واليوم يكاد المرء المتتبع لاْخبار الإنتفاضة السورية على طول الوطن.
ان يستذكر الصحاف بما تتناقله وسائل الإعلام السورية من صحافة وتلفزيون ومحللين وساسة متملقين أذناب النظام , فعندها يعطف المرء على الصحاف , ويبدو للعيان بأنه قد تخرج أي الصحاف من مدرسة النظام السوري واكاديميته في فن صياغة الكذب والخداع والتلاعب بمشاعر الناس , والضحك على اللحى , والمحزن في الاْمر بأنه حتى المشايخ يشاركونه في الكذب وبيع الذمم , واللذين يجب عليهم ان يكونوا ملهما للصدق , والحض على قول كلمة الحق ولو كلفهم ذلك أنفسهم , ومن ثم قيادة الناس لتحقيق العدل ونشر الاْمن والطمآنينة بين البشر , فترى هذا الشيخ المهزلة البوطي الخرف المتخبط في أراءه , الذي يسوق الاْحداث والإحتجاجات ويرجعها كلها بسبب المسلسل السوري (ما ملكت إيمانهم) الذي عرض في شهر رمضان الفائت.
أو لم يشاهد شيخنا الهرم هذا كيف يتم التمثيل بجثث الشهداء والإمعان في ضربها وركلها بشراسة وسحلها بالشوارع , فيا لها من سخرية , فيا للعيب كل العيب من هكذا شيخ , أو ذاك البوق النكرة مفتي الجمهورية كيف به يضحك بملئ فاهه ويصفق كالمهرج عند دخول بشار للمجلس ودماء الشهداء لم تجف بعد ولم توارى الثرى , وكذلك المهرج وبوق السلطة أحمد الحاج علي , وبعد كل الذي يُرتكب من قتل وظلم محيق بأبناء الشعب السوري, يطالعنا اليوم ليقول وبكل قبح وسفاهة , بأنه كانت هناك فجوة بين الشعب والسلطة منذ العام 1963 وحتى اليوم , وكانت هناك أخطاء ويجب تصحيحها , من اين جاءتك هذه النخوة يا سمسار , ألا تخشى من التاريخ وتلحق بالصحاف عاجلاً أم أجلاً, وكذلك مراسل العربية حنا حوشان فحري به أن يترك عمله بشرف كي لا يكون شريكاً في العداء والقتل وطمس الحقيقة , ورئيس تحرير جريدة الثورة علي القاسم , و إلياس مراد رئيس اتحاد الصحفيين السوريين , والمحلل والكاتب السياسي أحمد صوان حدث ولا حرج نفاق ما بعده من نفاق , و كل العاملين في كل قطاعات وسائل الإعلام السوري , والبعض من الممثلين والفنانين السوريين.
بالله عيب وعار عليكم إتقوا الله في أهلكم وإخوانكم وشعبكم , تنحوا أفضل لكم من غضب الشعب ومحاسبته لكم .
أو إبقوا صامتين افضل لكم ولشعبكم الذي يُذبح أمامكم وبدمٍ بارد, وبهذه الببساطة نسيتم أهلكم وإخوانكم.
حقاً إنه لموقف مخز.
ففي البداية اي بداية الإحتجاجات.
فقال النظام حول مجازره في درعا ولكي يبرر عمله ويمنحه شرعية , قال بأنه هناك مؤامرة تحاك للوطن , و هناك مندسين وعملاء, و بعدها وعندما إمتدت الإحتجاجات إلى اللاذقية , اعلن النظام وتوصل إلى حقيقة جديدة
فلتقطعوا الشك باليقين إفتحوا الابواب لجميع الوسائل الإعلامية والمرئية لمتابعة الإحتجاجات بحرية , ومن ثم دعوا الناس والعالم ليحكموا من هو المندس والعميل والقاتل , فا بلأمس وأثناء مداخلة المدسوس وعضو مجلس السخرية أيمن الشامي عبر نشرة أخبار شاشة العربية , اكد بأنه هناك عصابة من الخارج تدير هذه الإحتجاجات, وهناك عصابات مندسة بين الناس تقتل من الطرفين , وأكد بأن عدد القتلى من الشرطة أكثر من المواطنين فيا للعجب ويا للسخرية , طيب كيف لدولة ونظام مثل النظام البعثي السوري تتلاعب به عصابة محدودة بعدة أشخاص , ويا للعجب منتشرة في كل أنحاء الوطن, وبمكان الإحتجاجات بالذات , والله شئ معيب , فها هي السيدة سميرة المسالمة.
رئيس تحرير صحيفة تشرين أُعفيت من منصبها لماذا ؟ لاْنها قالت وبصراحة لاأستطيع أن أكذب , وحملت النظام ورجال الاْمن مسؤلية قتل المحتجين من المواطنين الاْبرياء , فهذه هي حقيقة النظام , وحددها بشار في خطابه الموعود أمام فرقة حسب الله , بأنه من يخلفنا الرآي فهو ضدنا , وهنا لا بد لي من توجيه التحية لموقف هذه السيدة , وستبقى قامتها عالية عند شعبها ووطنها , وهذه هي ضريبة الصدق وقول الحق , وفي النهاية سينتصر الحق وسيُزهق الباطل عاجلاً أم أجلاً.
الصبر والسلوان لعوائل الشهداء , والنصر للشعب السوري بعون الله وجسارة ابناءه الغيارة.