و فيما يلي نص اللقاء :
انا مرة أخرى اناشد السيد الرئيس الدكتور بشار الاسد ان يدعو الى مؤتمر للحوار و من خلاله الى مؤتمر وطني عام ، فأن ذلك وحده هو الطريق في هذه المرحلة لتسوية أوضاع البلاد و الى اقامة اصلاحات جدية و سريعة و قبل فوات الاوان ، انني أرى بأن المؤتمر الوطني هو الحل الوحيد و الحل الامثل في هذه المرحلة ، و يجب ان لا يستثنى من هذا المؤتمر أية جهة ، اي يجب ان تشارك جميع القوى السياسية و الفعاليات الاجتماعية و رجال الفكر و المثقفين و رجال الدين في هذا المؤتمر العام .
سؤال : هل السلطة في تقديركم الشخصي أو حزب البعث مستعدان لتوجيه هذه الدعوة ، و ما هي المعطيات و الفرضيات التي تعتمدون عليها في توجيه هكذا دعوة ؟
– أنا لا اناشد حزب البعث ، بل أناشد الدكتور بشار الاسد رئيس الجمهورية ، انني ادعوه الى تحقيق هذه الدعوة ، و تحقيق هذا المؤتمر من اجل مصلحة سوريا و مصلحة الشعب السوري ، و انني أرى بأن التاخير فيها يضر بالوحدة الوطنية و يضر بالشعب السوري بشكل عام .
سؤال : في حال لم يتم توجيه هذه الدعوة ، هل هناك من حل آخر أو أقتراح آخر من سيادتكم ؟
– أنا بالنسبة لي هناك هذا الحل الوحيد في هذه المرحلة الراهنة ، الحل الوطني الافضل في هذه المرحلة هو المؤتمر الوطني ، و بتقديري إن اي حل آخر سيكون ناقصا و لن يرضي الجميع .
– لقد طرحت في تلفزيون العربية بأنه يمكن أن يكون هناك تسوية لمشكلة الاكراد في سوريا ، على ماذا اعتمدت في قولك ذاك ؟
– أخي العزيز ، أنا شخصيا أشكر السيد الرئيس على اصداره المرسوم 49 ، و كان هذا بالحق انجازا وطنيا للاكراد في سوريا و لكل السوريين ، لان الاكراد هم جزء من سوريا و ليسوا جزءا منعزلا عنه ، و لكنني أود القول بأن الاكراد ليسوا جزءا منعزلا من سوريا ، و هذا لا يعني بأن مطالبهم أنتهت هنا ، فهم يطالبون كما يطالب الشعب السوري بأجمعه يطالبون بالحرية و يطالبون بالديمقراطية في سوريا ، و هم الى جانب اخوانهم الذين يتظاهرون من اجل هذه المطالب .
سؤال : هذه هي المسألأة الاساسية يا أستاذ حميد حاج درويش ، فكل القياديين إن صح التعبير قالوا أن هذه الصورة التجزيئية او الجزئية غير كافية و لا بد من حل شامل ، و إن المسألة أصبحت مسألة مصلحة وطنية عامة ؟
– أنا مع هذا الرأي ، و لكنني أثمن ما قام به السيد الرئيس بأصداره المرسوم 49 ، كان هذا شيئا جيدا .
سؤال : هنالك من يقول في هذه المسألة ، ما هي الضمانات الفعلية فيما إذا اتخذ قرار بتوجيه عقد مؤتمر وطني عام ، و ما هي الضمانات لتفيذ قرارات المؤتمر بعد انقاده ؟
– الضمانات الفعلية هي الشعب هو الرئيس ، نحن لسنا جهتين نتعاقد على شيء معين ، اننا وطنيون في هذا البلد ، و من ابناء هذا البلد ، التعاقد هو التجاوب الايجابي من الجهتين مع هذا الطرح .
سؤال : ما هي المواضيع التي قد تطرح في هكذا مؤتمر ؟
– بتقديري سوف يطرح الشعب السوري ، و المشاركون فيه كل ما يجول بخاطرهم ، و بالدرجة الاولى و الاساسية : إزالة سيطرة حزب البعث و استئثاره بالحكم ، الذي جعل من نفسه ابن الخانم و ابناء الشعب الاخرين اولاد الجارية ، يجب ان يكونوا كما هم الاحزاب الاخرى في سوريا ، جميع الاحزاب في سوريا سواسية ، و ليكونوا ابناء الخانم إذا ما حصلوا في صناديق الاقتراع على الاكثرية .
سؤال : هناك من يقول بأن مسألة حزب البعث و المادة الثامنة من الدستور ليست بهذه السهولة ؟
– إذا لم تحل هذه المشكلة بتقديري ، هذه المشكلة عفا عليها الزمن ، كان الاتحاد السوفييتي يقول بأن الحزب الشيوعي هو الاوحد ، و انتهى الاتحاد السوفييتي و الحزب الشيوعي معه في مرحلة سابقة ، أما اليوم فنحن في مرحلة أخرى ، نحن بمرحلة الحياة الديمقراطية ، و ليس بمرحلة سيطرة الحزب الفلاني أو الفلاني ، فليأتي حزب ما على سدة الحكم إذا حصل على أصوات الناس أو أصوات الشعب .
سؤال : هل تدعو بصورة أو بأخرى الى مفهوم تغيير الدستور أو حتى تعديله أو الدستور بشكل عام ؟
– لا شك بأنني أطالب بتعديل الدستور بشكل يكون فيه دستورا ديموقراطيا لا يستأثر فيه حزب ما بالحكم في سوريا .
سؤال : ألا يعني هذا بأنكم من أنصار التعددية ؟
– طبعا أنا من أنصار التعددية في سوريا .
سؤال : هناك من يقول بأن التعددية غنى ، و هناك من يقول بأن التعددية هي انقسام ، فكيف تراه حضرتكم ؟
– أعتبر بأن التعددية غنى ، و إن الحزب الواحد يقدم على السيطرة و الاستبداد بدون شك .
شكرا للاستاذ عبد الحميد درويش و ننهي اللقاء بناء على ظروفه الخاصة ، و نتمنى لقاءات أخرى مع سيادتكم في مرات قادمة.
المصدر: موقع الديمقراطي