فوضى الأمن السوري / اللاخلاقة

وليد حاج عبد القادر

بالتوازي مع اتساع الرقعة الجغرافية للإحتجاجات الوطنية العارمة التي تجتاح سورية وأمام تصاعد الضغوطات الجماهيرية الكبيرة التي تنشد التغيير فتزداد مع وتيرتها تصاعد رعب  النظام من جهة وشفافية لا بل وسلمية الجماهير المحتجة والذين يخرجون صباحا مساءا بصدور عارية وهم يتوقعون تلقي كل شيء بدءا من الورود مرورا بالقنابل المسيّلة للدموع إلى الطلقات الغادرة ، وبالرغم من ـ الفبركة ـ الممتازة لطاحونة إعلامها الصدأة بكل معنى الكلمة ـ النظام ـ ودسائسها التي تتوضح مفاصلها وتتكشف الواحدة منها تلو الأخرى مع إحتراق أية ورقة فتنهال وبالتتالي مع رمادها سيل من الحقائق التي لا تحجبها ـ بالمطلق ـ لا الغرابيل المثقوبة ولا حتى الآراء المعطوبة من أناس بدؤوا أقدارهم ـ لابل ـ هم صاغوها بإصطفافهم وعكس طموحات وأماني شعوبهم ، والشعب الكردي ابتلى بمثل ـ هكذا أنماط !! ـ أرهنوا ذواتهم وقدرهم ـ بكل خسّة ومذلّة ـ لمستبدي شعبهم
وطبيعي أن تستفيد أجهزة الأمن السورية وفرقها من خلال فروعها ومفارزها وبالتالي مندوبيها ـ اللاقومويين ـ ليستعدوا ، ومن جملة ما يستعدوا لها : سيل من الخطط والمفارق !! ولكنها حقيقة أوراق خريفية زابلة تتساقط مع أقل نسمة خريفية حتى ، فما بالك والربيعية منها ، منهم من حاول ـ كالحرباء فتلوّن ـ ليندس بين صفوف المعارضة ، وآخرون طرحوا أنفسهم بدائل ل ـ وائل غنيم ـ وشلل، تنطحوا سحابات النضال الوطني السوري ـ وهم يلهثون ـ مخترقين لابل محرقين كل شيء ولكل شيء فبدوا حقيقة ـ كتوصيف الصديق مروان ـ كصائدي الكنوز ونسوا تماما : أن كلّ مبيّضات العالم لن تغسل قذارتهم فما بالك أن تطهرها !! …
تعددت الوسائل والطرق وشاؤوا أن تكون القضية الكردية وحركتها لابل الشعب الكردي في سورية ـ فأر التجربة وقربانها ـ وسعوا لها من كل جهة ـ عملاءهم ـ حتى تكون الوسيلة لتبرير الغاية أي وبصراحة ـ تفسير المستصعب في شروحات الخانم بثينة بنت شعبان ـ ومؤتمرها الصحفي الموقر ، ولما لا فللوزيرة السابقة ما لها من أفضال وبالتالي كان السبق الصحفي منها ولها ـ قدسية كل ذرة من تراب شمال شرقي سورية ..

ـ ونغمة الشواذ كتقسيم سورية على غرار عازف / زنكه زنكه المشهور / ، وهنا ، لعلها المرة الأولى ـ شخصيا ـ أسجلها للحركة الكردية وشباب الشعب الكردي ، قوة الإرادة من جهة ، والصبر من جهة ثانية حتى تنجلي الأمور أكثر فأكثر ..

أرادونا وقودا لأمر ما كان سينضج حينها ولا الجعجعة في الحالتين لكانت قد توقفت إن فشلوا فالويل لهم فهم المغامرون والمقامرون ..الخ وإن بدت ملامح النجاح فهم الملهمون ، القادة  المفكرون والجنود المجهولون وجيش ـ جانهم الذي حقق تلك المعجزة !! ـ ..الخ ولكنها الجعجعة ـ دائما ـ كما الدوامة مصدرها هي كمرجعها دائما لذاتها ليس إلا ..

