كان للعراق صحاف واحد…. ولكن النظام السوري وأزلامه وإعلامييه كلهم صحاف

مروان حمكو

من منا لا يعرف وزير الإعلام العراقي محمد سعيد الصحاف , وكيف إنه وبتصريحاته الخلبية الكاذبة  أصابت الشارعين العربي والعراقي بإحباط شديد وراحت السكرة وجاءت الفكرة , وإستيقظ الشعب العراقي صباحاً والجيش الاْمريكي من حوله , فيما كان قد توعدها الصحاف بالإبادة وبالتحديد حيث قال الليلة راح تشوفون , وكيف كان يسوق الاْحداث وببراعة حتى من كان يتابعه ويتنصت بإمعانٍ لكلماته المنمقة يصل به حد التصديق , ولكن للأسف لم تكن سوى أكاذيب ونخ في قرب فارغة , اية اكاذيب كانت تلك , فكانت بصدق اكاذيب متعوب عليها, وكان من ورائها اكاديمين محترفين في فن صياغة الكذب , والنكته المضحكة والتي لا تزال حتى اليوم على لسان العامة كلمة العلوج وطريقة شرحه لمعناها,
 وحدث ولا حرج عرضه لمعركة المطار , كان يتحدث عنها ومعه مترجم وكان كلامه بالقطارة فقتل وإعتقل وحرر , وجمع علوج الإستعمار في جرف الصخر , يا له من مسيلمة حقيقي , بل أبعد  وأكثرمن ذلك , وبعدها ومن خلال مقابلة تلفزيونيه له على تلفزيون الجزيرة برر كل اكاذيبه وكان الندم باين عليه , ولكن الندم في مثل تلك الحالة لم يعد ينفع , فكذب على نفسه وشعبه واهله ووطنه ودينه , وسيبقى في ذاكرة الاْجيال على طول الزمن مضرباً للمثل في براعته للكذب والتضليل.

واليوم يكاد المرء المتتبع لاْخبار الإنتفاضة السورية على طول الوطن.

ان يستذكر الصحاف بما تتناقله وسائل الإعلام السورية من صحافة وتلفزيون ومحللين وساسة متملقين أذناب النظام , فعندها يعطف المرء على الصحاف , ويبدو للعيان بأنه قد تخرج أي الصحاف من مدرسة النظام السوري واكاديميته في فن صياغة الكذب والخداع والتلاعب بمشاعر الناس , والضحك على اللحى , والمحزن في الاْمر بأنه حتى المشايخ  يشاركونه في الكذب وبيع الذمم , واللذين يجب عليهم ان يكونوا ملهما للصدق , والحض على قول كلمة الحق ولو كلفهم ذلك أنفسهم , ومن ثم قيادة الناس لتحقيق العدل ونشر الاْمن والطمآنينة بين البشر , فترى هذا الشيخ المهزلة البوطي الخرف المتخبط في أراءه , الذي يسوق الاْحداث والإحتجاجات ويرجعها كلها بسبب المسلسل السوري (ما ملكت إيمانهم) الذي عرض في شهر رمضان الفائت.

أو لم يشاهد شيخنا الهرم هذا كيف يتم التمثيل بجثث الشهداء والإمعان في ضربها وركلها بشراسة وسحلها بالشوارع , فيا لها من سخرية , فيا للعيب كل العيب من هكذا  شيخ , أو ذاك البوق النكرة مفتي الجمهورية كيف به يضحك بملئ فاهه ويصفق كالمهرج عند دخول بشار للمجلس ودماء الشهداء لم تجف بعد ولم توارى الثرى , وكذلك المهرج وبوق السلطة أحمد الحاج علي , وبعد كل الذي يُرتكب من قتل وظلم محيق بأبناء الشعب السوري, يطالعنا اليوم ليقول وبكل قبح وسفاهة , بأنه كانت هناك فجوة بين الشعب والسلطة منذ العام 1963 وحتى اليوم , وكانت هناك أخطاء ويجب تصحيحها , من اين جاءتك هذه النخوة يا سمسار , ألا تخشى من التاريخ وتلحق بالصحاف عاجلاً أم أجلاً, وكذلك مراسل العربية حنا حوشان فحري به أن يترك عمله بشرف كي لا يكون شريكاً في العداء والقتل وطمس الحقيقة , ورئيس تحرير جريدة الثورة علي القاسم , و إلياس مراد رئيس اتحاد الصحفيين السوريين , والمحلل والكاتب السياسي أحمد صوان حدث ولا حرج نفاق ما بعده من نفاق , و كل العاملين في كل قطاعات وسائل الإعلام السوري , والبعض من الممثلين والفنانين السوريين.

بالله عيب وعار عليكم إتقوا الله في أهلكم وإخوانكم وشعبكم , تنحوا أفضل لكم من غضب الشعب ومحاسبته لكم .

أو إبقوا صامتين افضل لكم ولشعبكم الذي يُذبح أمامكم وبدمٍ بارد, وبهذه الببساطة نسيتم أهلكم وإخوانكم.

حقاً إنه لموقف مخز.
ففي البداية اي بداية الإحتجاجات.

