بيان أحزاب الحركة الوطنية الكردية في سوريا بمناسبة عيد الجلاء

يا جماهير سوريا الأبية…
أيها السوريون الأحرار…
نحتفل اليوم جميعاً كسوريين على امتداد مساحة الوطن وبمختلف مكوناته الوطنية و القومية والدينية بالذكرى الخامسة والستين لعيد الجلاء المصادف في السابع عشر من شهر نيسان من كل عام …

لقد جاء جلاء المستعمر الفرنسي عن بلادنا بعد نضالٍ وطني مرير من أبناء سوريا بدءاً من معركة ” ميسلون ” الخالدة التي قادها البطل يوسف العظمة ،وتصدى للاحتلال الفرنسي رغم معرفته بعدم التوازن بين القوتين , إلّا أنه أبى أن يقال دخل المستعمر سوريا دونما مقاومة، فكان الشهيد الأول على مذابح الجلاء , مروراً بنضالات أبناء جبل الدروز و الغوطة وجبال العلويين وجبال الأكراد وجبل الزاوية والجزيرة …
وقد كان للشعب الكردي في سوريا صفحات مشرقة كباقي أخوته في سوريا في الدفاع عن أرضه ضد المستعمر حيث قاد المناضل إبراهيم هنانو في جبل الزاوية وإلى شمالها كانت ثورة جبل الأكراد عام 1938، وفي الجزيرة خاض أبناؤها معركة بياندور عام 1925، والتي أزاحت سيطرة قوات الاحتلال من المنطقة أكثر من عامين بعد مقتل الضابط الفرنسي روغان ، وتعرضت بلدة عامودا للقصف الجوي من قبل الطيران الفرنسي،وفي معارك الفوطة بدمشق  … وبالرغم من كل ذلك فقد عانى شعبنا الكردي بعد الاستقلال وفي ظل الأنظمة الشمولية لمحاولات حثيثة بغية صهر وجوده القومي من خلال سلسلة من الإجراءات والمشاريع العنصرية والشوفينية …
أيها السوريون الأماجد…
إننا في هذه اللحظات التي نحتفل بعيد الجلاء يعيش الشعب السوري لحظات هامة من تاريخه النضالي لرفع الظلم عن كاهله , حيث تشهد معظم المحافظات السورية حراكاً جماهيرياً سلمياً للمطالبة بحقوقهم من حرية وكرامة وعيش رغيد , وبالرغم من محاولة السلطات السورية التعامل أمنياً معها وقمعها, إلّا أن كل ذلك لم يزد الشارع إلا إصراراً وثباتاً على تحقيق تغيير و إصلاحات حقيقية على  كافة الصعد السياسية و الاقتصادية والاجتماعية  .
إننا في الوقت الذي نؤكد تضامننا الكامل مع الشعب السوري في حراكه السلمي ومطالبه العادلة , وندين القمع الذي تمارسه الأجهزة الأمنية في سوريا بحقهم , نرى بأنه لابدّ من أن تقدم السلطات السورية على الإقدام على خطوات ملموسة وعاجلة من شانها إنقاذ البلاد من مزالق غير محمودة العواقب, ولعل من أهمها إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين وسجناء الرأي، والسماح بعودة آمنة للمغتربين السوريين، وإلغاء قرارات منع المغادرة ،و إلغاء حالة الطوارئ والقضاء الاستثنائي، وطي ملف الاعتقال السياسي، و إلغاء المادة الثامنة من الدستور وتبعاتها، والبدء بحوار وطني شامل وصولا إلى مؤتمر وطني عام ، و  الإقرار الدستوري بالشعب الكردي كثاني أكبر قومية في البلاد ضمن إطار وحدة البلاد .
يا جماهير سوريا الأبية …
إننا جميعاً مطالبون اليوم بتقديم التضحيات الجسام للوصول بسوريا إلى بر الأمان وبناء حياة ديمقراطية تتسم بالتعددية السياسية والثقافية والقومية والدينية , ويكون فيها الرجل المناسب في المكان المناسب , لتكون بذلك سوريا بلداً للجميع ورمزاً للتآخي والعيش المشترك .
تحية عطرة إلى عيد الجلاء في ذكراه الخامسة والستين …
تحية عطرة إلى الأرواح الطاهرة لشهداء الجلاء و كل شهداء الشعب والوطن …
تحية إجلال وإكبار إلى أبطال الجلاء يوسف العظمة وصالح العلي وسلطان باشا الأطرش وإبراهيم هنانو ورمضان شلاش …

*** وكل عام وسوريا والسوريون بألف خير ***
17 / 4 / 2011م

 أحزاب الحركة الوطنية الكردية في سوريا

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

شادي حاجي القضية الكردية في سوريا ليست قضية إدارية تتعلق بتدني مستوى الخدمات وبالفساد الإداري وإعادة توزيع الوظائف الادارية بين المركز وإدارات المناطق المحلية فإذا كان الأمر كذلك لقلنا مع من قال أن المشكلة إدارية والحل يجب أن يكون إدارياً وبالتالي حلها اللامركزية الادارية فالقضية الكردية أعقد من ذلك بكثير فهي قضية شعب يزيد تعداده على ثلاثة ملايين ونصف تقريباً…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية ومع مناصري ثقافة التسامح واحترام حقوق الانسان ومع أنصار السلم والحرية، نقف مع السوريين ضد الانتهاكات الجسيمة والاعتداءات الصريحة والمستترة على حقوق الانسان الفردية والجماعية، وسياسات التمييز ضد المرأة والطفل، وضد الأقليات، وضد الحرب وضد العنف والتعصب وثقافة الغاء الاخر وتهميشه، وتدمير المختلف، والقيام بكل ما…

نحن، المنظمات الحقوقية الكردية في سوريا، نهنئ الشعب السوري، بجميع مكوناته وأطيافه، على إسقاط نظام الاستبداد، إذ تمثل هذه الخطوة التاريخية ثمرة نضال طويل وتكاتف الشعب السوري ضد آلة القمع، وهي بلا شك نقطة انطلاق نحو بناء سوريا المنشودة. إن سوريا الجديدة، بعد إسقاط النظام البائد، تدخل مرحلة حاسمة، وهي مرحلة البناء والسلام والصفح. لذا، ينبغي أن تسود فيها العدالة…

خليل مصطفى بتاريخ 22/2/1958 (شهر شباط) تم التوقيع على اتفاقية الوحدة (بين مصر وسوريا)، حينها تنازل رئيس الجمهورية السُّورية شكري القوتلي عن الرئاسة (حكم سوريا) للرئيس المصري جمال عبد الناصر (طوعاً)، وقال لـ (جمال عبدالناصر): (مبروك عليك السُّوريون، يعتقد كل واحد منهُم نفسهُ سياسياً، وواحد من اثنين يعتبر نفسهُ قائداً وطنياً، وواحد من أربعة يعتقد بأنهُ نبي، وواحد من عشرة…