وما أن نضجت المسألة وتوضحت نجاعة الموقف السليم الممارس ـ ميدانيا ـ : أصبح هاجسهم الأول والأخيرـ متلونو  المواقف ـ و ـ استكمالا لموقف  السلطة وممارسات أجهزتها الأمنية أن ـ لا شعب كردي في سورية وبالتالي لا حركة سياسية تمثّلها ـ سوى تلك الثلة المعطوبة هي من يجب أن تلتقي بها القيادة العليا !! فكان ـ ومن جديد ـ المجال الواسع لأحجار شطرنجها إن لسرعة الحركة أوفي تحديد الهدف لهم ، ومن جديد جاءهم الجواب / الصدمة لكل من السلطة و ـ أزلامها ـ نعم : لا بديل للحركة السياسية الكردية في تمثيل الشعب الكردي وهذا ما لاحظته السلطة فكانت خيارات جديدة ومتعددة : بدأت بكم الرسائل المعنونة الى آلاف الإيميلات وبأسماء متعددة لشخصيات لها مالها من ثقل في الوجدان القومي الكردي ـ أمثال سينم خان التي كذّبت وفضحت الأمر ـ وهي تدعوـ الإيميلات ـ  من جملة ما تدعو الى تهميش الحركة ـ لابل تخوينها كما يحدث الآن ـ وبالتالي الضغط على الشباب الكردي بعدم النزول ـ الآن ـ الى الشارع حفاظا على دماءه ، وبرزت من جديد تلك العبارات المقرفة … إتهامنا بالإنفصالية وبالتالي الفتنة والطائفية ، والتقسيم / سوريا / ولم ينسوا تذكيرنا بحورانية محمد طلب هلال ..الخ وتكرر المشهد مرارا وبإيميلات مختلفة ، وبديهي أن تكون بثينة ومن وراءها الأكمة وما وراءها من أجهزة وخبراء أن تطلب من عملاءها ـ المهمة الصعبة والأخيرة ـ :
أن تستغبي السلطة المستبدة شعبها فهذا له ما يبرره أما أن تستغبي ـ شخصيات ـ تدعي تمثّلها لشعبها وهي على ماهي من تبعية وإذلال للمستبد ومنفذا فاشلا لمخططاته ـ فالحق أنه الإستغباء المعكوس أو لعلها ـ الميموري المعطّل ـ هذا إذا ما كان هناك أصلا شيء اسمه الذاكرة ـ ويقرّ بها ـ هكذا نماذج من البشر ..

بعضهم ـ ناضل ـ طويلا في صفوف الحركة وبعضهم مازال ـ يدّعي ـ ذلك ، ولكنه بالرغم من الإتفاق في بعض من القضايا المطروحة والسلبيات التي تعاني منها الحركة الكردية إلا أنها لاترقى ـ البتة ـ الى درجة تخوينها وبالتالي ـ هكذا وبمزاجية مرضية ـ شطبها من الوجود ـ كونها المؤسسة السياسية الوحيدة التي تجسد وتمثل القرار السياسي الكردي والتي أثبتتها بالتالي إفرازات المرحلة التي نعيشها من جهة وهتافات الشارع الكردي ردا على ـ الوفد !! ـ الذي دعي الى دمشق من قبل النظام .

ولقد لوحظ أنه ومنذ زمن ليس بالقصير تمهيد النظام لحملته المركّزة على الحركة الكردية بمجموع احزابها مستفيدين من كم الأخطاء والمفارقات والنزاعات غير المبررة ولكنها عمرها ما ارتقت الى درجة التخوين وإلا فعلى أغلبنا أن يبدا بصلب ذاته قبل رمي القشرة ـ أية قشرة ـ على مشجب أي واحد !!هذا من جهة ومن جهة أخرى وبعد أن استطعم ـ بعضهم ـ اللعبة وبالتالي التمهيد الطويل وممارسة سياسة / الإرهاب الفكري التخويني / وبالتالي الديماغوجيا ـ وبصفاقة قلّ نظيرها ـ على الحركة إزدادت وتائرها بعد الفشل ـ الشارعي والميداني ـ لإدعاءاتهم ـ
لأمر يدعو ليس فقط للسخرية ، إنما الى رسم أكثر من إشارة تعجب تلي إشارات الإستفهام المتكررة ، فكان الخضاب ـ ولكننا ـ هذه المرة لن ـ نفوّتها ـ على حد قول ذلك الفلاح الصعيدي المصري ، أن لعبة زجّ الأنف القذرة الممارسة من قبل البعض ومحاولة تدخلهم ال ـ ريموت كونترولي ـ في قضايا وأنشطة ـ جوانين كرد ـ سيتم تعريتها والتصدي الأخلاقي لها كدروس ستثبت وتدوّن لتأريخ جديد ـ أتصوره ـ لن تعجب ـ أولئك ـ المتطفلين ـ حتما ـ على أية نشاط ونضال ميداني حقيقي بعيد عن البروباكندا وصنوف الميديا وطقوسها الأوروبية لا سياط أجهزة الأمن أو أقبية فروعها المختلفة !! ـ والآن ـ طلقاتها الخارقة / الحارقة !! .

إن التدخل السافر والظالم في نضالات الشباب ومن ثم المتاجرة بعرقهم ودماءهم ..

سهرهم ، خوفهم المشروع وحركتهم الدؤوبة وبالتالي الثواني والدقائق التي يوفرونها لنضالات عملياتية سلمية في الشوارع يخرج الواحد منهم صباحا ، يودع امه ، أبيه ، زوايا بيته ، الأرصفة ، الجدران ، يتأمل الشمس والعصافير وحتى الشجر المتناثر في الجادات وبلمح البصر يبدو كمن يودعها ، يتأمل كل شيء ، ويسأل نفسه : ترى هل سيعود ؟ ! إلى ماضيه ، أم سيعتقل ؟ أو سيصاب ؟ ومع هذا يصمم على الخروج وبالتالي يهتف مطالبا بحريتنا جميعا ، ومع هذا يخرج علينا من يتاجر بكل هذا الفعل النضالي ليؤسس لنظرية !! تعزيرية تشرّف ديماغوجيا الإعلام السوري القذر وسطوة أجهزة أمنه بكل أشكال بطشها وقسوتها ، و ..