فقال النظام حول مجازره في درعا ولكي يبرر عمله ويمنحه شرعية , قال  بأنه هناك مؤامرة تحاك للوطن , و هناك مندسين وعملاء, و بعدها وعندما إمتدت الإحتجاجات إلى اللاذقية , اعلن النظام وتوصل إلى حقيقة جديدة   

بل تأكد له وبشكل لا يقبل الشك حيث قال بشار بأن سبب الإحتجاجات هو طائفي , وهناك من يديرهاذه الإحتجاجات من الخارج , وعلى ما اظن وعندما تشتد الإحتجاجات أكثر لتشمل المناطق الكردية فسيتذرع النظام وليسارع بإعلان أسباب جديدة, ليعلن بعدها بأن المشكلة قومية ومؤامرة خارجية يراد بها إقتطاع جزء من الآراضي السورية , وذلك لتحريض وتفعيل وتأليب الشارع العربي وليتلاعب بمشاعره لتحقيق مآربه وأهدافه , كما فعلها في العام 2004 بعد إلإنتفاضة المباركة التي ذهب جراءها العدد الهائل من الشهداء الكرد , والاْلاف من المعتقلين , ولا يزال الشعب الكردي يعاني من جراءها الويلات , فهذه هي ألبعض من اساليب الاْنظمة الشمولية النازية الشوفينية الحاقدة المتفرة بالسلطة ’ ونهب كل مقومات الوطن وخيراته, ومن ثم ليحيط نفسه بالبعض من المرتزقة والشبيحة والبلطجية ليحافظ على ديمومته , فيخرج كل يوم بقصة جديدة مرة مندسين , وإخرى عصابة ملثميين , ويا للعجب …! لماذا لم ترصد الكاميرة سوى تلك الزاوية فقط …؟ وتهمل إلتقاط صورعمليات القتل العمد وإطلاق الرصاص الحي على المواطنين, بالله عليكم يكفي.

فلتقطعوا الشك باليقين إفتحوا الابواب لجميع الوسائل الإعلامية والمرئية لمتابعة الإحتجاجات بحرية , ومن ثم دعوا الناس والعالم ليحكموا من هو المندس والعميل والقاتل , فا بلأمس وأثناء مداخلة المدسوس وعضو مجلس السخرية أيمن الشامي عبر نشرة أخبار  شاشة العربية , اكد بأنه هناك عصابة من الخارج تدير هذه الإحتجاجات, وهناك عصابات مندسة بين الناس تقتل من الطرفين , وأكد بأن عدد القتلى من الشرطة أكثر من المواطنين فيا للعجب ويا للسخرية , طيب كيف لدولة ونظام مثل النظام البعثي السوري تتلاعب به عصابة محدودة بعدة أشخاص , ويا للعجب منتشرة في كل أنحاء الوطن, وبمكان الإحتجاجات بالذات , والله شئ معيب , فها هي السيدة سميرة المسالمة.

رئيس تحرير صحيفة تشرين أُعفيت من منصبها لماذا ؟ لاْنها قالت وبصراحة لاأستطيع أن أكذب , وحملت النظام ورجال الاْمن مسؤلية قتل المحتجين من المواطنين الاْبرياء , فهذه هي حقيقة النظام , وحددها بشار في خطابه الموعود أمام فرقة حسب الله , بأنه من يخلفنا الرآي فهو ضدنا , وهنا لا بد لي من توجيه التحية لموقف هذه السيدة , وستبقى قامتها عالية عند شعبها ووطنها , وهذه هي ضريبة الصدق وقول الحق , وفي النهاية سينتصر الحق وسيُزهق الباطل عاجلاً أم أجلاً.

الصبر والسلوان لعوائل الشهداء , والنصر للشعب السوري بعون الله وجسارة ابناءه الغيارة.

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين مؤتمر جامع في قامشلو على انقاض اتفاقيات أربيل ودهوك الثنائية لسنا وسطاء بين الطرفين ( الاتحاد الديموقراطي و المجلس الوطني الكردي ) وليس من شاننا اتفقوا او اختلفوا او تحاصصوا لانهم ببساطة لن يتخلوا عن مصالحهم الحزبية الضيقة ، بل نحن دعاة اجماع قومي ووطني كردي سوري عام حول قضايانا المصيرية ، والتوافق على المهام العاجلة التي…

شادي حاجي لا يخفى على أي متتبع للشأن السياسي أن هناك فرق كبير بين الحوار والتفاوض. فالحوار كما هو معروف هو أسلوب للوصول الى المكاشفة والمصارحة والتعريف بما لدى الطرفٍ الآخر وبالتالي فالحوارات لاتجري بهدف التوصّل إلى اتفاق مع «الآخر»، وليس فيه مكاسب أو تنازلات، بل هو تفاعل معرفي فيه عرض لرأي الذات وطلب لاستيضاح الرأي الآخر دون شرط القبول…

إبراهيم اليوسف باتت تطفو على السطح، في عالم يسوده الالتباس والخلط بين المفاهيم، من جديد، وعلى نحو متفاقم، مصطلحات تُستخدم بمرونة زائفة، ومن بينها تجليات “الشعبوية” أو انعكاساتها وتأثيراتها، التي تحولت إلى أداة خطابية تُمارَس بها السلطة على العقول، انطلاقاً من أصداء قضايا محقة وملحة، لا لتوجيهها نحو النهوض، بل لاستغلالها في تكريس رؤى سطحية قد…

شادي حاجي القضية الكردية في سوريا ليست قضية إدارية تتعلق بتدني مستوى الخدمات وبالفساد الإداري وإعادة توزيع الوظائف الادارية بين المركز وإدارات المناطق المحلية فإذا كان الأمر كذلك لقلنا مع من قال أن المشكلة إدارية والحل يجب أن يكون إدارياً وبالتالي حلها اللامركزية الادارية فالقضية الكردية أعقد من ذلك بكثير فهي قضية شعب يزيد تعداده على ثلاثة ملايين ونصف تقريباً…