسلام على كلام السيد بشار أمين الذي قال بانه مع التظاهر السلمي وليس التخريبي, أكد السيد عبدالسلام على ان جميع النشاطات التي تتم على الساحة السورية هو تحرك سلمي وليس تخريبي,
* اجاب السيد محمد صالح مسلم (رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي) : اكد على ان المبادرة ليست مطروحة للنظام فقط بل لمجمل القوى , وكرر على ما أكده السيد إسماعيل حمي بان الأحزاب الكردية في حالة انعقاد دائم كلما تطلب الامر وان الاحزاب ستكون لها قرارات اخرى, ومن جانبه رد السيد بشار أمين على تعقيب السيد عبدالسلام واكد على سلمية المظاهرات التي تجري وبانه لم يقصد بان هناك تخريب.
– أحد ممثلي شباب الثورة أوضح للقيادات وخاصة للسيد محمد صالح مسلم رئيس PYD اوضح بان رأي شباب الثورة بالإجماع هو عدم رفع أي علم سوى العلم السوري, الا ان هناك من يأتي ويرفع أعلام ورموز حزبية, ما ادى الى حدوث اشكالات بينهم وبين شباب الثورة,
* اجاب السيد مسلم رئيس (PYD) وأكد بأنه وجه أنصار حزبه بعدم رفع رموز حزبية مع مظاهرات الشباب في يوم الجمعة, وانهم ليسوا مع خروج التظاهرات من الجوامع, ولكنهم متمسكون في (ب ي د) بقرارهم بالخروج في جميع الأيام بألوانهم ورموزهم في تحركاتهم الخاصة.
– إحدى الأخوات – التي قالت إنها وأولادها يخرجون في التظاهرات- وجهت السؤال للقيادات وقالت ان التظاهر هو حق ووجه حضاري للدول, وكان بإمكانكم – الاحزاب الكردية- ان تضعوا هذه الشعارات التي خلفكم على اللافتات وان تخرجوا معنا في التظاهرات.

ولنا عتب كبير عليكم لعدم اتخاذكم قرار الخروج إلى المظاهرات.

وفيما يلي النص الكامل للمبادرة:

مبادرة أحزاب الحركة الوطنية الكردية في سوريا لحل الأزمة الراهنة في البلاد



مع النهوض الجماهيري السلمي الذي بدأ في سوريا، منذ الخامس عشر من آذار، والذي يهدف لتحقيق مجتمع ديمقراطي ينعم فيه جميع أبناء سوريا بمختلف طيفهم القومي والثقافي والديني والسياسي بحقوقهم الأساسية، ويتواكب مع التطورات الحاصلة في المنطقة، ويتفاعل مع هذا العصر الذي تتجه فيه البشرية نحو بناء نظم ديمقراطية وتحقيق الحرية و العدالة والمساواة.
إن هذا النهوض الذي يحصل الآن في سوريا هو حراك وطني جماهيري واسع يدعو إلى إحداث تغيير ديمقراطي سلمي  وتحقيق إصلاحات جوهرية على كافة الصعد، التي من شأنها إنهاء حالة الاستبداد وحكم الحزب الواحد وإنهاء احتكار السلطة  وبناء الدولة المدنية الحديثة التي تكفل العدل والمساواة في الحقوق والواجبات، وتحقيق الشراكة الحقيقية لكل المواطنين في إدارة شؤون البلاد.
إن عدم استجابة السلطة لمطالب الشعب في تحقيق التحولات الديمقراطية السلمية في البلاد ومواجهة الحراك الجماهيري الاحتجاجي السلمي بالعنف ، أدى إلى خلق أزمة عميقة ، باتت تهدد بلدنا سوريا بمخاطر جدية ، الأمر الذي يقتضي تضافر الجهود والمساعي ، على مختلف المستويات ومن خلال المسئوليات الملقاة على عاتق مكونات الشعب السوري بكل انتماءاته القومية والسياسية وشرائحه وفئاته الاجتماعية ، التلاقي من اجل التفاهم على العناوين البارزة والخطوط العريضة لمبادرة وطنية شاملة لوضع الحلول العملية الجادة لمعالجة الأزمة التي تلف بلدنا وتجنيبه المخاطر المحدقة وضمان تطوره وتقدمه .
إن أحزاب الحركة الوطنية الكردية في سوريا ، التي هي جزء من الحركة الوطنية والديمقراطية العامة في البلاد ، ترى أن القضية الكردية في سوريا قضية وطنية أساسية ويساهم حلها في حل القضايا الأخرى وتعزيز الوحدة الوطنية في البلاد، وان الصيغة المثلى للخروج من الأزمة الراهنة تمر عبر الحوار الوطني الشامل والجاد بين مجمل المكونات الوطنية.