تحت يافطة النضال الوطني ، ويتناسى في غمرة نشوته ـ اللاوطنية ـ ووظيفته التقريرية ليمّرق من جملة ما يمّرق ـ سهوا ـ عباراته الأليفة في لغة أسياده / الخلايا ..

المندس أو المندسون ..العملاء في الخارج ..الدعم ..الخ / … قذرة حقا ـ وبكل صدق ـ هذه الجرأة في العمالة المكشوفة ! الرخيصة !! .


أن يتنطع أحدنا فينقد ما ينقد ، فله الحق ـ بتصوري ـ وأغلبنا لعله على قطيعة تنظيمية مع مجموع أحزاب الحركة الكردية ولكن من خلال ـ تتبعي ـ لمجمل نشاطاتها والتي لم ترتق بعد ـ بتصوري ـ الى المرتبة المطلوبة ، إلا أنها ـ برأيي ـ هي الممثلة الوحيدة للشعب الكردي في سورية ـ أقلها ـ أنا أعلم أن هناك قيادات ميدانية منهم تتشابك أياديهم ومن اجسادهم يشكلون سياجا أماميا يحمون تقدم الشباب وبصدورهم العارية أيضا ، وعلى ـ حدّ معرفتي ـ أن الطلقات الغادرة إذا ما أطلقت فهي لن تميّز بين القادة وغيرهم ، فقليلا من المصداقية في التقييم وبالتالي ـ أتمنى ـ من ذوي نزعة الإستشعار عن بعد أن يكفوا من أساليبهم ـ الرخيصة ـ ودسّ ـ أنوفهم ـ في قضايا هي صعبة عليهم ممارستها نضاليا وميدانيا وبالتالي تكفيهم بطولات: زخم الإنشقاقات الحزبية و ـ المواقف الثورجية في المقابلات الدعائية المتلفزة منها أو المبروزة ـ وليتأملوا قليلا ـ إن كانوا صادقين !! ـ : فهاهم وتطاولهم وتدخلهم اللامسؤول في ـ ائتلاف شباب الكرد ـ جوانين كرد ـ قاب قوسين او أدنى من تنفيذ ما جندوا لها حقا لقد صدق الكرد في مثلهم القائل    :/ weke hevin le ne li cem hevin /

* ـ weke

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

شادي حاجي القضية الكردية في سوريا ليست قضية إدارية تتعلق بتدني مستوى الخدمات وبالفساد الإداري وإعادة توزيع الوظائف الادارية بين المركز وإدارات المناطق المحلية فإذا كان الأمر كذلك لقلنا مع من قال أن المشكلة إدارية والحل يجب أن يكون إدارياً وبالتالي حلها اللامركزية الادارية فالقضية الكردية أعقد من ذلك بكثير فهي قضية شعب يزيد تعداده على ثلاثة ملايين ونصف تقريباً…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية ومع مناصري ثقافة التسامح واحترام حقوق الانسان ومع أنصار السلم والحرية، نقف مع السوريين ضد الانتهاكات الجسيمة والاعتداءات الصريحة والمستترة على حقوق الانسان الفردية والجماعية، وسياسات التمييز ضد المرأة والطفل، وضد الأقليات، وضد الحرب وضد العنف والتعصب وثقافة الغاء الاخر وتهميشه، وتدمير المختلف، والقيام بكل ما…

نحن، المنظمات الحقوقية الكردية في سوريا، نهنئ الشعب السوري، بجميع مكوناته وأطيافه، على إسقاط نظام الاستبداد، إذ تمثل هذه الخطوة التاريخية ثمرة نضال طويل وتكاتف الشعب السوري ضد آلة القمع، وهي بلا شك نقطة انطلاق نحو بناء سوريا المنشودة. إن سوريا الجديدة، بعد إسقاط النظام البائد، تدخل مرحلة حاسمة، وهي مرحلة البناء والسلام والصفح. لذا، ينبغي أن تسود فيها العدالة…

خليل مصطفى بتاريخ 22/2/1958 (شهر شباط) تم التوقيع على اتفاقية الوحدة (بين مصر وسوريا)، حينها تنازل رئيس الجمهورية السُّورية شكري القوتلي عن الرئاسة (حكم سوريا) للرئيس المصري جمال عبد الناصر (طوعاً)، وقال لـ (جمال عبدالناصر): (مبروك عليك السُّوريون، يعتقد كل واحد منهُم نفسهُ سياسياً، وواحد من اثنين يعتبر نفسهُ قائداً وطنياً، وواحد من أربعة يعتقد بأنهُ نبي، وواحد من عشرة…