دقت ساعة الحقيقة والحسم..

 بقلم: م.رشيد

    كان وما يزال توحيد فصائل الحركة السياسية الكوردية مطلباً دائماً وملحاً من قبل العامة والخاصة، وركيزة استراتيجية في بناء العامل الذاتي وهيكلته ورسم مقوماته وتوجهاته، مطلبٌ تفرضه الضرورات القومية والوطنية في كل المراحل، وتوجبه الظروف النضالية في كل زمان ومكان ، لإثبات الذات ومواجهة التحديات وتوفير الاستحقاقات وتحقيق التطلعات..
     فهو مهمٌ في كل الأحوال والظروف، وتزداد الحاجة إليه عند اشتداد وطئة الاضطهاد والقمع والتنكيل..

من قبل النظام الحاكم عندما يطبق المزيد من القوانين الاستثنائية والإجراءات التعسفية والمشاريع الشوفينية بحق الكورد ومناطقهم..

    في كل انعطاف حرج وصعب، وفي كل حدث مفصلي مهم ، تقدم الفصائل على خطوات خجولة (أو وقتية) ناقصة وغير جدية في هذا المنحى، فتقوم بالالتفاف على حقيقة المطلب أو اجهاضه من خلال إنشاء تكتلات صغيرة مؤقتة أو إصدار بيانات مشتركة أو تنسيقات أو  تحالفات أو اصطفافات…(وتزول بزوال الحدث وتجاوز المنعطف، وتعود جميع الأطراف إلى قواعدها القديمة، ولكن لا تسلم الجرة في كل مرة) وتخلق لنفسها الذرائع والمبررات للحؤول دون تشكيل إطارعام وشامل (كالمؤتمر الوطني الكوردي) لكل القوى والنخب والفعاليات الثقافية والاجتماعية والدينية..، ليكون مرجعية وممثلة للشعب الكوردي في نضاله الديموقراطي السلمي العادل نحو أهدافه وطموحاته..

    وفي ظل رياح التغيير العاصفة على المنطقة والحراك الشعبي العارم من أجل الحرية والديمقراطية والكرامة..

يتطلب من فصائل الحركة أكثر من أي وقت مضى العزم و الجدية والإرادة في تضافر الجهود وتوحيد البرامج والتصورات من خلال توفير آلية عملية فعالة وسريعة ومواكبة للأحداث المتسارعة..
    لم يبق هناك مجال للشك أوالتردد أوالتماطل..، وقد بدأت ساعة الانطلاق الحقيقي وساعة النضال العملي ..فكل تأخيرٍ وتسويفٍ في هذا الصدد انتحارٌ ودمارٌ وعارٌ..

للكورد عامة، وللأحزاب الكوردية خاصة، لأنها مطالبة بالاصلاح والتغيير شأنها شأن جميع المؤسسات والمنظمات القائمة في المنطقة، لتتلاءم وتواكب التطورات والتغيرات الجارية في ظل العولمة بمفاهيمها وتقنياتها، فقراءة الأحداث ومشاهدة فصولها المتصاعدة يوماً إثر يوم، كافيةٌ ووافية ٌ لاستخلاص الدروس والعبر والبناء عليها، والتحمس والتجرؤ للإقدام على خطوات جدية وملموسة على أرض الواقع على أساس تثبيت الحضور الكوردي وتحصين موقعه على الساحة الوطنية، وعدم ترك أي ثغرة أو خلل تستغله الأوساط الشوفينية والمعادية لإقصاء الكورد وتهميشهم وإهمال مطاليبهم وحقوقهم…
    لهذا وتأكيداً على مضمون مقالنا المعنون سقط القناع عن القناع والمنشورعلى صفحات العديد من المواقع الالكترونية الكوردية (مثل: welatême, soparo, gemyakurda, efrin.net, bingeh, k.binxete, civet, kaniya sipî,… وغيرها) بتاريخ 5/4/2011 مع بدايات الاحتجاجات والمظاهرات الجارية، وفيه عرضنا (باسهاب وتفصيل) الموقف الكوردي المفترض اتخاذه حالياً، والمهام الملقاة على كاهل الحركة الكوردية في ضوء المستجدات والمتحولات المتتالية، وناشدنا الأحزاب لتحقيق وحدات اندماجية أو اتحادية أو تجميعية بين المتقاربة سياسياً وايديولوجياً واختزالها ضمن عدة أحزاب كبيرة بحجومها، ومعقولة في عددها، ومتينة في تنظيمها، وفعالة في مناهجها، ومؤثرة في أدائها، وقادرة على الصمود والاستمرارية ضمن المرحلة القادمة، استنتاجاً واستشعاراً لما ستؤول إليه الأوضاع من شروط مختلفة وظروف جديدة للعمل والنشاط والحراك سياسياً واجتماعياً وثقافياً واقتصادياً..