ومن اجل إنجاح هذا الحوار نرى ضرورة تحقيق ما يلي :
1- تجنب اللجوء إلى استخدام العنف والقتل تحت أية ذريعة كانت والسماح للاحتجاجات السلمية بالتعبير عن نفسها ، واعتماد مبدأ ولغة الحوار الوطني الشامل بين مختلف الاتجاهات السياسية الوطنية والنخب الثقافية التي تؤمن بالحوار سبيلا للتفاهم .
2- تطبيق المرسوم الرئاسي القاضي برفع حالة الطوارئ والأحكام العرفية ، وإلغاء المحاكم والقوانين الاستثنائية كافة ، والإفراج عن جميع  معتقلي الرأي والسجناء السياسيين .
3- السماح للتيارات السياسية والأحزاب التي تمثل شرائح المجتمع بمزاولة أنشطتها الديمقراطية علنا إلى حين صدور قانون عصري للأحزاب.
4- إلغاء كافة السياسات التمييزية ، والمراسيم والتعاميم السرية المطبقة بحق الشعب الكردي ، والاستعجال في إعادة الجنسية إلى المجردين منها ، وتسجيل المكتومين في السجلات المدنية كمواطنين سوريين ، وإيلاء المناطق الكردية الاهتمام اللازم بغية إزالة أثار الإهمال المتعمد لها وتحقيق مبدأ المساواة أسوة بباقي المناطق.
5- الدعوة لعقد مؤتمر وطني شامل دون هيمنة أية جهة كانت، من أولى مهامه ، إقرار صيغة مشروع دستور جديد يلغي الامتياز لأية جهة سواء كان حزبا أو قومية ، ويتضمن الاعتراف بالتعددية القومية والسياسية واللغوية ، ويطرح هذا الدستور على الاستفتاء العام ، وإقرار قانون جديد للانتخابات المحلية والتشريعية، وآخر لتنظيم عمل الأحزاب السياسية يراعي خصوصيات المجتمع السوري ومكوناته دون التمييز بسبب العرق أو الدين ، وإطلاق حرية الإعلام والصحافة.
6- ضمان فصل السلطات الثلاث ، التشريعية والتنفيذية والقضائية ، واستقلالية القضاء وتعزيز دوره.
7- حل القضية القومية للشعب الكردي حلا ديمقراطيا عادلا في إطار وحدة البلاد ، بالاعتراف الدستوري بوجوده القومي كمكون رئيسي، وتأمين ما يترتب على ذلك من حقوق قومية.
8- حماية وتأمين الحقوق الثقافية للأقليات القومية والدينية في البلاد.
إن ايلاء هذه المبادرة الاهتمام اللائق من لدن جميع القوى والنخب السياسية والثقافية على اختلاف مواقعها لا شك سينصب في خدمة تضافر كل الجهود لما فيه خير ومصلحة الشعب والوطن .

11/5/2011

أحزاب الحركة الوطنية الكردية في سوريا

وفيما يلي بعض اللقطات من الاجتماع:

 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية، وبالمشاركة مع أطفال العالم وجميع المدافعين عن حقوق الطفل وحقوق المرأة وحقوق الانسان، نحيي احتفال العالم بالذكرى السنوية الثلاثين لاتفاقية حقوق الطفل، التي تؤكد على الحقوق الأساسية للطفل في كل مكان وزمان. وقد نالت هذه الاتفاقية التصديق عليها في معظم أنحاء العالم، بعد أن أقرتها الجمعية…