وتهديدات لشباب آخرين واعتقال البعض الآخر منهم…، وبأن هذه الأعمال الاستفزازية… أن لم تتوقف…، فهذا قد يدفع الشباب الكرد والعرب في كافة المناطق الكردية إلى الخروج إلى الشارع للاحتجاج، وكذلك فأن الحركة السياسية الكردية ستكون ملزمة بالاستجابة لنداءات الشباب واتخاذ القرار السياسي بدعوة عامة للمشاركة في الاحتجاجات….
نقول: بعد هذه الفترة الطويلة من ارتكاب الأجهزة الأمنية السورية للانتهاكات الفظيعة والويلات بحق المواطنين السوريين واستباحة إعراضهم وكرامتهم الشخصية وقتلهم بدم بارد…، تخرج علينا أطراف الحركة الوطنية الكردية في سوريا وتقول: ( في خطوة تصعيدية… )، وأن ( الحركة السياسية الكردية ستكون ملزمة بالاستجابة لنداءات الشباب واتخاذ القرار السياسي بدعوة عامة للمشاركة في الاحتجاجات….
)، وهنا نتساءل: أين التشخيص السياسي للواقع السوري وأزماته والحلول المقترحة لذلك وآلياته…، منذ نشوء وتكوين الحركة السياسية الكردية في سوريا ؟ وما هو الفعل الذي قامت به هذه الحركة السياسية في مواجهة المشاريع العنصرية والتمييزية للسلطات السورية بحق الشعب الكردي منذ ذلك الحين وحتى الآن ؟ وكذلك ما هو الفعل الذي قامت به في مواجهة غياب الحريات الديمقراطية والانتهاكات الفظيعة لحقوق الإنسان السوري وحرياته الأساسية خلال أكثر من خمسة عقود من الزمن ؟
طبعاً أنا لا أنفي هنا بعض المواقف المضيئة للحركة السياسية الكردية هنا وهناك….، ولا أريد أن أخوض هنا سجالاً حول واقع الحركة السياسية الكردية في سوريا ومواقفها منذ تأسيس أول حزب كردي في سوريا وحتى الآن، ولكنني أتساءل وأنا من ضمن تركيبتها وفي موقع قيادي مهم، أين نحن مما يجري على الساحة السورية كل هذه الفترة من حراك جماهيري شعبي وما هو موقفنا ؟ ولماذا نحن غائبون عن ساحة الفعل والتأثير ؟ وهل ستغفر لنا الأجيال القادمة ما نحن عليه ؟ وهل المطالبة بالحرية والديمقراطية والعدالة والمساواة وإزالة الاضطهاد والتمييز…، وإنهاء مظاهر الدولة الأمنية والمطالبة بكف الأجهزة الأمنية السورية عن استخدام العنف والقوة المفرطة بحق المواطنين السوريين وإزهاق أرواحهم….، من مهام الشباب فقط حتى تدعي الحركة الوطنية الكردية في بيانها الأنف الذكر إنها ستكون ملزمة بالاستجابة لنداءاتهم واتخاذ القرار السياسي بدعوة عامة للمشاركة في الاحتجاجات….
؟ ولماذا لا تتخذ الحركة الوطنية الكردية من تلقاء نفسها قرار المشاركة والدعوة إلى الاحتجاجات والمظاهرات…؟ طالما أنها ( التجمعات الاحتجاجية ) تهدف إلى إجراء التغيير الديمقراطي السلمي في البلاد وتحقيق سيادة القانون وضمان استقلالية القضاء ومحاربة الفساد والرشوة والمحسوبية وإهدار المال العام…، وإنهاء حالة القمع والظلم والاستبداد والاضطهاد…، من خلال القضاء على جميع أسسها ومرتكزاتها الفكرية والسياسية والقانونية…، وإنهاء حالة الاحتكار للسلطة والثروة…
وإذا افترضنا هنا جدلاً أن السلطات الأمنية السورية أوقفت الأعمال الاستفزازية بحق المجموعات الشبابية العربية والكردية في محافظة الحسكة، واستمرت في قمع التظاهرات والاحتجاجات الجماهيرية الشعبية في بقية المدن والمحافظات السورية، هل ستبقى الحركة الوطنية الكردية تقف متفرجة على كل ما يجري من فظائع وأهوال للمواطنين السوريين وهدر دمائهم وهتك أعراضهم وإهانة كرامتهم… ؟
اعتقد أنه لا يزال أمام الحركة الوطنية الكردية في سوريا، فرصة تاريخية مناسبة، لمراجعة حساباتها ومواقفها وسياساتها، والانخراط في العملية الجماهيرية الشعبية، التي تشهدها مختلف المدن والمحافظات السورية، وإلا فأن التاريخ لن يرحم أبداً.
*المحامي مصطفى أوسو عضو اللجنة السياسية لحزب أزادي الكردي في سوريا