وما للمكون الكوردي من وزن راجح (مؤمّل) ودور مؤثر(مفترض) في تحديد المسارات وتحقيق التوازنات..، والتخلص من العدد المفرط وغير المنطقي للأحزاب وغير المناسب مع التعداد السكاني للكورد وطبيعتهم وظروفهم الحياتية والاجتماعية..، وكذلك لإنهاء حالة التشرذم والتشظي والاصطفاف والخمود..التي تعيشها حتى الآن ..، وكذلك لاكتساب الشرعية والأهلية لتمثيل الكورد وقيادتهم بمختلف شرائحهم ومشاربهم الاجتماعية والسياسية والثقافية..

واستيعاب جميع الفعاليات والمنظمات والنشاطات وتوجيهها نحو المسار الصحيح والسليم في خدمة القضية ..
    والجدير بالذكر هو أن توحيد فصائل الحركة ستعطي زخماً ودفعاً وثقةً لباقي الفعاليات والمنظمات والمؤسسات الكوردية المدنية والشعبية والأهلية..

الأخرى (وبخاصة الشبابية الناهضة) لتوحيد صفوفها وتنسيق أمورها، في ضوء تصريحات الجميع بالالتزام بالخط العام للحركة الكوردية وعدم تجاوزها أونفيها أو اهمالها..، كما أن احترام آراء ومشاعر ورغبات الجماهير التواقة للحرية واجب وحاجة وضرورة من باب المسؤولية الأخلاقية والحزبية..، وذلك بفتح المجال أمامها للانضمام والمشاركة تحت خيمة جامعة وشاملة للكل دون استثناء، لتكون الحاضنة والناطقة والممثلة الحقيقية والفعلية والشرعية للكورد في سوريا، ولسد المنافذ أمام أجندات الانتهازيين والمتهورين والمندسين والمتربصين وعزلهم وتثبيط تحركاتهم ونشاطاتهم..،وتحطيم مؤمراتهم واحباط مخططاتهم الرامية إلى عزل الكورد واقصائهم واضطهادهم..
     إن الحضور الكوردي الموحد على قاعدة الثوابت القومية – الوطنية (كالرؤية المشتركة للأحزاب) سيكون قوياً ومؤثراً وفاعلاً..

ضمن الأطر الوطنية كإعلان دمشق أو المؤتمر الوطني السوري العام المنشود ، وسيحقق للكورد الشرعية والأهلية والجدارة ليكونوا شركاء حقيقيين في الوطن بكامل الحقوق والواجبات دون تمييز أو تفضيل، والإسهام إيجابياً في عمليات البناء والتطوير لتأسيس نظام ديمقراطي مدني تعددي يتحقق في ظله العدل والمساواة والسلم والأمان والاستقرار والرخاء ..

