وفيما يتعلق بالجبهة فأنها كغيرها من الجبهات المشكلة في البلاد الفارق أن جبهتنا هذه فيها طرف يحكم البلاد ونحن ممثلون في الحكم نوافق ونرفض ككل القوى الأخرى وهذه الجبهة إطار عام يجمع أحزاب مختلفة المشارب ويؤكد الحزب الشيوعي السوري في وثائق مؤتمره الأخير : إننا لم نعتقد يوما إن مجموع نشاط حزبنا ونضاله في سبيل مطالب الجماهير يجب أن يمر عبر الجبهة بل إننا أعلنا ونعلن للمسئولين وللشعب صراحة أن تعاوننا ضمن إطار الجبهة الوطنية وحرصنا العميق على هذا التعاون لا يعني أبدا موافقة حزبنا على كل ما يجري في البلاد وخاصة في الميادين الاقتصادية وفيما يتعلق بمطالب الجماهير .
وتؤكد وثائق الحزب الشيوعي على انه لا تحالفات في مجال الفكر , ومن هذا المنطلق إننا نعتبر أنفسنا المعارضين الحقيقيين لكل سلبيات النظام وعندما نعارض نؤكد حرصنا على الوطن وحماية المصالح الجماهير الشعبية كمرتكز للفعل الوطني ذاته .
يقول الراحل خالد بكداش بأنه لو انطلقنا من الوضع الداخلي لوقفنا ضد السلطة مائة بالمائة ولكن كان دائما القضية الوطنية والتحرر الوطني تؤرق البال .
– عارض الشيوعيين العشرات من القوانين التي صدرت والتي قيد الإصدار في البرلمان السوري .
– عارض الشيوعيين قانون العلاقات الزراعية 56 2004 وكنا القوة السياسية ربما الوحيدة الرافضة للبند 106 – 110 وقد تحالفت القوه التي أصدرت القانون المذكور في السلطة مع الملاكين المستفيدين مع بعض القوى السياسية الأخرى من اجل تمرير وتطبيق هذين البندين في الريف السوري بل الانكى من ذلك فحينما تشكلت لجان فلاحيه لدفاع عن مصالحهم اتهمنا البعض بأنها مليشيات شيوعية .
– إفشال تمرير مشروع قانون الأحوال الشخصية بعد اعتراض شديد من قبل رفاقنا في البرلمان .
– سحب قانون رفع سقف الملكية من جلسة مجلس الوزراء بعد رفضه من قبل ممثلنا في المجلس .
– اعتقال رفاق لنا إثناء اعتراضهم على المرسوم 49 والمطالبة بتعديله .
– اعتقال إحدى عشرة رفيق لنا وهم يطالبون بتحسين الأوضاع المعيشية للجماهير الشعبية وخفض أسعار مادة المازوت.
وهكذا و القائمة تطول ومرتكز هذه المعارضة الشيوعية هو النهج الليبرالي الاقتصادي المتبع من قبل الحكومة , وقد سبق للحزب الشيوعي إن تقدم بورقة عمل لتحسين الوضع الاقتصادي في البلاد , وعارض النهج المعاكس لمصالح الشعب في كل المنابر المتاحة له وكل ذلك بلغته (الخشبية ) كما تدعي .
وفي المجال السياسي تشهد وثائق الحزب بأنه كان سباقا وطليعيا في طرح برنامج سياسي واضح في مجال الحريات الديمقراطية :
1- رفع حالة الأحكام العرفية واحترام سيادة القانون.
2- إصدار قانون الأحزاب ينظم عملها تحت السقف الوطني بحيث يكون قانونا ديمقراطيا يحترم خصوصية الحياة الداخلية للأحزاب ويحقق أجواء مناسبة للنشاط السياسي والاجتماعي والمطلبي للأحزاب والقوى الوطنية ( هناك مذكرة رفعت بهذا الخصوص إلى قيادة الجبهة تعبر عن رأي الحزب الشيوعي .
3- تعديل قانون المطبوعات بجعله أكثر ديمقراطية من حيث المضمون وشبه الرفيق الأمين العام للحزب عمار بكداش قانون المطبوعات الحالي وكائنه مكتوب من قبل رئيس مخفر ( ندوة القامشلي منذ سنوات).
4- العمل على استقلال القضاء .
5- زيادة دور المؤسسات كمجلس الشعب ومجالس الإدارة المحلية وتطوير العمل المؤسساتي في حياة البلاد والجدير بالذكر هنا بان الحزب الشيوعي قد رفع مشروع قانون للانتخابات العامة إلى السلطات في البلاد وقد عارض هذا المشروع احد أقطاب المعارضة الحالية وكان في الحكم آنذاك وأجابه رفاقنا أن الهدف من قانون الانتخابات البديل الذي نطرحه هو أن يفتح المجال للشعب السوري للتعبير عن رأيه وإيصال ممثليه الفعليين إلى المؤسسات المذكورة ونشر هذا المقترح على صفحات جريدة الحزب
6- الاعتراف بالحقوق الثقافية للأكراد وللأقليات القومية الأخرى من تعليم لغتها وإصدار مطبوعاتها بلغتها الأم ( والجدير بالذكر أن الرفيق أمين عام للحزب في ندوة القامشلي في 2142011م أشار بأن الأكراد هم المكون الثاني للشعب السوري وأيد مطالبهم العادلة في إطار وحدة البلاد.
7- كنا ولا نزال متحفظين على البند الثامن وغيره من البنود من الدستور السوري (راجع وثائق الحزب) فلست ادري أي خطاب خشبي يتحدث عنه السيد بلند حسين فهل كل هذا الطرح (ولدينا الكثير من القضايا لم نتحدث عنها هنا ) خشبي .
ثم يتهم السيد حسين الشيوعيين السوريين بأنهم اتهموا انتفاضة الكرد 2004 بأنها مؤامرة من الخارج من المؤسف جدا يا سيد حسين بأنك والكثير من أمثالك لم تقرئون جيدا ومازلتم ( رغم ادعاكم الثقافة) إلى ألان تعيشون زمن الإقطاع وما زلتم تخلقون الاعداء بأنفسكم وهما , ونسأل هل مجيء مجموعة من الشباب من مدينة أخرى القامشلي وإلقاء الهتافات لامست شعور الناس مؤامرة على الوطن والناس أم شيء أخر تعرفه أنت , وهذا الفعل المحرض من الخارج أنا اسميه مؤامرة وعندما أصدرت اللجنة المنطقية للحزب في الجزيرة بيانا الم يحمل المسؤولية على السلطات المحلية (هل اتهمت المتظاهرين بالتآمر) بل دعا إلى محاسبة المسوؤلين والبحث عن كوامن الاحتقان الشعبي وايجاد الحلول له.
من المؤسف إن تسخروا أقلامكم في سبيل خلق عداوات مع اللذين من المفترض أن يكونوا حلفاء بمعنى ما .
ثم يرفع السيد حسين سقفه الانتقادي ليصل إلى الفكر حيث يقول (راهن شيوعيونا حتى الأمد القريب على الفقر كعامل موضوعي للثورة ) لعلمك فقط فإننا ما نزال نركز على العامل الموضوعي لكل ثورة واحد أسسها هو الفقر فالأغنياء لا يثورون أبدا إلا من اجل السطوة على الراهن ويطالبون بقوانين تسهل حركة رساميلهم وحمايتهم من الفقراء , وكل تاريخ الإنساني يؤكد ذلك , وللرد على من يعتبر بأن الفقر ليس العامل المؤسس للثورات العربية الأخيرة فأن الواقع يكذب ذلك على مستوى شخص البوعزيزي (محمد بسبوس) فتدمير عربة الخضار سبع مرات في أسبوع وحرمانه من رزقه الوحيد هو مرتكز انتفاضته الشخصية فيقول شقيقه سالم في مقابلة مع صحيفة (المصري اليوم) أخي ليس جامعيا كما يتردد لقد انقطع عن التعليم من اجل أختي ليلى وأمي ……نحن عائلة بسيطة وفقيرة فعلا لو لم يكن فقيرا لما ترك الدراسة ولم تصفعه شرطية ففقر البوعزيزي يا عزيزي بلند هو الأساس , غير أن المسألة أعمق من هذا بكثير فالبرجوازية تحاول الالتفاف على نتائج هذه الثورات والالتفاف النظري هو المرتكز الأول , فهذه القوى تهدف :
– إن الواقع الاقتصادي في البلد الذي قامت فيه الثورة ليس سببا للثورة تمهيدا لعدم المساس به لان البرجوازية هذا هو مشروعها تريد إن تبدل الشكل السياسي دون المساس بالاءساس الموضوعي .
– لتبقى البرجوازية لا غيرها البديل الشعبي للحكام المخلوعين لذلك ما نخشاه إن تحتاج الثورات إلى ثورات عليها .
– إن هذا الطرح هو تأسيس نظري للنهج الليبرالي القائم عن التضاد مع مصالح الجماهير الشعبية , وهذه نقطة خطيرة فمجمل أقطاب المعارضة السورية في الخارج تؤسس لهذا صراحة من خلال طرح شعار الحرية ويقولون بأننا لسنا جياعا فيما الواقع يكذب ذلك فمن ألان للأسف يكذبون على فقراء البلاد وهذا الطرح يؤكد على إن هناك توافق فكري في النهج الاقتصادي بالأساس بين النظام السوري وبين طرح المعارضة في هذا الاتجاه .
ثم يطرح الأخ بلند قضية فكرية أفرزتها إحداث اليوم فيقول في ذات الوقت سوق ماركسيونا التقليديون أطروحة أخرى وموضوعة تستوجب بناء التنظيم الثوري انطلاقا من العلاقة الجدلية بين العاملين الموضوعي والذاتي .
وهو يقصد بالتنظيم الثوري الحزب السياسي إن هذا الطرح خطير فالقضية ليست متعلقة بالشيوعيين فقط لان القضية فكرية أي شاملة التوجهات وكأنه يقول أيتها القوى السياسية المنظمة حلو أنفسكم فلم يعد الزمن زمن الحزب السياسي , واذا تحدث احد عن قانون الأحزاب فأنه يتحدث عن وهم , أنها فلسفة عصر الفوضه الفكرية بامتياز.
إن الفيس بوك البديل عن الأحزاب السياسية أبدا فقط هي صحيفة العصر الالكترونية .