لكل أبناء سوريا بمختلف ألوانهم وانتماءاتهم العرقية والطائفية ،ومختلف توجهاتهم الفكرية والسياسية..
     وفي هذا الصدد أحيّي كل الجهود والدعوات التي أُطلقت (وماتزال) من أجل توحيد الصف والخطاب الكورديين، وأشدّ على أيدي المبادرين والساعين لتحقيقها، واخصّ بالذكر تلك الصادرة عن المهتمين والمعنيين والحريصين من المثقفين والكتّاب والسياسيين والحقوقيين..

في ندائهم الأخير الموجه إلى الأحزاب الكوردية، حيث كنا من الموقعين عليه.
     يبقى أن نشير إلى نقطة هامة ألا وهي أن عملية توحيد البيت الكوردي وترتيبه وتنسيقه وتنظيمه..(كتشكيل غرفة عمليات ميدانية اسعافية مشتركة، ومخولة ومكلفة بالتعبير والتقدير والتقرير..

إزاء الأوضاع الراهنة والمستجدة وعلى كافة الأصعدة سياسياً وأعلامياً ولوجستياً..)  ليست الغاية والهدف بعينها ،إنما هي أداة ناجعة وضامنة، ووسيلة ضرورية وهامة يجب توفيره، لتهيئة الذات والاستعداد لتذليل الصعاب والعقبات، واستغلال الفرص والحالات، والتصدي للمفاجآت والمتغيرات، وتخطي الأزمات والتحديات، على طريق تحقيق كافة الحقوق القومية والوطنية المشروعة للشعب الكوردي …وطريق الألف ميل تبدأ بخطوة، وفي الوحدة قوة، والنتائج المرجوة مرهونة بالمقدمات الصحيحة والسليمة والمدروسة…
——-  انتهت  ——-
         – 15/04/2011

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

شادي حاجي القضية الكردية في سوريا ليست قضية إدارية تتعلق بتدني مستوى الخدمات وبالفساد الإداري وإعادة توزيع الوظائف الادارية بين المركز وإدارات المناطق المحلية فإذا كان الأمر كذلك لقلنا مع من قال أن المشكلة إدارية والحل يجب أن يكون إدارياً وبالتالي حلها اللامركزية الادارية فالقضية الكردية أعقد من ذلك بكثير فهي قضية شعب يزيد تعداده على ثلاثة ملايين ونصف تقريباً…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية ومع مناصري ثقافة التسامح واحترام حقوق الانسان ومع أنصار السلم والحرية، نقف مع السوريين ضد الانتهاكات الجسيمة والاعتداءات الصريحة والمستترة على حقوق الانسان الفردية والجماعية، وسياسات التمييز ضد المرأة والطفل، وضد الأقليات، وضد الحرب وضد العنف والتعصب وثقافة الغاء الاخر وتهميشه، وتدمير المختلف، والقيام بكل ما…

نحن، المنظمات الحقوقية الكردية في سوريا، نهنئ الشعب السوري، بجميع مكوناته وأطيافه، على إسقاط نظام الاستبداد، إذ تمثل هذه الخطوة التاريخية ثمرة نضال طويل وتكاتف الشعب السوري ضد آلة القمع، وهي بلا شك نقطة انطلاق نحو بناء سوريا المنشودة. إن سوريا الجديدة، بعد إسقاط النظام البائد، تدخل مرحلة حاسمة، وهي مرحلة البناء والسلام والصفح. لذا، ينبغي أن تسود فيها العدالة…

خليل مصطفى بتاريخ 22/2/1958 (شهر شباط) تم التوقيع على اتفاقية الوحدة (بين مصر وسوريا)، حينها تنازل رئيس الجمهورية السُّورية شكري القوتلي عن الرئاسة (حكم سوريا) للرئيس المصري جمال عبد الناصر (طوعاً)، وقال لـ (جمال عبدالناصر): (مبروك عليك السُّوريون، يعتقد كل واحد منهُم نفسهُ سياسياً، وواحد من اثنين يعتبر نفسهُ قائداً وطنياً، وواحد من أربعة يعتقد بأنهُ نبي، وواحد من عشرة…